تلوث دجلة والفرات: حرب صامتة على الصحة والبيئة
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
5 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: تعيش مياه نهري دجلة والفرات مرحلة خطيرة من التلوث، إذ وصلت نسبة التلوث إلى ما يقارب 90% وفق تحليلات بيئية وتقارير صادرة عن منظمات محلية ودولية.
ووسط المخاوف المتزايدة من تفاقم هذه المشكلة، تذكر آراء الخبراء أن السبب يعود إلى عوامل عديدة متداخلة، يأتي في مقدمتها التلوث الصناعي والتصريف العشوائي للصرف الصحي، ما أدى إلى ارتفاع نسب المواد الكيميائية والبكتيريا الضارة بشكل غير مسبوق.
“وفق معلومات صادرة عن مختصين في علوم البيئة، لا تقتصر تداعيات هذا التلوث على مياه الشرب فقط، بل تمتد لتشمل الصحة العامة، إذ أُبلغ عن ارتفاع ملحوظ في حالات التسمم والكوليرا في بعض المناطق القريبة من النهرين”، وفق تغريدة رصدتها المسلة على منصة اكس، محذرو من كارثة صحية قادمة إن لم تُتخذ إجراءات سريعة.
ويرى الباحث البيئي سامر الهاشمي أن “التغيرات المناخية ونقص تدفق المياه بفعل التحكم بمصادرها من قبل دول الجوار، زاد من تفاقم المشكلة، حيث بات العراق يواجه أزمة نقص حادة في المياه مع تدنٍ في جودة الإمدادات المتاحة.”
وأكد في مداخلته أن هذه العوامل المتراكمة تجعل الحل أكثر تعقيداً، مضيفاً أن “أية محاولة لمعالجة التلوث لن تكون فعّالة دون معالجة أزمة تدفق المياه من المنبع.”
ولم تقتصر تداعيات التلوث على البشر فقط، إذ ذكرت تدوينة للناشطة في شؤون البيئة أمل الزبيدي أن “الثروة الحيوانية والزراعية في العراق تأثرت بشكل مباشر، فالأراضي الزراعية تفقد خصوبتها تدريجياً، والنباتات مهددة بتلوث المحاصيل، ما ينعكس على سلة الغذاء العراقية ككل.”
أما من جانب المواطنين، فقد عبّر حسون اللامي من بغداد قائلاً: “نحن نعيش كارثة، لم تعد المياه تصلح للشرب أو حتى لري المحاصيل. وفي بعض الأحيان تتصاعد روائح كريهة من النهرين، وكأننا نعيش بجوار مجمع نفايات.” وتأتي هذه المداخلة لتبرز واقعاً أليماً يعيشه العراقيون يومياً في ظل غياب حلول ملموسة على الأرض.
ويرى بعض المراقبين أن الحل يكمن في وضع خطط استراتيجية طويلة الأمد، تتضمن تعزيز الرقابة على المصانع وإنشاء محطات معالجة متطورة للصرف الصحي، إلى جانب تفعيل الدبلوماسية المائية للتفاوض مع دول المنبع لضمان حصص عادلة من المياه.
و أفادت تحليلات بأن تجاهل هذه الإجراءات سيجعل العراق أمام كارثة بيئية تهدد بتدمير قطاعاته الحيوية، وصولاً إلى احتمالية نشوب صراعات داخلية مستقبلية بسبب نقص الموارد الطبيعية.
واختتمت تدوينة أخرى، برسالة مؤثرة: “العراق يواجه حرباً جديدة، لكنها حرب صامتة على المياه، وعلينا جميعاً أن نكون جزءاً من الحل، لأن أزمة اليوم قد تكون نهاية غدنا البيئي.”
وأفاد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والتنمية بأن 90% من مياه نهري دجلة والفرات مياه سطحية ملوثة، وعلى العراق اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع هدر المياه.
وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والتنمية، غلام إسحاق زاي، إن “العراق واحد من الدول التي تعاني أشد معاناة من آثار احترار العالم والتغير المناخي، وتراجع مناسيب مياه نهري دجلة والفرات اللذين يعتمد عليهما العراق كان له أثر كبير، ولدينا إحصائية تخبرنا بأن نحو 37 ألف شخص هاجروا من مناطق في جنوب العراق وغيروا مواطنهم بسبب آثار التغير المناخي”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: دجلة والفرات
إقرأ أيضاً:
متحدث مياه الجيزة: عودة المياه تدريجيًا.. وحل الأزمة خلال ساعات
كتبت -داليا الظنيني :
قال المهندس وليد عابدين، المتحدث باسم شركتي القاهرة والجيزة لمياه الشرب والصرف الصحي، إن السبب الرئيسي للأزمة هو أعمال تطوير مصدر التغذية الكهربائية لمحطة مياه جزيرة الدهب، التي تغذي مناطق استراتيجية وحيوية في المحافظة.
وقال عابدين، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية هدير أبو زيد، ببرنامج "كل الأبعاد"، على قناة "إكسترا نيوز"، إن وزارة الكهرباء بذلت جهودًا كبيرة خلال الأيام الماضية لتوفير مصدر تغذية كهربائية جديد للمحطة، مؤكدًا أن هذه الأعمال تستهدف منع تكرار الأزمة مستقبلًا.
وأضاف أن العمل استمر طوال ليلة أمس، وتم تشغيل نحو 75% من طاقة محطة مياه جزيرة الدهب منذ الصباح، ما سمح بضخ ما يقرب من 600 ألف متر مكعب من المياه يوميًا، مؤكدًا أن الخدمة بدأت تعود تدريجيًا إلى عدد من المناطق، وإن ظلت بعض الأماكن تعاني من ضعف أو انقطاع جزئي.
وأوضح عابدين أن المناطق الأقرب لخطوط المياه الرئيسية ومحطة الضخ الرئيسية استعادت الخدمة بشكل أسرع، بينما لا تزال أطراف الشبكات وبعض المناطق النائية تعاني من التأخر، مؤكدًا أن الشركة تدفع بسيارات مياه نقية لتلك المناطق لحين اكتمال عودة الخدمة كليًا.
وأشار إلى أن غرفة عمليات برئاسة محافظ الجيزة وبإشراف السكرتير العام للمحافظة، تعمل على مدار الساعة للتعامل مع الشكاوى، والتنسيق بين الجهات المختلفة لضمان توصيل المياه بشكل عاجل، مشيرًا إلى أن سيارات نقل المياه يتم تحريكها بناءً على الطلبات التي ترد من المواطنين أو المؤسسات مثل المستشفيات والمخابز وأقسام الشرطة.
ودعا عابدين المواطنين للتواصل مع الخط الساخن 125 لتقديم الشكاوى وطلب سيارات المياه، مؤكدًا أن جميع الخطوط الساخنة الخاصة بالمحافظة، ومجلس الوزراء، والشركة القابضة للمياه، تعمل على تلقي البلاغات والتعامل الفوري معها.
وفي ختام حديثه، أكد المهندس وليد عابدين أن فرق العمل مستمرة في اختبارات تشغيل المغذي الكهربائي الجديد، وأنه من المتوقع الانتهاء من كافة الأعمال خلال ساعات، مؤكدًا حرص الشركة على سرعة إعادة الخدمة لجميع المناطق والتخفيف عن المواطنين في ظل الأجواء الحارة.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
انقطاع المياه المهندس وليد عابدين مياه الشرب والصرف الصحيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة