الرئيس السيسي جدد التذكير بملفات وقضايا محورية.. رسائل ليلة «السبت السعيد»
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
- القبائل والعائلات المصرية تعبر عن نفسها في الذكرى الـ51 لانتصارات أكتوبر
قبل ساعات من بدء احتفال اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية بالذكرى الـ51 لانتصارات السادس من أكتوبر عام 1973، مساء السبت الماضي، بدت العاصمة الإدارية الجديدة كأنها ترتدي أبهى ثيابها استعدادًا لهذا الحدث الوطني الحاشد.الشوارع التي ما زالت تخطّ أحلام الغد على خرائط التنمية والنهضة ازدحمت بملامح الفخر، ظللها الانتماء الوطني، والمشاركون يتوافدون تباعًا، والحشود الجماهيرية تحمل معها روح ذكرى الانتصار المحفور في الذاكرة الجماعية الوطنية، ورموز الدولة ورجالها وقادتها، فيما الكبرياء يحيط بالجميع بفعل ما تحقق من انتقال من تداعيات عدوان 5 يونيو عام 1967، إلى عدو يجرجر أذيال الهزيمة والخيبة، ويلملم أشلاء ضحاياه وهو منكّس الراية.
احتشدت رموز القبائل والعائلات المصرية من مصدر الفخر الوطني، سيناء شرقًا، إلى مطروح غربًا، ومن أعماق الصعيد جنوبًا إلى شمال الدلتا. حتى الأطفال والشباب والشيوخ والنساء حرصوا على أن يكونوا جزءًا من المناسبة الوطنية. امتزجت المظاهر التراثية القبلية والعائلية مع الروح الوطنية خلال توافدهم من جميع المحافظات إلى استاد العاصمة الإدارية الجديدة، وهم يحملون تاريخًا وطنيًا مشتركًا، وانتماءً يتحدى جبروت المؤامرة المستمرة على مصر وشعبها ومؤسساتها حتى الآن.
ليلة استثنائية تجسد خلالها عمق الانتماء والاصطفاف الوطني. خلال احتفال اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية بالذكرى الـ51 لانتصارات أكتوبر، كانت مشاركة عشرات الآلاف في الاحتفال تأكيدًا على وحدة النسيج الوطني، والإرث المشترك من العادات والتقاليد، كسند دائم يدعم الأمة المصرية في أوقات الأزمات، ومصدر فخر وعزة لها في الاحتفاء بالانتصارات. إنه التضامن الذي لا يسقط بالتقادم. كان المشهد استثنائيًا بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار القيادات السياسية والعسكرية والأمنية، فضلًا عن القيادات التنفيذية والشعبية، بينما القبائل العربية تعيد التذكير بحكايات البطولات المتوارثة عبر الأجيال، والانتماء والوفاء لمصر، خلال مسيرة التنمية الوطنية الحالية التي تسير بحب الوطن.
تذكير رئاسي للجميعوتداخلت الألوان والوجوه، واتجهت الأنظار إلى مدرجات ستاد العاصمة الإدارية والمنصة الرئيسية خلال الاحتفال، الذي يعكس حالة الجاهزية الوطنية. روح أكتوبر وانتصاراته تسري في شرايين الجميع، وتجدد التذكير بأن النصر لا يزال مصدر إلهام لمواجهة التحديات الحالية، إقليميًا ودوليًا. أكد الرئيس السيسي، الذي استقبله الحضور بحفاوة، أن هذا اليوم ليس مجرد احتفال، بل رسالة وطنية تؤكد أن الدولة المصرية تسير بثبات نحو أهدافها الكبرى.
وقال الرئيس: «نصر أكتوبر المجيد، عنوان لإرادة شعب قادرة على تحقيق الانتصار مهما كانت التحديات. ذكرى مرور 51 عامًا على النصر ستظل خالدة في الوجدان. افرحوا، فحكاية أكتوبر ملهمة لا تنتهي. النصر لم يكن بسيطًا، كانت خلفه إرادة شعب كامل، رفض الهزيمة وتحدى نفسه وظروفه، بل وتحدى التحدي».
كما يعيد الرئيس التذكير بما كان وبما يحدث الآن للعبرة والعظة، مما يحدث في الجوار من عدوان غاشم: «ما تشاهدونه الآن من غير تفسير كثير، نفس ظروف يونيو 1967. المهتمون بالموضوعات العسكرية -حينها- كانوا يقولون: مستحيل، خط بارليف، والمانع المائي الكبير - قناة السويس. المقارنة لم تكن في صالحنا، لكن الشعب المصري تحدى نفسه وحقق الانتصار. من أجل هذا الانتصار الغالي دفعنا دماء شبابنا ودماء المصريين. لدينا تحديات صعبة، لكن لدينا روح وإصرار على النجاح. بفضل الله سبحانه وتعالى، وبالعمل والإصرار والمتابعة، سنتجاوز كل تحدٍّ، ونصل معًا، بإذن الله، إلى كل ما نتمنى. قادرون على تحقيق الإنجازات. أشكر كل من ساهم في هذه الاحتفالية، سواء من منظمات المجتمع المدني أو اتحاد القبائل. أوجه التحية لكل شعب مصر».
وحرص الرئيس السيسي على تكريم الفدائية السيناوية الحاجة فرحانة، كرسالة شكر عامة للقبائل العربية، تربط الماضي بالحاضر بتضحياتها ودعمها لمؤسسات الدولة الوطنية، كخط دفاع أول عن مصر، وصمام الأمان لحدود الوطن، في المناطق الحدودية التي تنتشر فيها، كما في الوادي والدلتا. جاء ذلك بعد فعاليات موسيقية وغنائية خلال الاحتفال، ووثائقيات حول بطولات القبائل العربية، وأخرى تسجل بطولات أمنية وإنسانية وتنموية وصحية ورياضية. قال الرئيس: «أشكر الفنان محمد منير على مساهمته وإصراره على التواجد في الحفل، وأدعو الله أن يمنحه الصحة».
وحمل احتفال اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية بالذكرى الـ51 لانتصارات أكتوبر رسائل ذات دلالات عميقة، إذ جاء الحدث في ظل تحديات إقليمية ودولية تحيط بالمنطقة، من خلال مشهد الاصطفاف خلف مؤسسات الدولة، أرادت مصر أن تبعث برسائل واضحة بأن وحدتها الداخلية هي سلاحها الأقوى في مواجهة التحديات. أعلنت للعالم أن أمنها القومي يبدأ من تماسكها الداخلي، وأنه صمام أمان في مواجهة كل الأزمات.
مصر، التي حققت المستحيل في الماضي، قادرة على حماية أمنها واستقرارها مهما اشتدت الإشكاليات. كان احتشاد القبائل والعائلات المصرية من كل ربوع مصر ورفع علم مصر الخفاق تأكيدًا على أن مصر ليست فقط دولة مركزية، بل أمة عظيمة غنية بتنوعها وقوتها الكامنة في هذا التنوع، وأن الثقة المتبادلة تتجسد بين المستويين الشعبي والرسمي، وأن مصر الجديدة تُبنى بالشراكة الحقيقية بين مؤسسات الدولة وشعبها.
كان اختيار موقع الاحتفال دقيقًا. لم يكن اختيار العاصمة الإدارية لإقامة الاحتفال صدفة، فهي رمز لإرادة مصر الحديثة في بناء مستقبل يتجاوز كل التحديات، يحمل رسالة بأن مصر لا تتوقف عند أمجاد الماضي، بل تبني عليها حاضرها، وتتأهب لمستقبلها. رسالة بأن الانتصارات مستمرة في ميادين البناء والتنمية، مستلهمة من المعجزة العسكرية التي حققتها القوات المسلحة المصرية في السادس من أكتوبر الروح والعزيمة. كان محيط الحفل بأبراجه الشاهقة ومبانيه الحديثة تعبيرًا عن الربط بين أمجاد الماضي وطموحات الغد، عن معجزة تنموية بإرادة لا تقل صلابة، تؤكد أن الطموح لا ينفصل عن التحدي، وأن استرداد القوة الاقتصادية والسياسية يعتمد على الإرادة الشعبية والمؤسسية نفسها.
رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفالية بانتصارات أكتوبر استهدفت تأكيد أن نصر أكتوبر ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو معلم تاريخي يرسخ في الأجيال أن المستحيل ينكسر أمام العزيمة الشعبية للمصريين، وأن ما تحقق بالأمس يمكن تكراره في كل الميادين، بالتلاحم والاصطفاف الشعبي، وهما جوهر انتصار مصر. الوطن سيظل قويًا ما دامت هذه الروح قائمة، في السلم كما في الحرب.
تقدير مؤسسات الدولة للدور التاريخي للقبائل في حماية حدود مصر ودعم قوات إنفاذ القانون - القوات المسلحة والشرطة المدنية - يبرز أن القبائل والعائلات المصرية أحد حراس الأمن القومي. أن دور اتحاد القبائل العربية كمكون أهلي وتنموي يسهم في تعميق روح الانتماء بين أبناء القبائل والدولة. التعاون المستمر بين القبائل ومؤسسات الدولة يعكس وحدة النسيج الاجتماعي، ويبرز أن التنوع الإثني والثقافي عامل قوة لا ضعف.
الرسائل شددت على أن تحدي البناء لا يقل أهمية عن معركة السلاح، وأن مصر تخوض حاليًا حربًا من نوع آخر تهدف إلى تأسيس مستقبل يليق بأبنائها في الجمهورية الجديدة، مصر الجديدة تُبنى على الثقة والشراكة بين القيادة والشعب، وأن كل إنجاز يتحقق هو ثمرة هذا التلاحم الذي لا ينفصل عن قيم أكتوبر المجيدة. لم تتوقف رسائل الرئيس السيسي عند هذا الحد، بل خاطبت الشباب المعني بحمل الراية كما حملها أجداده، ليواصل مسيرة البناء، ترجمةً لإرادة مصر في التطور والتجديد وتجسيدًا لروح أكتوبر التي ترفض الاستكانة أو التراجع.
رسائل الرئيس السيسي تعكس أن الإصرار والتحدي هما الطريق نحو النصر في كل المجالات، أبرزت أهمية التكاتف الشعبي في تحقيق الإنجازات الكبرى، وأكدت أن كل مصري هو شريك في حماية الوطن وبنائه.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: انتصارات أكتوبر العاصمة الإدارية الجديدة الرئيس السيسي الرئيس عبد الفتاح السيسي ذكرى انتصارات أكتوبر القبائل والعائلات المصرية اتحاد القبائل العربية اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية استاد العاصمة الإدارية الجديدة قضايا محورية التنمية والنهضة القبائل والعائلات المصریة اتحاد القبائل العربیة العاصمة الإداریة الـ51 لانتصارات الرئیس السیسی أن مصر
إقرأ أيضاً:
هالة السعيد: التكنولوجيا المالية ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر
أكدت الدكتورة هالة السعيد، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية، أن التكنولوجيا المالية تلعب دورًا محوريًا في دعم التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة، وذلك من خلال تبسيط المعاملات المالية وتعزيز الشمول المالي.
وأشارت خلال كلمتها في المؤتمر الدولي السنوي لمعهد التخطيط القومي، إلى أن التكنولوجيا المالية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالشركات الناشئة، حيث تسهم بشكل كبير في توفير التمويلات، مما يعزز ريادة الأعمال، ويساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وخفض معدلات الفقر.
وأضافت أن ارتفاع معدلات الفقر يرتبط بانتشار العمالة غير اللائقة التي لا تضيف قيمة حقيقية للمجتمع، مشيرة إلى أن قطاع التكنولوجيا المالية يعد من أكثر القطاعات جذبًا للاستثمارات في مصر خلال السنوات الخمس الماضية.
كما أوضحت أن عدد شركات التكنولوجيا المالية شهد زيادة بنسبة 5.5% منذ عام 2018 وحتى نهاية عام 2024، نتيجة لتوجه الدولة نحو تعزيز الشمول المالي.
وجاءت تصريحات السعيد خلال فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الدولي السنوي لمعهد التخطيط القومي، والذي يُعقد تحت عنوان "الابتكار والتنمية المستدامة"، ويستمر لمدة يومين في 24 و25 يونيو 2025.
ويشارك في المؤتمر عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ورئيس مجلس إدارة المعهد، إلى جانب مجموعة من متخذي القرار، وصناع السياسات، والخبراء المتخصصين، والأكاديميين، وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالابتكار والبحث العلمي.
ويتناول المؤتمر أربعة محاور رئيسية، أولها تقييم أوضاع المنظومة الوطنية للابتكار في مصر لدعم التنمية المستدامة، يليه محور توظيف الابتكار لدعم التنمية المستدامة، ثم محور التطبيقات الوطنية الابتكارية، وأخيرًا محور الخبرات والممارسات الدولية في حوكمة الابتكار وتعزيز دوره في التنمية.
تشمل الأوراق البحثية والنقاشات في اليوم الأول قضايا تتعلق بالأبعاد التنموية للبحث العلمي والابتكار، وتحديات بيئة الأعمال أمام الشركات الناشئة، وتجارب حوكمة التقنيات الناشئة، ودور الابتكار الأخضر والغذائي في مواجهة تغير المناخ، إضافة إلى تشريعات الذكاء الاصطناعي كأداة لدعم الاقتصاد الأخضر.
أما فعاليات اليوم الثاني، فتتناول السياسات الدولية للابتكار الاجتماعي، وتنمية رأس المال البشري، ودور الابتكار في تمكين المرأة في الزراعة، وأهمية التمويل التنافسي لدعم البحث والتطوير، بجانب استعراض دور التكنولوجيا المالية في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
كما تشمل الجلسات تجارب المختبرات التنظيمية للذكاء الاصطناعي، وتطوير نماذج أعمال الابتكار المسؤول، وتأثير الابتكار على التنمية الصناعية، وتوطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، وآليات تمويل المناخ المبتكرة بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر.