يمانيون – متابعات
واصل طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 27 أُكتوبر، خلال 2015م، و2017م، ارتكاب جرائم الحرب ضد الإنسانية، بغارات وحشية مباشرة على المنازل والأحياء السكنية، والسيارات في الطريق العام، بمحافظات صنعاء وصعدة وتعز.

أسفرت عن 4 شهداء، و38 جريحاً، بينهم 4 أطفال، وتشريد عشرات الأسر، من منازلها، وترويع الآمنين، وخسائر وأَضرَار في الممتلكات، وقطع الطرقات، ومضاعفة المعاناة، في ظل تغافل أممي ودولي مكشوف.

وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:

27 أُكتوبر 2015.. 18 جريحاً بقصف غارات العدوان لمنزل أمين محلي جحملية تعز:

في مثل هذا اليوم 27 أُكتوبر 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل أمين عام المجلس المحلي بالجحملية، محافظة تعز، بغارات وحشية، أسفرت عن 18 جريحًا بينهم أطفال، ودمار وأَضرَار في المنزل والمنازل والممتلكات المجاورة.

في هذا اليوم المشؤوم، كانت عائلة أمين المجلس المحلي تقضي وقتها المعتاد في حياة آمنة وسكينة وهدوء وراحة بال، ولكن غارات العدوان قلبت المشهد تماماً، وحولت ضحكات الأطفال وأنشطة الأسرة إلى مشهد مأساوي، وصرخات ألم ودموع.

18 جريحاً، بينهم أطفال، سقطوا ضحايا لهذا الاعتداء البشع، المنازل المجاورة لم تسلم من ويلات القصف، حَيثُ دمّـرت جدرانها، وتحولت أحلام ساكنيها إلى رماد، وفقدت نوافذها وتساقطت بعض أسقفها، وخرج منها أهلها يلوذون بالفرار طلبًا للنجاة.

بين الأنقاض، يحاول الناجون انتشال ما تبقى من حياتهم، وهم يحملون في قلوبهم جراحاً لن تندمل بسهولة، صور الأطفال الجرحى، وصرخات الأُمهات الحائرات، رسمت لوحة مأساوية تعكس حجم المعاناة التي يعيشها اليمنيون جراء هذا العدوان المتواصل.

من فوق الدمار تتحدث عجوز كبيرة في السن وهي تبكي وتمسح دموعها بيد ترتعش قائلةً: “العدوان استهدفنا ونحن في المنزل آمنين ومن أمس ما قدر أكل ولا أشرب، مرعوبة من الطائرة، التي غمت عليها، وشاهدت الموت أمام عيني”.

بدورة يقول كهل جريح مضرج بالدماء معصوب رأسه بشاشات الجراح وهو يمسك برأس بنته الجريحة بشظايا الغارات: “الطيران استهدف البيت بـ 2 صواريخ، ودمّـر كُـلّ شيء، الغسالات والثلاجة، والنوافذ والفراش، نسأل الله أن ينكس كبرياءهم، وأن يهلك حرثهم ونسلهم وأن يطمس أموالهم ويبدد ملكهم، إنه على كُـلّ شيء قدير، هؤلاء أعداء الله والإسلام والمسلمين، ما ذنب هذه الطفلة وغيرها؟”.

هذا الجريمة، كغيرها من جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها غارات العدوان، تبرز حجم الوحشية التي تمارس بحق الشعب اليمني، وتؤكّـد أن أهداف العدوان تتجاوز مُجَـرّد الصراع على النفوذ والسيطرة والاحتلال، لتصل إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بشكل متعمد، وعن سابق إصرار وترصد.

27 أُكتوبر 2015.. 9 جرحى في جريمة لغارات العدوان على منزل شرف الدين ومنازل مجاورة بصنعاء:

وفي يوم 27 أُكتوبر 2015م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل القاضي أحمد شرف الدين ومنازل مجاورة بحي الجراف الشرقي مديرية شعوب، أمانة العاصمة صنعاء، بغارات مباشرة، أسفرت عن 9 جرحى، وتدمير عدد من المنازل والممتلكات، وأَضرَار واسعة في الحي، وتشريد ونزوح عشرات الأسر، وحالة من الخوف في نفوس الأطفال والنساء، وترويع الأهالي.

بعد نفاد بنك الأهداف العسكرية، طيران العدوان يستهدف الأعيان المدنية، دمار كامل بمنزل المواطن محمد أحمد شرف الدين، ودمار جزئي بمنزل القاضي أحمد عبد القادر شرف الدين، والحصيلة 9 جرحى وتدمير مستقبل عدة أسر، لكن رغم ذلك يؤكّـد الأهالي النازفة جراحهم كلنا نفدي الوطن، ويبقى الصمود وتبقى اليمن.

منزل القاضي شرف الدين ومنازل مجاورة تتحول إلى أنقاض:

كان منزل القاضي أحمد شرف الدين، كغيره من المنازل في الحي، ملاذاً آمناً لعائلته، إلا أن هذا الملاذ تحول في لحظة إلى جحيم، عندما استهدفته غارات العدوان بشكل مباشر، الدمار لم يقتصر على منزل القاضي، بل امتد إلى المنازل المجاورة، تاركاً وراءه مشهداً مروعاً من الدمار والخراب.

أطفال مرعوبون ونساء باكيات:

نتيجة لهذا القصف الوحشي، سقط 9 جرحى، بينهم أطفال ونساء، وأُجبرت عشرات الأسر على ترك منازلها والنزوح إلى أماكن آمنة، أصوات الصراخ والبكاء كانت تعلو في الحي، بينما كان الأطفال يختبئون في رعب من أصوات انفجارات الغارات.

من بين المنازل التي دمّـرت بشكل كامل، كان منزل المواطن محمد أحمد شرف الدين جدرانه انهارت، وأثاثه تحول إلى أشلاء، وممتلكاته ذهبت أدراج الرياح، هذا الدمار الشامل حرم عائلة محمد من مأواها، وتركهم بلا مأوى في الشارع.

رغم كُـلّ هذا الدمار والمعاناة، ظل الأهالي متماسكين، مؤكّـدين على تمسكهم بأرضهم ووطنهم، فبالرغم من نزف جراحهم، إلا أنهم أكّـدوا على أنهم سيواصلون الصمود في وجه العدوان، وأن اليمن ستبقى شامخة.

يقول أحد الأهالي: “3 غارات دمّـرت 3 منازل بشكل كامل في حي الجراف، وتضرر العديد من المنازل المجاورة، والناس نائمون، ماذا تريدون من الشعب اليمني؟ هذه الجرائم توحدنا في مواجهتكم وستكون سبب زوالكم وهزيمتكم، وبيننا الجبهات”.

هذا الجريمة، كغيرها من الجرائم التي ترتكبها قوى العدوان، تعكس حجم الوحشية التي تُمَارَسُ بحق الشعب اليمني؛ فبعد نفاد بنك الأهداف العسكرية، لجأ العدوّ إلى استهداف المدنيين ومنازلهم، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

تظل صور الدمار والخراب في حي الجراف الشرقي عالقة في الأذهان، وشاهدة على حجم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني، فهل ستستمر هذه المأساة؟ وهل سيظل العالم صامتاً أمام هذه الجرائم؟

27 أُكتوبر 2015.. 7 جرحى بغارات العدوان على مستشفى حيدان الريفي بصعدة:

وفي يوم 27 أُكتوبر، 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، مستشفى حيدان الريفي الوحيد بمديرية حيدان محافظة صعدة، بعدد من الغارات الوحشية، أسفرت عن 7 جرحى، وتدميره بالكامل، بما في ذلك الأجهزة والمعدات الطبية، هذا يعني حرمان الآلاف من المرضى والجرحى من حقهم في الحصول على الرعاية الصحية، وتعرضهم لمخاطر الإصابة بالأمراض والأوبئة؛ نتيجة الأسلحة المحرمة دوليًّا وسوء التغذية.

في هذه الجريمة طيران العدوان ينتقي المستشفى الوحيد في المنطقة، بأربع غارات على الأمل، الذي يعيش به البسطاء، في جريمة حرب لا تعترف لليمنيين بحق الحياة، وتحاول تسليط الموت سلاحًا فتاكًا من كُـلّ مكان.

كان مستشفى حيدان، بالنسبة لسكان المنطقة، أكثر من مُجَـرّد مبنى يقدم الخدمات الطبية، كان رمزاً للأمل، ملاذاً آمناً للمرضى والجرحى، وخُصُوصاً في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، إلا أن هذا الأمل تحول إلى كابوس عندما استهدفته غارات العدوان بشكل متكرّر.

معاناة لا تنتهي وجرائم بلا عقاب:

تسببت الحرب في انتشار الأوبئة والأمراض في المنطقة؛ نتيجة لاستخدام الأسلحة المحرمة دوليًّا، مثل القنابل العنقودية، وتلوث المياه والتربة، بالإضافة إلى ذلك، فَــإنَّ الحصار المفروض على اليمن أَدَّى إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية؛ مما زاد من معاناة المرضى.

استهداف مستشفى حيدان يعد جريمة حرب واضحة، حَيثُ يستهدف العدوان المدنيين والبنية التحتية المدنية، هذه الجريمة، كغيرها من الجرائم التي ترتكبها قوات العدوان، تؤكّـد أن الهدف من هذا العدوان هو تدمير اليمن وقتل شعبه وتجويعه، واحتلال أراضيه ونهب مقدراته وثرواته.

صوت صرخات الجرحى، وأنين المرضى، ودموع الأهالي، يشكل لحناً مأساويًّا يعكس حجم المعاناة التي يعيشها اليمنيون، فهل سيتوقف العدوان؟ وهل سيجد العالم الوقت لإنهاء هذه المأساة؟

يقول أحد الأطباء: “في الساعة الحادية عشرة مساءً، كنا في الطوارئ نقدم الخدمات لحالة أحد المواطنين جريح بضرب طيران، وجهزناه وغادر نحو منزله لنتجه نحو السكن لتناول العشاء، وفي لحظة شعرت بالباب والطاقة عليا، والزملاء كانوا موجودين، فخرجنا على الفور فتم استهداف المستشفى بـ 7 غارات، وهو المستشفى الوحيد لأربع مديريات، على مدار 24 ساعة، ونحن أطباء تبع منظمة أطباء بلا حدود”.

إن استهداف المستشفيات والمدنيين جريمة ضد الإنسانية، ولا يمكن السكوت عليها، يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته، وأن يتخذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان على اليمن، وتقديم الجناة إلى العدالة.

27 أُكتوبر 2017.. 8 شهداء وجرحى نصفهم أطفال بغارات العدوان على سيارات المواطنين بصعدة:

وفي يوم 27 أُكتوبر، 2017م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، سيارات المواطنين بالطريق العام بمنطقة آل عمار مديرية الصفراء، محافظة صعدة، بعدد من الغارات الوحشية، أسفرت عن 4 شهداء بينهم طفلان و4 جرحى بينهم طفلان أَيْـضاً، في جريمة حرب ومجزرة مروعة بحق الطفولة يندى لها جبين الإنسانية.

أمام طيران العدوان قائمة أهداف عسكرية استراتيجية منها قطع الطريق العام على الآمنين، وتحت سماء تحليقها تمر سيارات مواطنين على متنها أطفال ومعيليهم، يمثلون هدفًا لا مفر منه، فيلقي الطيران حمولة حقده وجرمه صواريخ وقنابل متفجرة مدمّـرة على رؤوس المدنيين، فتحولهم إلى مجزرة مروعة، نثرت الأشلاء والدماء والجثث والشظايا والدمار والحديد المحترق على أرجاء الطريق، تلاها تصاعد أعمدة الدخان والغبار وفوح رائحة الموت الزعاف، وصرخات جرحى يستغيثون بمن يسعفهم، من حرابة سعوديّة أمريكية متواصلة بحق الشعب اليمني، أمام مرأى ومسمع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والقانون والدولي العام والإنساني وكل المواثيق والاتّفاقيات الحبرية الكاذبة على الأوراق والأروقة والطاولات.

رحلة الموت:

أطفال أبرياء تنزع أرواحهم وتجرح أجسادهم، كان من المفترض أن يكونوا يلعبون في قراهم أَو يذهبون إلى مدارسهم، إلا أن العدوان شاء لهم أن يصبحوا ضحايا لحرب هم أبرياء منها، ففي لحظة، تحولت حياتهم إلى رماد، وأجسادهم الصغيرة إلى أشلاء ممزقة.

كانت السيارات تسير بسلام على الطريق العام، تحمل آمال وأحلام أصحابها، في رحلة، إلا أن الموت كان ينتظرهم من السماء، فجأة، هطلت القنابل والصواريخ من متن طائرة حربية على رؤوسهم، وتحولت سياراتهم إلى قبور جماعية.

في مشهد مروع، تناثرت أشلاء الضحايا على الطريق، وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود، وسمعت صرخات الجرحى تطلب النجدة، كانت الصورة كأنها من فيلم رعب، إلا أنها للأسف حقيقة مأساوية يعيشها الشعب اليمني يوميًّا.

هنا طفل كان على متن دراجة نارية استهدفته غارة العدوان وحولت جسده إلى أشلاء وكومة لحم، بعرض خردة حديد مدمّـر، من حولها الغبار والدمار والأتربة والشظايا، وبالقرب منه سيارة تشتعل فيها النيران، وداخلها جثتان متفحمتان، ودراجة أخرى لم تعد فوقها جثة سائقها سوى جزء من قدمه المبتورة.

يتوافد الأهالي وتمر السيارات من نفس المكان، ويقول أحدهم وهو ينتشل أحد الجرحى من فوق الأرض: “هذه الجرائم لا تزيدنا إلا قوة وبأسًا، وضربهم هذا يحيي فينا الجهاد في سبيل الله والنفير العام، هؤلاء مسافرون مارة مستضعفون”.

هذه الجريمة البشعة تعد جريمة حرب بكل المقاييس، وارتُكبت في وضح النهار، حَيثُ استُهدف المدنيون بشكل مباشر، دون أي مبرّر عسكري، فكيف يمكن تبرير قتل الأطفال الأبرياء؟ وكيف يمكن تبرير استهداف المدنيين العزل؟

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: بحق الشعب الیمنی العدوان السعودی أحمد شرف الدین طیران العدوان غارات العدوان استهدف طیران الطریق العام منزل القاضی العدوان على هذا الیوم جریمة حرب أسفرت عن أ کتوبر إلا أن

إقرأ أيضاً:

كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)

سلط مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط الضوء على التقارب الروسي الحوثي في اليمن، في ظل الصراع والتجاذبات التي تشهدها اليمن والمنطقة على مدى العقد الأخير.

 

وقال المركز في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن الكرملين عزز مؤخرًا اتصالاته مع الحوثيين في اليمن، مما زاد الآمال في إمكانية استخدام نفوذه معهم للمساعدة في إيجاد تسوية للصراع هناك. إلا أن موسكو، في الوقت الحالي، غير راغبة ولا قادرة على كبح جماح الحوثيين.

 

وأضاف "في الأسبوع الماضي، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في موسكو مع نظيره اليمني، رشاد العليمي. وتعول الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا على تلقي مساعدات اقتصادية وغذائية من روسيا، وتأمل على الأرجح أن تستخدم موسكو نفوذها لدى الحوثيين لتحسين الوضع في البلد الذي مزقته الحرب".

 

وتطرق التقرير إلى الصراع في اليمن منذ عقد ممثلا بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا بدعم السعودية، وجماعة الحوثي المدعومة من إيران والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لانفصال جنوب اليمن عن شماله بدعم وتمويل إماراتي.

 

وحسب التقرير فإن موسكو ليست في عجلة من أمرها لإغداق اليمن بالمساعدات الإنسانية، لكنها مستعدة لمناقشة التعاون في بعض المجالات، مثل استكشاف حقول النفط اليمنية. كما يعتزم البلدان تكثيف العمل المشترك في قطاع الوقود والطاقة بشكل عام، وهو ما اتفق عليه مؤخرًا نائب وزير الطاقة الروسي، رومان مارشافين، والسفير اليمني لدى موسكو، أحمد الوحيشي.

 

وأوضح أصبحت اليمن أيضًا من أكبر مستوردي الحبوب الروسية، حيث اشترت حوالي مليوني طن العام الماضي. ومن المقرر عقد الاجتماع الأول للجنة الحكومية الروسية اليمنية المشتركة هذا العام. إلا أن القضية الرئيسية في العلاقات بين البلدين تظل مشاركة موسكو المحتملة في تسوية الحرب الأهلية اليمنية.

 

وتاعب "لسنوات عديدة لم يكن لروسيا أي اهتمام خاص بالنزاع، ولم تدعم طرفًا على حساب آخر. ولا يزال المسؤولون الروس يؤكدون على موقفهم المتساوي، حيث يعقدون اجتماعات منتظمة مع ممثلي كل من الحكومة المعترف بها دوليًا والحوثيين، بالإضافة إلى الانفصاليين الجنوبيين. ولكن منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، بدأ الحوثيون، بأيديولوجيتهم المتشددة المعادية للغرب وهجماتهم على السفن الغربية المارة، يجذبون اهتمامًا خاصًا من الكرملين، لدرجة تطوير التعاون العسكري.

 

وأشار إلى أن مستشارين عسكريين يعملون من جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي (GRU) في صنعاء، ويتزايد عدد تقارير خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن محاولات تهريب أسلحة إلى اليمن بخصائص وعلامات تقنية مماثلة لتلك المصنعة في روسيا.

 

في خريف العام الماضي، تبيّن أن الجانب الروسي كان يجري محادثات مع الحوثيين (عبر وسيط إيراني) بشأن نقل صواريخ ياخونت المضادة للسفن (المعروفة أيضًا باسم P-800 Oniks). أحد المفاوضين من الجانب الروسي هو فيكتور بوت، الذي حُكم عليه سابقًا بالسجن خمسة وعشرين عامًا في الولايات المتحدة بتهمة الاتجار غير المشروع بالأسلحة، ولكن أُطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى بين موسكو وواشنطن عام 2022. حسب التقرير

 

وطبقا للتقرير فقد أثبت الحوثيون فائدتهم للكرملين، وذلك بالأساس لأنهم يصرفون انتباه الغرب وموارده عن دعم أوكرانيا. إضافةً إلى ذلك، تبدو فرصهم في الحرب الأهلية جيدة حاليًا: فقد عززت الغارات الجوية الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل على اليمن الدعم الشعبي للحوثيين. بدورهم، يواصلون قصف الأراضي الإسرائيلية، ومن المحتمل أن تكون موسكو متورطة هنا أيضًا، حيث تزودهم ببيانات الأقمار الصناعية.

 

في المقابل، دعم الحوثيون موسكو في قضايا تهمها، مؤيدين ادعاءاتها بتزعمها زعيمة معاداة الغرب عالميًا. ووفقًا للمتمردين اليمنيين، على سبيل المثال، فإن الحرب في أوكرانيا كانت بسبب السياسة الأمريكية. في صيف عام 2024، تضافرت جهود روسيا والحوثيين لخداع مئات اليمنيين ودفعهم للقتال في أوكرانيا، كما جاء في التقرير.

 

ورغم نفيها رسميًا تقديم أي دعم عسكري للحوثيين، يؤكد التقرير أن روسيا، إلى جانب إيران، من الدول القليلة التي تتفاعل بنشاط مع الحوثيين، بما في ذلك على المستوى الدبلوماسي. وتقول قيادة الحوثيين إنها تشترك مع روسيا في أهداف مشتركة في الشرق الأوسط، وقد دعت موسكو واشنطن إلى إعادة النظر في قرارها بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.

 

وأردف "هذا التقارب بين موسكو والحوثيين يجعل من المهم للأطراف الأخرى في الصراع اليمني بناء اتصالات مع روسيا أيضًا. بالإضافة إلى الزيارة الرئاسية إلى موسكو الأسبوع الماضي، التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بالسفير الوحيشي أربع مرات هذا العام وحده. وتتوقع الحكومة اليمنية الرسمية بوضوح أن يتمكن الكرملين من المساعدة في تحسين الوضع في البلاد، بما في ذلك كبح جماح أنشطة الحوثيين المتطرفة في الداخل.

 

"على أي حال، ليس هناك من يلجأ إليه سوى موسكو. حتى وقت قريب، كانت الحكومة اليمنية الرسمية تأمل أن تُمكّنها الغارات الجوية الأمريكية من شن عملية برية ناجحة ضد المتمردين واستعادة السيطرة على الأراضي التي خسرتها. لكن التوقف السريع للعملية الأمريكية في أوائل مايو أظهر أن الأمريكيين ليسوا مستعدين للتورط في صراع طويل الأمد مع أنصار الله، خاصة في ظل المفاوضات الجارية مع إيران" طبقا للتقرير.

 

وختم مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق تقريره بالقول "الآمال المعقودة على دعم روسيا لحل الصراع في اليمن على الأرجح غير مبررة، فالحرب في أوكرانيا تستنزف موارد موسكو بشكل كبير، والكرملين بالتأكيد غير مستعد لإعادة توجيه هذه الموارد إلى الحرب الأهلية في اليمن. على العكس من ذلك، فإن نجاح الحوثيين، الذين شلّوا حوالي 12% من التجارة الدولية، مما شتت انتباه الغرب، يناسب الجانب الروسي تمامًا. بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا العام الماضي، لم يتبقَّ لروسيا الكثير من الحلفاء في الشرق الأوسط، وهي غير مستعدة للمخاطرة بالقلة المتبقية من أجل الاستقرار الدولي".

 

 


مقالات مشابهة

  • دقائق فصلت حجاج اليمن عن ضربة إسرائيلية لطائرة كانت ستقلهم من مطار صنعاء إلى جدة!
  • كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • غارات ومجازر بحق الجائعين : 34 شهيداً بنيران العدو الصهيوني بقطاع غزة منذ الفجر
  • ارتفاع ضحايا الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 54470 شهيدا
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 54 ألفا و470 شهيدا
  • مجلة أمريكية : صواريخ اليمن تربك كيان الاحتلال… وواشنطن تنأى بنفسها
  • ارتفاع ضحايا الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 54418 شهيداً
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى 54 ألفا و418 شهيدا
  • الخديعة الامريكية في المفاوضات النووية ماهي خسارة ايران التي لايمكن تعويضها
  • عاجل| مراسل الجزيرة: 30 شهيدا و120 مصابا في إطلاق نار إسرائيلي على شبان قرب موقع مساعدات أمريكية غرب رفح