تناولت صحف ومجلات عالمية مستجدات الأوضاع في قطاع غزة وجنوب لبنان، مشيرة إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بصورة إسرائيل نتيجة الحرب وتأثيراتها على علاقاتها الدولية، بالإضافة إلى مرونة حزب الله وقدرته على التكيف والانتقام.

ونشرت صحيفة هآرتس مقالا يرى أن الرئيس الأميركي السابق والفائز في الانتخابات الأخيرة دونالد ترامب يمتلك فرصة لتحقيق تغيير في الشرق الأوسط، وقد يساهم في إخراج إسرائيل من حالة "حرب الاستنزاف" التي تواجهها على جبهات عدة.

وأشار المقال إلى أن طموحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تركز على إتمام مخططاته في غزة ولبنان، لكنه لم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس الأميركي جو بايدن سيتبنى نهجا أكثر صرامة في التعامل مع إسرائيل.

أما صحيفة يديعوت أحرونوت فتناولت تضرر صورة إسرائيل على الساحة الدولية بسبب الهجمات المستمرة على غزة ولبنان.

وأوضح المقال أن مشاهد الضحايا والدمار التي تنتشر على الشاشات أسهمت في عزلة إسرائيل دوليا، مشيرا إلى أحداث احتجاجية شهدتها العاصمة الهولندية أمستردام كمثال على ردود الفعل السلبية تجاهها.

التكيف والانتقام

وفي مجلة فورين أفيرز جاء أن الهجمات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية أدت إلى مقتل عدد من قادة حزب الله، لكن الخسائر امتدت أيضا إلى آلاف المدنيين.

وأكدت المجلة أن حزب الله، رغم هذه الضربات، ما زال يمتلك قدرات تمكنه من التكيف مع الوضع الجديد، متوقعة أن يسعى قادته الجدد إلى الانتقام من إسرائيل.

في المقابل، أشارت صحيفة الغارديان إلى أن مستوى المساعدات التي تصل إلى غزة في أدنى معدلاته منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، رغم قرب انقضاء المهلة التي حددتها الولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة أنه لم يتم بعد توضيح التدابير التي قد تتخذها الإدارة الأميركية للتعامل مع فشل إسرائيل في الالتزام بمطالب واشنطن، التي تجاهلتها تل أبيب إلى حد كبير.

وتطرقت صحيفة "لوموند" إلى حجم الدمار الكبير في غزة بعد مرور عام على الحرب الإسرائيلية، حيث أفادت بأن نسبة الدمار تجاوزت 58% على الأقل، بينما أشارت دراسة بحثية إلى أن نسبة التدمير في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في غزة تخطت 73%.

ووصفت الصحيفة هذه الخسائر المادية الهائلة بأنها تضاف إلى الفقد الكبير في الأرواح البشرية، مما يزيد من معاناة السكان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

نقص في سلاسل الإمدادات العالمية | بعد هجوم إسرائيل على إيران.. هل نحن أمام حرب عالمية؟

في تطور خطير وغير مسبوق للصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، شهدت العاصمة الإيرانية طهران وعدد من المواقع الحيوية هجوماً جوياً عنيفاً نفذته إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وسط تحذيرات من تداعيات دولية واقتصادية واسعة قد تترتب على هذا التصعيد.

حصيلة أولية ثقيلة للضحايا

ووفقاً لما نقلته وكالة "فارس" الإيرانية، فقد أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل 78 شخصاً وإصابة 329 آخرين بجروح متفاوتة، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع مع استمرار أعمال الإنقاذ وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض.

تفاصيل الهجوم.. "الأسد الصاعد"

في عملية وصفت بأنها الأكبر من نوعها ضد إيران منذ سنوات، شنت إسرائيل خمس موجات متتالية من الغارات الجوية، استهدفت أكثر من 350 هدفاً داخل الأراضي الإيرانية. ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي لقطات مصورة توثق بداية العملية، مشيراً إلى مشاركة أكثر من 200 طائرة مقاتلة، واستخدام 330 نوعاً مختلفاً من الأسلحة، في هجوم حمل اسم "الأسد الصاعد".

لا حرب عالمية ثالثة.. لكن الخطر قائم

في قراءة تحليلية للتصعيد الأخير، استبعد اللواء نصر سالم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن يقود هذا التصعيد إلى حرب عالمية ثالثة تشمل صداماً مباشراً بين القوى النووية الكبرى كروسيا، الصين، أمريكا، وحلف الناتو. لكنه أشار في الوقت ذاته إلى احتمالية تورط بعض هذه القوى بشكل غير مباشر عبر تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي والعسكري.

وأوضح سالم أن روسيا قد تمد إيران بالمعلومات الاستخباراتية والأسلحة، وكذلك الصين بحكم وجود اتفاقيات استراتيجية بين هذه الدول، معتبراً أن هذه الأزمة تمثل فرصة لروسيا والصين من أجل استنزاف واشنطن وزيادة انخراطها العسكري في المنطقة، وهو ما قد ينعكس سلباً على الاقتصاد الأمريكي.

إسرائيل بحاجة للدعم الأمريكي لمواصلة العمليات

وبحسب اللواء سالم، فقد حققت إسرائيل نجاحاً تكتيكياً في الضربة الأولى، لكن استمرارها في توجيه ضربات جديدة يعتمد بشكل أساسي على الدعم الأمريكي المستمر، سواء من خلال تزويدها بالأسلحة والعتاد، أو تعويضها عن الخسائر الاقتصادية المتزايدة الناتجة عن الصراع.

وأشار إلى أن هذا الدعم يعكس بوضوح حجم الدور المحوري الذي تلعبه القوى الكبرى في إدارة هذا النزاع، مع وجود معسكرين داعمين للطرفين: أحدهما يقف خلف إسرائيل والآخر خلف إيران، مما ينذر بإطالة أمد المواجهة.

تداعيات اقتصادية وقلق من إغلاق الخليج

وفيما يتعلق بالانعكاسات الاقتصادية للهجوم، حذر سالم من أن العالم بدأ بالفعل يلمس آثار هذه الأزمة من خلال ارتفاع أسعار النفط والذهب، واضطراب سلاسل الإمداد العالمية، مع احتمالية إغلاق مضيق الخليج في حال تصاعدت حدة المواجهة، وهو ما سيعمق الأزمة الاقتصادية العالمية.

رد إيران غير مؤلم حتى الآن ولكن

وحول الرد الإيراني، أشار اللواء سالم إلى أن طهران لم تستخدم حتى اللحظة أوراقها الأكثر إيلاماً، مثل استهداف المدن الإسرائيلية بشكل مباشر أو ضرب الكثافة السكانية الإسرائيلية، معتبراً أن مثل هذه الخطوات من شأنها أن تجعل إسرائيل عاجزة عن مواصلة العمليات العسكرية لفترة طويلة.

المشهد مفتوح على كافة السيناريوهات

في ظل هذا التصعيد الخطير والمعقد، يبقى المشهد الإقليمي مفتوحاً على كافة السيناريوهات، بين احتمالات التهدئة المشروطة أو الانزلاق إلى مواجهات أوسع، حيث تلعب حسابات القوى الكبرى والضغوط الاقتصادية دوراً محورياً في رسم معالم المرحلة المقبلة من الصراع بين طهران وتل أبيب.

طباعة شارك إسرائيل إيران روسيا الصين أمريكا

مقالات مشابهة

  • الصدر لا يريد حربا جديدة في بلاده عقب استهداف إيران.. وحزب الله يعلق
  • نتنياهو: تصعيد إيران يختلف تمامًا عن حماس وحزب الله
  • خبير لـ «حقائق وأسرار»: تأثيرات اقتصادية عالمية نتيجة الحرب الإسرائيلية الإيرانية
  • صحيفة: تحركات وتعزيزات عسكرية للحوثيين تحسبا لتصعيد عسكري مع إسرائيل وأمريكا
  • نقص في سلاسل الإمدادات العالمية | بعد هجوم إسرائيل على إيران.. هل نحن أمام حرب عالمية؟
  • صحف عالمية: تزايد المعارضة داخل الجيش الإسرائيلي لاستمرار الحرب على غزة
  • تحوّل عميق في علاقة إيران وحزب الله.. موقع أميركيّ: هل تُسدل الستارة على محور المقاومة؟
  • كيف تمكن “أنصار الله” من قلب موازين القوة البحرية العالمية؟! صحيفة “إي كاثيميريني” اليونانية تجيب
  • تحذيرات من أزمة صحة نفسية عالمية تُهدد مستقبل الأطفال بسبب الشبكات الاجتماعية
  • بري: متمسكون بـاليونيفيل وحزب الله لا يعترض