سودانايل:
2025-12-14@03:52:46 GMT

الخطوط العريضة لمؤامرة الكيزان على ولاية الجزيرة

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT

بدأت المؤامرة ضد ولاية الجزيرة بتيسير دخول قوات الدعم السريع إليها بمساعدة غواصة الجيش كيكل!

لماذا؟

لأن ارتكاب هذه القوات لانتهاكات كبيرة كان هو الراجح بحكم سلوكها المعتاد!

وبما أن الكتلة السكانية في الولاية كبيرة، كان يخطط الكيزان لاستخدام الانتهاكات لتعبئة واستنفار مواطني الجزيرة للانخراط في قتال الدعم السريع قتالا شرسا، خصوصا أن الكيزان لديهم وجود كثيف ومنظم في غرب الجزيرة ولديهم عناصر مسلحة،

فكانت الخطة أن تجد عناصر الكيزان المسلحة سندا قتاليا من المواطنين العاديين في منطقة كثيفة السكان، وتعتبر حاضنة اجتماعية للجيش، وبالتالي من السهل جدا أن تكبد الدعم السريع هزيمة ساحقة، وتطرده شر طردة، وتشيعه بلعنات سكان الوسط.



لماذا فشلت هذه الخطة فشلا ذريعا؟!

فشلت لأن غالبية مواطني ولاية الجزيرة “اعتزلوا فتنة الحرب” ونزحوا بأعداد كبيرة إلى ولايات أخرى، وحتى من تبقى منهم فعل ذلك لظروفه الخاصة، وليس من أجل الانخراط في القتال!

باختصار خاض الكيزان معركتهم في غرب الجزيرة دون سند شعبي بالمستوى الذي خططوا له، وكالعادة لم يستوعبوا الدرس الصحيح من ذلك!

وهو باختصار شديد: الشعب السوداني في الغالب الأعم لا يريد الحرب، وغير مستعد للاستبسال في معركة صراع سلطة قذر وتافه، فالحرب فاقدة للبعد الوطني مهما اجتهدت الأبواق الإعلامية في الخداع والتضليل والمزايدات!

أعداد غفيرة من الشباب السوداني القادر على حمل السلاح محتشدة أمام مكاتب استخراج جوازات السفر وتوثيق الشهادات، وليس أمام معسكرات التجنيد! فضلا عن ملايين النازحين واللاجئين الذين صوتوا بأقدامهم ضد الحرب وهربوا من جحيمها إلى الدول المجاورة رغم أنف الكيزان والبلابسة!

لهذه الأسباب، قررت العصابة “العسكركيزانية” معاقبة مواطن الجزيرة بمؤامرة جديدة عبر مسرحية استسلام كيكل للجيش! التي تمت بخفة وعدم تحسب للعواقب يدل على أن هناك قصداً لفتح الولاية على موجة عنيفة من الانتهاكات لخدمة مؤامرتين في آن واحد: الأولى تعميق الكراهية العرقية وتغذية الرغبة في فصل دارفور، والثانية: إفراغ الجزيرة من سكانها لتسهيل عملية الاستيلاء على “مشروع الجزيرة” الذي يسيل له لعاب سماسرة الداخل والخارج!.

لا يمكن تفسير ما يحدث إلا في سياق وجود مؤامرة خبيثة على هذه الولاية المنكوبة: هجوم على تمبول ثم احتفالات استفزازية، ثم هزيمة للجيش ثم إعلان البرهان عن تسليح المواطنين على أساس قبلي.

وأصلاً قبل خطاب البرهان تم توزيع سلاح بكثافة على المواطنين تحت لافتة ما يسمى بالمقاومة الشعبية بواسطة كيكل، النتيجة الحتمية لهذا السناريو الخبيث هي المأساة التي تابعنا فصولها في شرق الجزيرة الأيام الماضية: مواطنون مسلحون بأسلحة خفيفة ولا خبرة قتالية لهم والجيش انسحب وكشف ظهرهم تاركا لهم في مواجهة قوات مدربة ومسلحة تسليحا ثقيلا وشهيتها مفتوحة للسلب والنهب والقتل في ظل تعبئة عرقية وجهوية، النتيجة كانت قتلا بالجملة وانتهاكات فظيعة تستخدمها الآلة الإعلامية في التعبئة لتقسيم البلاد!.

وها هي موجة نزوح جديدة تنطلق من شرق الجزيرة أسوة بالموجة الأولى من غرب الجزيرة!!

والجيش بدلا من أن يعاود الهجوم على قوات الدعم السريع في الجزيرة ليخفف وطأة الانتهاكات ذهب إلى السوكي والدندر التي انسحب منها الدعم السريع دون قتال، وانخرط الجيش بدوره في انتهاكات ضد المواطنين هناك على أسس قبلية وعرقية! فكل من ينتمي إلى دارفور أو جنوب كردفان يتم التعامل معه على أساس أنه متعاون مع الدعم السريع.!

وفي الجزيرة لم تقتصر التعبئة العرقية على الدعم السريع، بل تفرعت تعبئة أخرى ضد سكان الكنابي وصلت درجة قتل أعداد منهم بطرق بشعة على أيدي ما يسمى بالمقاومة الشعبية!

كأنهم يعملون في انسجام من أجل تقسيم البلاد! وأي تقسيم يحتاج تعبئة عنصرية مكثفة تنتج عنها مذابح جماعية كبيرة تجعل المواطنين يكفرون تماما بإمكانية العيش المشترك!

ما يفعله الدعم السريع من انتهاكات ضد المدنيين الذين لا يحملون السلاح واستباحته لمواطنين أبرياء ليسوا طرفا في الصراع مثلما فعل في الجزيرة يخدم اتجاه التقسيم، وما يفعله الجيش وما يسمى قوات العمل الخاص من انتهاكات ضد المواطنين العزل المنتمين إلى قبائل دارفور وكردفان في الشمالية ونهر النيل تحت بدعة قانون الوجوه الغريبة وما فعله في الدندر والسوكي يصب في ذات الاتجاه.

أخطر ما في مشروع التقسيم الجديد للسودان هو أنه سيكون مصحوبا بالتطهير العرقي في طول البلاد وعرضها، دخول حركتي مناوي وجبريل إلى الحرب وما صحب معارك الفاشر من شراسة ومجازر، وما حدث قبل ذلك في الجنينة مؤشر؛ لأن دارفور حال انفصالها ستكون ساحة حرب أهلية بين مكوناتها القبلية المختلفة.

ومن ينحدرون من قبائل دارفور لهم وجود كثيف في الشمال والجزيرة والخرطوم وشرق السودان، وخطاب الكراهية التحريضي الخبيث ضد سكان الكنابي وضد سكان الأحزمة الفقيرة حول المدن مؤشر لمجازر محتملة.

وبالنسبة للعصابة الكيزانية التي تظن أن التقسيم يفتح لها باب سلطة مستدامة على جزء من السودان لماذا لا تسترجع ما حدث لها بعد انفصال جنوب السودان؟ ألم تسقط بثورة ديسمبر؟ وما الضمان أن لا تسقط مجددا في دولة البحر والنهر؟

إن الوحدة الوطنية في السودان ليست مجرد نزوع عاطفي لدى البعض، بل هي قضية حياة أو موت لملايين السكان فاين هو خطابنا الفكري والسياسي لهذه القضية؟ أين اصطفاف الفنانين والشعراء والأدباء ورجال الإدارات الأهلية وشيوخ الطرق الصوفية للتصدي الصارم لخطاب الكراهية واستنهاض وشائج الوصال بين السودانيين وما أكثرها؟

أين استكشافنا العميق لما يدور في كواليس المجتمع الدولي والإقليمي حول مصيرنا وأين خططنا الواقعية لدرء كل ما يهدد وجودنا ومصالحنا في مطابخ السياسة الإقليمية والدولية؟  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

مسؤولة ألمانية تبحث مع مناوي وقفاً فورياً لإطلاق النار وتدين انتهاكات الفاشر

المسؤولة أعربت عن إدانتها لما وصفته بـ«الجرائم المروعة» التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، فيما أكد مناوي أن أولويات الحكومة السودانية تتمثل في حماية المدنيين من انتهاكات قوات الدعم السريع.

الخرطوم: التغيير

قالت المندوبة الألمانية لشؤون أفريقيا، غيزا برويتيغام، إنها أجرت مباحثات مع حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي حول سبل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والعمل من أجل تحقيق سلام مستدام في السودان، في ظل استمرار الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية.

وأعربت برويتيغام، في تغريدة على منصة «إكس» الجمعة، عن إدانتها لما وصفته بـ«الجرائم المروعة» التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على نائب قائد القوات عبد الرحيم دقلو على خلفية تلك الانتهاكات.

Good to see @ArkoMinawi, Governor of #Darfur, in Berlin today. We talked about how to achieve an immediate ceasefire as well as sustainable peace in #Sudan. ????????condemns the horrendous crimes of #RSF in El Fasher & sanctioned vice commander Abdul Rahim Dagalo at EU level. pic.twitter.com/FCXxdGBz1k

— Gesa Bräutigam (@GERonAfrica) December 12, 2025

ويزور مناوي ألمانيا حالياً، حيث أوضح في منشور على منصة «إكس» أنه التقى مسؤولة الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الألمانية برفقة البعثة السودانية.

وأضاف أن اللقاء تناول عدداً من القضايا، مشيراً إلى أنه أطلع الجانب الألماني على موقف الحكومة السودانية، مؤكداً أن أولوياتها تتمثل في حماية المدنيين من انتهاكات قوات الدعم السريع، ومواجهة التدخلات الأجنبية التي قال إنها تسهم في تقويض سيادة البلاد.

ويشهد السودان حرباً متواصلة منذ أبريل 2023، وسط محاولات إقليمية ودولية متكررة لوقف إطلاق النار عبر مسارات تفاوضية مختلفة ودولية أبرزها مسار الرباعية الدولية التي تضمّ الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر. إضافة إلى ضغوط دبلوماسية وعقوبات أوروبية وأميركية على أطراف في النزاع.

ورغم هذه الجهود، لم يتم التوصل حتى الآن إلى وقف دائم للقتال، بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية، خصوصاً في إقليم دارفور الذي يشهد انتهاكات واسعة ونزوحاً جماعياً للسكان.

سعدت اليوم بلقاء بالسيدة مسؤولة الشوؤن الأفريقية بالخارجية الألمانية برفقتي البعثة السودانية تناول اللقاء عدداً من القضايا ،قمت بتنوير الخارجية بموقف الحكومة السودانية الذي تتمثل أولوياتنا في حماية المواطنين من وحوش الدعم السريع والتدخلات الأجنبية التي تتسبب في انتهاك السيادة pic.twitter.com/kzEsqEpcB2

— Mini Minawi | مني اركو مناوي (@ArkoMinawi) December 12, 2025

الوسومإقليم دارفور الأوضاع في الفاشر المانيا مني أركو مناوي

مقالات مشابهة

  • والي غرب دارفور: الاستجابه لنداء دعم الجيش تؤكد وقوف الشعب موحدا لحفظ وطنه
  • حاكم دارفور يحدد خطوات لإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة
  • رئيس وزراء العراق: نجحنا في تجنيب البلاد تداعيات الصراعات بالمنطقة
  • حاكم دارفور يدعو لتكثيف جهود استعادة الأمن والاستقرار في السودان
  • مسؤولة ألمانية تبحث مع مناوي وقفاً فورياً لإطلاق النار وتدين انتهاكات الفاشر
  • انتهاكات وحشية..حاكم دارفور: أولويتنا حماية المواطنين من اعتداءات الدعم السريع
  • قتلى بقصف لقوات الدعم السريع وتحرك جديد للجنائية الدولية بشأن دارفور
  • الأمم المتحدة: المدنيين في دارفور وكردفان ما زالوا يواجهون عنفا متصاعدا وعشوائيا
  • حرب السودان تخرج عن السيطرة
  • WP: الفاشر تعيش كارثة إنسانية وصمت العالم يفتح الباب لأسوأ مأساة في السودان