تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تعتبر إحدى أهم المؤسسات الدولية التي تعمل على تعزيز التعاون الدولي في مجالات التعليم والعلوم والثقافة. 

تأسست اليونسكو عام 1945  في أعقاب الحرب العالمية الثانية بهدف بناء عالم أكثر سلامًا وتسامحًا من خلال الحوار الثقافي وبناء مجتمعات المعرفة.

أسباب تأسيس اليونسكو

تعتبر اليونسكو مؤسسة عالمية فريدة من نوعها، ساهمت في تحقيق إنجازات كبيرة في مختلف المجالات. وستظل جهودها مستمرة لبناء عالم أكثر عدالة وسلامًا وتسامحًا ، والاعتراف بأهمية التعليم والثقافة في بناء السلام هما ركيزة أساسية لبناء مجتمعات سلمية ومتسامحة، و الحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية ، و الرغبة في حماية التراث الثقافى الذي تعرض للتدمير خلال الحروب.

تأسيس اليونسكو

تأسست اليونسكو في عام 1945 في لندن، ووقع على دستورها 37 دولة وحدد دستور اليونسكو أهدافها الرئيسية وهي ، نشر التعليم عن طريق تشجيع تطوير التعليم على جميع المستويات، وتعزيز التعاون الدولي في مجال التعليم، وتشجيع العلوم بدعم البحث العلمي والتبادل العلمي بين الدول ، وحماية التراث الثقافي المادي وغير المادي، وتعزيز التنوع الثقافي، وتطوير الاتصال والمعلومات لتعزيز حرية التعبير ووصول الجميع إلى المعلومات.

أهداف اليونسكو

من جانبها قالت الدكتورة نجلاء رأفت عميد كلية الاداب جامعة القاهرة : تهدف اليونسكو إلى تحقيق العديد من الأهداف، اهمها بناء مجتمعات المعرفة بتشجيع الإبداع والابتكار، وتعزيز الوصول إلى المعرفة والمعلومات، و تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين الثقافات لتعزيز التعاون بين الشعوب، والقضاء على التمييز، كذلك حماية البيئة الطبيعية والثقافية، وتعزيز التنمية المستدامة، بالاضافة الى دعم وحماية حقوق الإنسان خاصة حق التعليم والثقافة.

دور اليونسكو في العالم

واضافت د. نجلاء رأفت لـ" البوابة نيوز " : لليونسكو دور حيوي في العالم، فهي تعمل على وضع المعايير الدولية في مجالات التعليم والثقافة والعلوم، وتقديم الدعم التقني والمالي للدول الأعضاء لتنفيذ مشاريعها ، وبناء القدرات للكوادر الوطنية في الدول الأعضاء، وتبادل الخبرات والمعارف بين الدول الأعضاء.  

تحديات 

وتابعت : تواجه اليونسكو العديد من التحديات، من ابرزها التغيرات العالمية  مثل التغيرات المناخية والهجرة والنزاعات، خاصة نقص التمويل ، مما يحد من قدرتها على تنفيذ برامجها، والتنوع الثقافي الذى يمثل تحديًا كبيرًا لليونسكو، حيث يجب عليها أن تجد طرقًا لتحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الحوار بين الثقافات

وأكدت د. نجلاء رأفت أن اليونسكو مؤسسة دولية مهمة تلعب دورًا حيويًا في بناء عالم أفضل وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أنها مستمرة في جهودها لتعزيز التعليم والثقافة والعلوم، وبناء مجتمعات أكثر عدالة وسلامًا .

 

إنجازات اليونسكو في مختلف المجالات

فى ذات السياق قال الدكتور شريف عوض الاستاذ بكلية الاداب جامعة القاهرة : تعتبر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) من أبرز المؤسسات الدولية التي ساهمت بشكل كبير في تطوير مختلف المجالات الحيوية للإنسانية موضحا أنه منذ تأسيها عام 1945، عملت اليونسكو على تحقيق أهدافها النبيلة في تعزيز التعاون الدولي، وحماية التراث الثقافي، ونشر التعليم، ودعم العلوم.

وأضاف عوض لـ " البوابة نيوز " : يحضرنى بعضًا من أبرز إنجازات اليونسكو في مختلف المجالات: ففى مجال التعليم وضعت معاييرعالمية له ، بما في ذلك الحق في التعليم، وجودة التعليم، والمساواة في التعليم، وبرامج محو الأمية ونفذت اليونسكو برامج واسعة النطاق لمحو الأمية في العديد من الدول، خاصة في الدول النامية، والتعليم العالي ، كذلك دعمت اليونسكو تطوير التعليم العالي، وشجعت التبادل الأكاديمي بين الدول ، والتعليم مدى الحياة، وركزت اليونسكو على أهمية التعليم مدى الحياة، واعتبرته أداة أساسية للتنمية البشرية.

ولفت  الى انجازات اليونسكو فى العديد من المجالات من ذلك : فى مجال العلوم:دعمت اليونسكو برامج العلوم الأساسية والبحوث العلمية الأساسية في مختلف المجالات، مثل الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا، والتعاون العلمي الدولي من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات ووضع برامج مشتركة للبحوث، وربطت العلوم بالتنمية ، ووسعت تطبيق المعرفة العلمية لحل المشكلات العالمية ، 

وتابع عوض : فى مجال الثقافة قامت اليونسكو، بحماية التراث العالمي، حيث أنشأت قائمة التراث العالمي، والتي تضم مواقع ذات أهمية ثقافية أو طبيعية استثنائية، وتعمل على حمايتها وصونها كذلك التنوع الثقافي فقد دعت اليونسكو إلى احترام التنوع الثقافي، وحماية التراث الثقافي غير المادي، مثل اللغات والفنون الشعبية والتقاليد، ودعمت صناعة الإبداع ، وشجعت على تبادل الخبرات والمعارف في مجال الفنون والثقافة، 

وزاد : فى مجال الاتصال والمعلومات ، حرية التعبير وحرية الصحافة، اعتبرتهما حجر الزاوية لبناء مجتمعات الديمقراطية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشجعت اليونسكو على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم والثقافة والتنمية، ودعمت مبادرة المعلومات المفتوحة، التي تهدف إلى جعل المعلومات متاحة للجميع.

وقال عوض: فى مجال بناء السلام: شجعت اليونسكو الحوار بين الثقافات، وسعت إلى بناء جسور التفاهم بين الشعوب، و دعت إلى تعليم السلام في المدارس، واعتبرته أداة أساسية لبناء مجتمعات سلمية، وعملت على مكافحة التطرف والعنف، من خلال تعزيز التسامح والاحترام المتبادل ، بالإضافة إلى هذه الإنجازات، لعبت اليونسكو دورًا حاسمًا في:مكافحة الفقر من خلال دعم التعليم والتدريب المهني، وتحسين ظروف المعيشة في الدول النامية، وتمكين المرأة من خلال دعم المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة في جميع المجالات، وحماية البيئة من خلال التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة، ودعم المشاريع البيئية المستدامة.

 

ترميم معبد فيلة في أسوان

حول دور اليونسكو في ترميم معبد فيلة في أسوان  قال الدكتور عمر ذكى خبير الآثار المصرية :لعبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) دورًا حاسمًا في الحفاظ على أحد أهم الآثار المصرية القديمة، وهو معبد فيلة في أسوان.

وأوضح ذكى لـ " البوابة نيوز " أنه في منتصف القرن العشرين، مع بناء سد أسوان العالي، واجهت مصر تحديًا كبيرًا يتمثل في تهديد العديد من الآثار الفرعونية بالغرق، ومن بينها معبد فيلة الذي كان يقع في جزيرة وسط النيل. وهذا المعبد مخصص للإلهة إيزيس، ويعتبر تحفة فنية معمارية تحمل الكثير من التفاصيل الدينية والحضارية القديمة.

واردف : أطلقت اليونسكو في عام 1960 حملة دولية واسعة النطاق لإنقاذ آثار النوبة، والتي تضمنت معبد فيلة. كانت هذه الحملة هي الأولى من نوعها التي تقوم بها المنظمة، وهدفت إلى حماية هذا التراث العالمي من الضياع.

خطوات الإنقاذ:

واشار ذكى الى التنسيق الدولي، فقد جمعت اليونسكو جهودًا دولية واسعة النطاق، وشاركت العديد من الدول في تمويل المشروع وتقديم الخبراء والتقنيات اللازمة، ونقل المعبد بأكمله إلى مكان مرتفع وآمن، بعيدًا عن منطقة الخطر، وتم تقطيع المعبد إلى قطع ضخمة، ثم نقلها ونصبها مرة أخرى في موقع جديد قريب من موقعه الأصلي، وتم ترميم وتجديد المعبد، بهدف إعادته إلى حالته الأصلية قدر الإمكان.

نتائج الحملة:

واكد أنه بفضل جهود اليونسكو والدول المشاركة، تم إنقاذ معبد فيلة بنجاح، وأصبح رمزًا للتعاون الدولي في مجال حماية التراث الثقافي. كما تم تسجيل معبد فيلة، مع العديد من الآثار الأخرى في منطقة النوبة، ضمن قائمة التراث العالمي لليونسك، موضحا أن أهمية هذا الإنجاز تتمثل فى :حماية التراث حيث تمكنت اليونسكو من حماية أحد أهم المعابد المصرية القديمة، مما ساهم في الحفاظ على جزء كبير من التاريخ والحضارة المصرية، والتعاون الدولي الذى أثبت نجاحه في مواجهة التحديات العالمية وحماية التراث المشترك للإنسانية، 

وأكد ان حملة إنقاذ معبد فيلة اصبحت نموذجًا يحتذى به في مجال حماية التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم، موضحا أن  دور اليونسكو في ترميم معبد فيلة في أسوان مثال حي على التزام المنظمة بحماية التراث الثقافي العالمي. وأثبتت هذه الحملة أن التعاون الدولي يمكن أن يحقق إنجازات كبيرة في مجال الحفاظ على الماضي من أجل الأجيال القادمة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اليونسكو منظمة الأمم المتحدة التعليم الثقافة العلوم التراث الثقافي الحوار بين الثقافات التنمية المستدامة معبد فيلة ترميم تعزیز التعاون الدولی حمایة التراث الثقافی فی مختلف المجالات التعلیم والثقافة التراث العالمی وحمایة التراث بناء مجتمعات الیونسکو فی الحفاظ على العدید من الدولی فی بناء عالم من خلال فی مجال

إقرأ أيضاً:

«الأرشيف والمكتبة الوطنية».. نشر الوعي وتعزيز ثقافة الأرشفة

هزاع أبو الريش (أبوظبي)
تبرز المؤسسات الوطنية التي تصون الذاكرة وتحفظ المعرفة بوصفها ركائز الاستدامة المعرفية. وفي طليعة هذه المؤسسات في دولة الإمارات، يأتي الأرشيف والمكتبة الوطنية، كمنارة للذاكرة التاريخية، وشريك محوري في بناء مستقبل مؤسسي قائم على الدقة، والمعلومة الموثوقة، والتقنيات المتقدمة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.
بمنهجية علمية، ورؤية تشاركية، يعزّز الأرشيف والمكتبة الوطنية دوره الحيوي في دعم منظومة المعرفة الوطنية، من خلال تنظيم الوثائق، واعتماد الأرشفة المؤسسية الحديثة، واستثمار التقنيات الذكية. كل ذلك وفق أطر قانونية وتشريعية واضحة، تنسجم مع القانون الاتحادي للأرشيف واللائحة التنفيذية الملحقة به.

أخبار ذات صلة وفد من «الهلال الأحمر» يزور المرضى في مدينة الشيخ طحنون بن محمد الطبية الرئيس التنفيذي للمجموعة لـ«الاتحاد»: 27 مليار درهم استثمارات «طاقة» لدعم النمو بنهاية 2024

يؤكد الدكتور حمد عبدالله المطيري، مدير إدارة الأرشيفات في الأرشيف والمكتبة الوطنية، في حديثه لـ«الاتحاد»، أهمية الاستمرار في حفظ التاريخ الوطني، لضمان استدامة الملفات الأرشيفية كمصدر معرفي للمستقبل، ويضيف: «نشجع المؤسسات على تنظيم أرشيفها لتيسير الوصول إلى المعلومة بدقة، سواء لمتخذي القرار أو الباحثين أو لأي فرد يسعى إلى معلومة موثوقة».
ويشير المطيري إلى تبني الأرشيف والمكتبة الوطنية خطة استراتيجية تمتد من 2024 حتى 2027، تقوم على إجراء دراسات تفصيلية سنوية تقيس مدى التزام مؤسسات الدولة ببنود القانون، وتحدد سبل تطوير الأداء ورفع مستوى الامتثال للمعايير الأرشيفية.

بيانات موثوقة
يرى المطيري أن الذكاء الاصطناعي، رغم قدراته الهائلة، لا يمكن أن يعمل بكفاءة دون تغذيته بمعلومات وبيانات أرشيفية موثوقة فيقول: «إذا لم تكن البيانات مطابقة للمعايير المعتمدة، فإن الناتج سيكون مضللاً، ولن يخدم الهدف الأسمى، وهو إتاحة معلومات دقيقة تمثل ذاكرة الوطن».
كما أوضح المطيري أن هناك تفاوتاً في تطبيق القانون الاتحادي بين مختلف الجهات، وهو ما يتطلب مزيداً من التنسيق والدعم والتشخيص السنوي للوقوف على التحديات والفرص.
وأشار إلى أنالقانون الاتحادي للأرشيف واللائحة التنفيذية الملحقة به قدما تفصيلاً دقيقاً لآليات التعامل مع الوثائق، من حيث الحفظ، الإتلاف، أو التنظيم المؤسسي، بما يسهم في حماية الإرث المؤسسي والوطني معاً.
وتابع: «نقوم بالتأكد من توفر الخصائص الأساسية في كل جهة، مثل وجود فريق مؤهل، أدوات إدارية، سياسات وتشريعات واضحة، ومستودعات مهيأة مادياً ورقمياً لحفظ الملفات، بما يحدد مصير الوثيقة ويدعم استمراريتها».

مسؤولية مشتركة
وفي معرض حديثه عن التحول الرقمي، شدد المطيري على أهمية الوثائق الإلكترونية، مشيراً إلى تحوّل إنتاج البيانات من البشر إلى الآلات عبر الذكاء الاصطناعي وأنظمة التشغيل الذكية. 
وأضاف: «نحن ننتج المعرفة اليوم بشكل آلي، لذا فإن ضمان موثوقيتها مسؤولية جماعية، تبدأ من المؤسسات وتصل إلى الأفراد، وينبغي علينا جميعاً تبني هذه التقنيات بشكل إيجابي يخدم المجتمع والتاريخ الوطني».
واختتم المطيري حديثه بالتأكيد على أن الكثير من المؤسسات بدأت تطبيق أنظمة تقنية متوافقة مع متطلبات القانون، بينما لا تزال أخرى بحاجة إلى تطوير، قائلاً: «السبيل الوحيد لضمان استدامة الأرشيف الوطني هو تطبيق القانون بدقة، ونحن في الأرشيف والمكتبة الوطنية مستمرون في التواصل مع جميع المعنيين، لنشر الوعي وتعزيز ثقافة الأرشفة بوصفها الذاكرة الحيّة للوطن».

ذكاء المستقبل
بهذا الدور المتكامل، يجسّد الأرشيف والمكتبة الوطنية فلسفة الدولة في تحويل المعرفة إلى قوة، والتاريخ إلى منصة لبناء الغد. فالأرشيف لم يعد خزينة صامتة، بل أصبح شريكًا نشطًا في صياغة المستقبل، وصون الحقيقة، ودعم القرار.. وما يُبنى على ذاكرة راسخة، لا يمكن أن يُهدم.

مقالات مشابهة

  • الرئيس عون في الذكرى الـ 26 لاغتيال القضاة الأربعة في صيدا :لا شيء يمكن أن يُرهب القضاء
  • جديدة ولذيذة .. جربي طريقة عمل الطحال بوصفتين
  • أبرزها المؤتمر الدولي للمناخ والبيئة.. التعليم العالي تستعرض أنشطتها خلال أسبوع
  • مبادرة شبابية تنفذ حملة إسناد عاجلة لمستشفى الأبيض الدولي بعد تعطله بسبب قصف المليشيا المتمردة
  • «الأرشيف والمكتبة الوطنية».. نشر الوعي وتعزيز ثقافة الأرشفة
  • كواليس تصوير فيلم 7Dogs بمشاركة أحمد السيد زيزو .. صور
  • اليونسكو تُعلن عن فتح باب التقدم لجوائزها الدولية لمحو الأمية لعام 2025
  • في مؤتمر دولي… مدير عام الآثار والمتاحف يؤكد ضرورة التضامن الدولي لحماية الآثار والتراث السوري
  • نادي جعلان يعلن نتائج الإبداع الثقافي
  • انتخاب المغرب نائبا لرئيس الفريق الدولي لخبراء الإنتربول في مجال الجرائم السيبرانية