عربي21:
2025-07-12@14:29:52 GMT

الإخوان والطوفان.. تآمر الحكام وانتقادات الأنصار

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

في كتابه "الحرب" الذي صدر مؤخرا نقل الصحفي الأمريكي الشهير بوب وودوارد تعليقات لبعض قادة المنطقة أبلغوها لنتنياهو أو لمسئولين أمريكيين؛ حول ضرورة مسارعة الكيان الصهيوني بالتخلص من حركة حماس، باعتبارها جزءا من تنظيم الإخوان المسلمين الذي يقودون هم أيضا حربا شعواء ضده، أي أنهم يتشاركون مع الكيان في مواجهة عدو واحد، وأن من مصلحتهم التي لا يستطيعون التعبير عنها علنا؛ التخلص من حماس كلها وليس فقط كتائبها العسكرية، في الوقت الذي يواصلون هم معركتهم مع الإخوان في بلدانهم.



ما ورد في كتاب الحرب يتطابق مع شهادة مستشار معهد واشنطن، والمبعوث الأمريكي الخاص السابق إلى الشرق الأوسط، دينيس روس، والذي كتب في التاسع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 مقالا في نيويورك تايمز أكد فيه أن إسرائيل ليست الوحيدة التي تعتقد أن عليها هزيمة حماس، بل إن مسئولين عربا في أنحاء مختلفة من المنطقة يعرفهم منذ فترة طويلة، أكدوا له خلال الأسبوعين التاليين للطوفان إنه لا بد من تدمير حماس في غزة، لأن انتصارها من وجهة نظرهم سيضفي الشرعية على أيديولوجية الرفض التي تتبناها الجماعة، ويعطي نفوذا وزخما لإيران والمتعاونين معها، ويضع حكوماتهم في موقف دفاعي.

المواقف العملية لأولئك القادة هي خير دليل على رغبتهم في القضاء على حماس والمقاومة حتى لو ادعوا إعلاميا خلاف ذلك، ولم يعد خافيا مشاركتهم في حصار المقاومة وحاضنتها الشعبية في غزة، بقبولهم المشاركة في حصار القطاع وتجويعه، لدفعه للانتفاض ضد المقاومة
وشرح بأن أولئك الزعماء العرب الذين تحدثوا إليه صرحوا له بموقفهم "على انفراد" بينما مواقفهم العلنية على خلاف ذلك، لأنهم يدركون أنه مع استمرار انتقام إسرائيل وتزايد الخسائر والمعاناة الفلسطينية، فإن مواطنيهم سوف يغضبون، مؤكدا أن أولئك الزعماء يدافعون عن الفلسطينيين خطابيا فقط.

المواقف العملية لأولئك القادة هي خير دليل على رغبتهم في القضاء على حماس والمقاومة حتى لو ادعوا إعلاميا خلاف ذلك، ولم يعد خافيا مشاركتهم في حصار المقاومة وحاضنتها الشعبية في غزة، بقبولهم المشاركة في حصار القطاع وتجويعه، لدفعه للانتفاض ضد المقاومة، وسعيهم لإثارة الفتن داخل القطاع، ومحاولة صناعة طابور خامس من العملاء، بل إرسال جواسيس من خارج القطاع تحت ستار المعونات الغذائية، والذين كشفت المقاومة بعضهم، وقضت عليهم، وغنمت ما لديهم من سلاح.

حديث وودوارد أو دينيس روس عن الإخوان في هذه المعركة لا يستهدف الإشادة بهم، بل إشراكهم في تحمل المسئولية عن الطوفان، ومحاولة لدفع القوى الغربية المهيمنة وعلى رأسها الولايات المتحدة لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، وهو الهدف الذي سعت له بعض الحكومات العربية من قبل، لكنها فشلت في تحقيقه رغم ما قدمته من مليارات إلى لندن وواشنطن، وهي تعيد الكرّة بعد طوفان الأقصى لعلها تنجح في مسعاها هذه المرة، وتزيل هذا الخطر الذي يهدد حكمها.

في الأول من أيار/ مايو 2017 أعلنت حركة حماس في مؤتمرها العام وثيقتها السياسية الجديدة، والتي صيغت بطريقة أكثر إحكاما، وبما يناسب تطور دور الحركة في النضال الفلسطيني، وقد هلل الكثيرون لما وصفوه بانفصال حماس عن جماعة الإخوان عبر تلك الوثيقة.

إشراكهم في تحمل المسئولية عن الطوفان، ومحاولة لدفع القوى الغربية المهيمنة وعلى رأسها الولايات المتحدة لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، وهو الهدف الذي سعت له بعض الحكومات العربية من قبل، لكنها فشلت في تحقيقه رغم ما قدمته من مليارات إلى لندن وواشنطن، وهي تعيد الكرّة بعد طوفان الأقصى لعلها تنجح في مسعاها هذه المرة، وتزيل هذا الخطر الذي يهدد حكمها
الحقيقة أن الوثيقة لم تتضمن نصا صريحا على ذلك، هي فقط قدمت تعريفا محكما لنفسها في المادة الأولى لم تأت فيه على ذكر الإخوان كما كان الأمر في وثيقتها السابقة، وتضمن التعريف الجديد أن "حركة المقاومة الإسلامية "حماس" هي حركة تحرّر ومقاومة وطنية فلسطينية إسلامية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، مرجعيَّتها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها ووسائلها".

بالطبع، فإن حذف النصوص التي تضمنت ذكر الإخوان في وثيقتها التأسيسية السابقة يعني ضمنا استقلالا تنظيميا، ولكنه أيضا يتسق مع الموقف العام للحركة التي أكدت في المادة 32 على ضرورة استقلالية القرار الوطني الفلسطيني، وعدم ارتهانه لجهات خارجية، وبالتالي فليس من المعقول أن تطالب الحركة غيرها بما لا تلزم به نفسها!

على كل حال لا يمكن لعاقل أن يتصور انسلاخ حماس من انتمائها الإخواني، وهذا ما يفهمه جيدا أعداؤها، وهنا يأتي السؤال عما قدمه الإخوان لها خلال معركة طوفان الأقصى، وهنا أيضا تظهر الانتقادات وخاصة من أنصار الجماعة حول تقصيرها في دعم المقاومة على غير المعتاد منها تاريخيا.

ليس خافيا أن جماعة الإخوان منذ تأسيسها اعتبرت القضية الفلسطينية قضية مركزية، وأسست ضمن هيكلها لجنة فلسطين التي لا تزال قائمة حتى الآن.

وليس خافيا دور كتائب الإخوان في حرب 1948، وليس خافيا الدور الكبير الذي قامت به الجماعة سواء بشكل مباشر، أو عبر أذرعها في النقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة في كل مراحل النضال الفلسطيني السابقة، خاصة عقب الانتفاضة الأولى والثانية، وفي الاجتياحات المتكررة لغزة.. وليس خافيا دور الرئيس الشهيد محمد مرسي في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة في العام 2012.

كل ذلك هو الآن تاريخ، بينما الواقع مختلف، فبخلاف بيانات الدعم والمساندة، وبعض التبرعات التي تم جمعها لإسناد المقاومة، وبعض المظاهرات التي رتبها أو شارك فيها الإخوان في بعض الدول العربية والغربية، فإن غزة لا تزال تنتظر دورا أكبر للإخوان، الذين سيكونون الهدف التالي، خاصة بعد تولي ترامب الحكم في واشنطن بما له من علاقة طيبة مع الحلف العربي المناهض للإخوان، وبما له من محاولة سابقة لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية لم يكتب لها النجاح، وقد يغريه أصدقاؤه في المنطقة لمعاودة المحاولة..

الجولة الحالية للحرب ليست الأخيرة في مسيرة تحرير فلسطين، لكنها أصعب وأطول الجولات منذ النكبة، كما أنها لا ولن تتوقف عند حماس أو فلسطين، بل ستطال دولا وأطرافا أخرى في مقدمتها الإخوان أنفسهم كما ذكرنا، وبالتالي فإنها تحتاج إلى مواجهة واسعة وممتدة، وتستدعي نفيرا عاما، والتحرك العملي لمقاومة المشروع الصهيوني بكل مساراته، ومعه مشروع الهيمنة الغربي عموما في كل مكان، وليس في فلسطين وحدها، ومحاصرة الحضور الصهيوني واللوبيات الداعمة له في كل مكان. وفي هذا الإطار فإن من المهم تصعيد معركة مقاطعة داعمي العدوان، وتصعيد مواجهة كل أشكال التطبيع مع الصهاينة، ويستطيع الإخوان أن يقودوا تحركا شعبيا عاما في هذه المسارات، فرغم ما يمرون به إلا أنهم لا زالوا يمتلكون تأثيرا معنويا، وقدرة على حشد بقية القوى الشعبية في عموم العالم الإسلامي، وما تأخر من بدأ.

x.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس الإخوان غزة العرب امريكا حماس غزة العرب الإخوان مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة تفاعلي مقالات رياضة صحافة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإخوان فی فی حصار

إقرأ أيضاً:

محللون: فيديو القسام يمس “الكرامة الإسرائيلية” ورسالة تفاوض بالنار

#سواليف

بات قطاع #غزة على صفيح ساخن بعدما رفعت #المقاومة من وتيرة عملياتها ضد #جيش_الاحتلال الإسرائيلي، في وقت تتواصل فيه #مفاوضات #الدوحة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل #الأسرى.

وبثت #كتائب_القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشاهد توثق محاولة أسر جندي إسرائيلي قبل قتله والاستحواذ على سلاحه في #كمين_مركب شرقي #خان_يونس (جنوبي قطاع غزة).

ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية فيديو القسام بأنه مرعب وصعب وغير مناسب لذوي القلوب الضعيفة، كما أنه يكذب رواية الإعلام الإسرائيلي، إذ لم يقاتل الجندي بشراسة بل فر من أرض المعركة، في حين اختار مقاتلو حماس ترك جثته وأخذ سلاحه فقط.

مقالات ذات صلة ناجحون في الامتحانات التنافسية / أسماء 2025/07/11

ويمس هذا الفيديو “الكرامة الوطنية الإسرائيلية” في ظل الأسطورة التي بناها جيش الاحتلال بشأن جنوده، مما يكسر الثقة بينه وبين المجتمع الإسرائيلي، وفق حديث الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى لبرنامج “مسار الأحداث”.

ويؤكد فيديو القسام أن ثمة حربا صعبة تدور في غزة رغم استمرار مفاوضات وقف إطلاق النار، حسب المستشار السابق للأمن القومي الأميركي مايكل فايفل.

ومن هذا المنطلق، تبرز مخاوف في إسرائيل بعد هدنة الـ60 يوما المفترضة من أن تعيد حماس ترميم قواتها وتستعيد قدراتها العسكرية، مما قد يعرقل سير مفاوضات وقف الحرب.

أما عسكريا، لم تنجح الإستراتيجية التي أتى بها رئيس الأركان الجديد إيال زامير، إذ زادت عمليات المقاومة بوتيرة دموية أعلى وخسائر بشرية أكثر.

ويعني هذا أن جيش الاحتلال لم يأخذ إرادة القتال في عين الاعتبار، وفق الخبير العسكري إلياس حنا، بعدما استطاعت المقاومة التأقلم وإنتاج قيادات جديدة ذات خبرة.

رسالة تفاوض بالنار

وكذلك، يأتي تصاعد عمليات المقاومة في سياق حرب استنزاف، إذ زادت وتيرتها بعد وقف حرب إيران، في رسالة مفادها بأن غزة ستبقى عقدة وثقبا ينزف بذاكرة المجتمع الإسرائيلي، كما يقول الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة.

وتمثل هذه العمليات أيضا رسالة تفاوض بالنار، ومستوى عاليا من الضغط العسكري ينعكس على طاولة المفاوضات، وكذلك على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن.

وبناء على هذا الوضع، لا يوجد خيار أمام إسرائيل سوى إيقاف عدوانها والانسحاب بعد فشل المقاربة العسكرية، في حين هناك خبث وسوء نية واضح لدى نتنياهو المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب في غزة.

ويشير الحيلة إلى أحدث تصريحات نتنياهو التي حذر فيها من العودة للقتال “إذا لم يتم نزع سلاح حماس وتفكيك الحركة خلال فترة 60 يوما”.

بقاء أم انسحاب؟

وأعرب الخبير العسكري عن قناعته بأن ما تقوم به المقاومة له أبعاد مختلفة في مرحلة ما بعد نهاية الحرب تتعلق بمصير المقاومة وسلاحها والقيادات السياسية والعسكرية.

ويؤكد حنا أن رفض المقاومة قبول خرائط جديدة للانسحاب الإسرائيلي يشير إلى أن المرحلة المقبلة سيكون فيها القتال دمويا والثمن مرتفعا.

ويعني بقاء جيش الاحتلال في محور موراغ جنوبا أنه “قادر على البدء من حيث انتهى بعد هدنة الـ60 يوما”، في حين تريد المقاومة انسحابه للعمل على مساحة أكبر وتكبيد إسرائيل أثمانا كبرى، فضلا عن إمكانية الحصول على استعلام تكتيكي تحضيرا للفترة المقبلة.

أما سياسيا، لا يريد نتنياهو التعهد بالانسحاب من قطاع غزة وليس وقف الحرب، إذ يعتقد بأن هذه ورقة ضغط قوية على حماس، وفق مصطفى، كما أن عدم الانسحاب يمكن إسرائيل من الاحتفاظ بمنطقة تبني فيها ما تسمى بـ”مدينة إنسانية”، مما يبقي فكرة التهجير قائمة.

في المقابل، لا يريد جيش الاحتلال هذه المنطقة لكونها مكلفة ماديا، كما أنه لا يستطيع تنفيذها، وتحوله عمليا إلى شرطة مدنية في غزة، وتؤكد غياب أي أفق سياسي وإستراتيجي للحكومة الإسرائيلية.

وفي هذا السياق، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن كلفة إنشاء “المدينة الإنسانية” بغزة تقدر بـ20 مليار شيكل (6 مليارات دولار)، مما يعادل نصف ميزانية وزارة الدفاع.

وبين هذا وذاك، يحاول زامير رسم صورة نصر رقمية، مع رسالة مبطنة مفادها بأنها لا يمكن تحقيق أهداف إسرائيل بتدمير حماس ونزع سلاحها، مع ضرورة الذهاب للحل السياسي كأفضل خيار لكي يرتاح الجيش ويعيد بناء نفسه وذخيرته، حسب حنا.

مقالات مشابهة

  • جرائم في وضح النهار.. بين تآمر السلطة وصمت الخيانة
  • محللون: فيديو القسام يمس “الكرامة الإسرائيلية” ورسالة تفاوض بالنار
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • محللون: فيديو القسام يمس الكرامة الإسرائيلية ورسالة تفاوض بالنار
  • حماس تشيد بالعملية البطولية في الخليل
  • أول تعليق من حركة حماس على عملية الطعن في بلدة رمانة
  • أولمرت: أعداؤنا هم المليشيات اليهودية العنيفة التي تنكل بالفلسطينيين
  • اين الأمير عبدالرحمن الصادق؟!
  • حماس تصر على مطالبها ونتنياهو يريد صفقة لكن ليس بأي ثمن
  • أحمد جبريل الـذي أرعـــب إســـرائيل