خطيب الجمعة بالأزهر: الصدق خُلُق رفيع وأحد علامات الأخيار
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور عبدالفتاح العوارى، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، عضو مجمع البحوث الإسلامية ، حول "الصدق وأثره في استقامة سلوك الفرد والمجتمع".
وقال العواري، إن الصدق خلق رفيع لا يتحلى به إلا الأخيار الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولا يبالون بعد ذلك بما وراء صدق عهدهم مع ربهم، فهو ركن أصيل في استقامة سلوك الفرد، وفى استقامة سلوك الفرد استقامة المجتمع كله، فالصدق يصل به إلى النجاة مهما كانت، ومهما عانى الفرد من أثرها، ومهما تعرض من ابتلاءات لكنه بصدقه مع الله فإنه يكون صادقا مع ذاته، ومع خلق الله، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتى حقق ذلك تحققت له المثوبة في قوله تعالي: ﴿ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا ﴾، وأشار إلى أن القرآن الكريم زخرت بالكثير من الأيات التي تحدثت عن الصدق وحثت عليه، قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾، ﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ.
وأضاف خطيب الجمعة بالأزهر، أن من جرب الحياة وعاش مشكلاتها وأزماتها يجد نفسه موزعاً بين إرادة تنشد المثل العليا، التي ينشدها ضميره الحي، وبين الوصول إلى السلامة والبعد عن ذلك الحق المر، وهذا ما تطلبه نفسه لأنها تزين له أن في السكوت سلامة له، فينبغي عليه أن يردعها ولايورد نفسه موارد الهلكة فلا يصدع إلا بالحق ولا يقول إلا الصدق، فمن حقق الصدق كان مع المتقين، الذين وصفهم الله تعالي في قوله: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾، بيان يوضح فيه المولي عزَّ وجلَّ أن المؤمنين إذا صدقوا فهم أحباب الله ورسوله.
وشدد على ضرورة الالتزام بالصدق، لأنه دليل على الإيمان، فالإيمان بالله قائم على الصدق، الذي هو التصديق بالعمل لما وقر في القلب، فهو اعتقاد جازم قائم على الواقع، فمن آمن بالله حقاً وصدقاً، وجد الصدق في إيمانه وعمله وسلوكه ومع جيرانه، ومع وطنه ومع رسوله ﷺ ومع ربه الذي خلقه،ليرقى بذلك إلى الجنة التي وعد بها النبي ﷺ في حديثه الذي رواه عنه ابْن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا)، فالبر كلمة جامعة لكل خير لا تثمر إلا طيباً، ولا تنتج إلا كل خير، يقول تعالي عن الصادقين: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾، ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (*) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ﴾، فما أحوج أمة الإسلام إلى لجوء العبد إلى ربه يقول تعالي: ﴿قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم﴾، فالصدق ينفع صاحبه فليكن ملازماً له.
وأوصى خطيب الجامع الأزهر، الأمة أن تتحرى الصدق وتتحلى به، ولا تعيش أزمة صدق حتى يرضى الله عنها، فالصدق ينفع صاحبه يوم العهد، قال تعالى ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ﴾، محذرا جميع أفراد المجتمع من من الكذب لأن فيه الهلاك ويورد صاحبه النار وبئس القرار، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)، فمهما تحقق للإنسان بالكذب من ثمار عاجلة في الدنيا فإنها في الحقيقة وبال عليه، فهو يهدي إلى الفجور وخروج عن الإسلام وعن هدي النبي ﷺ، ويوصل إلى النار، فكل فاجر مأواه جهنم وبئس المصير
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
خطيب الجمعة بالأزهر: الصدق خُلُق رفيع وأحد علامات الأخيار
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانكالمصدر: مصراوي
كلمات دلالية: خطيب الجمعة بالأزهر خطبة الجمعة قراءة المزید أخبار مصر خطیب الجمعة بالأزهر ی ه د ی إ ل ى ال صور وفیدیوهات
إقرأ أيضاً:
في ذكرى وفاة محمود شلتوت.. أول من حمل لقب الإمام الأكبر وأحد شيوخ التجديد
يحل اليوم السبت الثالث عشر من ديسمبر كل عام ذكرى وفاة أحد أكبر أئمة التجديد الديني في القرن العشرين، باسهامات بارزة وغير مسبوقة، في مضمار الشريعة الإسلامية، وهو الشيخ محمود شلتوت.
من هو الشيخ محمود شلتوت؟الشيخ محمود شلتوت ولد في محافظة البحيرة في أواخر القرن التاسع عشر، الذي كان قرنا مليئا بالعبقريات الاصلاحية والدينية، وبالتحديد سنة 1893، ورحل عن عمر يناهز الـ70 عاما في عام 1963، بعدما خطا رحلة طويلة في مضمار التجديد الديني، وتولى مشيخة الأزهر الشريف سنة، 1958 وأول حامل للقب الإمام الأكبر وانتخب عضوا بمجمع اللغة العربية أو مجمع الخالدين عام 1943.
وأضاف الشيخ شلتوت رحمه الله، في مجال التجديد الديني الكثير والكثير، وقد اختير عضوًا في الوفد الذي حضر مؤتمر "لاهاي" للقانون الدولي المقارن سنة 1937م، وألقى فيه بحثًا تاريخيا هاما، تحت عنوان "المسئولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية" ونال البحث استحسان أعضاء المؤتمر، فأقروا صلاحية الشريعة الإسلامية للتطور، واعتبروها آنذاك في ثلاثينيات القرن العشرين، وفي عز وجود الاستعمار في مصر وفي شتى أرجاء العالم العربي والاسلامي، مصدرًا من مصادر التشريع الحديث، وإنها أصيلة وليست مقتبسة من غيرها من الشرائع الوضعية، ونال بهذا البحث المتفرد، عضوية جماعة كبار العلماء. كما ينسب للشيخ شلتوت أفكاره التنويرية، وكان أول من نادى بتشكيل مكتب علمى للرد على مفتريات أعداء الإسلام، وتنقية كتب الدين الإسلامي من البدع والضلالات، وكانت هذه الدعوة مقدمة لإنشاء مجمع البحوث الإسلامية.
محمود شلتوت شيخا للأزهروفي سنة 1958م، وبعدما صدر قرار تعيينه شيخًا للأزهر الشريف، سعى الشيخ شلتوت جاهدًا للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وزار الكثير من بلدان العالم الإسلامي، وقد كان مؤمنا أشد الإيمان بضرورة القضاء على الخلاف بين المذاهب الإسلامية، ويعتبر أول من أدخل دراسة المذاهب في الأزهر الشريف، فقد كان مع توحيد المسلمين ولم شملهم، وصدر قبل وفاته قانون إصلاح الأزهر الشريف سنة 1961م. كما دخلت في عهده العلوم الحديثة إلى الأزهر، ولم تعد الدراسة في الأزهر الشريف، من وقتها، مقتصرة على العلوم الدينية فقط وأنشئت العديد من الكليات، وارتفعت مكانة شيخ الأزهر، ومكانته كعالم بارز من علماء الدين الإسلامي في مختلف البقاع.
أول حامل للقب الإمام الأكبروفي سنة 1957م اختير سكرتيرًا عامًا للمؤتمر الإسلامي ثم عين وكيلًا للأزهر، وفي سنة 1958م صدر قرار بتعيينه شيخًا للأزهر، وكان أول من حمل لقب الإمام الأكبر، وسعى جاهدًا للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وزار كثيرًا من بلدان العالم الإسلامي.
مؤلفات الشيخ محمود شلتوتومن مؤلفاته: « فقه القرآن والسنة، مقارنة المذاهب، القرآن والقتال، ويسألونك. (وهي مجموعة فتاوي)»،كما ألف الكثير من الكتب التي ترجمت لعدة لغات، منها: منهج القرآن في بناء المجتمع، رسالة المسؤولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية، القرآن والمرأة، تنظيم العلاقات الدولية الإسلامي.
والاقتراب من فكر د. محمود شلتوت شيخ الأزهر الراحل لابد وأن يدفعنا الى التفكير اليوم وغدًا، في استكمال طريقه سواء في العمل على إصلاح الأزهر الشريف وتنقية كتب التراث، ليس بدافع الهدم والابادة، كما يتصور بعض الخبثاء ويشيعون ذلك، ولكن بدافع الاستفادة والتقدم للأمام، فما من أمة تدمر ماضيها وتأمل بعد ذلك أن يكون لها مستقبل. كما أن هناك حاجة لإزالة الغبار واللبث عن بعض المفاهيم المغلوطة عن الدين، وتوضيح المعاني الحقيقية للجهاد في العصر الحديث، بعد انتهاء عصر المسلمين والكفار، والاستمرار في دراسة حوار الحضارات والأديان، ونزع الرؤى المتعصبة وتأسيس جيل قادر على معايشة عصره والتقدم التكنولوجي الهائل الموجود بين أيدينا، وفي نفس الوقت الاحتفاظ له بدينه وروحانياته.