تحذيرات إسرائيلية.. لم نتعلم الدرس من 7 أكتوبر ونتورط بحرب استنزاف في غزة
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
رغم ما يزعمه الاحتلال عن تحقيق جملة من الإنجازات العسكرية في الشهرين الأخيرين، وعلى رأسها القضاء على قادة المقاومة في غزة ولبنان، بجانب الهجوم على إيران، لكن ذلك لم يمنع الأوساط التحليلية من وضع اليد على ما أسمتهما "ثغرتين" أساسيتين ومترابطتين قد تقودان إلى الغرق بحرب استنزاف.
وأوضح المستشرق ميخال ميلشتاين رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب أن أولى الثغرتين عدم إجراء تحقيق متعمق في جذور الفشل الذريع يوم السابع من أكتوبر، وثانيتهما عدم وجود استراتيجية منظمة في إدارة الحرب الجارية، وبالتالي فإنه بدون دراسة معمقة لأحداث العام المنصرم، ووضع بوصلة استراتيجية واضحة، فإن دولة الاحتلال في طريقها لأن تغرق في نظام استنزاف غني بالشعارات، لكنه خالي من الأهداف القابلة للتطبيق والبعد الزمني الواضح.
وأكد ميلشتاين أن "عدم التحقيق في كارثة أكتوبر يضمن الحفاظ على بقايا المفهوم الذي ولد في ذلك اليوم، وخلق تصورات جديدة تظهر على خلفية نواقص لم يتم حلّها بعد، وباستثناء التحقيقات العسكرية المخصصة، فإن التصورات والسياسات المتبعة تجاه غزة في السنوات التي سبقت الحرب، وفي المقام الأول التنظيم الاقتصادي، لم يتم تحليلها بشكل متعمق، ولم يتم دراسة السبب الذي دفع رجال الدولة ورؤساء الأجهزة الأمنية والمخابرات لإجراء تحليل متعمق عن نوايا حماس الحقيقية".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "أحد استخلاصات فشل أكتوبر أنه كان لدى كبار المسئولين الأمنيين والعسكريين ما يمكن وصفها بـ"تشوهات شديدة" في النظرة تجاه حماس، مع غياب طرح آراء أخرى في هذه المنظومة، بل نشأ وضع وهمي يعيش فيه معظم المسؤولين عن تقصير أكتوبر، على المستويين السياسي والأمني، وهم ذاتهم الذين أداروا الحرب خلال العام الماضي، التي لا تزال مليئة بسوء الفهم".
وأوضح ان "ما تم تحقيقه في ساحات المعارك في الشهرين الماضيين، على جبهتي غزة ولبنان، لكن ما يمكن اعتبارها إنجازات لا تنجح في طمس ذكرى الفشل المؤلم الذي حدث قبل أكثر من عام بقليل فيما يتعلق بعدم التحقيق فيما حصل فعلا، لأن إجراء مثل هذا التحقيق يعترضه ذريعة ومزاعم مفادها أنه في زمن الحرب التي لا تلوح نهايتها في الأفق، لا يجب عمل هذا التحقيق".
وأشار أن "الأحاديث الإسرائيلية عن غياب الاستراتيجية باتت متزايدة، وتشمل جميع الأوساط، وهو ما يتم التعبير عن بحالة التراخي، ونقيض النصر المطلق، الأمر الذي يجد طريقه من خلال تصريحات غير مقنعة يصدرها قادة الاحتلال في المستويين السياسي والعسكرية، وتزعم أن الإنجازات العسكرية هي الاستراتيجية، بغض النظر عن عدم تقديم رؤية طويلة المدى، غالبًا ما تكون منفصلة عن الواقع، تتضمن أهدافًا مثل نزع المقاومة في غزة، وتدمير حماس، وإنشاء نظام جديد في لبنان، وزعزعة استقرار النظام في إيران، و"تدمير محور الشر"، وإنشاء أرضية استراتيجية جديدة".
وأكد أن "إصدار هذه الوعود تعني أن الاسرائيليين باتوا في وضع لا يطاق، ويعبر حقيقة عن عدم التعلم من نواقص ما قبل السابع من أكتوبر، ويتطلب من الجمهور العام، لاسيما الأكاديميين والإعلاميين، تجنب متابعة الصور الرنانة، وطرح الأسئلة المحددة، لأن ما يحصل اليوم في شمال غزة بالتحديد يعكس كل النواقص الإسرائيلية، بعد أن بات أن المقصود لا يتعلق بتنفيذ "خطة الجنرالات" أو إعداد الأرض لتجديد المستوطنات في المنطقة، ومن ناحية أخرى، فلم يوضح ذلك كيف يعزز هزيمة حماس، لأن الحديث الإسرائيلي المتكرر عن "تطهير" المنطقة من حماس، لم يتم تعريف كيفيته، ومتى سيتم تحقيقه، وما إذا كان واقعياً أصلا".
وأضاف أن "السلوك الإسرائيلي في غزة اليوم يعكس تكرار التجربة الأميركية الفاشلة في العراق 2003، حين تنبأت بشرق أوسط جديد وديمقراطي ومستقر، وإعادة تشكيل وعي الشعب العراقي، واليوم تظهر في الخطاب الإسرائيلي أوهام ذات نكهة أمريكية لنظام جديد يقوم على "فقاعات" عقيمة، وإدارة غزة من خلال معلمين ورجال شرطة من العالم العربي والدولي، مع أن إسرائيل مطالبة بأن تفهم أنه من غير الممكن إبادة العدو، مع وجود احتمال كبير بعدم تحقيق ذلك، لأنه لن يلوّح بالعلم الأبيض في الشمال والجنوب".
وأشار أن "دولة الاحتلال تبدو مطالبة بأن تكون واقعية، وتختار البديل الأقل سوءاً من بين كل البدائل الإشكالية، فهي لا ترغب باحتلال غزة بالكامل، وتحملها المسؤولية عنها، مما يستدعي منها النظر في ترتيب من شأنه إطلاق سراح المختطفين، حتى على حساب الانسحاب من غزة المدمرة، حيث لم تعد حماس تشكل تهديداً كما في أكتوبر، وإلا فإننا سنكون أمام حرب استنزاف تعرّض حياة المختطفين للخطر، وبالتالي فإن القناعة السائدة اليوم أن الأهداف العسكرية قد اكتملت، وحان الوقت للتسوية من موقع التفوق الاستراتيجي، وبعد إزالة التهديد الذي يسمح بعودة المستوطنين لمنازلهم، مع ضمان حرية العمل، إن تجددت التهديدات".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة استنزاف غزة الاحتلال استنزاف صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة لم یتم
إقرأ أيضاً:
تفاصيل إسرائيلية جديدة عن عصابة أبو شباب.. علاقة بالاحتلال والسلطة
زعم صحفي إسرائيلي أجرى مقابلة مع ياسر أبو شباب، الذي يقود عصابة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أن الأخير ينسق مع جيش الاحتلال، ويعمل في مناطق تقع تحت سيطرته في القطاع.
دورون كادوش المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال، قال إنه أجرى مقابلة مع أبو شباب، كاشفا عن تفاصيل أنشطته وتعاونه مع السلطة الفلسطينية، وعلاقة مليشياته بالاحتلال.
وزعم أبو شباب أن "مئات العائلات تلجأ إلينا، ونستقبل العشرات منها يوميًا، نحن نحميها في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش، يصلون إلينا عبر ممر إنساني، ونطالب بالسماح بنقل عشرات الآلاف من الأشخاص بأمان، وأن يكون الممر الإنساني تحت إشراف دولي".
وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "هناك علاقات تربطه مع السلطة الفلسطينية، وهي شريكة في عمليات التفتيش الأمني على مداخل المنطقة التي يتواجد فيها، علاقتنا مع السلطة قائمة في إطار المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وفي إطار شرعيتها القانونية، نجري عمليات تفتيش أمنية عبر جهاز المخابرات الفلسطينية، الذي يتعاون معنا في هذا الشأن لضمان عدم دخول عناصر معادية تُخرب مشروعنا للتحرر من حماس، دون أن نتلقى تمويلًا من السلطة".
وأوضح أننا "لا نعمل مع إسرائيل، لكن هدفنا حماية الفلسطينيين من حماس، أسلحتنا ليست من إسرائيل، بل هي أسلحة بسيطة جمعناها من السكان المحليين، دون استبعاد إمكانية التنسيق معها في المستقبل، وإذا تم أي تنسيق، فسيكون إنسانيا، لصالح أهلنا في شرق رفح، وسيتم تنفيذه من خلال قنوات الوساطة".
عيناف حلبي مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، كشف تفاصيل جديدة عن أبو الشباب، "تاجر المخدرات السابق الذي ينهب المساعدات الإنسانية، ونجا من محاولة اغتيال في خانيونس، وكان له اتصال بتنظيم داعش، مع ظهور تفاصيل "مقلقة" حول أعضائها، وأنشطتها في الماضي أو في الحرب الحالية، وعلاقاتها بعناصر معادية متطرفة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "محادثات أجراها مع مصادر مشاركة في الميليشيا، أظهرت صورة مقلقة، فهي ليست مجرد قوة تعمل ضد حماس في غزة، بل مجموعة مسلحة لها سجل من النشاط المعادي ضد إسرائيل، وارتباطات بتنظيم داعش، وتاريخ إجرامي، ويقول رفاقه إن أبو شباب ترك المدرسة في سن مبكرة، وبدأ الاتجار بالمخدرات، خاصة الحشيش والحبوب المؤثرة على العقل، ثم انتقل لتأمين شاحنات المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، واستغل ذلك لسرقة البضائع والنهب بشكل ممنهج".
وأشار أنه "كان يقدم "خدمات أمنية" لشاحنات تابعة للصليب الأحمر والأونروا والأمم المتحدة، وكان يتاجر في البضائع التي يتلقاها في المقابل، ويزعم مصدر في الأمم المتحدة أن اسمه ورد في مذكرة داخلية باعتباره المسؤول عن عمليات النهب واسعة النطاق للمساعدات الإنسانية المُرسلة للقطاع، وينتمي إليه حاليا نحو 300 مسلح، بعضهم سجناء تم إطلاق سراحهم من سجون حماس".
وزعم أن "ثلاثين عائلة في شرق رفح تدعم أبو شباب، ويتمتعون في الوقت الحالي بحماية نسبية، حيث يتواجد الجيش في المنطقة، وبالتالي لا يتم تنفيذ غارات جوية هناك؛ وفي الوقت نفسه، وبفضل وجود الجيش، أصبحت العائلات محمية من هجمات حماس، مع العلم ان الميليشيا تُقدم نفسها بأنها معارضة للحركة، رغم أن بعض أعضائها شاركوا سابقا بإطلاق الصواريخ على مستوطنات الغلاف، بل يحافظون على الاتصال مع عناصر تنظيم داعش".
ونقل عن مصدر مقرب من أبو شباب أننا "نعتمد على الجماهير للثورة ضد حماس، لدينا دعم واسع، ومن بين العناصر البارزة في الميليشيا عصام نباهين (33 عاماً) من مخيم النصيرات وسط القطاع، سبق أن قاتل مع داعش في سيناء ضد الجيش المصري، وعاد إلى غزة قبل اندلاع الحرب، وسجل وهو يطلق الصواريخ على إسرائيل دون تنسيق مع حماس، وقد حكم عليه بالإعدام لقتله أحد أفراد الشرطة في غزة، لكنه فر من السجن في أول يوم من الحرب".
وأكد أن "عنصر آخر هو غسان الدهيني، شقيق وليد الدهيني، أحد أعضاء داعش الذي تم القضاء عليه من قبل حماس، ويعمل حاليًا كجزء من الميليشيا الجديدة، رغم كونه عضوًا رسميًا في حركة فتح، وأفادت مصادر في السلطة الفلسطينية بأن الميليشيا تتلقى رواتب منها تحت رعاية شخصية من قبل ضابط المخابرات الكبير بهاء بعلوشة، فيما تحدثت المصادر عن نشوب توتر بشأن قضية دعم الميليشيا بينه وبين رئيس المخابرات العامة ماجد فرج".
ونقل عن مسئول أمني فلسطيني في السلطة أن "مجموعتين إضافيتين من المليشيات ستبدآن عملهما قريبا في القطاع، واحدة في بيت لاهيا شمالا، والأخرى في الوسط، تحظيان بدعم الاحتلال والسلطة والقيادي السابق في فتح محمد دحلان في الوقت نفسه، وكلها تعمل علنا ضد حماس".
يشار إلى أن أبو شباب والدهيني، أكدا تنسيقهما مع السلطة الفلسطينية، لكنهما نفيا وجود أي تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي.