أسامة الجندي: غض البصر في القرآن للذكر والأنثى لحماية المجتمع من الفتن (فيديو)
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
قال الدكتور أسامة الجندي، أحد علماء وزارة الأوقاف، إنّ قول الله- سبحانه وتعالى- «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم»، يعتبر خطاب إلهي يهدف إلى تعزيز الأخلاق وحماية المجتمع من الفتن.
العين أكثر وسائل الإدراك عرضة للفتنوأكد «الجندي»، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة «الناس»، اليوم الأحد، أن هذه الآية تدعو المؤمنين إلى استخدام وسائل الإدراك بشكل حكيم، مشيرًا إلى أنّ العين تُعتبر أكثر وسائل الإدراك عرضة للفتن، موضحًا أن غض البصر يُعتبر بمثابة مناعة تحصين ضد الشهوات والمواقف المحرمة، إذ يُدرب الإنسان على تجنب ما يُغضب الله.
ولفت إلى أن الرسالة إلى الجنسين، إذ يجب على الرجال غض بصرهم، وعلى النساء عدم إبداء زينتهن إلا ما ظهر منها.
4 تصورات تتعلق بغض البصر وإبداء الزينةوبيًّن إلى أنه هناك 4 تصورات تتعلق بغض البصر وإبداء الزينة، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالتعاليم الشرعية، مشيرًا إلى أن كلمة «يغض» تعني تقليل أو نقص من مجال الرؤية، ما يعكس أهمية أن ينظر الإنسان فقط إلى ما يرضي الله، وأن المؤمنين مطالبون بتحديد حد أدنى لرؤيتهم، حيث يُمنع النظر إلى ما حرمه الله.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أسامة الجندي الدكتور أسامة الجندي العين وزارة الأوقاف إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأُمِّيُّونَ في القرآن: إشكالية المصطلح ووضوح الدلالة
الأُمِّيُّونَ في #القرآن: إشكالية المصطلح ووضوح الدلالة
أ.د. #خليل_الرفوع
الجامعة القاسمية / الإمارات العربية المتحدة
#الأميون #مصطلح_قرآني محض، وقد ذُكِرَ في ست آيات بيّنات، وأقصد بهذا أنه لم يذكر في الشعر الذي قيل قبل الإسلام وهو الشعر الجاهلي، وهذا ملحظ تاريخي لغوي مهم، والسياق القرآني الذي قيل فيه هو الحديث عن اليهود خاصة، وليس أهل الكتاب عامة، وقد ذهب ناصر الدين الأسد إلى أنه أطلق على العرب الذين لم يتنزل عليهم كتابٌ سماوي، فهو يقابل مصطلح أهل الكتاب، “إن الوصف بالأمية لا يعني الأمية الكتابية ولا العلمية وإنما يعني الأمية الدينية، أي أنهم لم يكن لهم قبل القرآن الكريم كتاب ديني، ومن هنا كانوا أميين دينيًّا، ولم يكونوا مثل أهل الكتاب من اليهود والنصارى، الذين كان لهم التوراة والإنجيل”.(مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية، ص54).
مقالات ذات صلة ألفيتنا الأردنية 2025/05/15ومنطلق فهم الآيات أن المصطلح عِبري الدلالة، وقد أطلقه اليهود على الأغيار أو الغرباء، وأصل اللفظ عبري: غُوي، أمة، وجمعها غوييم، أمم، وهي في العربية: “جُوي”، ثم أضيف إليها صيغة الجمع لتصبح “جوييم”: أمم، وهو مصطلح ديني تطلقه التوراة على غير اليهود، فالناس مقسمون عندهم إلى يهود وأغيار أو أمم أخرى، وأما اليهود فتطلق عليهم التوراة: عفريم، كما قُسِّم الناس عند العرب إلى عرب وعجم، لكنَّ العُجمة لا تحمل أية أوصاف سيئة، بل تحمل معنى الحبُسة في اللسان، وهذا ليس مثلبة بل هو وصف لمن لا يتقن العربية نطقًا، لكن مصطلح جوييم يتضمن كراهية الآخر غير اليهودي أو غير المؤمن بالتوراة عقيدةً وقراءة وكتابة، ومن معانيها الوثنية والكفر…. وليس هذا اللفظ الوحيد الذي عُرَّب في القرآن الكريم من العبرية، فهناك ألفاظ عبرية غير أمّيّ، ومنها: أسْباط، لِينة، رَاعِنَا، حِطَّة، سِجِّين، وقد وردت في سياقات أحاديث اليهود كما هو لفظ أمي، فالاسم الشائع الذي كان اليهود الناطقون بالعربية يسمون به العرب هو: أُمِّيُّون والواحد أُمِّي.
فالتسمية ليس لها أصل اشتقاقي لغوي مستمد من العربية، إنما هو مصطلح توراتي عَرَّبَه القرآن كما عرب ألفاظًا غيره من لغات أخرى، ولا رابط اشتقاقي صرفي أو لغوي بينه وبين: أُمٍّ أو اُمَّة أو أَمَة أو أُمَم أو أُمية. ولم يكن مفهوم أمةٍ موجودًا قبل الإسلام لينسب العرب أو الرسول عليه الصلاة والسلام إليه، وكذلك تنتفي النسبة إلى أُم، فكيف ينسب العربي إلى أمه التي ولدته، بل كيف ينسب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أمه آمنة، أو أُمته الإسلامية أو غيرها.
إن مفتاح فهم المصطلح ثلاث آيات:
الأولى: ما ورد في قوله تعالى:” ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾، (آل عمران، 75)، إن سياق الآية الحديثُ عن طائفتين من أهل الكتاب: النصارى الذين يؤدون ما عندهم من أمانات إن استؤمنوا عليها، ويردونها إلى أصحابها غير منقوصة، وطائفة أخرى هم اليهود الذين يستحلونَ بالباطل أموالَ العرب ومنهم الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقولون: ليس علينا في أكل أموالهم إثم ولا حرج؛ لأن الله أحلَّها لنا، وهذا كذب على الله، يقولونه بألسنتهم، وهم يعلمون أنهم كاذبون. ومضمون خطابهم أنهم غير ملتزمين بمراعاة أية شريعة أو دين أو أية ضوابط أخلاقية أو اجتماعية. فالأمّيون في الآية هم العرب جميعا، وليس لها علاقة بالأمية الكتابية.
الثانية: ما ورد في قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾،(آل عمران، 20)، إن سياق الآية يصف اليهود ويخيّرهم كما يخير الأميين العرب المشركين بين الإسلام والهداية أو الضلال والتولي عن الحق، فالدلالة واضحة على أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتخيير اليهود ومشركي العرب، فالخطاب لليهود الذين أوتوا الكتاب والعرب الذين وُصِفُوا بالأميين، فتقديم اليهود على العرب المشركين في الآية يوحي بذلك المصطلح الذي كان يطلقه اليهود على العرب، وهو الأغيار، وليس ثمة استدعاء في الآية لمعنى الأمية الكتابية.
الثالثة: نص الآية ﴿ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ* فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ﴾، (البقرة، 78 ، 79)، فالأمية في هذه الآية ليست أمية كتابية، بل هي وصف للأحبار الذين يكتبون الكتاب بأيديهم، وما كان علمهم إلا أباطيل وضلالات هي أمانيهم، فهم حينئذٍ أميون، بالمعنى المعجمي الدلالي للفظة وهو: الأغراب الكفرة حتى لو تَعَبْرَنُوا أو تصهينوا، فقد خرجوا من دائرة المؤمنين بالتوراة إلى الكافرين بها، بما بدَّلوا وحرَّفوا، فالحديث في الآية هو عن الأحبار الأميين الذين يكتبون الباطل بأيديهم، وقد فعلوا ذلك بعلمهم؛ لذا توعدهم الله بالويل لافترائهم عليه ما ليس بحق، ولِمَا يكسبون من المال وعرض الدنيا.
وفي الآية السابقة تصريح واضح أن الأمية ليست أمية كتابية، والحق أن الآيات الست التي تناولت مصطلح الأميِّ لا تتضمن معنى الأمية الكتابية أي عدم معرفة القراءة والكتابة، لسببين اثنين: أن دلالة الأمي: مصطلح توراتي أطلق على العرب أكانوا مشركين، أم مسلمين والنبي محمد صلى الله عليه وسلم سيد العرب وأشرفهم، فالجميع أغيار غرباء، والدليل على ذلك أنه ورد في سياق الحديث عن اليهود في كل الآيات القرآنية، والأمر الآخر أن المصطلح لم يستخدم قبل القرآن الكريم في الشعر الجاهلي، ولم يكن من دلالاته في الآيات: عدم معرفة القراءة والكتابة، والمعلوم أن الكتابة كانت منتشرة في الحواضر العربية مثل: يثرب ومكة والطائف والحِيرة وغيرها، والشواهد كثيرة في القرآن والشعر الجاهلي، ويكفي الإشارة إلى أن أربعين كاتبًا للوحي كانوا يُدوِّنون في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يتنزل عليه من سور وآيات، والسؤال الذي يفهم من نفي دلالة الأمي على عدم معرفة القراءة والكتابة هو: هل ألفاظ الكتابة وأدواتها التي ذكرت في القرآن والشعر الجاهلي كتبت عبثًا بحيث أن العرب لم يفهموها ولم يستخدموها في شؤون حياتهم؟ ويكفي الإشارة إلى أن أطول آية في القرآن الكريم هي آية المُداينة، وفيها تفصيل لكتابة الدَّين ثم أعقبت بآية تؤكد اللجوء إلى الرهان المقبوضة في حالة السفر إن لم يوجد الكاتب، فالأصل في الدَّين كتابته، وقد أقسم الله بحرف النون والقلم وما يسطرون، فماذا كانون يسطِّرون غير الكتابة؟ حتى عُرِفَ بعض شعراء الجاهلية بجودة الخط والاحتراف بتنميقه كعدي بن زيد العبادي والمرقش الأكبر، وأخلصُ إلى أن مصطلح الأمي تعاورته تأويلات كثيرة أكثرها لم يربط بين دلالته اللسانية التاريخية ومواطن سياقاته التي وردت فيه في القرآن الكريم، فدلالة المصطلح تطلق على غير اليهود من العرب مشركين ومسلمين وليس من دلالتها الأمية الكتابية؛ فقد كان العرب قبل الإسلام أهل حضارة وبلاغة، وأن أكثرهم قد أتقن القراءة والكتابة معًا، ثم من يأتي ويقرر وصفهم بالأمية الكتابية، ولعل أي وصف لهم بالأمية التي يقصد بها الجهل المعرفي قراءةً وكتابة هو تحريف تأويلي لنصوص واضحة الدلالة، وإساءة لأمة كان أعظم منجز حضاري لها قبل الإسلام الشعرَ بما فيه من فكر وتأمل وجودي وتشبيهات كثيرة للحرف والخط والقصيدة، وخلاصة الرأي: أن الأمي مصطلح قرآني معرب عن جوييم العبرية التي تعني الشعوب الأغيار الوثنيين، وأطلقت قبيل الإسلام على العرب خاصة، وليس كما هو شائع عدم القراءة والكتابة أو الذين لم يتنزل عليهم كتاب سماوي.