مشهد إنساني مأساوي في جباليا.. أجساد عارية تحكي قصص الألم تحت وطأة الحرب
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
في ظل الظروف القاسية التي يعيشها سكان شمال غزة، يظهر مشهد مأساوي يعكس أبعاد الكارثة الإنسانية المتفاقمة في المنطقة.
وفي صورة مؤلمة نشرتها قناة "سي إن إن" الأمريكية تبرز حشدًا من سكان مخيم جباليا، وهم عراة تقريبًا وسط أنقاض منازلهم المدمرة، مما يسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك منازلهم في ظروف قاسية للغاية، وتعكس الصورة، التي التقطت يوم الجمعة الماضي، حالة من الذعر والفوضى الناتجة عن العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
تفاصيل المشهد
الصورة التي أثارت ردود فعل عالمية، تظهر أكثر من 200 شخص، معظمهم من الرجال، يتجمعون في منطقة الدمار التي تعرضت لقصف إسرائيلي مكثف.
حيث يظهر بين الحشد بعض كبار السن وجرحى، بالإضافة إلى طفلة صغيرة، تعبر جميعها عن حكايات الألم والمعاناة التي يعيشها سكان المخيم.
ووفقًا لشهادات شهود العيان، تعرض العديد من هؤلاء الأشخاص للاحتجاز وأُمروا بخلع ملابسهم أثناء محاولتهم الفرار من المنازل، إذ تم احتجازهم لساعات في أجواء باردة، مما يزيد من معاناتهم ويظهر قسوة الظروف التي يواجهونها.
الأثر المدمر للحرب
ويقول الفلسطينيون الذين نجوا من القصف إنهم تعرضوا لإطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم إخلاء المنطقة.
وقد تم نشر هذه الصورة في البداية على قناة تليغرام إسرائيلية، ولا يزال من غير الواضح من هو الشخص الذي التقطها، ولكن الكثير من الرجال في الصورة ذكروا أنهم كانوا تحت مراقبة الجنود الإسرائيليين خلال احتجازهم.
وبحسب ما ذكره مهند خلف، أحد الذين ظهروا في الصورة، فقد كان يحاول الهروب مع عائلته عندما أوقفهم الجيش الإسرائيلي وأمرهم بخلع ملابسهم، وهو ما يمثل اعتداءً واضحًا على كرامتهم الإنسانية، معاناتهم لا تتوقف عند هذا الحد، إذ تم إبعاد العديد منهم عن عائلاتهم وتفتيشهم بشكل مهين.
قصة الطفلة جوري
ومن بين المشاهد المأساوية، تبرز قصة الطفلة جوري أبو ورد، التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف.
وكانت تحاول ركوب دراجتها عندما تم احتجازها ووالدها عند نقطة التفتيش، وعلى الرغم من عدم مطالبتها بخلع ملابسها، إلا أنها لم تستطع مغادرة المنطقة بسبب احتجازها مع والدها.
التهجير والنزوح
ومنذ أكثر من ثلاثة أسابيع، يشهد شمال غزة موجة من النزوح القسري نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية، حيث تم قطع معظم الإمدادات الأساسية، مما يزيد من وطأة الوضع.
وفي سياق ذلك، أفادت الأمم المتحدة أن حجم الدمار الناتج عن القصف الإسرائيلي في غزة قد تجاوز 42 مليون طن، وهو ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الإسرائيلي الأمريكية الانساني الظروف القاسية العسكرية الإسرائيلية العملية العسكرية العملية العسكرية الإسرائيلية الفلسطينيين الكارثة الانسانية المنطق انقاض تتوقف تعرضت جباليا ثلاث سنوات حالة من الذعر خلع ملابسه سبب احتجاز سكان القطاع شهود العيان طفلة صغيرة فلسطينيون قصف اسرائيلي مخيم جباليا معاناة الفلسطينيين مغادرة المنطقة
إقرأ أيضاً:
رئيس الأركان الإسرائيلي يشدد على ضرورة تقصير أمد الحرب في غزة
نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير قوله إن الحرب لن تكون بلا نهاية، وإنه سيعمل على تقصير مدتها، وذلك بعد تزايد خسائر جيش الاحتلال من الضباط والجنود في معارك قطاع غزة.
وكان زامير قد أجرى تقييما، ووافق على خطط المعركة في القيادة الجنوبية، وفق ما ذكر بيان للجيش، حيث أوضح البيان أن زامير اجتمع مع قائد القيادة الجنوبية، اللواء يانيف آسور، لتقييم القتال الدائر والموافقة على خطط العمليات لمواصلة القتال في القطاع.
وتأتي تصريحات زامير مع تصاعد خسائر جيش الاحتلال المتواصلة في معارك قطاع غزة، حيث قُتل له 4 جنود وأُصيب 17 آخرون -بعضهم بجروح خطيرة- خلال المعارك المتواصلة في قطاع غزة.
في المقابل توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، الثلاثاء الماضي، بمواصلة الحرب حتى تحقيق جميع أهدافها، مكررا تعهّده بـ"هزيمة حركة (المقاومة الإسلامية) حماس"، وتحرير جميع الأسرى الإسرائيليين، وضمان "ألا تشكّل غزة تهديدا لإسرائيل بعد الآن".
وجاءت تصريحات نتنياهو بعد ساعات من إعلان مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة اثنين، إثر استهداف مركبة عسكرية من طراز "هامر" بعبوة ناسفة شمال قطاع غزة، وتحديدا في بلدة جباليا.
إعلانوارتفع عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين إلى 861، بينهم 419 في العمليات البرية منذ بدء الاجتياح الأرضي في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق بيانات رسمية من الجيش.
وعادة يتبع جيش الاحتلال الإسرائيلي سياسة تعتيم إعلامي صارمة لإخفاء حجم خسائره الحقيقية، حيث تخضع الإعلانات عن القتلى والجرحى للرقابة العسكرية الصارمة، وتُعزى هذه السياسة إلى رغبة القيادة الإسرائيلية في الحفاظ على معنويات الجنود، وتفادي الضغط الشعبي لإنهاء الحرب، إضافة إلى الحفاظ على صورة الجيش أمام المجتمع الدولي.