القدس المحتلة- قال فلسطينيون في مدينة القدس المحتلة إنهم لا يعلقون آمالا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، معتبرين أن الخيار بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس كالمفاضلة بين "سيئ وأسوأ".

وفي وقت سابق اليوم، باشر ملايين الأميركيين بعدد من ولايات الساحل الشرقي للولايات المتحدة، الإدلاء بأصواتهم عقب فتح مراكز الاقتراع لاختيار الرئيس الـ47 للبلاد، وسط احتدام المنافسة بين هاريس وترامب.

وللمقدسيين تجربة سابقة مع ترامب، إذ نقل في فترة رئاسته السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، واعتبر المدينة بشقيها الشرقي والغربي عاصمة مزعومة لإسرائيل، في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2017، مما أحدث وقتها موجة غضب واستياء واسعة النطاق.

في المقابل، هاريس هي نائبة للرئيس الحالي جو بايدن الذي دعم إسرائيل في حرب الإبادة على غزة، والعدوان على لبنان، وزودها بالمعدات العسكرية والقنابل التي دمرت الجزء الأكبر من قطاع غزة.

إيفانكا ترامب تشارك في افتتاح مقر السفارة الأميركية في القدس (الجزيرة) دعم مطلق لإسرائيل

وقال الفلسطيني عماد منى، مالك المكتبة العلمية في شارع صلاح الدين بالقدس، إن "فكرة الانتخابات بحد ذاتها جيدة، فكل دولة يجب أن تجري فيها انتخابات، ولكن في ما يتعلق بالولايات المتحدة الأميركية، فأعتقد -من واقع تجربتي الشخصية، إذ إن هذه هي عاشر انتخابات أواكبها- أن الأمور في ما يتعلق بفلسطين لم تتغير كثيرا".

وأضاف أن "كل فلسطيني يعلم أن الولايات المتحدة، أيا كان الفائز في انتخاباتها الرئاسية، أمورها ستبقى بالنصاب ذاته في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فأميركا داعمة بشكل مطلق لإسرائيل، وهذا ثابت من ثوابتها الأساسية، ولا فرق بشأن من سيصل إلى البيت الأبيض، هاريس أو ترامب".

وأكد أن "الديمقراطيين الآن في الحكم، ودعموا الإبادة الإسرائيلية في غزة والعدوان على لبنان، ولكن يقال إن هاريس تعد الناس بأنها ستوقف الإبادة إذا ما جرى انتخابها، وأنا شخصيا لا أبني على ذلك أملا كبيرا، لأنه من خلال تجربتنا العملية فإنهم يتحدثون كثيرا عن فلسطين، لكنهم لا يفعلون شيئا على أرض الواقع، وإن فعلوا فإنهم يفعلون القليل القليل".

وطالب المقدسي بـ"معاقبة الحزب الديمقراطي بسبب دعمه إسرائيل في حرب الإبادة على غزة".

وفي ما يتعلق بالحزب الجمهوري، اعتبر عماد أنه "أسوأ، ولدينا تجربة مع دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية السابقة، التي نقل خلالها السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وكان ذلك مريعا".

وختم حديثه بالقول "لا نترقب أي شيء من أي منهما (هاريس وترامب)، وبالتالي هو الخيار بين السيئ والأسوأ، والناس هنا لا يتابعون الانتخابات في أميركا كثيرا، لأنهم يدركون أننا لن نحصل على شيء من واشنطن".

وجهان لعملة واحدة

أما أحمد البخاري، وهو صحفي رياضي، فقال "كوني مواطنا فلسطينيا مقدسيا، أنا غير مهتم كثيرا بالانتخابات الأميركية ونتائجها، وسواء نجح ترامب أو هاريس فكلاهما بالنسبة إليّ سيان، ولا يختلفان عن بعضهما بعضا.. وجهان لعملة واحدة".

وأضاف البخاري "تاريخيا كانت الولايات المتحدة عدوا للشعب الفلسطيني وللعرب والمسلمين، ومن ينتظر نتائج الانتخابات اليوم مغفل، لأن المرشحين صهاينة أكثر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه"، وفق قوله.

واعتبر أنه "سواء أنجح ترامب أم هاريس فبالنسبة إلينا بوصفنا شعبا فلسطينيا مقدسيا يعيش في القدس بفلسطين، ويعيش الكارثة والمذبحة (الإسرائيلية) في قطاع غزة وفي جنوب لبنان، نعتبر أن ترامب وهاريس شريكان في (إراقة) الدم الفلسطيني واللبناني".

ورأى البخاري أنه "سيكون هناك تأثير للانتخابات على المنطقة، ولكنه لن يكون بفائدة الفلسطينيين"، مضيفا: "لا ننسى أن هناك قوى أخرى في المنطقة، مثل روسيا وهناك الصين، وبالتالي فإن أميركا فقدت قوتها السابقة".

وأردف "أنا كوني فلسطينيا أرى نفسي أقوى من أميركا، لأن تاريخي متجذر لـ10 آلاف سنة بفلسطين، أما أميركا فعمرها 400 سنة، وبالتالي فإن كثيرا من الدول أقوى منها".

وبشأن تداعيات الانتخابات على القضية، أكد البخاري أنه "لا تأثير مباشر على القضية الفلسطينية، أو إنهاء الإبادة الإسرائيلية، سواء من ترامب أو هاريس، فالمجزرة المتواصلة في قطاع غزة تتم بالسلاح الأميركي، ولن يكون هناك وقف قريب للمجازر إلا بالقوة".

كلاهما مشكلة

أما المواطن المقدسي داود أبو غزالة، فاعتبر أن "أيا كان الفائز فإنه لن يفيدنا هنا في القدس، بل على العكس تماما، كلاهما مشكلة كبيرة جدا".

وأضاف أبو غزالة "لا يوجد أي سبب للتعويل على الرئيس الأميركي الجديد، فهو لن يفعل أي شيء، وأيا كان الفائز فإنه سيكون سيئا بالنسبة إلينا".

وعلى المستوى الشخصي، ختم حديثه بالقول، "أنا لا أعلق أي آمال" على الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ويعود انعدام ثقة الفلسطينيين بالإدارة الأميركية الحالية أو اللاحقة إلى الدعم المفرط الذي تقدمه واشنطن لتل أبيب في حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة، وإلى الانحياز المطلق لها في المواقف على حساب حقوق الفلسطينيين المشروعة.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 146 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات فی ما یتعلق قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

أكبر بنوك أميركا يحذّر من انهيار سوق السندات الأميركي تحت ضغط الديون

أطلق جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان تشيس"، تحذيرا صارخا بشأن مصير سوق السندات الأميركي، مشيرا إلى أن هذا السوق "سينهار" تحت وطأة الدين العام المتنامي للولايات المتحدة، وداعيا إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى تغيير المسار المالي للبلاد نحو مسار أكثر استدامة.

وفي كلمته خلال منتدى ريغان الوطني الاقتصادي في كاليفورنيا، قال ديمون: "ستشهدون انهيارا في سوق السندات. أنا أخبركم أن هذا سيحدث، وستصابون بالذعر. أما أنا فلن أذعر. سنكون بخير".

يشار إلى أن "جيه بي مورغان تشيس" يُعد أكبر بنك أميركي من حيث حجم الأصول، إذ تتجاوز 3.9 تريليونات دولار. ويعد من أقوى البنوك على مستوى العالم من حيث التأثير والاستقرار المالي.

قلق متزايد في وول ستريت

تصريحات ديمون، الذي يقود أكبر بنك في الولايات المتحدة، تعكس قلقا متزايدا في وول ستريت من حجم العجز المالي الأميركي، خاصة في ظل مراجعة الكونغرس لمشروع الموازنة الجديد الذي يصفه ترامب بأنه "كبير وجميل".

والمشروع، الذي تم تمريره في مجلس النواب الأسبوع الماضي ويخضع حاليا لمراجعة مجلس الشيوخ، يُتوقع أن يرفع العجز الفدرالي بقدر كبير.

حتى قبل مناقشة هذا المشروع، توقع مكتب الميزانية في الكونغرس أن تتجاوز نسبة الدين الأميركي إلى الناتج المحلي الإجمالي المستوى القياسي الذي سجلته البلاد خلال أربعينيات القرن الماضي.

مشروع الموازنة المقترح من إدارة ترامب لا يُعد مجرد خطة إنفاق، بل يُنظر إليه على أنه عامل تفاقم هيكلي لعجز الدولة (رويترز) ارتفاع عوائد السندات وتخفيض التصنيف الائتماني

وشهدت السندات الأميركية طويلة الأجل ضغوطا كبيرة نتيجة المخاوف المالية، فقد ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 30 عاما إلى نحو 5%، مقارنة بما يزيد قليلا على 4% بداية عام 2024. كما قامت وكالة التصنيف الائتماني موديز هذا الشهر بتجريد الولايات المتحدة من تصنيفها الائتماني الممتاز (إيه إيه إيه)، وهو ما يعد تطورا لافتا في النظرة العالمية إلى الاقتصاد الأميركي.

إعلان

وأشارت فايننشال تايمز إلى أن سوق سندات الخزانة الأميركي شهد نموا هائلا من نحو 5 تريليونات دولار عام 2008 إلى 29 تريليون دولار اليوم، وسط سياسات خفض الضرائب وزيادة الإنفاق الحكومي، خاصة خلال جائحة كورونا.

تراجع الطلب الأجنبي وتصاعد المخاطر الجيوسياسية

ورغم أن هذا السوق يُعد الأعمق والأكثر سيولة عالميا، ويستفيد من مركز الدولار بوصفه عملة احتياطية رئيسة، فإن الطلب عليه تراجع بشكل ملحوظ، لا سيما من قبل المستثمرين الأجانب، الذين قلّصوا مشترياتهم من السندات الأميركية على مدار العقد الماضي. ويُعزى هذا الانسحاب جزئيا إلى سياسات ترامب الجمركية المتشددة، التي أثارت توترات تجارية مع الشركاء الدوليين.

وأضاف ديمون أن تصاعد التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية والديون العالمية يؤشر إلى أن "الصفائح التكتونية للاقتصاد العالمي بدأت تتحرك"، مشيرا إلى أنه لا يعلم إذا ما كانت الأزمة "ستقع خلال 6 أشهر أو 6 سنوات"، لكنه شدد على ضرورة تعديل السياسات واللوائح المالية الحالية لتعزيز قدرة البنوك على التعامل مع صدمات السوق.

وكالة موديز قامت هذا الشهر بتجريد الولايات المتحدة من تصنيفها الائتماني الممتاز (الفرنسية) تحذيرات من بنك غولدمان ساكس ومؤشرات مقلقة

وتتوافق تصريحات ديمون مع ملاحظات أدلى بها جون والدرون، رئيس بنك غولدمان ساكس، خلال مؤتمر "بيرنشتاين" في نيويورك، حيث وصف العجز الأميركي بأنه "مثير للقلق"، مضيفا أن "الخطر الأكبر اليوم في الاقتصاد الكلي يتمثل في انعكاسات هذا العجز على سوق السندات"، متوقعا أن "تتواصل موجات الاقتراض، مما سيرفع من تكاليف رأس المال ويُبطئ النمو الاقتصادي".

ووفقا لتقديرات اللجنة المستقلة للميزانية الفدرالية المسؤولة، فإن مشروع موازنة ترامب سيضيف ما لا يقل عن 3.3 تريليونات دولار إلى الدين العام الأميركي بحلول عام 2034. كما حذّرت موديز من أن العجز الفدرالي قد يرتفع من 6.4% من الناتج المحلي الإجمالي في 2024 إلى نحو 9% بحلول عام 2035.

ضرائب جديدة

وفي ملف الضرائب، قال ديمون إنه يؤيد فرض ضرائب على "الأرباح المُرحّلة"، وهي ميزة ضريبية لطالما استفاد منها كبار مديري صناديق الاستثمار الخاصة. وأضاف: "علينا بالتأكيد فرض ضرائب على الأرباح المرحّلة"، مشيرا إلى أن هذا المطلب كان مدعوما سابقا من الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، وقد تبنّاه ترامب حاليا.

إعلان

وعند سؤاله عمّا إذا كان يفكر في الترشح لمنصب سياسي، أجاب ديمون (69 عاما): "سأفعل لو اعتقدت أنني أملك فرصة حقيقية للفوز، لكني لا أعتقد ذلك".

مقالات مشابهة

  • تفاصيل المقترح الأميركي الجديد حول النووي الإيراني.. ما مقابل وقف التخصيب؟
  • وزير الخزانة الأميركي: محادثات قريبة بين ترامب وشي
  • مقال بتلغراف: هذه الانتخابات ستؤثر كثيرا في تحديد مستقبل أوروبا
  • ضرائب ترامب تعوق المساعي الأميركية لتطوير البطاريات
  • هل انضمام كندا للقبة الذهبية الأميركية يشكل عبئا على الاقتصاد؟
  • أكبر بنوك أميركا يحذّر من انهيار سوق السندات الأميركي تحت ضغط الديون
  • الاتحاد الأوروبي يعلّق على الرسوم الأميركية على الصلب
  • ترامب يُحذر: سقف الدين "كارثي" ويهدد الاقتصاد الأميركي
  • استطلاع جديد يكشف: كامالا هاريس ليست الخيار الأول للديمقراطيين في سباق الرئاسة 2028
  • معاريف: رفع العلم الأميركي بسوريا إصبع في عين إسرائيل