البيتكوين عند مستويات قياسية.. أسباب الصعود ونصائح للمستثمرين
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
يشهد سوق العملات المشفرة تحولا تاريخيا مع اقتراب البيتكوين من رقم قياسي جديد عند مستوى 80 ألف دولار، وذلك في أعقاب فوز دونالد ترامب الذي توعد بجعل الولايات المتحدة مركزا عالميا للأصول الرقمية، في الانتخابات الرئاسية.
وسجلت العملة الرقمية مستوى قياسيا جديدا عند 79.771 دولار، صباح الأحد، في خطوة تعكس ثقة المستثمرين في التوجه الجديد للإدارة الأميركية المقبلة نحو تبني سياسات أكثر انفتاحا نحو الأصول الرقمية.
وتزامن هذا الارتفاع مع سيطرة الحزب الجمهوري على مجلسي الشيوخ والنواب، وسط توقعات باحتمال تمرير تشريعات داعمة لصناعة العملات المشفرة.
عوامل سياسية واستثماريةتعليقا على التطورات الأخيرة التي عرفتها أسواق العملات الرقمية، أكد خبير العملات المشفرة، ياسر الطباع، أن المستويات القياسية التي بلغها البيتكوين هذا الأسبوع مدفوعة بعدة عوامل سياسية واستثمارية، مشيرا إلى أن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية وتعهده بدعم العملات المشفرة، شكل حافزا رئيسيا للسوق.
وأضاف الطباع في تصريح لموقع "الحرة، أنه "على خلاف التوقعات المعتادة في أسواق العملات المشفرة، حيث يميل السعر للانخفاض بعد الأخبار الإيجابية، شهدنا استمراراً في الارتفاع، مما يعكس ثقة حقيقية في السوق".
وأشار إلى أن المستثمرين يترقبون تعيينات رئيسية في هيئات تنظيم السوق المالي خلال الشهرين المقبلين.
وتعهد الرئيس الأميركي المنتخب بجعل الولايات المتحدة عاصمة عالمية للعملات الرقمية، وتشمل خططه إنشاء مخزون وطني من البيتكوين وتعيين إدارة داعمة للأصول الرقمية.
وحقق ترامب فوزا كبيرا في الانتخابات، مع سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ واحتفاظه بأغلبية في مجلس النواب، مما يزيد من فرص تنفيذ سياساته الداعمة للعملات المشفرة.
وشهد عام 2024 ارتفاعا ملحوظا في قيمة البيتكوين بنسبة تجاوزت 80 بالمئة، متفوقا على أداء الأسهم والذهب، وفقا لبلومبرغ.
وساهم إطلاق صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة الأميركية من قبل شركات كبرى مثل "بلاك روك" و"فيديليتي"، في جذب استثمارات بقيمة 23.5 مليار دولار منذ بداية العام، مسجلة بذلك أحد أنجح إطلاقات صناديق الاستثمار في التاريخ، بحسب المصدر ذاته.
ووصف الطباع التطور في سوق الاستثمار المؤسسي بـ"اللافت"، مشيرا إلى أن قيمة صندوق بلاك روك للبيتكوين، البالغ عمره 10 أشهر فقط، تجاوزت قيمة صندوق الذهب التابع للشركة ذاتها والذي يمتد لعشرين عاما، مؤكدا أن هذا يعكس "شهية استثمارية متزايدة من المؤسسات الكبرى".
وعن مصادر السيولة الجديدة في السوق، يوضح الطباع أن "التدفقات المالية الكبيرة تأتي من الصناديق الاستثمارية الضخمة وليس من المضاربين الأفراد"، مما يعكس، على حد وصفه، "نضجاً في السوق واستقرارا في البيئة التنظيمية".
وقبل الانتخابات، توقع محللون أن فوز ترامب من شأنه أن يدفع البيتكوين إلى مابين 80 ألف أو 90 ألف دولار.
وبشأن التوقعات المستقبلية، يلفت الطباع إلى أن بعض المؤسسات المالية تنتظر بوصول سعر البيتكوين إلى 300 ألف دولار في المدى القريب، وإلى 3 ملايين دولار بحلول عام 2050.
ووجه خبير العملات الإلكترونية، مجموعة من النصائح للمستثمرين في سوق العملات المشفرة، مشددا على أهمية اتباع نهج استثماري مدروس.
وأوضح، أن "الاستثمار في البيتكوين يشبه شراء قطعة أرض استثمارية، حيث يتطلب رؤية طويلة الأجل تمتد من خمس إلى عشر سنوات للحصول على عوائد مجزية".
وشدد الطباع على أهمية استراتيجية الشراء المتدرج، موضحا، "نوصي المستثمرين بتقسيم ميزانيتهم الاستثمارية على دفعات شهرية، مما يتيح الاستفادة من متوسط الأسعار خلال فترات الصعود والهبوط، وتجنب مخاطر توقيت السوق".
وبشأن إدارة المخاطر، أكد الطباع على قاعدة أساسية، مفادها أنه "لا يجب أن يستثمر الفرد إلا المال الذي يمكنه تحمل خسارته، مع الالتزام بتخصيص نسبة لا تتجاوز 5-10 بالمئة من المحفظة الاستثمارية للعملات المشفرة نظراً لتقلباتها العالية".
ويحذر الطباع من العملات المشفرة البديلة، موضحا أن "معظمها، وخاصة عملات الميم والألعاب، تفتقر إلى القيمة الحقيقية وتشكل مخاطر عالية على المستثمرين".
وأضاف: "البيتكوين، على النقيض من ذلك، أثبت موثوقيته كمخزن للقيمة، مدعوماً بإطار تنظيمي متطور وقبول مؤسسي متزايد".
وأكد على أهمية الجانب الأمن الرقمي، قائلاً: "على المستثمرين إيلاء اهتمام خاص لأمن محافظهم الرقمية وحماية أصولهم من مخاطر القرصنة، واختيار منصات تداول موثوقة وآمنة".
ويرتقب أن يحمل فوز ترامب تحولاً كبيرا في السياسة الأميركية تجاه العملات الرقمية، بعد أن اتخذت إدارة الرئيس بايدن، خلال السنوات الأخيرة، موقفا متشددا تجاه القطاع، حيث قادت هيئة الأوراق المالية والبورصة، حملة رقابية صارمة على صناعة العملات المشفرة.
وتميزت فترة بايدن بسلسلة من الإجراءات التنظيمية المشددة والملاحقات القانونية، خاصة بعد انهيارات السوق في 2022، أبرزها فضيحة منصة "FTX".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: العملات المشفرة ألف دولار إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحذير من كاسبرسكي.. كتب PDF مزيفة تسرق كلمات المرور ومحافظ العملات المشفرة
كشف فريق البحث والتحليل العالمي (GReAT) في كاسبرسكي عن حملة برمجيات خبيثة تستهدف قرّاء الكتب الإلكترونية في تركيا، ومصر، وبنغلاديش، وألمانيا. حيث يعمد المجرمون السيبرانيون إلى إخفاء برمجيات خبيثة متطورة على شكل كتب تركية وعربية من الأكثر مبيعاً، ويخدعون مئات القراء لتحميل ملفات تسرق كلمات المرور، وبيانات محافظ العملات المشفرة، ومعلومات حساسة أخرى من حواسيبهم.
ورصدت كاسبرسكي حملة برمجيات خبيثة كخدمة (MaaS) تستخدم أداة جديدة تدعى LazyGo، وهي برنامج مطور بلغة البرمجة Go لتحميل برامج متعددة لسرقة المعلومات. وتستهدف الحملة القراء الذين يبحثون عن كتب شائعة مثل الترجمة التركية لكتاب «درَجاتُ السُّلَّمِ التِّسعُ والثلاثون» لمؤلفه الإسكتلندي جون بوكان، فضلاً عن نصوص وكتب عربية في الشعر، والفولكلور، والطقوس الدينية. ولا تقتصر الكتب الإلكترونية المزيفة على مجال واحد، بل تغطي اهتمامات متنوعة منها إدارة الأعمال مثل الكتاب التركي «İşletme Yöneticiliği» لمؤلفه تامر كوشيل، والرواية المعاصرة والنقد الأدبي العربي مثل كتاب «الحركة الأدبية واللغوية في سلطنة عمان».
تتخفى الملفات الخبيثة على شكل كتب إلكترونية بصيغة PDF، لكنها برامج تنفيذية لها أيقونات مشابهة لملفات PDF. فعندما يحمل المستخدمون هذه الكتب المزيفة ويفتحونها، تبدأ أداة التحميل LazyGo بنشر برامج سرقة المعلومات مثل StealC وVidar وArechClient2. وقد استطاع باحثو كاسبرسكي رصد 3 نسخ مختلفة من أداة LazyGo؛ إذ تستخدم كل واحدة منها تقنيات تخفٍ مختلفة مثل إلغاء ارتباط واجهة برمجة التطبيقات (API)، وتخطي واجهة فحص البرمجيات الخبيثة (AMSI)، وتعطيل أداة تتبع الأحداث في نظام ويندوز (ETW)، والكشف عن الأجهزة الافتراضية.
تتضمن المعلومات التي يسرقها المخترقون كلاً مما يلي:
بيانات المتصفح: تتضمن كلمات المرور المحفوظة، وملفات تعريف الارتباط، ومعلومات التعبئة التلقائية، وسجل التصفح في متصفحات كروم، وإيدج، وفايرفوكس، وغيرها.
الأصول المالية: تتضمن ملحقات محافظ العملات المشفرة، وملفات التكوين، وبيانات التخزين.
بيانات تسجيل المطور: تشمل بيانات حساب منصة AWS، ورموز Azure CLI، ورموز منصة Microsoft Identity Platform.
منصات التواصل: تتضمن رموز منصة Discord، وبيانات حساب Telegram Desktop، وملفات جلسة Steam.
معلومات النظام: تتضمن مواصفات الجهاز، والبرامج المثبتة، والعمليات الجارية.
يتعرض الضحايا الذين أصيبت أجهزتهم ببرمجية ArechClient2/SectopRAT إلى أخطار إضافية، لا سيما حينما يحصل المخترقون على تحكم كامل عن بُعد في الأجهزة المخترقة.
قال يوسف عبد المنعم، وهو باحث أمني رئيسي في فريق البحث والتحليل العالمي لدى كاسبرسكي: «تكمن خطورة هذه الحملة في استخدامها نموذج البرمجيات الخبيثة كخدمة، واعتمادها على الهندسة الاجتماعية المخصصة والدقيقة في الاستهداف. تبين النسخ المتغيرة لأداة LazyGo وتقنيات التخفي المتطورة أنّ هذه الحملة ليست جريمة سيبرانية عشوائية، بل عملية منظمة غايتها جمع بيانات الحسابات من ضحايا كثيرين. لذلك ينبغي للمؤسسات توخي الحذر ؛ فالرموز المسروقة من المطورين وبيانات الحسابات السحابية تتيح للمجرمين وصولاً عميقاً إلى بنية الشركات التحتية»
وفقاً لقراءات كاسبرسكي تبين أنّ هذه الحملة طالت أهدافاً متنوعة منها جهات حكومية، ومؤسسات تعليمية، ومؤسسات خدمات تكنولوجيا المعلومات، وقطاعات أخرى. وما تزال هذه الحملة قائمة ونشطة حتى الآن؛ إذ تواصل جهات التهديد تحميل كتب إلكترونية خبيثة باستمرار في منصة GitHub والمواقع الإلكترونية المخترقة.
يوصي خبراء كاسبرسكي المستخدمين بضرورة التحقق من مصادر الكتب الإلكترونية قبل تحميلها، فضلاً عن فحص الملفات بكل دقة وعناية، والتحديث الدائم لبرامج الأمان القادرة على اكتشاف أساليب التخفي عند البرمجيات الخبيثة. فلا بد عند استخدام حل أمني من اختيار منتج يتمتع بقدرات كبيرة لمكافحة البرمجيات الخبيثة، وخضع لاختبارات مستقلة لإثبات فعاليته وكفاءته.