واشنطن – صُدمت الاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية "جيه إف إن إيه" ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى من الانخفاض الكبير في نسبة المشاركة في الفعالية الكبيرة الداعمة لإسرائيل، والتي نظموها الأحد الماضي وتنتهي اليوم الثلاثاء، بعنوان "نقف معا" بالعاصمة واشنطن.

وخطط المنظمون لمشاركة ما بين 30 و40 ألف شخص في تجمع حاشد بملعب فريق العاصمة لرياضة البيسبول "ناشيونال بارك"، كتدشين لبدء أعمال الاجتماع السنوي الممتد على مدى 3 أيام من الندوات والخطابات في أحد فنادق واشنطن.

وأشاروا إلى أنهم لن يستطيعوا مضاهاة العدد الضخم الذي تجمع بواشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لإظهار الدعم لإسرائيل بعد نحو شهر على هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول في العام ذاته، وشارك فيه ما لا يقل عن ربع مليون شخص.

المنظمون خططوا لمشاركة 30 و40 ألف شخص لكن الذين حضروا لم يتجاوزوا الألفين (مواقع التواصل) إقبال ضعيف

ومع بدء هذه الفعالية، حضر أقل من ألفي شخص فقط، مما استدعى الممثلة والكوميدية تيفاني هاديش إلى السخرية -من فوق المنصة الرئيسية- بالتساؤل "أين كل اليهود؟"، خاصة وأن أغلب المقاعد البالغ عددها 41 ألفا تُركت فارغة.

في أبريل/نيسان 2023، ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابه المقرر أمام مؤتمر الجمعية العامة "جيه إف إن إيه" والذي استضافته تل أبيب، وذلك بعد أن أغلق محتجون على سياسته الخاصة بـ"الإصلاح القضائي" الطرق القريبة من مقر المؤتمر. وخلال الأعوام السابقة، شارك نتنياهو في الحدث شخصيا أو عبر الأقمار الصناعية أو فيديو مسجل.

وفي مؤشر على توترات صامتة بين جماعات يهودية أميركية حول طبيعة وحدود دعم إسرائيل، لم تتم دعوة نتنياهو للحديث هذه المرة. في المقابل يمثل إسرائيل في أكبر تجمع سنوي لقادة اليهود في أميركا الشمالية الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ.

وقال أحد المشاركين إن "عدم دعوة نتنياهو هو علامة على مدى الانقسام الذي تشهده الولايات المتحدة حتى بين المنظمات اليهودية التي امتنعت عادة عن انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته".

ووجد استطلاع للرأي، أجري في أبريل/نيسان الماضي، أنه في حين أن اليهود الأميركيين يؤيدون إسرائيل بأغلبية ساحقة، فإن نحو 2 من كل 3 منهم غير مرتاحين للإجراءات التي اتخذتها حكومتها.

الفعالية شهدت مقاطعة ائتلاف من الجماعات التقدمية واليسارية اليهودية (مواقع التواصل) مقاطعة واسعة

ورغم أن تظاهرة "نقف معا" تهدف إلى أن تكون عرضا للوحدة والتضامن اليهودي، فإنها شهدت مقاطعة ائتلاف من الجماعات التقدمية واليسارية اليهودية، من بينها منظمة "عمينو" و"أميركيون من أجل السلام الآن" و"هابونيم درور" و"جي ستريت" و"صندوق إسرائيل الجديد" و"الأجندة اليهودية في نيويورك" و"شركاء من أجل إسرائيل التقدمية".

وقال المقاطعون في بيان إن "الوقوف مع إسرائيل ينبغي أن يشمل التضامن مع مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين احتجوا في الشوارع خلال الأشهر القليلة الماضية، مطالبين حكومتهم بإنهاء الحرب، وإعطاء الأولوية للإفراج عن الأسرى، وتقديم الديمقراطية على أجندة المستوطنين المتطرفة".

وكان توقيت الفعالية مهما، إذ جاء بعد 5 أيام فقط من فوز الرئيس الجديد دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في انتخابات الثلاثاء الماضي، إلى جانب سيطرة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب. وكانت الانتخابات موضوعا بارزا في خطب عدة لعائلات الأسرى المحتجزين والسياسيين.

كما تزامنت مع خلفية انتصار ترامب المدوي في الولايات المتحدة، وتجدد الاحتجاجات في إسرائيل على تعامل الحكومة مع الحربين في غزة ولبنان، وإقالة نتنياهو وزير الدفاع يوآف غالانت.

وسلط المتحدثون الضوء على حاجة الجالية اليهودية والعالم كله لما يعتبرونها "مكافحة معاداة السامية"، والعمل على تأمين إطلاق سراح المحتجزين الـ101 الذين ما زالوا أسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وتحدث أمام الحشد أقارب 3 من المحتجزين، بالإضافة إلى عدد من أعضاء الكونغرس الداعمين لإسرائيل.

انقسام

وفي مقطع فيديو مسجل مسبقا، أشار زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر من نيويورك إلى وضعه التاريخي كأكبر مسؤول يهودي منتخب في تاريخ الولايات المتحدة، وقال إنه بعد الهجمات في أمستردام "هناك حاجة إلى مثل هذه التجمعات أكثر من أي وقت مضى".

في حين أشارت جريتشن ويتمر حاكمة ولاية ميشيغان، والتي يتداول اسمها كبديل ديمقراطي في السباق الرئاسي لعام 2028، إلى "ضرورة التضامن مع إسرائيل وسط تصاعد معاداة السامية في الحرم الجامعي مع انتشار الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل"، وفقما ذكرت.

في حين حذر إريك فينغرهوت الرئيس والمدير التنفيذي لاتحاد "جيه إف إن إيه" من الانقسام بعد الانتخابات في خضم عام من الأزمة المستمرة لإسرائيل والجالية اليهودية الأميركية، قال "ليس لدينا وقت لفترة ما بعد الانتخابات لزيادة انقسامنا".

تمثل "جيه إف إن إيه" قرابة 400 مؤسسة ومنظمة يهودية، وتجمع وتوزع أكثر من ملياري دولار سنويا من خلال برامج منح وهبات لبناء مجتمعات يهودية مزدهرة داخل أميركا وفي إسرائيل وحول العالم.

ويُبرز موقعها الإلكتروني عدة أهداف على رأسها:

الدفاع عن السياسات التي تكافح معاداة السامية. حماية منازل ومدارس ومعابد اليهود. دعم حلفائنا في إسرائيل وحول العالم. تمكين الجيل القادم من القادة اليهود. تعزيز ارتباط عميق بالثقافة والتراث اليهوديين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يمهد الطريق لتقديم موعد الانتخابات العامة في إسرائيل

كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي   بنيامين نتنياهو بدأ فعلياً التحضير لخطوة سياسية جديدة تهدف إلى تقديم موعد الانتخابات العامة، مستغلاً ما وصفته الصحيفة بـ"الزخم الشعبي" الذي ولدته صفقة الأسرى وعودة الأسرى إلى منازلهم.

يأتي ذلك في خضم الأجواء السياسية المشحونة التي تعيشها إسرائيل عقب الموافقة على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع حركة حماس. 

وبحسب التقرير، اتصل نتنياهو مؤخراً برئيس اللجنة المركزية لحزب الليكود، الوزير حاييم كاتس، طالباً منه عقد اجتماع عاجل للجنة المركزية لمناقشة إمكانية إجراء انتخابات مبكرة داخل الحزب خلال الأسابيع المقبلة، تمهيداً لانتخابات الكنيست في وقت لاحق. 

ووفقاً للصحيفة، فإن نتنياهو كلف كاتس بدراسة الجوانب القانونية والتنظيمية اللازمة لتفعيل آليات الانتخابات الداخلية في وقت قياسي، بما يسمح له بتجديد تفويضه القيادي داخل الحزب قبل الدخول في أي استحقاق وطني.

وتدرس قيادة الليكود حالياً دمج الانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب مع انتخابات مؤتمر الحركة المقرر عقده في 24 نوفمبر المقبل، وهي خطوة من شأنها تعزيز موقع نتنياهو داخل الحزب، وتحصينه من أي محاولات تمرد أو منافسة داخلية، في وقتٍ تشير فيه التقديرات إلى أن شعبيته ارتفعت بشكل ملحوظ عقب نجاح صفقة الأسرى التي رعتها واشنطن.

ويرى مراقبون أن نتنياهو يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تحصين نفسه سياسياً قبل أن يدخل الائتلاف الحاكم في دوامة الخلافات الداخلية، خصوصاً في ظل تصاعد التوترات مع بعض أحزاب اليمين المتطرف التي شاركته الحكم. 

ويؤكد مسؤولون في الليكود أن نية نتنياهو الواضحة هي استثمار اللحظة السياسية الراهنة قبل أن تتبدد، وتوظيف الدعم الشعبي المتزايد لصالحه في انتخابات مبكرة قد تعيد إليه السيطرة الكاملة على المشهد السياسي الإسرائيلي.

وقال مصدر رفيع في الحزب للصحيفة: "نتنياهو يريد استغلال الزخم الشعبي الذي خلقته صفقة الأسرى، فالتأييد له الآن في ذروته، وإذا قرر الذهاب إلى الانتخابات، فسيكون ذلك بعد أن يضمن فوزه داخل الليكود وصمت جميع الأصوات المعارضة."

ويرى محللون سياسيون أن هذه الخطوة، إن تم تنفيذها، ستكون بداية لمرحلة جديدة في السياسة الإسرائيلية، حيث سيحاول نتنياهو الظهور بمظهر "رجل السلام" القادر على تحقيق الأمن وعودة الأسرى، وفي الوقت ذاته استعادة زمام المبادرة السياسية قبل أن تهتز حكومته بفعل الضغوط الداخلية والانتقادات من المعارضة.

طباعة شارك نتنياهو غزة انتخابات مبكرة

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إسرائيل تمر بـ"لحظة تاريخية"
  • د. آية الهنداوي تكتب: سلام على الورق وعداء في الميدان ..كيف يرانا اليهود حقاً ؟
  • أخبار الوادي الجديد| إقبال ضعيف علي انتخابات نقابة الأطباء .. برنامج يفتح نوافذ الإبداع أمام شباب
  • إقبال ضعيف على انتخابات نقابة الأطباء بالوادي الجديد
  • دبلوماسيون أوروبيون: لا أفق لتحسين العلاقات مع إسرائيل بوجود حكومة نتنياهو
  • نتنياهو: ترامب أثبت التزامه وصدقه تجاه إسرائيل
  • نتنياهو: إسرائيل ستبقى في غزة حتى هذا الوقت
  • نتنياهو: ترامب أثبت مدى التزامه وصدقه تجاه إسرائيل
  • نصر عسكري وهزيمة سياسية.. نتنياهو ونهاية حرب غزة بمعايير إسرائيل
  • نتنياهو يمهد الطريق لتقديم موعد الانتخابات العامة في إسرائيل