هل يؤثر تناول الفستق على صحة العينين.. دراسة تكشف التفاصيل
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
كشفت نتائج دراسة حديثة أجريت في جامعة تافتس أن تناول وجبة يومية من الفستق قد يحمي العين من مشاكل الرؤية المرتبطة بالعمر، من خلال تعزيز المركبات الوقائية المهمة في الشبكية.
وبعد إجراء الدراسة وجد باحثون في أن الذين تناولوا فقط أونصتين (56 غراماً) من الفستق يومياً لمدة 12 أسبوعاً أظهروا تحسناً كبيراً في صحة أعينهم، مقارنة بمن حافظوا على نظامهم الغذائي المعتاد.
وركزت الدراسة على قياس أصباغ وقائية خاصة في شبكية العين، وتعمل هذه الأصباغ الواقية، المعروفة باسم الصبغة البقعية، مثل النظارات الشمسية الداخلية للعينين.
وهي تساعد في تصفية الضوء الأزرق الضار، وحماية شبكية العين من التلف، الذي قد يؤدي إلى الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD)، وهو أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر لدى كبار السن.
وأفادت الدراسة بأن ما يجعل الفستق مميزاً هو أنه المكسرات الوحيدة التي تحتوي على كميات كبيرة من اللوتين، وهو مركب مفيد يتراكم في شبكية العين، لتكوين هذه الأصباغ الواقية.
وفي حين تعتبر الخضروات الورقية الخضراء عادةً المصدر المفضل للوتين، إلا أن الفستق قد يوفر ميزة مميزة: حيث يمكن لمحتواه الطبيعي من الدهون أن يساعد الجسم على امتصاص اللوتين بشكل أكثر فعالية.
وشملت الدراسة 36 شخصاً يتمتعون بصحة جيدة، أعمارهم بين 40 و70 عاماً، والذين يستهلكون عادةً كميات قليلة من الأطعمة التي تحتوي على اللوتين.
وأضاف نصف المشاركين أونصتين من الفستق غير المملح إلى نظامهم الغذائي اليومي، بينما حافظ النصف الآخر على عاداتهم الغذائية المعتادة.
وبعد 6 أسابيع فقط، أظهرت مجموعة الفستق تحسناً ملحوظاً في مستويات الصبغة البقعية، وظلت هذه الفوائد ثابتة حتى نهاية الدراسة التي استمرت 12 أسبوعاً. وفي الوقت نفسه، لم تظهر مجموعة التحكم أي تغييرات كبيرة.
وقال الباحثون: "تشير نتائجنا إلى أن الفستق ليس مجرد وجبة خفيفة مغذية، إنه يوفر أيضاً فوائد كبيرة لصحة العين، وهي مهمة مع تقدم الناس في العمر".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفستق شبكية العين النظارات الشمسية الضمور البقعي فقدان البصر كبار السن المكسرات
إقرأ أيضاً:
دراسة علمية: الإمارات تمثل انطلاقة لتحول جذري في مستقبل الزراعة
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةكشف فريق بحثي دولي خلال دراسة رائدة نُشرت في مجلة «ساينس»، إحدى أبرز المجلات العلمية في العالم، عن أن المجتمعات الميكروبية الكامنة تحت سطح التربة الصحراوية قد تمثل مفتاحاً لتحول جذري في مستقبل الزراعة المستدامة، بدءاً من دولة الإمارات العربية المتحدة.
فعلى الرغم من أن التربة الجافة والمتدهورة قد تبدو خاملة، فإن ما يجري في أعماقها يروي قصة مغايرة، قصة تبادل حيوي مستمر بين جذور النباتات والميكروبات المحيطة بها، تتشكّل من خلاله علاقة تفاعلية تؤثر في الطرفين بطرق دقيقة لكنها ذات أثر بالغ.
وتتناول الورقة العلمية الجديدة، التي شارك في إعدادها باحثون من الجامعة الأميركية في الشارقة، هذا التفاعل المعقد، وتقترح نموذجاً زراعياً جديداً قائماً على علم البيئة ومدعوماً بأبحاث امتدّت لعقود.
وقد جاءت الدراسة ضمن جهد علمي استمر عاماً كاملاً على علم البيئة، وضم الدكتور جون كليرونوموس، أستاذ الأحياء والكيمياء والعلوم البيئية، نائب عميد البحث العلمي والابتكار في كلية الآداب والعلوم بالجامعة الأميركية في الشارقة، إلى جانب الأساتذة قوانغتشو وانغ، فوسو زانغ وجونلينغ زانغ من جامعة الزراعة الصينية، والأستاذ ويم فان دير بوتن من المعهد الهولندي لعلم البيئة وجامعة فاخينينغن.
تركز الدراسة على مفهوم «التغذية الراجعة بين النبات والتربة»، الذي يوضح كيف تسهم النباتات، من خلال جذورها وإفرازاتها الكيميائية، في تشكيل المجتمعات الميكروبية في التربة، والتي تؤثر بدورها على قدرة النباتات في امتصاص المغذيات والمياه، ومقاومة الأمراض. وتعتمد فعالية هذه الحلقة التفاعلية على كيفية إدارتها، ما قد يُضعف النظام الزراعي أو يعززه.
وبالنسبة لدولة الإمارات، حيث تُواجه الزراعة تحديات مثل ملوحة التربة، وانخفاض نسبة المواد العضوية، وندرة المياه العذبة، فإن هذا النموذج يوفر مساراً عملياً نحو زراعة أكثر استدامة.
ويعمل الدكتور كليرونوموس وفريقه في الجامعة حالياً على تطبيق هذا النموذج في تجارب ميدانية تُستخدم فيها لقاحات ميكروبية، والتي هي فطريات أو بكتيريا نافعة تُضاف إلى التربة لدعم صحة النبات، إلى جانب محفزات حيوية طبيعية تساعد النباتات على النمو وتحسين مقاومتها للحرارة والتربة الفقيرة.
وتُجرى حالياً تجارب على محاصيل صحراوية مثل القمح ونخيل التمر، لقياس أدائها تحت ظروف بيئية قاسية عند دعمها بالميكروبات المناسبة.
وقال الدكتور كليرونوموس: «لطالما شكّلت العلاقة بين النباتات والميكروبات عنصراً حيوياً في النظم البيئية، لكن الفارق الحقيقي يكمن في كيفية إدارة هذه العلاقة، خصوصاً في البيئات الهشة. هذا البحث يدفعنا لإعادة التركيز من الإنتاج السريع إلى استدامة وظائف التربة على المدى الطويل».
وتُعيد الدراسة أيضاً تسليط الضوء على تقنيات الزراعة التقليدية مثل تدوير المحاصيل، والزراعة المختلطة، والحراثة المحدودة، باعتبارها ممارسات مدروسة بيئياً، تُسهم في تعزيز الحياة الميكروبية داخل التربة.
وقالت الدكتورة جونلينغ زانغ من جامعة الزراعة الصينية وأحد المشاركين في إعداد الدراسة: «تمثل الحياة الميكروبية مورداً غير مُستغل بالشكل الكافي في الزراعة. وعندما نُعزز العمليات الحيوية في التربة، فإننا نُنشئ أنظمة أكثر استدامة وتكيفاً، وأكثر توافقاً مع منطق عمل النظم البيئية في الطبيعة».
وتشير الدراسة أيضاً إلى تطورات علمية حديثة في مجال النبات، حيث يعمل الباحثون على تحديد الجينات والإشارات الجزيئية التي تتحكم في تواصل الجذور مع الميكروبات، تمهيداً لتطوير أصناف نباتية تتفاعل بشكل أكثر فعالية مع البيئة الميكروبية للتربة، في توجه علمي واعد يدمج علم الأحياء الجزيئية بعلم الزراعة.
وكانت الجامعة الأميركية في الشارقة قد أطلقت «مجموعة الشارقة لأبحاث الزراعة المستدامة» وتضم المجموعة من الجامعة الأميركية في الشارقة كلاً من الدكتور جون كليرونوموس، والدكتور محمد أبو العيش، أستاذ العلوم البيئية، والدكتور طارق علي، أستاذ الهندسة المدنية، بالإضافة إلى الدكتور علي القبلاوي من جامعة الشارقة.