موقع 24:
2025-12-13@18:49:20 GMT

كيف ستُوازن تركيا بين الأطلسي والبريكس؟

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

كيف ستُوازن تركيا بين الأطلسي والبريكس؟

تساءل كُتّاب ومحللون سياسيون فرنسيون عن إمكانية أن تكون تركيا عضواً في كل من حلف الناتو ومجموعة بريكس في ذات الوقت، وهل يُشكّل ذلك تناقضاً في التوجّهات السياسية والمصالح الاقتصادية لأنقرة التي كشفت عن طموحها من خلال تقديم طلب الحصول على العضوية الرسمية في التجمّع الذي يضم في عضويته روسيا والصين وإيران، وأصبح تدريجياً برأي الغرب تكتلاً مُسيّساً كبديل لنظام عالمي تُهيمن عليه الولايات المتحدة وأوروبا.

وباتت تركيا في الواقع أول دولة عضو في حلف شمال الأطلسي يتخذ خطوة رسمية للانضمام إلى مجموعة البريكس+، لكن هل يُمكن التوفيق بين العضويتين؟ سؤال لم يتم طرحه بشكل ملموس على الإطلاق في قمة البريكس الأخيرة التي انعقدت فيي شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في روسيا، المجموعة التي تمّ إنشاؤها في عام 2010، وجمعت في البداية روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا، ثمّ انضمت إليها الإمارات ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية.

Jouer sur les deux tableaux : quand la Turquie, membre l’Otan, veut intégrer les Brics +/Jordi Lafon / MARIANNE https://t.co/GX4uWYLOow via @de_turquie

— OBSERVATOIRE DE LA TURQUIE CONTEMPORAINE (@de_turquie) October 29, 2024

وبحسب مجلة "ماريان" الفرنسية، فإنّ مُعارضة نظام متعدد الأقطاب، والذي من شأنه أن يعكس بشكل أكثر صدقاً تطوّر مناطق العالم المختلفة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ونهاية الحرب الباردة، هو في الأساس هدف مجموعة البريكس +.

رمزية الطلب التركي

ويرى الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي جوردي لافون، أنّ مجموعة البريكس+ تسعى إلى إثبات جاذبيتها، حيث أنّ ما يقرب من أربعين دولة مرشحة رسمياً للانضمام. ولكنّ طلب تركيا يحمل بشكل خاص رمزاً قوياً: فهي ليست فقط عضواً في منظمة حلف شمال الأطلسي، رمز العالم الغربي القديم، بل إنّها أيضاً مرشحة منذ زمن طويل للاندماج في الاتحاد الأوروبي.
ويستاءل لافون "هل ينبغي لنا أن نستنتج أنّ الاتحاد الأوروبي أصبح أقل جاذبية من مجموعة البريكس+؟" وهو ما يُلمّح له وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بإتقان "لو كان تكاملنا الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي قد تُوّج بالعضوية، ربما لم نكن لنكون في مثل هذا الوضع".

????À relire à l'occasion du sommet des #BRICS qui se tient en ce moment à #Kazan - "La #Russie et les nouveaux membres des #BRICS : opportunités et limites d'une coopération scientifique et technologique". Note @IfriRNV d'Irina Dezhina. ➡️ https://t.co/olay31afL0 pic.twitter.com/Gb4rYdaPXW

— Institut français des relations internationales (@IFRI_) October 23, 2024

ورغم قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنّ الدول العشر الحالية في البريكس قررت بأغلبية ساحقة الاكتفاء في الوقت الراهن بأعضائها الجدد، والعمل على فئات الدول الشريكة والعديد من الخطوات قبل العضوية الكاملة لدول جديدة، إلا أنّ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان كان قد حصل في موسكو على دعم واضح من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي رحّب شخصياص بـِ "اهتمام تركيا بعمل البريكس".

عقبات لكن من أين تأتي عقبات انضمام تركيا للبريكس. وفقاً لدوروثي شميد، مديرة برنامج تركيا والشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية "سيكون هناك تردد من جانب الصين لإجراء توسعة جديدة. أما بالنسبة للروس، فمن ناحية أخرى، هناك اهتمام أكبر بكثير بالترحيب بهذا البلد الذي يُمثّل، من وجهة نظرهم، نقطة الضعف، في حلف شمال الأطلسي".
أما على الجانب الغربي فلا ردّ فعل رسمي في هذه المرحلة، على الرغم من التحليلات التي تؤكد وجود مُعارضة أمريكية بشكل رئيس. ولكن ربما بسبب الرغبة في عدم إعطاء أهمية كبيرة للنهج التركي والدعم الروسي، فلا موقف واضح بعد من جانب واشنطن وبروكسل، كما أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها اعتادوا كثيراً على التعامل مع الغموض التركي. بين الشرق والغرب

وكونها ممتدة بين الشرق والغرب تُمثّل تركيا موقعاً جغرافياً مُهمّاً قبل مكانتها الدبلوماسية، وهذا ما يضع الغربيين في موقف صعب. كما أنّ أنقرة لم تُشارك في العقوبات الاقتصادية ضدّ روسيا وتحافظ في ذات الوقت على علاقات وثيقة إلى حدّ ما مع كييف.
ويحتاج الناتو إلى تركيا في الشرق الأوسط، فقد أصبح الجيش الرائد في المنطقة وله صناعة دفاعية فعّالة للغاية. كما وتتمتع تركيا بنفس القدر من الأهمية في البحر الأسود، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً لأنّه من الضروري ضمان مشاركة تركيا في الأهداف الأمنية لحلف شمال الأطلسي، في حين أنّ لديها مصالح اقتصادية تجعلها أقرب إلى روسيا، كما توضح دوروثي شميد التي تتسائل "كيف يمكننا أن نبقي تركيا إلى جانبنا؟ إنّه أمر معقد ولكنّه بعيد عن أن يكون غير ممكن لأنّ تركيا تعتبر روسيا شريكاً بقدر ما تُعتبر تهديداً."

Jouer sur les deux tableaux : quand la Turquie, membre l'Otan, veut intégrer les Brics + https://t.co/Iv3U6iHMBV

— Marianne (@MarianneleMag) October 28, 2024

وحسب المحرر السياسي في مجلة "ماريان" الفرنسية، فإنّ اللعب على كلا الجانبين يصبّ في مصلحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وبينما يقوم أنصار العالم المتعدد الأقطاب ببناء مؤسساتهم وتعزيز صفوفهم لتحدّي هيمنة واشنطن على بقية العالم، تتوتر العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع العالم الغربي. والسؤال المطروح اليوم هو "إلى متى سيتحمّل حلفاء تركيا هذه اللعبة المزدوجة؟".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية البريكس التركي بريكس تركيا حلف شمال الأطلسی مجموعة البریکس

إقرأ أيضاً:

صدع يضرب ضفتي الأطلسي| ترامب يهدد بالتصعيد ضد أوروبا.. وقادة القارة العجوز يتعهدون بالاستقلال عن واشنطن

يبدو أن الخلاف بين ضفتي الأطلسي وصل إلى مرحلة الغليان، وأصبح هناك صدع حقيقي في العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا بعد أشهر من الخلاف المستتر، والسبب هنا يرجع إلى أوكرانيا.. القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقول المثل العربي.     

استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة. بداية الصدع

ذروة هذا الصدع جاءت مع إعلان الولايات المتحدة عن استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة ، التي أعلنت فيها واشنطن أن القارة الأوروبية تواجه محوا حضاريا، متهمة الحكومات الأوروبية بتقويض العمليات الديمقراطية.    

تصعيد أمريكي تجاه الدول الأوروبية

بجانب هذه الاستراتيجية، أطلق سيد البيت الأبيض ترامب سهامه أيضا نحو أوروبا، وصعّد من لهجته تجاه حلفاء واشنطن التقليديين، ووصف قادتهم بأنهم ضعفاء، وهي التصريحات التي أحدثت زلزالا في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، استدعت ردا رسميا من قادة الدول الثلاث، هو الأخطر خلال العقود الماضية.

ميرتس يدعو أوروبا للاعتماد على نفسها  

البداية كانت مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الذي رفض هجوم ترامب اللاذع ووصفه بأنه غير مقبول، بل وذهب بقوله إن على الأوروبيين إعادة بناء جيوشهم التي ضعفت بعد عقود من الإهمال، ما جعلهم يعتمدون بشكل كبير على الجيش الأمريكي في الدفاع عن أنفسهم.

أوروبا قوية.. رسالة ستارمر لترامب

وبالانتقال إلى عاصمة الضباب ، لندن ، رد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، على تصريحات الرئيس الأمريكي بقوله إن أوروبا قوية، وإن بلاده وحلفاءها الأوروبيين سيقفون صفا واحدا مع أوكرانيا، وسيتصدون لما وصفه بعدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على كييف.    

فرنسا تدعو للاستقلال الاستراتيجي عن الولايات المتحدة

وفي رد فعل فرنسي، دعا وزير الخارجية، جان نويل بارو، أوروبا، إلى تسريع خطواتها نحو تحقيق الاستقلال الاستراتيجي للرد على استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعلى تصريحاته تجاه قادة أوروبا، موضحا أن هذه التصريحات أثبتت أن فرنسا كانت على حق في دعوتها لأوروبا "منذ عام 2017 إلى تحقيق الاستقلال الاستراتيجي عن الولايات المتحدة.

مناورة جيوسياسية لمنع تحول أوروبا لقوة موحدة

ولم يغب مفوض الدفاع في الاتحاد الأوروبي، أندريوس كوبيليوس عن الأزمة، حيث صرح بأن استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة تنطوي على نبرة عدائية صريحة تجاه الاتحاد، منتقدا أيضا تصريحات ترامب تجاه قادة أوروبا وواصفا بأنها مناورة جيوسياسية تهدف إلى الحيلولة دون تحول أوروبا إلى قوة موحدة.

مشهد مرتبك ، وتحركات متضاربة، ومستقبل غامض ، ثلاثة عناوين تلخص مرحلة هي الأصعب بل والأخطر في تاريخ العلاقات الأمريكية الأوروبية ، فمن سيفرض إرادته في معركة ضفتي الأطلسي؟.

طباعة شارك ترامب الولايات المتحدة أوروبا الاتحاد الأوروبي أوكرانيا روسيا استراتيجية الأمن القومي الأمريكية

مقالات مشابهة

  • الرئيس التركي: السلام بين روسيا وأوكرانيا ليس ببعيد
  • تركيا تستضيف 3 قمم دولية كبرى عام 2026
  • روسيا وجنوب إفريقيا تؤكدان أهمية التعاون في مجموعة العشرين
  • صدع يضرب ضفتي الأطلسي| ترامب يهدد بالتصعيد ضد أوروبا.. وقادة القارة العجوز يتعهدون بالاستقلال عن واشنطن
  • مصلحة الجمارك تعلن إحباط تهريب 27 ألف حبة مهلوسة بمنفذ وازن
  • الكرملين: روسيا ترحب بجهود تركيا للتوصل إلى تسوية في أوكرانيا
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ارتفاع وتيرة العمليات النوعية التي تنفذها أوكرانيا ضد روسيا
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة