الشيطان في الانتخابات الأمريكية
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
حاتم الطائي
◄ الطريق إلى البيت الأبيض مليء بالمفاجآت.. و"الديمقراطية الأمريكية" في اختبار صعب
◄ لا فرق بين الديمقراطيين والجمهوريين في التعاطي مع القضايا العربية
◄ فوز ترامب أو خسارته سيمثل منعطفًا خطيرًا على أمريكا والعالم
يترقبُ العالم يوم الخامس من نوفمبر- أي بعد غدٍ الثلاثاء- ما ستُسفر عنه انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تُعد أهم انتخابات رئاسية في العالم، ويتنافس فيها هذه المرة نائبة الرئيس كاملا هاريس عن الحزب الديمقراطي، والرئيس السابق دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، وهي انتخابات يُنظر إليها بدرجة من القلق والتوجس، بسبب ما شهدته من سجالات وأحداث مُثيرة، ليس أقلها انسحاب المُرشح الأصلي جو بايدن بسبب مشكلاته الصحية، إلى جانب محاولتي اغتيال على الأقل للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
لكن وكعادة الانتخابات الأمريكية، فإنِّها غالبًا ما تكون حُبلى بالمُفاجآت، سواء في نتائجها أو الأحداث التي تليها، خصوصًا وأن الدورات الانتخابية الأخيرة شهدت أحداثاً غير مسبوقة؛ سواء فيما يتعلق بالتشكيك في نتائجها أو اندلاع أعمال عنف وشغف اعتراضًا على النتائج التي تزعم واشنطن على الدوام أنها تُمثِّل "الديمقراطية" و"الاختيار الحُر" للشعب الأمريكي. ولا ريب أنَّ الشعب الأمريكي له مُطلق الحرية في اختيار من يراه الأصلح لقيادة بلاده؛ فالولايات المتحدة مُتخمة بالمشكلات على المستويات كافة، اقتصادية وسياسية وعسكرية وأمنية واجتماعية. ونظرًا لأنَّ النظام الانتخابي الأمريكي "فريد" من نوعه، ولا نجده في أي نظام ديمقراطي في العالم، فإننا سنتجاوز تفاصيل هذا النظام الذي يضع القرار الانتخابي في يد "نُخبة" تحدد مصير الانتخابات تُسمى "المجمع الانتخابي"، بصرف النظر عن عدد أصوات المواطنين الأمريكيين، تمامًا مثلما حدث في انتخابات 2016 عندما تعرضت هيلاري كلينتون للهزيمة أمام دونالد ترامب، برغم حصولها على نحو 66 مليون صوت، مقابل 63 مليون صوت لترامب!
لكن ما يعنينا في هذه الانتخابات، هو كيفية تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع الأوضاع في الشرق الأوسط، وفي القلب منها قضيتنا العادلة فلسطين، خاصة في ظل جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بدعم وتسليح أمريكي غير مسبوق بحق المدنيين الفلسطينيين العُزل بقطاع غزة، وتحت حماية سياسية ودبلوماسية لم نشهدها من قبل، خاصة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؛ حيث أشهرت واشنطن الفيتو أكثر من مرة ضد قرارات تصب في صالح وقف إطلاق النَّار في القطاع. ومن المُؤسف أن تعاطي الإدارات الأمريكية لا يختلف كثيرًا تحت حكم الديمقراطيين أو الجمهوريين؛ فالأهداف الاستراتيجية تتطابق، لكن الأساليب وفترة التنفيذ تختلف حسب رؤية الرئيس وإداراته، لا سيما وأنَّ لكل إدارة "صقور" تنفخ في نيران الحروب والصراعات وتأجيج الأوضاع، و"حمائم" تحاول كبح جماح فائض القوة الأمريكية في العالم.
ورغم مرور أكثر من عام على اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة وامتداده إلى الضفة الغربية وإلى لبنان وإلى سوريا وإيران، وما شهدته هذه الفترة من أحداث كبرى زلزلت المنطقة من اغتيالات سياسية على أعلى مستوى، وجرائم إبادة وحرب تجويع وسياسات الأرض المحروقة، إلّا أن الموقف الأمريكي تحت إدارة الديمقراطي جو بايدن لم يتغير قيد أنملة؛ بل وبلغ التبجُّح مبلغه بتصريحات أقل ما توصف بأنَّها مُستفِّزة، عندما أكد بايدن من تل أبيب أنه "إذا لم تكن هناك إسرائيل لكُنا أوجدناها"، وقوله أيضًا: "ليس عليك أن تكون يهوديًا لتكون صهيونيًا، وأنا صهيوني"، وهو التأكيد الذي أطلقه أكثر من مرة. ومن بعده وزير خارجيته أنتوني بلينكن الذي قال في أوَّل زيارة له لإسرائيل بعد "طوفان الأقصى": "أزور إسرائيل ليس بصفتي وزيرا للخارجية وحسب؛ بل بصفتي يهوديًا".
أما الرئيس السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب، فقد حقق أحلام دولة الاحتلال في الاعتراف بالقدس عاصمة لها، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، في مُخالفة صريحة للشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. أضف إلى ذلك تصريحات عديدة لترامب يُعلن فيها عن دعمه المطلق لإسرائيل؛ بل إنِّه حتى يُفكِّر في "توسيع" مساحتها، لأنه يرى أن "إسرائيل صغيرة جدًا"!
هذا الموقف العقائدي لدى الإدارة الأمريكية بضرورة دعم إسرائيل وحمايتها واعتبارها رأس حربة لها في منطقة تحرص الولايات المتحدة على استنفاد مواردها وخيراتها، لا يتغير بتغيُّر الرؤساء ولا الحزب الحاكم، فـ"الحمار" مثل "الفيل"، حتى ولو اختلفت الألوان، لكن السياسات والاستراتيجيات لا تتبدل.
وعندما نُمعِن النظر في المرشحين الحاليين: هاريس وترامب، نجد أن كلاهما يتوددان إلى إسرائيل ويسعيان لنيل دعم اللوبي اليهودي ممثلًا في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "آيباك"، والتي تُعد أكبر جماعة ضغط إسرائيلية داخل الولايات المتحدة، ويُمولها كبار أثرياء اليهود، وتضع مقدراتها وتبرعاتها لصالح المرشح الأكثر خدمةً لإسرائيل. هذا إلى جانب دور هذه اللجنة الحاسم في توجيه الناخبين اليهود للتصويت لمرشح بعينه. فلا فروقات استراتيجية بينهما فيما يخص قضايانا العربية وبالأخص قضية فلسطين؛ فالديمقراطيون شركاء في حرب الإبادة، وترامب- الجمهوري- لا يُمانع في تنفيذ هجمات وحشية أكبر ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، ويُصرِّح بذلك بكل فجاجة؛ إذ إنَّ ما يعني الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط أولًا هو أمن الكيان الصهيوني، ومن بعده ضمان السيطرة على النفط وأسعاره.
وبعيدًا عن مدى حظوظ كل مرشح منهما في هذه الانتخابات، خاصةً في الولايات المُتأرجِحة (نيفادا وأريزونا وجورجيا وكارولاينا الشمالية ووسكونسن وميشيجان وبنسلفانيا)، إلّا أن فوز ترامب أو خسارته ستمثل مُنعطفًا خطيرًا على أمريكا بالكامل، بل والعالم؛ إذ إن ترامب- بطبعه- شخص لا يعترف بالهزيمة أبدًا ويرى الحياة باعتبارها "صفقات لا تقبل الخسارة"، ويكفي ما أحدثه من تأجيج وتحريض على العنف في أعقاب خسارته في انتخابات 2020، وتقديمه للمُحاكمة في سابقة تاريخية لم تحدث في الولايات المتحدة. لذلك لا نستبعد أبدًا أن يُكرر ترامب ذات السيناريو حال خسارته أمام هاريس، وسيدعو أنصاره لإشعال المدن الأمريكية، والزعم بأنه انتصر لكن الديمقراطيين زوَّروا الانتخابات، وإذا ما حدث ذلك لا يُمكن توقع النتائج المُرعِبة على المجتمع الأمريكي والعالم على حد سواء.
وفي المقابل، فإنَّ انتصار ترامب يعني دعمًا كبيرًا لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وخططه التوسعية فيما يعرف بـ"الشرق الأوسط الجديد"، وهو المصطلح الذي أطلقه ترامب في ولايته الأولى، وسيعمل على مساعدة الكيان الصهيوني على ضم الضفة الغربية والجولان السورية وشمال قطاع غزة رسميًا إلى دولة الاحتلال، وهذا يعني المزيد من الدماء والحروب في منطقتنا المُثخنة بالجراح والظلم بالأساس.
هُنا يتعين على الأنظمة العربية جميعها، أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية في التصدي للخطر الصهيوني التوسعي، وألا يقف الأمر عند نداءات الشجب والإدانة؛ بل تنفيذ تحركات دبلوماسية مع الولايات المتحدة، واتخاذ موقف جماعي موحّد يؤكد أنَّ إقامة الدولة الفلسطينية ووقف حمام الدم في غزة ولبنان، شرط لبناء علاقات عربية أمريكية طبيعية، وإلّا ستتحول منطقتنا إلى بؤرة ملتهبة من العنف اللانهائي؛ إذ لن يكون هناك سلام في المنطقة العربية دون أي حل نهائي وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، وغير ذلك سندفع جميعًا أثمانًا باهظة، وستصُب الأجيال القادمة جام غضبها ولعناتها علينا جميعًا. وبالتوازي مع دور الأنظمة الرسمية، لا يجب أن نغفل دور المُثقَّفين العرب ووسائل الإعلام في التوعية بالأخطار المُحدِّقة نتيجة لهذا الظلم التاريخي الذي يتعرض له الأشقاء في فلسطين، والآن لبنان، ولا نعلم على من ستدور الدائرة!
ويبقى القول.. إنَّ الخامس من نوفمبر يومٌ مفصليٌ في تاريخ الولايات المُتحدة والعالم، وبعد هذا التاريخ لن تعود أمريكا إلى ما كانت قبله؛ فالنتائج والتداعيات ستكون عميقة التأثير، لا سيما وأن مؤشرات الانهيار الحضاري تتزايد، في ظل تعمُّق الخلافات والانقسامات داخل المجتمع الأمريكي، بالتوازي مع الانهيار الحاصل لكيان الاحتلال، وكلاهما يؤثران على بعضهما البعض، ويجب علينا في هذه المنطقة أن نظل مُؤمنين بالحق العادل للشعب الفلسطيني، وضرورة أن يحيا الشرق الأوسط في أمان واستقرار، فهذه الشعوب تحمّلت الكثير من المظالم وآن الأوان لأن يسود العدل والحياة الكريمة لكل إنسان عربي.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الشرق الأوسط الولایات الم دونالد ترامب التی ت
إقرأ أيضاً:
قلق إسرائيلي من إقالات في الإدارة الأمريكية شملت مسؤولين “مؤيدين لتل أبيب”
الولايات المتحدة – أبدت إسرائيل قلقها من التغييرات الأخيرة في الإدارة الأمريكية، وإقالة عدد من المسؤولين الذين يُعتبرون “مؤيدين جدا لإسرائيل”، بشكل غير متوقع في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي.
يأتي ذلك على خلفية خلافات في الرأي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن هجوم محتمل على إيران، وكذلك بشأن استمرار الحرب في قطاع غزة.
اثنان من المعزولين هما ميراف سيرين، وهي مواطنة أمريكية إسرائيلية عُينت مؤخرا رئيسة لمكتب إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي، وإريك ترايغر، رئيس مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وعُيّن كلاهما من قِبل مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز، الذي يُعتبر أيضا “مؤيدا كبيرا لإسرائيل”، والذي أُقيل مؤخرا من منصبه من قبل الرئيس ترامب. والشخص الذي حل محل سيرين وترايغر هو وزير الخارجية ماركو روبيو.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تترك مورغان أورتاغوس ، نائبة المبعوث ستيف ويتكوف والمسؤولة عن ملف لبنان في الإدارة، منصبها قريبا – وليس بمبادرة منها.
تُعتبر أورتاغوس، التي اعتنقت اليهودية، واحدة من أكثر المؤيدين المتحمسين لإسرائيل في الإدارة، وقد قامت بعمل كبير في التفاوض على وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وفي إقناع الحكومة في بيروت باتخاذ موقف صارم ضد “حزب الله” والحاجة إلى نزع سلاح مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في البلاد.
تناولت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، صباح اليوم مسألة إنهاء أورتاغوس دورها كمبعوثة أمريكية إلى لبنان. ووفقا لمصادر لبنانية مطلعة على السفارة الأمريكية في بيروت، فقد طلبت أورتاغوس منذ مدة ترقية إلى منصب أكبر في المنطقة، وأملت في تولي ملف سوريا على حساب توماس باراك، ولا تزال تنتظر ردا على طلبها. ووفقا للتقرير، فقد “أكملت مهمتها في ملء الفراغ” خلال الفترة الانتقالية القصيرة، وسيتم نقل المهمة إلى مسؤولين كبار سيتم تعيينهم قريبا.
كما أفادت الصحيفة اللبنانية بوجود تقديرات بأن بديلها في لبنان سيكون جويل رايبورن، أو أن الملف سيُنقل إلى توماس باراك، كجزء من مهمته في سوريا. وجرى ترشيح اسم رجل الأعمال اللبناني الأصل صهر ترامب مسعد بولس، والد مايكل بولس، المتزوج من تيفاني ترامب، ليحل محلها.
وكتبت الصحيفة اللبنانية: “من غير الواضح ما إذا كان المسؤول الكبير الجديد سيتخذ من التفاهمات التي توصلت إليها أورتاغوس أساسا، أم أنه سيتبنى سياسة جديدة تعيد الوضع إلى نقطة البداية”، وأضافت: “لقد أُزيل الملف اللبناني من قائمة الأولويات الأمريكية، وأصبحت سوريا الآن محور الاهتمام الرئيسي”.
تُقدّر مصادر إسرائيلية مُطّلعة على العلاقات مع الولايات المتحدة أن نقل الثلاثة جاء في إطار أجندة الرئيس ترامب “أمريكا أولا”، وليس بالضرورة ضد إسرائيل تحديدا، بل ضد نفوذ أي دولة ولو كانت صديقة.
ووفقا لهذه المصادر، لم يُفصل الاثنان بسبب مواقفهما المؤيدة لإسرائيل، بل في إطار توجه ترامب لإضعاف مجلس الأمن القومي وحصر إدارة السياسة الخارجية الأمريكية في يديه. ولهذا السبب لم يُعين ترامب بديلا لوالتز، وبقي المنصب في يد الوزير روبيو.
لا تستبعد مصادر مطلعة إمكانية إقالة المزيد من “الموالين لإسرائيل”. على أي حال، في إدارة ترامب، كل شيء يحدث “لحظة بلحظة”، لذا لا يمكن استبعاد ذلك. ولم تأت إقالة هؤلاء المسؤولين الكبار من فراغ، بل إنه جزء من التباعد بين إسرائيل وإدارة ترامب، إذ يبدو أن الأمريكيين اختاروا هذه السياسة بناءً على اعتباراتهم الخاصة.
وبحسب “يديعوت أحرونوت” صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مؤخرا في مناقشات مغلقة مع صديقه المقرب الوزير رون ديرمر، بأنه لم يُصِب في توقعه للاتجاه الذي تسلكه الولايات المتحدة فيما يتعلق بإسرائيل والشرق الأوسط.
وصرح مسؤولون حكوميون كبار بأن نتنياهو لم يُخف خيبة أمله من ديرمر، وأضافوا: “لم يُدرك ديرمر الحادثة، وقد عملوا عليه بشكل عام. كان واثقا من أن الولايات المتحدة لن تقف ضدنا.. لم يتوقع ديرمر التغيير في موقف الولايات المتحدة تجاه إسرائيل. وحتى الآن، يعتقد ديرمر أن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل، ولن تقف ضدنا، وأنه سيكون هناك تنسيق. لكن الحقيقة هي أن ديرمر قد ضل طريقه”.
وفقًا لمسؤولين حكوميين كبار، يشعر نتنياهو بقلق بالغ إزاء التغيرات في الولايات المتحدة وتأثير حركة “اليقظة البيضاء” الانفصالية على ترامب، وخاصة من أشخاص مثل مقدم البرامج الحوارية المحافظ تاكر كارلسون.
وقال المسؤولون: “هؤلاء أشخاص خطرون يؤثرون على الرئيس ترامب. إنهم ينشرون الشكوك تجاه إسرائيل ويهمسون في أذن ترامب بأن إسرائيل تريد جر الولايات المتحدة إلى الحرب. هذه هي الولايات المتحدة الجديدة، وهذا أمر مقلق للغاية لنتنياهو”.
ونفى مكتب رئيس الوزراء تصريحات نتنياهو لديرمر، واصفا إياها بـ”الأخبار المضللة”. إلا أن مصادر مطلعة على التفاصيل تقول: “رون ديرمر يعمل كرجل حرب عصابات، وزير بفريق صغير جدا يُدير إحدى أكثر القضايا حساسية وأهمية في البلاد. لا يُشرك أحدا، واليوم لا شك في أن هناك خللا ما في العلاقة بين نتنياهو وترامب. هناك خلل ما”.
المصدر: وكالات