في خطوة بارزة على الساحة السياسية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيين جدعون ساعر وزيرًا للخارجية خلفًا لإسرائيل كاتس، الذي تولى وزارة الدفاع عقب إقالة يوآف غالانت. هذه التغييرات تأتي في وقت تواجه فيه إسرائيل تحديات أمنية ودبلوماسية معقدة، مما يزيد من أهمية هذه التحركات في قيادة الوزارات الرئيسية.

النشأة وبداية المسيرة السياسية

وُلد جدعون ساعر عام 1966 في تل أبيب، ودرس القانون والعلوم السياسية قبل أن يبدأ مسيرته كصحفي. انضم إلى حزب "الليكود" وبرز بسرعة ليصبح أحد قياداته المؤثرة. تدرج ساعر في مناصب وزارية مهمة شملت وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم، حيث عمل على عدة إصلاحات لتعزيز جودة التعليم والأمن الداخلي.

الأدوار الوزارية والإنجازات

خلال توليه وزارة التربية والتعليم، سعى ساعر لتحسين جودة التعليم، خاصة في ما يتعلق بتعزيز القيم الوطنية والمناهج الدراسية. أما خلال فترة عمله كوزير للداخلية، فقد ركز على تعزيز الأمن الداخلي ومراقبة الهجرة غير الشرعية، مع العمل على تحسين خدمات البلديات.

انشقاق عن "الليكود" وتأسيس "الأمل الجديد"

في عام 2020، قرر ساعر مغادرة "الليكود" بسبب خلافات عميقة مع نتنياهو، ليؤسس حزب "الأمل الجديد" الذي قدم بديلًا سياسيًا يمينيًا محافظًا بعيدًا عن سيطرة نتنياهو. أتاح هذا الحزب لساعر منصة مستقلة طرح من خلالها رؤى سياسية تتماشى مع مبادئه في قضايا الأمن والمستوطنات الإسرائيلية، واستطاع جذب عدد من الشخصيات المؤثرة من داخل "الليكود".

التوجهات السياسية والمواقف الفكرية

يتميز ساعر بتوجهاته اليمينية، فهو من المؤيدين لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، ويعارض حل الدولتين، داعيًا إلى تعزيز إسرائيل كدولة يهودية قوية. يتخذ موقفًا صارمًا تجاه إيران ويعارض امتلاكها لقدرات نووية. كما يسعى إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية تهدف إلى تعزيز الاستثمار مع الحفاظ على الهوية اليهودية.

التحديات والطموحات المستقبلية

رغم صعوبة تحقيق أغلبية سياسية مستقلة، يواصل ساعر طموحه لتعزيز مكانة حزبه وطرح بدائل سياسية جديدة، بعيدًا عن سيطرة "الليكود". يسعى ساعر للعب دور رئيسي في تشكيل السياسات المستقبلية لإسرائيل، خاصة في ظل تنامي التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه البلاد.

في النهاية يمثل جدعون ساعر شخصية محورية في السياسة الإسرائيلية، حيث استطاع من خلال رؤاه المستقلة وأفكاره اليمينية أن يجذب انتباه الأوساط السياسية والجمهور، مما يجعله أحد الأسماء البارزة التي قد تؤثر على مسار إسرائيل المستقبلي

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: جدعون ساعر وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد جدعون ساعر

إقرأ أيضاً:

وسيلة ضغط أم تدخل في الشأن الإسرائيلي؟ ماذا وراء دعوة ترامب لإسقاط التهم عن نتنياهو؟

من المتوقع أن تثير تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدلًا داخل الأوساط السياسية في إسرائيل، لا سيما في صفوف المعارضة، التي ترى في أي تعليق خارجي على القضايا القضائية مساسًا باستقلالية النظام القضائي ومحاولة للضغط عليه. اعلان

وكان ترامب قد وصف في منشور عبر وسائل التواصل محاكمة نتنياهو بتهم الفساد بأنها " حملة شعواء"، معبّرًا عن دعمه الشخصي له، ومقترحًا أن يتم العفو عنه، دون الخوض في تفاصيل قانونية أو مؤسسية.

ويأتي هذا التصريح في سياق حساس تشهده إسرائيل، حيث تواجه الحكومة أزمة داخلية بسبب التشريع المتعثر المتعلق بالإعفاء من الخدمة العسكرية الإجبارية لأفراد المجتمع الحريدي، وهو ما يهدد استقرار الائتلاف الحاكم.

وقد سبق المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، تقديمُ المعارضة مشروع لحل الكنيست على وقع مشروع القرار هذا.

Relatedترامب يدخل على خط محاكمة نتنياهو: رجل عظيم ويجب منحه عفواًخاص يورونيوز: إسرائيل ترفض تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة وتصفه بـ"المنحاز وغير الأخلاقي"هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

وما زاد في حدة موقف المعارضة، ما أوردته القناة "13" الإخبارية الإسرائيلية بعدها بأن السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، عقد اجتماعات مع أعضاء في الائتلاف الحاكم من الأحزاب الدينية، ومن بينهم الوزير مئير بوروش من حزب "يهدوت هتوراة". ووفقًا للقناة، قال هاكابي خلال هذه الاجتماعات إن استقرار الحكومة ضروري لمواجهة التهديدات الإقليمية، وعلى رأسها إيران، وإن انتخابات مبكرة ستكون خطأ في هذا التوقيت.

كما أفادت القناة بأن هاكابي التقى بالحاخام البارز موشيه هيلل هيرش، وأشار خلال اللقاء إلى أن إجراء انتخابات في الوقت الحالي قد يجعل من الصعب على الولايات المتحدة الاستمرار في دعم إسرائيل على النحو المطلوب.

ونفى هاكابي عبر منشور في منصة "إكس" أن يكون قد حاول التأثير على مواقف أعضاء الكنيست، مشيرًا إلى أنه اكتفى بالإجابة عن سؤال وُجه إليه حول كيف ستنظر الولايات المتحدة إلى احتمال انهيار الحكومة، موضحًا أن "معظم الأميركيين يعتبرونها حكومة غير مستقرة في ظل الحرب المستمرة والتهديدات اليومية من الصواريخ الحوثية والخطر النووي الإيراني".

توقيت هذه التصريحات، سواء من ترامب أو السفير الأميركي، قد يعزز المخاوف لدى بعض الجهات الإسرائيلية من اتساع نطاق التدخل الأميركي في شؤون السياسة الداخلية والقضاء، ويعيد الجدل حول حدود العلاقة بين واشنطن وتل أبيب في القضايا السيادية. لكن هناك من يرى أيضا أنها محاولة من ترامب للضغط على نتنياهو حتى ينهي ملف الحرب في الحزب.

في المقابل، يرى مراقبون أن هذه التطورات، وإن لم تكن مقصودة بالتأثير المباشر، قد تُستغل سياسيًا داخل إسرائيل، سواء من قبل المعارضة لتأكيد اتهاماتها بشأن التدخل الأجنبي، أو من قبل الحكومة لتبرير مواقفها السياسية أمام حلفائها وشركائها الدوليين.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية الصينية تعرب عن استعدادها للعمل على تعزيز دور الأمم المتحدة
  • متخصص في الشأن الإسرائيلي: ترامب يملك خطة واضحة لإنقاذ نتنياهو
  • وسيلة ضغط أم تدخل في الشأن الإسرائيلي؟ ماذا وراء دعوة ترامب لإسقاط التهم عن نتنياهو؟
  • وزير الخارجية يبحث مع القائم بالأعمال الإيطالي في دمشق سبل تعزيز التعاون المشترك
  • روبوت ذكي يستقبل وزير الأوقاف بمسجد الحسين قبل انطلاق احتفال العام الهجري الجديد.. صور
  • وزير الخارجية يؤكد تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع اليونان ويبحث مع نظيره التطورات الإقليمية
  • توعية الشباب بالمساهمة في الحياة السياسية والبرلمانية
  • الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم شاهد طهران تهتز على وقع تفجيراتنا
  • وزير الصحة الإيراني: 606 قتلى و4700 مصاب منذ بداية القصف الإسرائيلي
  • وزير الخارجية الإيرانية: لا نية لمواصلة الرد إذا أوقفت إسرائيل عدوانها