مقهى في طرابلس ينفّذ تجربة رائدة تجمع بين الفن وإعادة التدوير
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
ليبيا – تناول تقرير ميداني نشرته وكالة الأنباء الفرنسية تجربة مقهى لمة في العاصمة طرابلس للترويج لإعادة التدوير والاستدامة في بلد يتعافى من الصراع.
أكد التقرير، الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد، أن المظهر الخارجي الأنيق للمقهى لا يعكس حيوية المكان من الداخل، حيث تم بناؤه بالكامل من مواد معاد تدويرها، مما حوله إلى مركز ثقافي للسكان والزوار.
ونقل التقرير عن القائمين على لمة تأكيدهم أن مهمتهم الأساسية هي زيادة الوعي بأسلوب الحياة الصديق للبيئة في ظل ندرة المبادرات الخضراء بسبب الصراع المرهق. وقال لؤي عمران، المهندس المعماري المصمم للمقهى: “نستخدم مواد مهملة في الشوارع، مثل مطاط الإطارات، وخشب الأشجار، ونفايات البناء”.
وأضاف عمران: “الفكرة هي أن نظهر للناس أن ما يُلقى في الشوارع، وقد يبدو قبيحًا أو عديم الفائدة، يمكن أن يكون ذا قيمة”. وأوضح التقرير أن الباب الطويل الضيق المؤدي إلى لمة يخفي خلفه أجواءً ترحيبية للزوار عبر مناظر متعددة الألوان والأشكال.
أشار التقرير إلى أن الجدران المغطاة بالنباتات تتناقض مع شبكة من الخردة المعدنية المعلقة، بينما يلعب الأطفال بين الجيوب والأنفاق المنزلقة. ونقل عن رولا العجاوي، المسؤولة الثقافية في لمة، قولها: “لا توجد أماكن مشابهة لهذا في ليبيا، ونعتمد في كل شيء على إعادة التدوير التي نعتبرها مهمة للغاية”.
وأوضح التقرير أن العائلات تتجمع في لمة يوم الخميس لحضور ورش عمل فنية للأطفال، بينما يستعير البعض كتبًا من المكتبة الصغيرة في المكان. وقال عمران: “يأمل فريقي أن تنتشر ثقافة إعادة التدوير والممارسات الصديقة للبيئة في بلد تندر فيه هذه المبادرات حاليًا”.
وأضاف عمران: “الزوار يتعرفون على الأشياء المعاد استخدامها في جميع أنحاء المقهى، ونأمل أن يبدأوا برؤيتها بشكل مختلف. نحن هنا لتعزيز عقلية جديدة”. وقالت العجاوي: “إن البلاستيك، المعادن، والزجاج المتبقي من أكثر من عقد من الدمار نادرًا ما يعاد استخدامه أو تدويره”.
وذكر التقرير أنه غالبًا ما يتم التخلي عن هذه المواد في الطبيعة والشوارع، وفي بعض الأحيان تجرفها الأمطار والرياح إلى البحر الأبيض المتوسط. وبهذا، توفر مبادرات مثل لمة فرصة لتحويل أشياء كانت مخصصة لمكبات النفايات إلى أعمال فنية، مما لاقى استحسان السكان.
واختتم التقرير بما قاله رياض يوسف، أحد زوار لمة الدائمين: “أحب المكان؛ الطعام رائع، والخدمة ممتازة، وأنا أقدر الالتزام بتقليل النفايات. كل فكرة هنا مذهلة”.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
دبلوماسي مصري سابق: البعثة الأممية تتفاهم مع جيران ليبيا لاحتواء الموقف في طرابلس
أكد مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير صلاح حليمة، وجود تحركات من جانب الأمم المتحدة للتعاون مع دول جوار ليبيا لإيجاد تفاهمات لاحتواء الموقف في طرابلس ووقف أي صراع مسلح، مع التوصل إلى رؤية من شأنها التوصل إلى انتخابات تفضي إلى إنهاء عدم الاستقرار في ليبيا، مع احتمالية تشكيل حكومة جديدة تشرف على تلك الانتخابات.
وقال حليمة في تصريح لموقع “اندبندنت عربية” إن هناك حالياً اهتماماً عربياً متصاعداً بالوضع الليبي، بعدما كان الدور العربي “ليس على المستوى المنشود” في الفترة الماضية، مؤكداً أهمية التحركات المصرية بخاصة والعربية عامة لنزع فتيل مزيد من التوتر في ليبيا، في ظل اشتعال المنطقة بالأزمات سواء في السودان أو فلسطين وكذلك على نطاق أوسع في سوريا واليمن والمخاوف من حرب إقليمية في حال ضرب إسرائيل لإيران.
ويلفت الدبلوماسي المصري السابق إلى وجود حال من التفاهم بين القاهرة وأنقرة في الفترة الأخيرة في شأن عديد من الملفات، ومن بينها ليبيا، في ضوء الدور المحوري الذي تلعبه تركيا في غرب ليبيا وتواصلها مع حكومة الدبيبة، كما لم يستبعد أن تنسق مصر أيضاً مع الإدارة الأمريكية، وكذلك إيطاليا بما لهما من دور كبير في الملف الليبي.