أستاذ طب نفسي: السوشيال سبب زيادة أمراض الفصام والشخصيات السيكوباتية
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
أكد الدكتور محمد حمودة، أستاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان بجامعة الأزهر، أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي له تأثير كبير على الصحة النفسية للأفراد، ما أدى إلى تزايد الاضطرابات الشخصية.
وقال أستاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان بجامعة الأزهر مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج «البيت»، المذاع على قناة «الناس»، إنه مع تزايد التفاعل السهل مع الآخرين عبر هذه المنصات، نجد أن بعض الأشخاص بدأوا في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لأغراض غير سليمة مثل النصب، وهذا الأمر أدى إلى تفاقم اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع وزيادة تغذية الصفات النرجسية.
وأضاف: «نشهد في كثير من الأحيان رجالًا يتحدثون مع أربع أو خمس سيدات في نفس الوقت، ما يخلق لديهم شعورًا زائفًا بالحب والاهتمام، لكن في الحياة الواقعية، الأمور تختلف تمامًا، حيث لا تعكس هذه العلاقات السطحية مشاعر حقيقية».
وأشار إلى أن الشخصيات السيكوباتية أصبحت أكثر انتشارًا، حيث يتمكن هؤلاء الأشخاص من ممارسة سلوكيات غير مقبولة اجتماعيًا عبر الإنترنت، في حين يجدون صعوبة في القيام بذلك في الواقع.
أعراض مرض الفصام.. شعور بمراقبة الجيرانوأكد الدكتور محمد حمودة أن الاضطرابات النفسية الأخرى، مثل الفصام، تأثرت أيضًا بشكل كبير، فقد أصبح المرضى أكثر عرضة لأفكار الشك، معتقدين أن الناس أو الأجهزة تراقبهم بشكل دائم، لكن في السابق، كان مريض الفصام يعتقد أن جيرانه يراقبونه، أما الآن، فالكثير منهم يعتقدون أن هواتفهم المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي تراقبهم أيضًا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الطب النفسي الاضطرابات النفسية الشخصية السيكوباتية السوشيال ميديا
إقرأ أيضاً:
امام وخطيب المسجد الحرام: وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في الغالب مسرحًا للحياة الزائفة
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري المسلمين بتقوى الله -عز وجل- ومراقبته في السر والنجوى.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: “تشهد البشرية في عصرنا قفزة حضارية، وطفرة نوعية في مجالات التقنية والأجهزة الذكية ووسائل التواصل الرقمية، تيسرت فيها الاتصالات، وطويت المسافات، واختصرت الأوقات، وأنجزت المهمات، وطورت الخدمات، وأتيح العلم عبر المنصات، فأصبحت التقنية جزءًا لا ينفك عن حياتنا”.
وأضاف قائلًا: “لئن كانت الأمم تتسابق في مضمار التقنية، فإن مملكتنا المباركة قد تميزت برؤيتها، وسارت بخطى ثابتة، وكانت رائدة في هذا الميدان، تستثمر التقنية وتوظفها في خدمة المجتمع والإنسان، حتى صارت نموذجًا يشار إليه ويحتذى به في صورة مشرقة تثبت مكانتها العالمية في مجالات التقنيات المتقدمة، وبرهنت أن التقدم لا يتنافى مع القيم، ولا يتعارض مع المبادئ، بل ينهض بها، ويستند إليها، فارتقت دون أن تنفصل عن جذورها، وتقدمت دون أن تفرط بثوابتها”.
وحذر فضيلته من غياب الوعي في استخدام التقنية قائلًا: “فحينها تصبح الرسائل مزالق، ومن هنا برز داء ابتلي به بعض الناس على اختلاف الأعمار والثقافات والأجناس، إنه داء الإدمان المرضي على وسائل التواصل الاجتماعي، والانغماس في عالم رقمي لا ينتهي، وتحوّل الهواتف عند البعض من أدوات للتواصل، إلى وسائل للعزلة والانفصال، فترى المرء بين الناس جسدًا بلا قلب، وحسًا بلا روح، يتنقل بين المنصات، ويتصفح التطبيقات، تتقاذفه المواقع، وتتكاثر عليه المقاطع، فلا يدري ما يريد، ولا يحصد إلا القليل”.
ولفت النظر إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في الغالب مسرحًا للحياة الزائفة، وموطنًا للمقارنات الجائرة، فدبَّ إلى البعض داء الحسد والبغضاء، وتمكنت من قلوبهم الضغائن والشحناء، وقلَّ الحمد والشكر على النعم والآلاء، مبينًا أنه من الآفات تلك الحسابات المزيفة الخبيثة التي تنفث سمومها في المجتمعات، وتنشر الفتن والاختلافات، وتذكي الضغائن والإشاعات، وتلقي على ألسنة العلماء فتاوى مكذوبة، في حملات مجحفة، وتشويهات متعمدة، لا تراعي دينًا ولا خلقًا.
وشدد الشيخ ياسر الدوسري على أن من أعظم النعم أن يدرك الإنسان خلله قبل فوات الأوان، وأن يعالج قلبه قبل أن يستحكم عليه الداء، فكم نحن بحاجة في هذا العالم الرقمي، والضجيج التكنولوجي، إلى دواء لهذا الإدمان المرضي، وذلك بعزلة قصيرة، لإطفاء صخب الأجهزة، لا لعتزال الحياة، وإعادة التوازن لما اختل من حياتنا.
وأكّد أن التقنية نعمة عظيمة، إذا وُجهت إلى الخير، وقُيدت بقيود الشرع والحكمة، فهي ليست شرًا محضًا، وليست مذمومة في أصلها، بل هي سيف ذو حدين، ويجب استخدامها خادمًا لا سيدًا، وجسرًا إلى الطاعة لا هاوية إلى المعصية، ولتكن وسيلة للعلم والفهم، لاأداة للهوى والجهل.