رمضان عبد المعز: الخوض في آيات الله يعرض صاحبه لعذاب شديد
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامية، تحذير القرآن الكريم من جريمة الخوض في آيات الله، مشيرًا إلى خطورة هذا الفعل على الفرد والمجتمع، لافتا إلى واجب المسلم تجاه هذه الجريمة التي تلوث الإيمان وتعرّض صاحبها لعقاب الله في الدنيا والآخرة.
وفي شرحه للآية الكريمة من سورة الأنعام، قال الشيخ رمضان عبد المعز، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على قناة «dmc»، اليوم الاثنين: «يا أيها المؤمنون، يا من تربّيت على العقيدة الصحيحة، خذوا بالكم من هذه اللقطة الخطيرة التي لا يدركها إلا من كانت عقيدته قوية.
وأشار إلى أن هذه الآية تدعو المسلم إلى الابتعاد عن أولئك الذين يخوضون في دين الله دون علم أو وعي، سواء كان ذلك في الحديث أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفا: «إذا سمعت شخصًا يستهزئ بالله أو القرآن أو السنة النبوية، أو يتحدث عن شرع الله بطريقة تفتقر إلى الاحترام أو العلم، فلا يجب أن تشاركه في الحديث 'فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ'، لأن وجودك معهم قد يجعلك في مرتبة مشابهة لهم في الخوض والفتنة حتى لو كان قصدك فقط الاستماع أو 'أخذ فكرة'، لا تقعد معهم، لا تسمع لهم، لا تشارك في حديثهم».
ولفت إلى أن هذا التحذير القرآني له تطبيقات واضحة في واقعنا المعاصر، مشيرًا إلى أن العصر الحديث يجعل من السهل الوصول إلى أشخاص ملحدين أو مشككين في الدين من خلال الإنترنت ووسائل التواصل، قائلًا: «أنت ماسك الريموت وتُقلب بين القنوات، لو لقيت شخصًا يتحدث بسخرية عن الدين أو يتهجم على السنة النبوية أو يتحدث عن شرع الله بطريقة مشوهة، فإياك أن تستمر في متابعة حديثه.. الربط هنا بين الزمن الحالي والقرآن الكريم واضح جدًا.. نحن في عصر مفتوح، وعندما تسمع أو ترى مثل هذه الأحاديث على الإنترنت، عليك أن تتجنبها تمامًا، لأنك إذا جلست مع هؤلاء الخائضين، ستكون مثلهم».
وأضاف الداعية الإسلامي: «خذ مثلًا الوضع الذي مررنا به أثناء جائحة كورونا.. في البداية، كنا نجهل العديد من الأمور المتعلقة بالإجراءات الوقائية.. ولكن مع مرور الوقت، تعلمنا كيفية الحماية وكيفية ارتداء الكمامة بشكل صحيح.. نفس الأمر في ديننا، إذا كنت غير مهيأ لمناقشة مثل هذه المواضيع الدينية المعقدة، فلا تذهب إليها، ولا تجلس مع أولئك الذين يخوضون في آيات الله بغير علم».
ونبّه الشيخ رمضان عبد المعز إلى أن الخوض في آيات الله ليس جريمة فقط في الدنيا، بل يعرض صاحبه إلى عذاب شديد في الآخرة، قائلا: «القرآن الكريم في سورة المدثر يقول: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ)، وهي جهنم، ليُجيب الخائضون: (قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ).. هذه جريمة عظيمة في حق ديننا، ولها عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: لعلهم يفقهون الإنترنت القرآن رمضان عبد المعز القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
عالم يحذر من الطاعة فى المواسم: أحب العبادات إلى الله أدومها
قال الدكتور أسامة الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، إن مواسم الطاعات من أعظم نِعم الله علينا، وإن الواجب علينا أن نقابل هذه النعمة بالشكر الحقيقي، مؤكدًا أن الشكر والنعمة مقترنان لا ينفصلان، فمن شكر الله زاده من فضله، لقوله تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنكم".
وأضاف أسامة الجندي، خلال تصريح، أن نعمة التوفيق للعمل الصالح لا تُقدَّر بثمن، لكنها وحدها لا تكفي، بل لا بد أن يُتبعها نعمة القبول من الله، مشيرًا إلى أن التوفيق هو بداية الطريق، أما القبول فهو الغاية التي نسعى إليها.
أوضح أن القرآن الكريم بيّن هذه الحقيقة بقوله تعالى: "إنما يتقبل الله من المتقين"، مضيفًا: "إذا أردت أن تكون من الفائزين، فاسعَ لتكون من المتقين، لأن القرآن أيضًا يقول: إن للمتقين مفازا".
أكد أن الصيام والعمل الصالح في المواسم، مثل رمضان أو ذي الحجة، لا يعني فقط الإمساك عن الطعام والشراب، بل هو تدريب روحي على ترك كل ما يغضب الله، من قول أو فعل، مشيرًا إلى أن الهدف هو أن نخرج من الموسم بجوارح طاهرة، وقلب متصل بالله.
تابع: "حديث النبي ﷺ «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل»، لا يعلمنا فقط كيف نعبد الله، بل كيف نحبه ونتعلق به في كل وقت، لا أن نكون عبّاد مواسم فقط، فالله يتقبل من المتقين، والمتقي هو من داوم على طاعة الله في السر والعلن".