الليلة ما عندي موضوع لذلك قررت أن أبر كتاب الحلف الجنجويدي الذي استبسلوا في ربطي بالكيزان ولكن تدني قدراتهم البحثية منعهم من نجر أي دليل ذكي لتمرير الإتهام بالباطل. لذلك قررت مساعدة مثقفي الحلف الجنجويدى بأن أعترف بجريرتين تثبتان كوزنتي:
* في عام ٢٠١٩ إنتشرت دعوة لمنع الكيزان من العمل السياسي. تصديت للدعوة بمقال عنوانه ما معناه ضد حظر تنظيم الأخوان.
وبعد أن أنهت ثورة الشباب الباسل سيطرة الأخوان علي جهاز الدولة واحتكار مخالبه علي القوي المدنية القيام بواجبها في تصفية الأخوان سياسيا بالحجة والفكر وليس بالقمع البوليسي. وقلت أن من يعطي نفسه حق مصادرة حرية الأخوان سيعطي نفسه حق مصادرة حق آخرين (مثلا أنا الأن متهم من كتاب تقدم باني كوز متنكر في شكل شيوعي ويمكن منع من العمل السياسي بهذه الحجة).
واضفت أنه لا يجوز إصدار حظر ضد تنظيم محدد. فمن شاء أن يمنع عن العمل السياسي عليه أن يضع معايير ويطبقها علي الجميع. فمثلا من الممكن القول بمنع الأحزاب التي تقوم علي أساس ديني لمنع مشاركة الكيزان في السياسة. ولكن هذا يعني أيضا منع الأخوان الجمهوريين بما إنهم جماعة دينية وكذلك السلفيين ويضع كل أحزاب الامة والإتحادي في مهب الريح.
أما لو كان معيار المنع هو تقويض الديمقراطية بالإنقلاب أو المشاركة في نظم عسكرية فعلي الشيوعي والأمة والقوميين العرب والحركات الشعبىة تحسس رؤوسها- وبما أن الدرب علي علمية حرام ، لا داعي لذكر الحزب الإتحادي المنشطر أميبيا لألف حزب.
* أيضا كتبت في نفس العام مقال عنوانه ما معناه ضد حل جهاز الامن. قلت فيه أنه لا توجد دولة حديثة تخلو من أجهزة أمنية، هذا واقع مهما كان قبيحا إلا أنه ضرورة لا تقوم دولة من غيره إلا في خيال خصب يسعي لخلق يتوبيا أناركية في بلد إقطاعه ذاتو مجهجه.
وقلت في أماكن أخري أن حل جهاز الامن دعوة تاتي من هواة لا يعرفون عن صنعة الدولة غير شعارات شباب تحت التدريب في أحسن الفروض. وقلت أن الحل الأمثل هو الحفاظ علي جهاز الامن وإقالة القيادات العليا ثم مراجعة ملفات الكوادر الوسيطة والدنيا والتخلص من بعضهم وليس كلهم حسب معايير متفق عليها شفافة ومعلنة سلفا مع إحترام حق أي منسوب متضرر في اللجوء للقانون لرفع أي ظلم قد يقع عليه.
ورايت أن هذا هو التصرف الصحيح لان جهاز الأمن معقد الطبيعة مثله مثل الجيش والشرطة والجهاز القانوني للدولة، فمن ناحية هذه أجهزة قمع طبقي في يد من يحكم ومن ناحية أخري هي أجهزة توفر الأمن العام وتنفذ العدالة والتعاقدات وتحمي المواطن وحقوقه وتحمي البلاد من طمع الدول الأجنبية وإمبرياليتها.
أتضح لاحقا أن حل هيئة العمليات بالطريقة التي تم بها كان بلادة مركبة قدمت عونا لا يضاهي للجنجويد ألذين ورثوا دورها وسلاحها وقاعدة بياناتها وبعض كادرها البشري وكل هذا ضاعف من قدرتهم علي التنكيل بالشعب السوداني حينها ولاحقا إلي يومنا هذا.
* أنصح كتاب الحلف الجنجويدى بالبحث عن هذين المقالين وإستعماالهما كدليل دامغ علي أني كوز متواطئ مع الدكتاتوريات العسكرية وأجهزتها الأمنية.
معتصم أقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
خبير في الشأن الإيراني: طهران لن تدخل حربا مفتوحة.. والتركيز الآن على إسرائيل وليس واشنطن
في ظل التصعيد في الشرق الأوسط، وتحديدًا بعد الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت إيرانية نووية وقيادات بارزة داخل النظام، تتزايد التساؤلات حول مستقبل المواجهة بين واشنطن وطهران، واحتمالات انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، أو الدخول في مرحلة جديدة من الردع المحسوب.
وتبدو إيران اليوم أمام مفترق طرق، ما بين ضرورة الرد داخلياً وخارجيًا، وبين تجنب الانجرار إلى مواجهة مباشرة غير مضمونة العواقب.
وفي هذا السياق، يقدم هاني سليمان خبير الشأن الإيراني، قراءة شاملة لطبيعة الموقف الإيراني في ضوء التحركات العسكرية الأخيرة للولايات المتحدة، واستعدادات طهران للرد.
وقال هاني سليمان الخبير في الشأن الإيراني، في تصريحات خاصة لصدى البلد، إن الوضع الإيراني حاليًا محاط بتعقيدات كثيرة، تتراوح ما بين خيار الرد وخيار التسوية، وكلاهما يحمل في طياته قدرًا من المغامرة والمقامرة.
وأضاف أن كل خيار سيترتب عليه تبعات مستقبلية على الجمهورية الإسلامية، خاصة أن الصمت الإيراني على الضربات الأمريكية التي استهدفت البرنامج النووي سيكون بمثابة موقف غامض، يُفسَّر على أنه تخلي عن كرامة النظام الإيراني أمام الشارع.
لكن في المقابل، حذر سليمان من أن أي تصعيد غير محسوب قد يقود إلى مواجهة شاملة مع الولايات المتحدة، وهي مواجهة لا تبدو إيران مستعدة لها في هذا التوقيت.
وأوضح أن الضربات التي تلقتها إيران مؤخرًا سواء في منشآتها النووية أو عبر استهداف قيادات بارزة من الصفين الأول والثاني المقربين من المرشد الأعلى، تمثل خسائر كبيرة ومتلاحقة، لذلك، من المرجح أن تسعى طهران إلى الرد بطريقة محسوبة، تحفظ بها توازن الردع دون تجاوز الخطوط الحمراء.
وأشار إلى أن الرد الإيراني قد يتخذ أشكالًا غير مباشرة كالتلويح بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، أو تنفيذ عمليات محدودة تستهدف مصالح أمريكية في مناطق مثل العراق، أو في المياه الإقليمية، دون أن تتحمل إيران مسؤولية مباشرة.
وشدد على أن الهدف هو توجيه رسائل دون الانجرار إلى حرب مفتوحة.
وأكد أن الخيار الآخر على طاولة التصعيد هو غلق مضيق هرمز، لكن هذا الاحتمال يحمل في طياته مخاطر اقتصادية وأمنية ضخمة للمنطقة بأكملها.
ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك القدرة على التعامل مع إغلاق المضيق، فإن الكلفة ستكون باهظة، ولها تبعات كبيرة.
وقال سليمان إن إيران ستركز مبدئيًا على توجيه ضربات مكثفة لإسرائيل، باعتبارها الطرف المباشر في الأزمة، وستسعى في الوقت ذاته لتجنب التصعيد الواسع مع واشنطن.
وأضاف أن هناك ردود فعل وهجمات إيرانية ستقع، لكن في إطار محدد ومحسوب، وقد يستمر هذا الوضع التصعيدي لأيام، ربما تصل إلى أسبوع أو عشرة أيام، قبل أن تبدأ الأمور في التراجع أو التهدئة.
ورجح هذا السيناريو لسببين رئيسيين: أولًا، أن النظام الإيراني لا يزال قائمًا، ولم يسقط، ما يعني أن فرضية سعي واشنطن أو تل أبيب لإسقاطه ليست مطروحة حاليًا.
وثانيًا، رغم استهداف المنشآت النووية، لا توجد تأكيدات على فقدان إيران لقدرتها على التخصيب، بل تشير تقارير إلى نقل اليورانيوم المخصب إلى مواقع سرية وآمنة، مما يسمح باستئناف البرنامج النووي لاحقًا.
وقال إن هذا يعني أن النظام الإيراني سيعمل على التهدئة مؤقتًا، للحفاظ على بقائه واستعادة توازن الردع، ثم إعادة بناء قدراته النووية والعسكرية وتعويض القيادات التي فُقدت، وتشكيل نخبة جديدة أكثر تماسكًا.
كما سيُعيد النظر في منظومة الأمن والاستخبارات لمواجهة الخروقات التي تعرّض لها مؤخرًا.
وأشار سليمان إلى أن هذا هو السيناريو الأقرب للتحقق، لأنه يخدم المصالح الإيرانية بشكل كبير في ظل المعطيات الحالية.
وأضاف هاني سليمان أن احتمال إقدام إيران على استهداف وغلق مضيق هرمز ما زال قائمًا، فقد لوّحت بهذا الخيار في مرات سابقة دون أن تنفذه فعليًا.
وأوضح أن التصعيد هذه المرة يختلف عن كل المرات السابقة، سواء من حيث التكتيكات المتبعة أو الأسلحة المستخدمة، بما في ذلك صواريخ وأدوات تصعيد جديدة، مما يجعل نطاق الاستهداف مختلفًا وأكثر اتساعًا.
وأكد أن هذا الخيار لا يخلو من التقديرات الدقيقة والمخاطر الكبيرة، نظرًا لما سيترتب عليه من تداعيات اقتصادية وأمنية تمس دول المنطقة، بما فيها مصر والسعودية.
وأشار إلى أن إيران، في هذه المرحلة، لا ترغب في خسارة التعاطف والدعم الدولي، ولذلك قد تلجأ إلى خيار غلق المضيق بصورة محدودة أو رمزية، مع إدراكها أن القوات الأمريكية قد تتمكن من التعامل مع هذا السيناريو بوسائل متعددة.
وقال سليمان إن الولايات المتحدة الأمريكية بدورها تبدو مستعدة للتعامل مع عدد من السيناريوهات المحتملة، إذ أصدرت تحذيرًا لموظفيها الأساسيين بالخروج من لبنان، تحسبًا لأي تصعيد قد ينجم عن تحركات حزب الله أو جبهات أخرى في المنطقة.
وأضاف أن الفترة الأخيرة شهدت إعادة انتشار للقوات الجوية الأمريكية في الإقليم، مع تعزيز الحضور العسكري باستخدام طرازات متقدمة من الطائرات، مثل F-16 وF-22 وF-35، تحسبًا لأي تطورات مفاجئة قد تستدعي رداً سريعًا.
وأشار إلى أنه جرى مؤخرًا إعادة نشر عدد من طائرات التزود بالوقود في مناطق أوروبية قريبة، تحسبًا لأي عمليات محتملة تستدعي دعمًا جويًا لوجستيًا للطائرات الأمريكية العاملة في المنطقة.
وأوضح أن هذا يأتي ضمن الاستعدادات اللوجستية التي تُبقي القوات الأمريكية على جاهزية كاملة، مشيرًا إلى أن حاملة طائرات أمريكية تتمركز حاليًا في بحر العرب، ضمن المنطقة الأوقيانية، وعلى متنها نحو 60 طائرة من طراز F-35، ما يعكس حجم الجاهزية العسكرية الكبيرة التي تعتمدها واشنطن في هذا التوقيت.
وقال إن حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس نيميتز غيرت مسارها، حيث ألغت زيارة مقررة إلى موانئ ومرافق فيتنام، وعادت إلى المنطقة تحسبًا لأي عمليات أو هجمات محتملة.
وأضاف أن هذا التغير يعكس تمركزًا متعمدًا وإعادة انتشار ضمن حالة الاستعداد القصوى التي تعتمدها القوات الأمريكية، بما يؤكد جاهزيتها الكاملة للتعامل مع أي سيناريو.
ولفت إلى أنه تم الدفع بكاسحات ألغام إلى المياه الإقليمية، تحسبًا لأي محاولات إيرانية لتفخيخ مضيق هرمز أو استهداف السفن الأمريكية عبر عمليات تفجير أو تخريب مباشر.
وأوضح أن هذه التحركات تظهر بوضوح مستوى الاستعداد الأمريكي، وتؤكد أن واشنطن مستعدة لتحرير المضيق إن لزم الأمر، حتى وإن كان ذلك بتكلفة عالية أو بوقوع بعض الخسائر.
وختم هاني سليمان تصريحاته بالتأكيد على أن الجانب الإيراني يدرك حجم الجاهزية الأمريكية، لكن مع التصعيد، قد لا يكون هناك توازن في المواجهة.
وأضاف أن الأمور قد تؤدي في النهاية إلى تدخل أمريكي لتحرير مضيق هرمز، وإن كان ذلك بتكلفة، مشددًا على أن إيران ستفكر جيدًا في حسابات الرد ومستوى التهديد والتصعيد مع الجانب الأمريكي.