أريحا تشيع شهيديها وكتيبة العياش تطلق صاروخا على مستوطنة شمالي الضفة الغربية
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
شيع أبناء أريحا في الضفة الغربية اليوم الثلاثاء جثماني الشهيدين قصي الولجي ومحمد نجوم اللذين قتلتهما قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم عقبة جبر جنوب المدينة.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أفادت في بيان بـ"استشهاد الطفل قصي الولجي (16 عاما) والشاب محمد نجوم (25 عاما) بعد إصابتهما برصاص في الصدر أطلقه عليهما جنود الاحتلال خلال العدوان على أريحا فجر اليوم".
وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم لاعتقال أحد الشبان، فاندلعت مواجهات عنيفة أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي، مما أسفر عن استشهاد الشابين.
في الأثناء، أعلنت "كتيبة أريحا" التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تصديها لقوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم عقبة جبر.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الاقتحامات التي ترتكبها قوات الاحتلال للمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية.
واعتبرت الوزارة أن ما جرى "جريمة حرب ضد الإنسانية تضاف إلى جرائم القتل خارج القانون التي ترتكبها قوات الاحتلال".
وارتفع عدد الشهداء منذ مطلع العام الجاري إلى أكثر من 200 فلسطيني، بينهم 38 طفلا وطفلة و11 سيدة، وفقا لمعطيات وزارة الصحة الفلسطينية.
إطلاق صاروخ
في غضون ذلك، أعلنت كتيبة العياش إطلاق صاروخ "قسام 1" اليوم الثلاثاء من مدينة جنين نحو مستوطنة شاكيد الإسرائيلية شمالي الضفة الغربية.
وقالت الكتيبة -في بيان- عبر صفحتها في تليغرام "تمكن مجاهدونا في كتيبة العياش وبعون الله وتوفيقه من استهداف مستوطنة شاكيد غرب مدينة جنين بصاروخ من طراز قسام 1".
وكانت قوات الاحتلال نفذت عمليات تمشيط في محيط ومداخل بلدة يعبد جنوب غربي جنين.
وأعلن متحدث باسم جيش الاحتلال أن موقعا عسكريا تابعا له في المنطقة تعرض لإطلاق نار دون وقوع إصابات أو أضرار.
وأفاد شهود عيان بأن شبان فلسطينيين رشقوا بالحجارة جنود الاحتلال الذين اقتربوا من مداخل بلدة يعبد خلال قيامهم بعمليات تمشيط بحثا عن المهاجمين.
كما اعتقلت قوات الاحتلال 14 فلسطينيا في أنحاء مختلفة بالضفة الغربية الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء.
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن الحملة تركزت بشكل خاص في مخيم عقبة جبر بأريحا قرية برقة شرقي رام الله وبلدة بيت أمّر في الخليل، وطالت أيضا مواطنين في جنين ونابلس وبيت لحم، حيث داهمت القوات الإسرائيلية العديد من البلدات واقتحمت المنازل واقتادت المعتقلين إلى معسكرات للتحقيق معهم بتهمة مقاومة الاحتلال.
170 طفلا في سجون الاحتلال
وفي ما يتعلق بالأسرى في السجون الإسرائيلية، تواصل سلطات الاحتلال اعتقال 170 طفلا موزعين على معتقلات "عوفر" و"مجدو" و"الدامون"، وسط ظروف غاية في الصعوبة.
وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان صدر اليوم الثلاثاء أن تلك السجون تفتقر إلى الحد الأدنى من المقومات المعيشية والإنسانية، إذ يتعرض الأسرى الأطفال لأساليب تعذيب منافية للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
وقالت الهيئة الفلسطينية إن قوات الاحتلال اعتقلت منذ عام 2000 ما لا يقل عن 17 ألف طفل فلسطيني تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاما، كما سُجلت العديد من حالات الاعتقال والاحتجاز لأطفال لم تتجاوز أعمارهم 10 سنوات.
وإلى جانب ذلك، يواصل 9 أسرى في سجون الاحتلال إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضا لاستمرار اعتقالهم الإداري.
والأسرى المضربون هم: كايد الفسفوس، وسلطان خلوف المضربان عن الطعام منذ 13 يوما، إضافة إلى الأسير أسامة دقروق الذي شرع في الإضراب منذ 9 أيام، وانضم إليهم منذ 6 أيام في سجن ريمون الأسرى: هادي نجي نزال، ومحمد تيسير زكارنة، وأنس أحمد كميل، وعبد الرحمن إياد براقة، ومحمد باسم اخميّس، وزهدي طلال عبيدو، علما أن إدارة السجون نقلت الأسرى في سجن "ريمون" إلى الزنازين.
يذكر أن عدد الأسرى داخل معتقلات الاحتلال يبلغ نحو 5 آلاف أسير، بينهم 170 طفلا، منهم 19 معتقلا إداريا و31 فتاة و18 صحفيا ونحو 1300 معتقل إداري، بالإضافة إلى 700 مريض، بينهم حوالي 200 حالة بحاجة إلى تدخل عاجل وتقديم الرعاية اللازمة.
وتشهد الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري توترا شديدا إثر اقتحامات الجيش الإسرائيلي واعتداءات المستوطنين على القرى والبلدات الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الیوم الثلاثاء الضفة الغربیة قوات الاحتلال
إقرأ أيضاً:
حصار متصاعد وسور جديد يحاصر بلدة سنجل في الضفة الغربية
صراحة نيوز-يحيط بسور معدني يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار الجزء الشرقي من بلدة سنجل في الضفة الغربية المحتلة، حيث تغلق بوابات فولاذية وحواجز الطرق كافة المداخل عدا طريق واحد يخضع لمراقبة مشددة من قبل جنود الاحتلال.
موسى شبانة، أب لسبعة أطفال، وقف يراقب العمال وهم يقيمون السور عند مشتل كان مصدر دخله الوحيد من بيع أشجاره، قائلاً: “سنجل تحولت إلى سجن كبير”. وأضاف: “منعونا من الوصول إلى المشتل، وحرقوا كل أشجاري، وبات رزقنا مقطوعاً”.
هذه الجدران والحواجز التي تنشئها قوات الاحتلال الإسرائيلي أصبحت جزءاً من الحياة اليومية لنحو ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية. ومع تصاعد الحرب في غزة، ازدادت هذه الحواجز، ما أدى إلى حصار مستمر للعديد من البلدات والقرى.
السياج حول سنجل مثال واضح على هذه الحواجز المنتشرة في المنطقة، ويبرر الجيش الإسرائيلي ذلك بحماية طريق رام الله-نابلس القريب، مؤكدًا أن الطريق الوحيد المتاح للسكان يضمن “حرية التنقل”.
لكن السكان مضطرون الآن للسير أو القيادة عبر طرق ضيقة ومتعرجة للوصول إلى نقطة الدخول الوحيدة، حيث يعبر البعض طرقًا مغلقة مشيًا للوصول إلى سياراتهم.
بحسب بهاء فقهاء، نائب رئيس بلدية سنجل، فإن نحو ثمانية آلاف نسمة باتوا معزولين داخل مساحة محدودة بعشرة أفدنة، في حين يمتلكون أراضي واسعة تصل إلى ألفي فدان خارج السور، ما يعد جزءاً من سياسة الاحتلال لترهيب الفلسطينيين وكسر إرادتهم.
إسرائيل تبرر بناء الأسوار والحواجز بحماية المستوطنين اليهود الذين يقيمون في المنطقة منذ 1967، ويبلغ عددهم نحو 700 ألف مستوطن. معظم الدول تعتبر هذه المستوطنات انتهاكًا لاتفاقيات جنيف، بينما تصر إسرائيل على شرعيتها مستندة إلى روابط تاريخية ودينية.
في السنوات الأخيرة، تزايدت تصريحات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة التي تسعى صراحة إلى ضم الضفة الغربية بالكامل، مدعومة بنشطاء من حركة المستوطنين.
سنجل وسكانها يعانون من صعوبات كبيرة، تقول سناء علوان، مدربة شخصية، إن رحلة كانت تستغرق دقائق باتت تستغرق ساعات بسبب الحواجز ونقاط التفتيش، مما أثر على عملها وحياتها بشكل عام، مؤكدة: “نصف حياتنا تمضي على الطرقات”.
رغم أن الضفة الغربية لم تشهد تصعيدًا عسكريًا مباشراً مثل غزة، إلا أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية فيها باتت متدهورة، مع فرض حظر دخول العمال الفلسطينيين وعمليات قمع واسعة، مما أجبر آلافًا على النزوح.
محمد جاموس، الذي كان يزور عائلته أسبوعيًا، بات الآن لا يستطيع زيارتهم إلا مرة واحدة في الشهر بسبب طول فترة التنقل.
الجيش الإسرائيلي يبرر تحركاته بأن “الوضع الأمني معقد” وأن نقل نقاط التفتيش بين المواقع ضروري لمراقبة حركة الفلسطينيين ومنع التهديدات.
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى قال إن إسرائيل تبذل جهوداً كبيرة لجعل الحياة صعبة للغاية على الفلسطينيين في الضفة الغربية.