قصة حب حسن يوسف وشمس البارودي.. بدأت بـ«خناقة» واستمرت عشرات السنين
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
قدم الفنان حسن يوسف عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية التي سطع بها نجمه في دنيا الفن، ليرحل اليوم عن عمر يناهز 90 عامًا، عاش فيها 52 عامًا مع شمس البارودي، بعد قصة حب كبيرة جمعتهما من نوع خاص، حتى تزوجا في عام 1972، وبدأت الحكاية منذ الوهلة الأولى عندما تسلل حبها إلى قلبه، وأُغرم بها حتى ظل يتحدث عن كواليسها وتفاصيلها طوال حياته.
تُعد واحدة من أنجح قصص الحب والزواج في المجال الفني، فطالما تحدث الفنان حسن يوسف عنها، وخلال استضافته في أحد البرامج التليفزيونية، تناول كواليس علاقته بزوجته وعن اللقاء الأول الذي جمع بينهما، الذي بدأ بـ«خناقة» عندما كانا يشتركان لأول مرة في بطولة أحد الأفلام، فتأخرت شمس عن التصوير، واتصل بها كونه بطل العمل، وانفعلت عليه قائلة: «مين حضرتك، وأنت مالك أنا اللي يكلمني ويسألني المخرج أو المنتج»، ولم تذهب شمس البارودي للتصوير ولم تكمل الفيلم.
وفيما بعد، ذهبا لتصوير فيلم في سوريا، فتقرب منها وتودد إلى عائلتها، وطلبها من أعمامها وذويها، إذ قال: «أول معرفتي بشمس كان في فيلم حكاية 3 بنات، لقيتها مختلفة وعيلتها كلها بردو، بس كانت حذرة جدًا في التعامل معايا، لما كان ولاد عمها ييجوا يقولولها هنتغدا في مكان ما، أدخل في الموضوع وألاقيهم بيعزموني معاها وبدأنا نتعرف من ساعتها».
استكمل الفنان حسن يوسف قصة حبه مع الفنانة شمس البارودي قائلاً: «عجبني فيها إنها شخصية بتحب عيلتها، ومن كلامي معاها عرفت إنها محبة جدًا لوالدتها، أعجبت بجمالها وأخلاقها». موضحًا أن الخطوبة والزواج تمما في شهرين: «اعترفت لها بحبي وقالت لي لا، وبعدين قولت لها مستعد نتخطب ونكتب الكتاب هنا. اتخطبنا في شهر يناير وشهر فبراير كان الجواز».
وجدت شمس في حسن يوسف الرجل الذي يصلح زوجًا لها ويتحمل المسؤولية، بينما وجد هو فيها الأنثى التي تصلح زوجة وأماً لأبنائه: «كنت متلطم لحد ما شفت شمس، شوفت فيها كل المواصفات الحلوة». تزوجا وأثمر زواجهما عن أربعة أبناء هم ناريمان وعمر ومحمود وعبد الله، وكون الثنائي نموذجًا فنيًا رائعًا، حيث تشاركا في العديد من الأعمال الفنية التي شهدت على قصة حبهما وانجذابهما واندماجهما مع بعضهما البعض.
حالة من الحزن سيطرت على شمس عقب وفاته، حتى أعلنت بقلب يغلفه الحزن عن وفاة زوجها التي طالما عاشت معه لحظات من السعادة، كان آخرها عندما كتبت: «حبيبي يقدم لي ورد مع هدية ويكتب لي كارت كل يوم في عيد ميلادي وكل وقت».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حسن يوسف وفاة حسن يوسف شمس البارودی حسن یوسف
إقرأ أيضاً:
تفكيك مخيم الركبان… انتهاء عقد من ألم النزوح وبدء عهد العودة والاستقرار
دمشق-سانا
بعد عقدٍ من معاناة النزوح في مخيم الركبان، انتهت تلك الحقبة برحيل العائلات التي لجأت إليه، بعدما كان لسنواتٍ ملاذًا لها من بطش النظام البائد.
هذه الخطوة ليست مجرد تفكيك لمجموعة من الخيام والمرافق البسيطة، بل هي نقطة تحول في ملف النازحين الذين عانوا سنوات طويلة من الحصار والجوع وانعدام الخدمات الأساسية.
أنشئ مخيم الركبان في عام 2014 في قلب البادية السورية، على مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، حيث لجأ إليه عشرات الآلاف من السوريين بعد أن أجبرتهم آلة حرب النظام البائد على الفرار من ديارهم، وفي ذروة أزمته، احتضن المخيم أكثر من مئة ألف شخص، ولكن ظروفه المأساوية جعلته أحد أسوأ أماكن اللجوء في العالم وفقاً لمنظمات حقوقية دولية.
ومع الحصار الخانق والمفروض من النظام السابق، لم يكن يتوفر الحد الأدنى من مقومات الحياة في المخيم، وانتشرت الأمراض وسوء التغذية، ما أدى إلى حالات وفاة كان بالإمكان تفاديها لو توفرت الرعاية الطبية.
ولم تقتصر مأساة النازحين في مخيم الركبان على قلة الغذاء والدواء، بل واجهوا عزلة تامة بسبب الحصار الذي فرضه النظام البائد بمساعدة روسيا.
وأكدت تقارير الأمم المتحدة مراراً أن المخيم كان محاصراً، وأن إدخال المساعدات الإنسانية إليه كان شبه مستحيل لسنوات.
ورغم مناشدات المنظمات الدولية، بقي الوضع على حاله، حتى بدأت موجات النزوح التدريجية بحثاً عن أماكن أكثر أمناً وملاءمة للحياة.
ومع انتصار ثورة الشعب السوري في الثامن من كانون الأول الماضي وتحرر سوريا من قبضة النظام البائد، بدأ سكان المخيم بالعودة إلى المناطق التي نزحوا منها قبل أكثر من عقد، العودة لم تكن مجرد استرجاع للمنازل والأراضي، بل كانت استرجاعاً للحياة نفسها، حيث بدأت العائلات في إعادة بناء ما دمرته حرب النظام البائد، وسط تنسيق بين وجهاء العشائر والمجالس المحلية التي تشكلت حديثاً بعد التحرير.
تفكيك مخيم الركبان لم يكن مجرد إزالة للخيام والملاجئ المؤقتة، بل هو بداية لإنهاء حقبة مأساوية من النزوح القسري الذي فرضته سنوات الحرب، السوريون الذين لا يزالون يعيشون في مخيمات أخرى داخل البلاد وخارجها يرون في هذه الخطوة بصيص أمل نحو إغلاق ملف النزوح بالكامل، وعودة الجميع إلى ديارهم.
ومع التزام الدولة السورية بوضع جميع إمكانياتها لإعادة إعمار المناطق المتضررة، يبدو أن هذه الصفحة المظلمة من تاريخ سوريا الحديث بدأت تُطوى أخيراً، ليفتح السوريون فصلاً جديداً عنوانه العودة والاستقرار والحياة بحرية وكرامة.
تابعوا أخبار سانا على