سودانايل:
2025-10-09@13:43:20 GMT

تنافس على التدمير

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

بقلم: عمر العمر

تماماً كما توقعنا انزلقنا إلى درك جب الحرب القذرة. فالتقتيل الجماعيُ صار أبشعْ، التهجيرُ الجماعي صار أقسى كما التدمير العشوائي والممنهج صار أعمى واشتد إيقاعُ التشظيِ القبلي رأسيا وأفقياً.إنها إحدى نسخِ الحرب الأهلية القذرة. على نقيض الرجاءات المعلّقة في فضاء التشرد البئيس خرجنا من هامش العصر إلى ماقبل التاريخ.

ذاك زمان الحروب القبلية البربرية. فالحروب القبليةُ سبقت قيام َ الدول . في كتابها الموسوم ( كيف تبدأ الحروب الأهلية) قالت باربارا والترز باتت الحروب الأهلية تنفجر في المسافة بين الدكتاتورية والديمقراطية. نحن نخوض حالياً في فوضى هذا المستنقع بين الثورة والدولة. بل نضيف عليه ما استطعنا من ثقافتنا السودانية المميزة حيث تتسع الأنانية الخاصة ويضيق الأفق الجماعي .من ذلك نهب الكراسي والنوافذ .هذه ليست أول حرب أهلية لكنّا أثبتنا للعالم تفوقنا في توظيف القبيلة في تدمير وتمزيق الوطن داخل اللعبة السياسية. ربما كان بوسعنا تحويل السودان إلى (أكبر مختبر بشري للتعايش )حسب توصيف الأستاذ الراحل منصور خالد.لكن الآن لم يعد ثمة سوداني لا يكابد وجع الفقد!
*****
مثل كل الحروب الأهلية في أفريقيا تختلط في حربنا الصراعات على الموارد والتنافس على السلطة مع فساد الطواغيت وهدرهم الطاقات والكفاءات وفشل الحكومات في توفير الخدمات و اخفاق النهوض بمهام البناء والانماء. فذلك ماخلّفه رماد الحروب الأهلية في الكونغو ، زائير سيراليون ، نيجيريا، بورندي ، الصومال واثيوبيا. لكنا تفرّدنا ليس فقط بتجاهلنا المتعمّد لاشتعالها بل بالتفاني في إلقاء الحطب وصب الزيت عليها كما فعلنا من قبل في الجنوب .بل أكثر من ذلك هندسنا اشعالها في دارفور. فجمر حربنا الحمقاء الراهنة انتاج صرف لأجنحة نظام الإنقاذ و أزرعه في تلك البقعة .ذلك اخفاق فاضح لنخبة تتباهى زيفاً بمشروع لبناء أمة! نحن كما أولئك الأفارقة ننعم بخيرات الأرض وكنوزها لكنا نرسف في الفقر ، الجهل ،المرض ونغرق في الدم.
*****
بالضبط كما شرحت الإعلامية الأميركية انفجرت حربنا بينما الوطن في مرحلة سيولة سياسية في منطقة ليست وسطى بين حائط دكتاتورية الانقاذ وسراب أعمدة البناء الديمقراطي. فالحرب الاهلية لا تقع بينما سطلة قمعية تقبض على الدولة .كما لا تنفجر في نظام ديمقراطي متكامل البنى. باربارا والترز لم تأت بأكثر مما يقول التاريخ والواقع.فلم تكن ثورة ديسمبر اقتلعلت (النظام البائد) من جذوره كما لم تكن دولة المرحلة الانتقالية استوت على سوقها إذ اتسم أداؤها بالبطء ،بالتردد، التشقق والتسكع على أرصفة الإنجاز . تلك السيولة عرّت وهن قياداة السلطة التنفيذية وإعشاء الزعامات السياسية .ذلك واقع أغرى المتربصين بحركة التقدم وأصحاب الطموحات غير المشروعة على احتواء المد الجماهيري ثم الإنقضاض على السلطة .
*****
مع تعدد بؤر الحروب الأهلية على خارطة العالم عبر التاريخ، ربما تكون الحرب الإسبانية أقرب تشابها إلى بؤس دمنا المسفوح وأرواحنا المزهقة بأيدينا المستنفرة وتلك المستجلبة. فمكا حربنا الخاسرة ، انفجرت حرب الاسبان على وقع تمرد عسكري انقلابي على دولة مدنية في ثلاثينات القرن الفائت. تحالف شبيه بما لدينا قوامه يمينيون فاشيون ،أثرياء ورجال دين و أنصار الملكية (النظام البائد) تزعّم فيه الجنرال فرانكو حرباً شرسةً على حكومة سندُها جمهوريون يساريون، فلاحون، فقراء ومهمشون ، نقابيون وضباط منحازون. تماماً كما في حربنا الرعناء شهدت اسبانيا عمليات تطهير ،تدمير للمدائن والبنى التحتية والهياكل الثقافية . كما شن الانقلابيون عمليات إعدام جماعي وأفرغوا خزائن البنك المركزي من أرصدة الذهب. كذلك خاضت غمار الحرب الاسبانية عناصر من وراء الحدود كما غمست دول خارجية أياديها في مستنقع الدم .
*****
في المقابل دفع الشعب الاسباني -كحالنا ومصيرنا - فاتورة باهظة الكلفة وتحمّل صدوعا وشروخا لا تزال تداعياتها ماثلة! حصيلة ضحاياحرب السنوات الثلاثة نحواً من مليون ونصف المليون بين قتيل ،جريح ،سجين ومشرّد. لا سقفًا زمانياً لجحيم دانتي السوداني .لا أحد يحصي أعداد القتلى ، الجرحى والمشردين . ربما بجمعنا مع اسبانيا متشابهات أُخر. فالأمة الاسبانية خليط من قوميات وهويات متعددة تشمل الكتلان والباسك. كذلك تعرضها لموجات هجرات خارجية.كما تعيش حالة توتر بين هيمنة المركز وثقافات الاقليات. مثل حالنا تعرضت إلى تأثير رياح الإسلام الهابة من الخارج حيث نهضت دولة الأندلس قبل تصدعها على أيدي ملوك الطوائف. قد لايبدو هذا التصدع بعيدا عن مصيرنا في أتون الحرب القبلية الآخذة في الاستعار.
*****
لكن الاسبان أفضل منا -كما يوضح التاريخ- إذ خرجوا من تحت الأنقاض أكثر وعيًا، وحدةً،تصميماً على الاهتداء بموروثهم الثقافي والاجتماعي واكثر اصطفافاً وراء قياداتهم القابضة على قبس المواطنة وروح العصر.ذلك التراث البديع لم تكن نار الحرب حطّمت عماده الفقري أو أحرقت فروعه.أما نحن فقد أضعنا قِيَمَنا النبيلة، مزّقنا ماتبقى من مُثُلنا الشعبية، قبرنا مرجعياتنا الحكيمة ؛ رجال إطفاء الخلافات القبلية في مهدها بالموعظة الحسنة والقول العدل الفصل.ذلك ما تُعرّفه أدبياتنا السياسيةب(الأجاويد).مع رحيل أولئك الافذاذ من زعماء القبائل ،العشائر و رجال السياسة والطرق الصوفية تزداد اخاديا التشظي داخل القبائل افخاذا وبطونا وقيادات مأجورة.فتواصل حجارة الدومينو الوطني في الإنهيار والنسيج الاجتماعي في التهتك على نحو يجعل إعادة الرص والرتق عسيرة إن لم تصبح مستحيلة. السؤل الملح ؛هل من إطار وطني شخصي أو تنظيم قادر على انجاز هذه المهمة الأكثر إلحاحا ؟أم يواصل الإصطراع اللاعقلاني جرف الوطن إلى التخثر والفناء؟

 

aloomar@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحروب الأهلیة

إقرأ أيضاً:

عامان من الإبادة.. مجازر الصحفيين في غزة متعمدة وغير مسبوقة في تاريخ الحروب

الثورة نت /..

على مدى عامين من العدوان، ارتكب ويرتكب جيش العدو الصهيوني جريمة إبادة بحق الصحفيين والطواقم الإعلامية لا مثيل لها في التاريخ، بهدف إسكات صوت الحقيقة وإخفاء صورتها عن العالم، والتعتيم على جرائمه بمواصلة استهدافهم بالقصف المتعمد والممنهج، وهو ما أدى الى استشهاد أكثر من 250 صحفيا في ظل الإفلات من العقاب واستمرار الإبادة في القطاع المدمر والمحاصر.

ويستمر الصحفيون في غزة، بشجاعة استثنائية، في مواجهة التحديات والمخاطر أثناء تغطية الأحداث، والوصول إلى المواقع وجمع الأدلة الضرورية لتوثيق الأحداث، الأمر الذي يؤدي في معظم الأحيان إلى فقدان حياة بعضهم، واعتقال بعض آخر وجرج آخرين، جراء استهداف صهيوني متعمد.

ويُعدُّ استهداف الصحفيين من قبل العدو الإسرائيلي دليلًا واضحًا على خوف العدو الصهيوني من تأثيرهم الكبير في الرأي العام، بنقلهم حقيقة ما يجري في غزة من مجازر وإبادة وتجويع وتهجير، إذ يسعى الصحفيون لنقل وقائع الحياة والحرب والعدوان في غزة إلى العالم، باعتبارهم يعملون كحلقة وصل بين الداخل الفلسطيني والعالم الخارجي، ولذلك يترصدهم العدو الصهيوني في كل الأماكن والميادين؛ لاسيما في ظل منع العدو الصهيوني دخول طواقم إعلامية أجنبية للقطاع؛ ما يجعل منهم الشاهد الوحيد على جرائمه.

ووفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي، فقد كان شهر أغسطس الماضي، أكثر الأشهر دموية بحق الصحفيين، والذي ارتقى خلاله 15 صحفياً جراء استهدافات مباشرة، بمعدل صحفي كل يومين.

واستمر العدو الصهيوني في ملاحقة الصحفيين الفلسطينيين، واضعا كل واحد منهم على مَحك الاختيار بين نقل الحقيقة أو الموت.

وتحت أزيز الرصاص وقاب قوسين أو أدنى من الموت يقف الصحفي في قطاع غزة مجابها الحرب بالصوت والصورة والقلم.

خلال عامي العدوان أغتال جيش العدو الإسرائيلي 254 صحفياً، فيما أصيب 433 صحفياً آخرون، بينما أُطبِقت زنازين الموت في سجون الاحتلال على 48 صحفياً من قطاع غزة، وفقاً لبيانات المكتب الإعلامي الحكومي الصادرة عشية الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى (7 أكتوبر).

وفي عام 2024، استشهد 91 صحفيًا مع استمرار الجرائم بوتيرة مرتفعة، شملت الاعتقالات الميدانية والمضايقات الإلكترونية وتدمير المعدات الإعلامية، مع ارتفاع عدد الإصابات الجسدية أثناء التغطية.

ومنذ بداية العام الجاري، استشهد 59 صحفيًا، وسجلت بيانات اللجنة زيادة ملحوظة في الاستهداف المباشر للحياة والممتلكات الصحفية، مع ارتفاع عدد الصحفيات المستشهدات ووقوع اعتداءات جسدية مباشرة أثناء التغطية.

وخلال عامي الإبادة على السكان المدنيين العزل في قطاع غزة، ارتكب جيش العدو الإسرائيلي العديد من المجازر الوحشية بحق الصحفيين في القطاع بالقصف الجوي المتعمد والمباشر لهم وللطواقم الإعلامية أثناء تغطيتهم للأحداث كما استهدف بالقصف عائلاتهم.

وتزامنًا مع مرور عامين من العدوان المتواصل على غزة، قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إن الاحتلال الصهيوني ارتكب في غزة أكبر وأول جريمة إبادة إعلامية بتاريخ الإنسانية خلال عامين من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.

وطالبت النقابة، في بيان صدر عنها، الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، “كافة الحكومات والبرلمانات والمؤسسات والهيئات الدولية بالضغط على الاحتلال من أجل دخول الصحفيين الدوليين والعرب إلى غزة”.

وقال بيان النقابة: “بعد مرور عامين من العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، عامان من الدم والقتل وعامان من اغتيال الحقيقة على يد جيش الاحتلال، وفي مثل هذه الأيام، وقبل عامين، فتحت آلة القتل الإسرائيلية أبواب الجحيم على قطاع غزة، حيث كان العدوان قرارا مدروسا وممنهجًا بإبادة الحياة، وأولها إبادة الإعلام من صحفيين ومؤسسات إعلامية سحقها وأبادها الاحتلال عن بكرة أبيها من خلال محاولة كتم الصوت، واقتلاع الكاميرا، وإعدام واعتقال وجرح الشهود”.

فصول مسلسل المجازر الدموية

الأثنين 6 أكتوبر 2025 اغتال العدو الصهيوني الصحفية الفلسطينية إيناس عزمي رمضان، بقصف جوي على مدينة غزة، ما يرفع عدد الشهداء الصحفيين في القطاع منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية إلى 255، ويرتفع عدد شهداء الإعلام الرسمي منذ بداية العدوان إلى 24 شهيدا وشهيدة من كوادره العاملة في قطاع غزة، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.

كما ارتكب العدو الإسرائيلي يوم الإثنين 26 أغسطس 2025 مجزرة وحشية بحق عدد من الصحفيين في مستشفى ناصر بخانيونس جنوب قطاع غزة، في قصف مباشر متعمد، ما أدى الى استشهاد عدد من الصحفيين بينهم مراسلون يعملون مع وكالتي رويترز وأسوشيتد برس.

وفي 18 مايو 2025 استيقظ الفلسطينيون، فجر الأحد، على فاجعة جديدة بعد أن استهدف العدو الإسرائيلي بآلتها الحربية 5 صحفيين دفعة واحدة، ورغم ذلك، لم يكن المشهد غريبا على غزة، فقد ألِفَ العدو قتل الصحفيين في القطاع منذ بدء عدوان في السابع من أكتوبر 2023 ، وهم عزيز الحجار، وعبد الرحمن العبادلة، ونور قنديل، وزوجها الصحفي خالد أبو سيف، وأحمد الزيناتي، مع عدد من أفراد عائلاتهم.

وفي فاجعة أخرى، بمساء الأحد 11 أغسطس 2025 أغتال العدو الإسرائيلي ستة صحفيين بقصف جوي مباشر متعمد استهدف خيمتهم أمام بوابة مجمع الشفاء الطبي وهم: مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف والمصور محمد قريقع وإبراهيم ظاهر ومحمد نوفل ومؤمن عليوة ومحمد الخالدي.

واستهدف جيش العدو الإسرائيلي، بقصف جوي بشكل مباشر خلال مارس 2025، صحفيين اثنين في قطاع غزة، وأسفر عن استشهاد مراسل قناة الجزيرة مباشر، حسام شبات، ومراسل قناة فلسطين اليوم، محمد منصور.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد قصف البناية التي تقطن فيها الصحفية إسراء العرعير، في 18 مارس 2025، ما أدى إلى إصابتها.

كما استهداف العدو بغارة جوية بشكل مباشر خيمة صحافيين في محيط مستشفى ناصر في خان يونس في 4 أبريل 2025 ما أدى إلى استشهاد الصحافيين حلمي الفقعاوي ويوسف الخزندار، إضافةً إلى إصابة كلّ من حسن إصليح، أحمد الآغا، محمد فايق، عبد الله العطار، ‏إيهاب البرديني، ومحمود عوض.

مجزرة الدحدوح

لم تقتصر جرائم العدو الإسرائيلي بحق الصحفيين أنفسهم، بل تطال مجازره عائلاتهم ، وأبرز مثال على ذلك استهداف عائلة مراسل قناة الجزيرة، وائل الدحدوح، في 25 أكتوبر 2023؛ وهي مجزرةٌ ارتكبها سلاح الجوّ الإسرائيلي، حينما أغارَ على منزل عائلة الدحدوح في جنوب وادي غزة، وذلك مع ساعات المساء الأولى ليوم الأربعاء الموافق 25 أكتوبر 2023. أسفرت هذه المجزرة الإسرائيليّة والتي استهدفت منزل يضم عدداً من المدنيين عن استشهاد أكثر من 13 شهيداً من عائلة الدحدوح بما فيهم زوجة وائل الدحدوح وابنه وابنته.

وليست هذه سوى نماذج لفداحة الجرائم التي يرتكبها وارتكبها العدو الصهيوني بحق الصحفيين وعائلاتهم في قطاع غزة على مدى عامين من حرب الإبادة، بهدف قتل شاهد الحقيقة الوحيد على جرائمه ومجازره.

غزة… أكبر مقبرة للصحفيين

في السياق، كشف بحث لجامعة براون أن العدوان الإسرائيلي على غزة أدى الى استشهاد عدد من الصحفيين يفوق عدد الذين سقطوا في الحرب الأهلية الأمريكية، والحربين العالميتين الأولى والثانية، والحرب الكورية، وحرب فيتنام (بما في ذلك كمبوديا ولاوس)، وحروب يوغوسلافيا في التسعينيات وبداية الألفية، والحرب في أفغانستان بعد 11 سبتمبر، مجتمعين.

وفي بيان للاتحاد الدولي للصحفيين قال إن “غزة غدت أخطر مكان في العالم لمهنة الصحافة. منذ عامين، تفرض “إسرائيل” حظراً صارماً على دخول الصحفيين الأجانب، فتؤول أمانة نقل الحقيقة إلى الصحفيين الفلسطينيين، معظمهم أعضاء في نقابة الصحفيين الفلسطينيين التابعة للاتحاد الدولي للصحفيين. هؤلاء يعملون في ظروف بالغة القسوة، بلا حماية شخصية، ولا مأوى آمن لهم أو لعائلاتهم، وغالبًا ما يُستهدفون بشكل مباشر”.

وأضاف: “لم يشهد تاريخ الصحافة مجازر بهذا الحجم. فالاتحاد الدولي للصحفيين، الذي تأسس عام 1926 ويستعد للاحتفال بمئويته في باريس في مايو/أيار 2026، لم يسجل حصيلة مماثلة لا في الحرب العالمية الثانية، ولا في فيتنام، ولا في سوريا أو العراق. أصبحت غزة اليوم أكبر مقبرة للصحفيين في التاريخ المعاصر”.

وتؤكد العديد من المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية أن هذه الاعتداءات تمثل انتهاكًا صارخًا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، وعلى رأسها المادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1949، التي تنص على ضرورة حماية الصحفيين العاملين في مناطق النزاع المسلح، كما تعتبر هذه الممارسات جرائم حرب وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وسبق أن أصدرت مؤسسات دولية معنية بحرية الصحافة بيانات منددة، طالبت فيها بمحاسبة “إسرائيل” عبر المحكمة الجنائية الدولية وتحقيق العدالة في جرائمها بحق الصحفيين.

وبدعم أمريكي وأوروبي، يواصل جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية وحصار وتجويع في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 67,183 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 169,841 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • برلماني: الدبلوماسية المصرية نجحت في إنهاء واحدة من أعقد الحروب على غزة
  • مصر تصنع التاريخ من قلب شرم الشيخ.. فهل يفوز السيسي بجائزة نوبل للسلام؟
  • لوبس: المسيرات تغيّر وجه الحروب وتدفعها نحو نقطة اللاعودة
  • باحثة: نتنياهو مغرم بدور البلطجي وأدخل إسرائيل بمزيد من جولات الحروب
  • عامان من الإبادة.. مجازر الصحفيين في غزة متعمدة وغير مسبوقة في تاريخ الحروب
  • أول الحروب العالمية!
  • ختام أول أيام الترشح لانتخابات مجلس النواب 2025 بالبحيرة وسط تنافس المرشحين
  • محلل بريطاني: شبح الحرب الأهلية يلوح في أميركا
  • الخارجية القطرية: ما حدث في غزة أكبر إبادة جماعية في التاريخ الحديث
  • أخبار السيارات| ميتسوبيشي تنافس رينو بسيارة كولت.. وبيجو 2008 عائلية بـ700 ألف جنيه