الشهادات الاحترافية والمستقبل
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
د. سليمان المحذوري
في بداية شهر سبتمبر الماضي نظّمت وزارة العمل ملتقى المؤهلات الاحترافية الذي شهد إطلاق مُبادرة "مسار" بهدف رفع كفاءة الموظفين في القطاع الحكومي، وزيادة إنتاجيتهم. وبما لا يدع مجالًا للشكّ أتت هذه المبادرة في وقتها في ظل الطفرات الاقتصاديّة والتكنولوجيّة، والتوجهات العالميّة الحديثة، وتماشيًا مع تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040".
ومن أجل أن تصل عُمان إلى مصاف الدول المتقدمة؛ فإنه من الأهمية بمكان إيلاء قطاع التعليم والتدريب عناية خاصّة. ولا ريب أنّ تطوير قدرات ومهارات الكوادر العُمانية يُسهم في بناء مجتمع معرفي، واقتصاد متنوع ومستدام؛ وتاليًا بناء قدرات وطنيّة منافسة. واليوم وفي إطار التنافس الشديد على فرص العمل أصبح سوق العمل يتطلب كفاءات مهنية فنية وتقنية مُعينة، وتركيزًا في جوانب محددة بصرف النظر عن الشهادات الأكاديمية التي يمتلكها الأفراد. كما إنّ المسار المهني أو الوظيفي لا يتطلب شهادات عليا مثل الماجستير والدكتوراه اللهم إلّا المسار الأكاديمي الذي يحتاج هذا النوع من التأهيل.
ووفقًا لما ورد في دليل المؤهلات الاحترافية تُعد المؤهلات الاحترافية أحد مسارات التعليم التي تضمنها الإطار الوطني في سلطنة عُمان، وتعرّف بأنها "الشهادات التي يحصل عليها الفرد لإثبات مهاراته ومعرفته في مجال مُعين ويمكن أن تكون هذه المؤهلات نتيجة لدورات تدريبية، برامج تعليمية، امتحانات معينة أو خبرة مهنية حيث تمنح هذه المؤهلات للأفراد وفقًا لمعايير محددة من قبل جهة مانحة دولية".
ومن هذا المنطلق باتت الشهادات المهنية أو الاحترافية "أداة أساسية لتحقيق النجاح المهني، والتميز في الحياة العملية، وتمثل استثمارًا مهمًا في تطوير الذات، وتحقيق الأهداف المهنية". وإلى جانب ذلك تساعد هذه المؤهلات في بناء مسار مهني واضح، وترجّيح كفة شخص دون آخر في التنافس على الفرص الوظيفية المتاحة محليًا وعالميًا. جدير بالذكر أنّ وزارة العمل أطلقت مبادرة "مسار" بهدف تمكين الموظفين الحكوميين من الحصول على مؤهلات احترافية في عدة مجالات مثل الإدارة، والموارد البشرية، وإدارة المشاريع، وتقنية المعلومات، والمحاسبة والمالية والتدقيق، والصحة والسلامة المهنية، والنفط والغاز، والذكاء الاصطناعي.
خلاصة القول.. رغم أنّ هذه المبادرة النوعية تتحمل تكاليف الحصول على المؤهلات وفقًا لاشتراطات محددة؛ إلا أنّه- من وجهة نظري- هذا غير كافٍ، وحتى نجني ثمار المبادرة، وضمانًا لنجاحها حبذا مراعاة الموظفين الذين حصلوا على موافقة وزارة العمل للانخراط في أحد البرامج الاحترافية من ناحية مرونة الدوام اليومي؛ ذلك أنّ الحصول على هذه الشهادة يتطلب بذل جهد كبير في مراجعة المواد الدراسية، وأحيانًا تكرار المحاولات لاجتياز الامتحانات. وعلاوة على ذلك فإن تكثيف الترويج الإعلامي بشأن المبادرة ومزاياها يفضي إلى التعريف بها بشكل مستمر، ووصولها إلى جميع الشرائح الوظيفية في المؤسسات الحكوميّة.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزارة التضامن تستعرض جهود تعزيز إدماج ذوي الإعاقة في مصر
شاركت زينة توكل، المديرة التنفيذية لصندوق "قادرون باختلاف"، في فعاليات ورشة عمل تحت عنوان "تعزيز إدماج ذوي الإعاقة في مصر.. من الالتزامات العالمية إلى العمل الوطني"، التي نظمها مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، ومنظمة العمل الدولية، وفريق الأمم المتحدة المعني بالأشخاص ذوي الإعاقة.
وجاءت الورشة بحضور إيلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، والسيد إيريك أوشلان، مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، إلى جانب ممثلين عن وزارة العمل، وصندوق عطاء، ومنظمات الأمم المتحدة وشركاء التنمية ومنظمات المجتمع المدني .
وتناولت جلسات الورشة الوضع الراهن للأشخاص ذوي الإعاقة في مصر، والأولويات الوطنية، والرؤية المستقبلية للتعاون المشترك، حيث تمت مناقشة الأطر التشريعية والسياسات ذات الصلة، وفي مقدمتها قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الصادر بالقانون رقم 10 لسنة 2018، وآليات تطبيقه، وقانون العمل رقم 14 لسنة 2025، كذلك المجالات التي تستدعي تعزيز التنسيق بين المؤسسات الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة وشركاء التنمية لضمان تنفيذ فعال للسياسات الداعمة.
كما ناقشت الجلسات سبل تحسين التنسيق استنادًا إلى الأولويات والفرص المتاحة لتحقيق التنمية الشاملة والعمل الإنساني، كذلك تقديم عرض لمبادرات المنظمات غير الحكومية الدولية في مصر المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وخلال مشاركتها في الحلقة النقاشية "الجهات الوطنية الفاعلة والمعنية بإدماج ذوي الإعاقة في مصر"، أكدت السيدة زينة توكل أن صندوق "قادرون باختلاف" المنشأ بموجب القانون رقم 200 لسنة 2020 ، والمعدل بالقانون رقم 157 لسنة 2022 ، والمعدل أيضاً بالقانون رقم 10 لسنة 2024 يضطلع بدور تنسيقي مع الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتوفير أوجه الدعم والرعاية في مختلف مناحي الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وأوضحت توكل أن مهام الصندوق تشمل المساهمة في توفير منح دراسية بالمدارس والمعاهد والجامعات داخل مصر وخارجها، والمساهمة في تغطية تكلفة العمليات الجراحية والأجهزة التعويضية المتصلة بالإعاقة لغير المؤمن عليهم، ودعم الإتاحة في المنشآت، وتشجيع ودعم تمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر للأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة إلى دعم الشمول المالي للاشخاص ذوى الاعاقة ،والمشاركة في برامج التدريب والتشغيل، وإجراء البحوث والدراسات وإقامة الندوات والمؤتمرات المتخصصة.
وفي استعراضها للتحديات القائمة، أشارت توكل إلى أهمية توافر قواعد بيانات شاملة تتيح مجالات أوسع للتدخلات والشراكات فى ملف الإعاقة، وأهمية وجود تنسيق وشراكات فاعلة تكاملية بين الجهود الحكومية وهو الدور الذي سيتم تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، كما لفتت إلى التحديات المتعلقة بتوفير التمويل، وأهمية إعداد دراسات وأوراق بحثية يمكن نشرها وتداولها لدعم هذا الملف الحيوي.
وشددت توكل على ضرورة إعداد برامج تدريبية متخصصة لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة للاندماج في سوق العمل ورفع مهاراتهم بما يتوافق مع الاحتياجات الفعلية، إلى جانب تشجيعهم على ريادة الأعمال والاستفادة من الأدوات الرقمية المتاحة، وفي مقدمتها منصة "تأهيل" التي تسهم في ربط الأشخاص ذوي الإعاقة بفرص العمل المتاحة.
وأكدت المديرة التنفيذية لصندوق " قادرون باختلاف" في ختام كلمتها على قوة منظمات المجتمع المدني المصري وقدرتها على التعامل مع قضايا الإعاقة وفق الأولويات الوطنية.