عادت أسعار الذهب العالمية للتداول بالقرب من أعلى مستوى تاريخي سجله الأسبوع الماضي، وسط حالة من عدم اليقين في الأسواق مع اقتراب الانتخابات الأمريكية وانتظار الأسواق لصدور بيانات هامة هذا الأسبوع قد تحدد مسار أسعار الفائدة.

ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي

وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال تداولات اليوم الثلاثاء بنسبة 0.

4% ليسجل أعلى مستوى في 4 جلسات عند 2757 دولارا للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2741 دولارا للأونصة.

واستطاع الذهب تعويض التراجع الذي افتتح تداولات هذا الأسبوع بسبب تقلص المخاوف المتعلقة بالشرق الأوسط، ليعود اليوم للتداول بالقرب من أعلى مستوى تاريخي سجله الأسبوع الماضي عند 2758 دولارا للأونصة، كما أن الذهب في طريقه إلى إنهاء تداولات شهر أكتوبر على ارتفاع بنسبة 4.5% حتى الآنـ ليمثل ارتفاع للشهر الرابع على التوالي، وفق تحليل «جولد بيليون».

ارتفاع الطلب علي شراء الذهب

وتشهد الفترة الحالية تحيز للذهب من قبل الأسواق والمستثمرين كملاذ آمن، ومن المتوقع أن تستمر هذه الفترة حتى انتهاء انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تبدأ في 5 نوفمبر المقبل، والتي تسببت في حالة من عدم اليقين بسبب تقارب نتائج استطلاعات الرأي بين كلا من دونالد ترامب وكامالا هاريس.

كما حصل الذهب على دعم من توقف الدولار الأمريكي عن الارتفاع مقابل سلة من العملات الرئيسية لتظل تداولاته بالقرب من أعلى مستوياته في 3 أشهر، هذا بالإضافة إلى استقرار عوائد السندات لأجل 10 سنوات بالقرب من أعلى مستوياته في 3 أشهر أيضاً، وهو الأمر الذي دعم ارتفاع أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما.

ومن جهة أخرى تنتظر الأسواق هذا الأسبوع صدور بيانات هامة عن الاقتصاد الأمريكي من شأنها أن تحدد مسار أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي، وذلك مع صدور تقرير الوظائف الأمريكي الأهم إلى جانب بيانات النمو والتضخم، وهي البيانات التي يعتمد عليها البنك الفيدرالي في تقييم أداء الاقتصاد وبالتالي تقرير مسار الفائدة.

توقعات الأسواق بالنسبة لأسعار الفائدة الأمريكية

وتصل توقعات الأسواق بالنسبة لأسعار الفائدة الأمريكية إلى احتمال بنسبة 94% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه في نوفمبر، واحتمال بنسبة 6% أن يبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون تغيير.

ويحقق الذهب استفادة من أسعار الفائدة المنخفضة التي تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للمعدن النفيس، الذي لا يقدم عائد لحائزيه، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.

ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب

وأعلن مجلس الذهب العالمي ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 25 أكتوبر بمقدار 14.7 طن من الذهب، ليتبع ارتفاع آخر خلال الأسبوع السابق بمقدار 23.9 طن من الذهب والذي سجل أعلى ارتفاع منذ أكتوبر 2023.

وبالرغم أسعار الذهب القياسية قادت صناديق الاستثمار في الذهب في المنطقة الأسيوية التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار العالمي لتسجل تدفقات بمقدار 12.2 طن، تليها صناديق أمريكا الشمالية بمقدار 4.5 طن بينما سجلت الصناديق في المنطقة الأوروبية خروج تدفقات بمقدار 1.9 طن من الذهب.

ارتفاع في الطلب على الاستثمار في الذهب

وأظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 22 اكتوبر، ارتفاع في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 14319 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، بينما ارتفعت عقود البيع بمقدار 4549 عقد.

ويعكس التقرير ارتفاع في الطلب على الاستثمار في الذهب بشكل عام خلال الفترة الأخيرةـ في ظل ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن، إلى جانب استقرار توقعات الأسواق أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، خلال اجتماعه المقبل في نوفمبر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أسعار الذهب العالمي سعر أونصة الذهب العالمي أسعار الفائدة الأمريكية أسعار الفائدة الطلب على الاستثمار في الذهب الاستثمار في الذهب البنك الفيدرالي صناديق الاستثمار سعر الذهب اليوم عيار 24 عيار 21 توقعات سعر الذهب صنادیق الاستثمار البنک الفیدرالی بالقرب من أعلى أسعار الفائدة الذهب العالمی

إقرأ أيضاً:

باول يواجه عاصفة ترامب .. صمود من أجل استقلالية الفيدرالي أم مواجهة تكسير عظام؟

كشف رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، لمقربين وحلفاء، أنه لن يرضخ لدعوات الرئيس دونالد ترامب المتكررة للاستقالة، مؤكدًا عزمه الصمود في وجه حملة الضغط غير المسبوقة التي يشنّها الرئيس ضده بسبب رفضه خفض أسعار الفائدة.

وبحسب مصادر مطلعة، يرى باول أن بقاءه في منصبه لا يتعلق باعتبارات شخصية فحسب، بل بمستقبل استقلالية الاحتياطي الفيدرالي ذاته، موضحًا أن استقالته في هذا التوقيت ستُفسَّر كخضوع للتدخل السياسي، ما من شأنه تقويض مبدأ استقلال البنك المركزي الأمريكي الذي يعود لعقود.

ترامب يقلّل من أهمية اعتراف فرنسا بدولة فلسطين: "تصريح بلا وزن ولن يغيّر شيئًا"ترامب: حماس لا تريد التوصل إلى اتفاق .. ويجب القضاء عليها

وقال السيناتور الجمهوري مايك راوندز من ساوث داكوتا، والذي ناقش الأمر شخصيًا مع باول: "إنه يشعر بقوة أن من واجبه الحفاظ على استقلالية الفيدرالي... سألته إذا ما كان يفكر في الاستقالة، فأجابني: لا، لأن ذلك سيضعف استقلال المؤسسة".

إصرار باول على إكمال ولايته حتى مايو 2026 يعني أنه سيظل هدفًا لهجمات البيت الأبيض، الذي صعّد من ضغطه على الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة. وقد زادت هذه الضغوط من التدقيق السياسي في قرارات المؤسسة، وأثارت مخاوف جديدة بشأن التدخل السياسي في السياسات النقدية.

وبصفته خبيرًا اقتصاديًا متمرسًا سبق أن خدم في إدارة جورج بوش الأب، اشتهر باول خلال أكثر من عقد قضاها في الاحتياطي الفيدرالي بأنه شخصية مستقلة غير منحازة، تتخذ قراراتها بناءً على معطيات اقتصادية دقيقة، وهو ما أكسبه دعمًا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي عند تعيينه رئيسًا للفيدرالي في 2017.

لكن هذه الموضوعية التي جذبت ترامب في ولايته الأولى تحوّلت إلى مصدر توتر في المرحلة الحالية. فالرئيس ترامب عبّر مرارًا عن استيائه من رفض باول الاستجابة لدعواته المتكررة لخفض الفائدة، وذهب مؤخرًا إلى وصفه بـ"السيئ"، قائلًا: "إنه كأنك تتحدث إلى كرسي... بلا شخصية".

**"إما أن يقفز أو يغلي"**

في الأسابيع الأخيرة، صعّد ترامب من هجماته على باول، متمنيًا علنًا استقالته، ومتّهمًا إياه بمحاولة تقويض رئاسته، وواصفًا إياه يوميًا بأوصاف مثل "الأبله"، و"الغبي"، و"من أسوأ التعيينات التي قمت بها".

كما كثّف مساعدو ترامب وحلفاؤه من ترويج شائعات لا أساس لها عن استقالة وشيكة لباول، في حين فتح البيت الأبيض تحقيقات في تجاوزات مالية مزعومة في مشروع تجديد مقر الفيدرالي الذي تبلغ كلفته 2.5 مليار دولار، في محاولة لتقديمها كذريعة لإقالته.

وفي خطوة رمزية، زار ترامب الخميس مقر الفيدرالي لمعاينة مشروع التجديد، حيث رافقه باول بنفسه خلال الجولة. وأثناء الزيارة، كرر ترامب مطالبته بخفض الفائدة، وصفع باول على ظهره مازحًا: "أحب أن تقوم بخفضها".

وقال ترامب خلال الزيارة: "كل ما أريده هو شيء واحد... خفض أسعار الفائدة".

ورغم تصاعد الهجوم، شدد ترامب على أنه لا ينوي إقالة باول، استجابة لتحذيرات مستشاريه من أن ذلك قد يؤدي إلى انهيار الأسواق المالية وإحداث أزمة اقتصادية.

وبدلاً من ذلك، يواصل ترامب ممارسة أقصى ضغط ممكن على باول في محاولة لدفعه إلى الاستقالة، مستخدمًا مشروع التجديد كأداة ضغط دعائية، في ظل معاناة الأميركيين من تكاليف المعيشة وارتفاع أسعار الفائدة.

وقال أحد مستشاري ترامب: "كل يوم يقضيه جيروم باول في واشنطن هو هدية للرئيس... إما أن يقفز أو يغلي"، مشبّهًا الحملة بالأسلوب المعروف لغلي الضفدع ببطء حتى لا يشعر بالخطر.

وقد رفض متحدث باسم الفيدرالي التعليق، مكتفيًا بالإشارة إلى تصريحات باول السابقة التي أكد فيها التزامه بإكمال ولايته كاملة.

**بين الصلابة والمصالحات المؤقتة**

ورغم العاصفة السياسية، أكد باول لمقربين أنه مستمر في التركيز على عمله، رافضًا إدخال السياسة في قراراته المتعلقة بالسياسة النقدية.

وأثمر هذا النهج هدوءًا نسبيًا في نبرة ترامب الخميس، بعد محادثة وصفها بـ"البناءة" خلال زيارته لمقر الفيدرالي، حتى أنه امتنع عن تكرار انتقاداته لمشروع التجديد.

وقال ترامب بعد الزيارة: "لا أريد أن أكون ذلك الشخص الذي ينتقد بأثر رجعي... المشروع خرج عن السيطرة، وهذا يحدث أحيانًا".

لكن هذه الهدنة قد لا تدوم طويلاً، إذ من المتوقع أن يُبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأسبوع المقبل، على أن يؤجل أي تخفيضات محتملة إلى الخريف — قرار قد يغضب ترامب، الذي يعتبر خفض الفائدة أداة لدفع عجلة الاقتصاد قبل انتخابات منتصف الولاية المقبلة.

ويُصر باول في العلن والسر على أن القرارات يجب أن تبقى مستندة إلى الاعتبارات الاقتصادية وحدها، بعيدًا عن الأهواء السياسية.

وقال بيل إنجلش، أستاذ الاقتصاد في جامعة ييل والمدير السابق لقسم الشؤون النقدية بالفيدرالي: "أفضل وسيلة دفاع للفيدرالي هي اتخاذ السياسات الصحيحة... أشعر بالأسف على باول، لكن أفضل ما يمكنه فعله هو الصمود والمضي قدمًا في السياسة النقدية السليمة".

**دعم ديمقراطي متجدد**

وخارج دائرة ترامب، نال باول إشادة من الديمقراطيين، رغم الانتقادات التي وُجهت إليه خلال فترة إدارة بايدن، بسبب رفعه المستمر للفائدة لمواجهة التضخم، وهو ما أثار مخاوف من إدخال الاقتصاد في ركود.

لكن كثيرًا من المسؤولين السابقين في إدارة بايدن باتوا الآن يرون في باول درعًا يحمي استقلالية الفيدرالي، محذرين من العواقب إذا ما استقال تحت الضغط.

وقال جاريد برنستين، الرئيس السابق لمجلس المستشارين الاقتصاديين في إدارة بايدن: "إنه يضع مصلحة المؤسسة فوق مصلحته الشخصية... لو كنت مكانه، وأنا في الثانية والسبعين، وأتعرّض للإهانة اليومية من الرئيس، لبدت لي فكرة التقاعد مغرية. لكنني أؤمن حقًا أن باول يحمي المؤسسة".

أما الجمهوريون، فقد دعت بعض أصواتهم البيت الأبيض إلى التخفيف من حدة الهجوم على باول، محذّرين من أن استمراره قد يُضعف مصداقية الفيدرالي، كما أن خفض الفائدة سيكون أكثر فاعلية إذا لم يكن محاطًا بشبهات الضغط السياسي.

وقال السيناتور مايك راوندز: "غالبية أعضاء مجلس الشيوخ يدركون تمامًا حساسية الأسواق لأي تلميح بتعرّض الفيدرالي للضغط... باول في الموقع الصحيح. إنه موقع صعب، لكنني أكن له الاحترام على موقفه".
 

طباعة شارك جيروم باول مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جورج بوش الأب

مقالات مشابهة

  • الإمارات تسجل أعلى نمو لقيمة الاستثمار العقاري عالمياً في 2025
  • الفضة تواصل مكاسبها مدعومة بعجز في المعروض وارتفاع الطلب الصناعي
  • تقرير: تراجع أسعار الذهب عالميا بسبب انحسار المخاطر الجيوسياسية وتحسن بيانات الاقتصاد الأمريكي
  • أسعار النفط عالمياً تستقر قرب 65 دولارا للبرميل
  • الأسهم الآسيوية تتراجع وسط عدم يقين بشأن أسعار الفائدة الأمريكية
  • الذهب يسجل خسائر أسبوعية بفعل تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة
  • باول يواجه عاصفة ترامب .. صمود من أجل استقلالية الفيدرالي أم مواجهة تكسير عظام؟
  • جدل علني بين ترامب وباول داخل مقر البنك المركزي الأمريكي
  • النفط يعانق 69 دولار.. والذهب يتراجع مع قوة الدولار وتوتر الأسواق
  • أسعار الذهب في 25 يوليو: التراجع مستمر بعد تسجيل مستويات قياسية