أزهري: التسامح من أَجَل الصفات الإنسانية والقيم البشرية
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
قال الشيخ السيد عرفة، عضو المركز العالمي للفتوى الإلكترونية بمشيخة الأزهر الشريف، إن التسامح من أعلى الصفات الإنسانية بل هو من أجل القيم البشرية التي وضعها لنا سيدنا محمد (عليه افضل الصلاة والسلام)،مشيرًا إلى أن التسامح يجب أن نعمل به في كل مواقف الحياة.
متحف الحضارة يستقبل وزير التسامح والتعايش بدولة الإمارات شيخ الأزهر يشيد بدور وزارة التسامح الإماراتية في تعزيز ثقافة التعايش الإنساني قيمة التسامحوأضاف «عرفة»، خلال لقاء مع الإعلاميين رجائي رمزي وجومانا ماهر خلال برنامج «صباح الخير يا مصر»، المذاع عبر شاشة «القناة الأولى المصرية»، أن الإنسان ترجم قيمة التسامح وجعلها في كل يوم لأنها في تعاملات الإنسان مع كل الي حواليه، مشيرًا إلى أن بعض الناس يرون أن التسامح ذل وإهانة وهذا خطأ كبير، لأن التسامح له مرتبة عالية للغاية عند الله عز وجل
وتابع عضو المركز العالمي للفتوى الإلكترونية بمشيخة الأزهر الشريف: « التسامح هو نسيان الماضي وعدم التفكير في مرة أخرى وهذا ما نأخذه من سيدنا محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام) وكما جاء في القرآن الكريم ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )».
ولفت إلى أن الدين الإسلامي دين إحسان ورحمة وعفو وتسامح لذلك كانت حياة سيدنا محمد (عليه افضل الصلاة والسلام»، كلها تسامح كما روى أنس أبن مالك في حديث شريف (خدمتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عشرَ سنينَ ، فما قال لي أُفٍّ قطُّ، وما قال لي لشيٍء صنعتُه : لِمَ صنعتَه ، ولا لشيٍء تركتُه : لِمَ تركتَه)، وهذه هي قمة المسامحة وقمة العفو الذي نتعلمها من سيدنا محمد ( عليه أفضل الصلاة والسلام).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التسامح بوابة الوفد الوفد القيم البشرية الصلاة والسلام سیدنا محمد
إقرأ أيضاً:
الإنسانية في خطر
سعيد بن حميد الهطالي
saidalhatali75@gmail.com
في صباحٍ عادي خرجت من بيتي متوجهًا في الطريق إلى عملي ككل يوم، لم أكن أعلم أن شيئًا صغيرًا سيعلّق قلبي طوال اليوم.
طائرٌ صغير، ربما كان في رحلة بحثٍ عن رزقه، أو عائدًا لعشه، اصطدم بزجاج سيارتي فجأة، فارتجف قلبي قبل أن ألتفت إليه، لم أره بعد تلك اللحظة، لا أدري أين مضى، وهل أكمل طيرانه مثقلًا بالألم، أم هوى إلى حيث لا يُرى؟
لكن الذي أعلمه أن صورته لم تغادرني، كأن الله أرسل لي بهذا الطائر رسالة، مذ تلك اللحظة وأنا أدعو له بصدق: "اللهم سلّمه، اللهم الطف به، اللهم لا تجعلني سبب أذية لأحدٍ من خلقك وسوّيته برحمتك."
أيقنت أن الرحمة لا تحتاج أسبابًا، وأن دعاءً صادقًا لكائنٍ ضعيف قد يكون أحب إلى الله من آلاف الكلمات التي لا خير يناله الإنسان منها.
ما عاد الأمر مجرد حادث عابر، بل ومضة استيقظت فيها روحي، وكأن الطائر جاء ليوقظ في عقلي شيئًا من الإنسانية التي ماتت في قلوب بعض البشر!
وهنا فقط، يتفجر السؤال الموجع: إذا كانت هذه الرحمة تولد في قلب إنسانٍ تجاه طائر، فبأي قلب يُباد الأبرياء في غزة؟! وبأي ضمير يُقطع عنهم الماء والغذاء؟! بأي منطق يُقتّل الأطفال وهم نيام؟ وتُدفن العائلات تحت الركام؟!
لقد صار الإنسان – في أزمنة الخذلان – وحشًا لا يرحم، ولا يتردد في أن يُسكت صوت البراءة بالقنابل، وأن يُجفف أنهار الحياة بالحصار!
تحوّل الكائن الذي كرّمه الله إلى أداة قتل تتغذى على مشاهد الدمار، وتتعطّش للمزيد من الدماء، غير عابئٍ بمن يسقط، ولا مكترثٍ بمن يستغيث!
في غزة، لا تنكسر الجدران فقط؛ بل تنفطر القلوب أيضًا، هناك حيث تصرخ الإنسانية، وتبكي العصافير، وتُذبح الطفولة تحت أعين عالمٍ صامت، أصم، بلا قلب!
ننظر إلى الصور، ونسمع الأخبار، فنغرق في الدهشة: كيف تموت الرحمة في بعض البشر؟ كيف يتلذذون بالمجازر كأنهم يحتفلون بمشاهد الخراب؟!
أهذه هي الحضارة التي بلغناها؟ حضارة تغطي عريها الأخلاقي بأزياء التقنية الحديثة، وتجمّل وجهها الدموي بشعارات حقوق الإنسان التي لا تسري إلا على بعض البشر دون غيرهم؟
في غزة، كُتب على الإنسان أن يُذبح بلا محاكمة، وأن يُحاصر بلا ذنب، وأن يُهمل بلا خجل!
وفي غزة، يُمتحن صدق الإيمان، وحرارة الدم، وصدق المشاعر؛ فإما أن نبكي وننتفض ونقف مع الحق، أو نصمت فيسقط ما تبقى من ضميرٍ فينا!
أكتب هذا وأنا لا زلت أفكر في ذلك الطائر، لكنني الآن أفكر أكثر في البشر الذين ماتت فيهم الرحمة، فصاروا أشد فتكًا من الوحوش!
وأسأل الله أن يُحيي ما تبقى من إنسانية، قبل أن تغرق الأرض كلها في طوفانٍ من الوحشية والخذلان!