الشكري … الهوية الأفريقية … قرية سر الكل !!
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
لا أحب عادة الكتابة عن اللايفاتية الذين يملأون الأجواء ولكن هنا سأذكر واحدا منهم ليس للحديث عن لايفاته ذات المضمون السياسي في الحرب الحالية وهو مؤيد للجيش كما تعلمون ، وهو الشاب الصغير المشهور بالشكري.
شاهدت له اليوم فيديو وهو متضجر في حوار مع أحدهم ويبدو أن محاوره الذي لم يظهر في المقطع القصير كان يحاول أن يفرض عليه هوية أفريقية لا يقبلها الشكري.
هذا جدل عقيم من دعاة للهوية الأفريقية إنتشروا بأعداد لا تحصى في الأسافير منذ سنوات منذ أن ظهر الإنترنت في فضاءات السودان من قبل ظهور الجوالات الذكية والفيسبوك ، رسالتهم وهمهم معارضة كل حديث عن العرب والعروبة في السودان والإنكار المتعصب لوجود عرب في السودان.
وأنصح الشكري وكل شاب يتعرض لمثل هذه المصيدة العبثية ألا يتورط في النفي والإثبات ، فقط عليه ان يطلب من الطرف الآخر أن يشرح له ماهي الهوية الأفريقية وماهي مطلوباتها ؟
عن تجربة ، فقبل سنوات كنت في قروب واتساب ودار النقاش في الموضوع ففوجئت بأحدهم يدخل علي في الخاص ليخبرني أن السودان ليس به عرب ونحن أفارقة وهويتنا أفريقية.
قلت له : سمعة وطاعة فقط أشرح لي الهوية الأفريقية عشان لامن أتبناها معاك أتبناها على فهم !
قال لي هو غير متخصص في هذه الأمور !
قلت له كيف تطلب مني أن أتبنى هوية لا تستطيع شرحها وتفسيرها ؟
صمت وأختفى.
نجي لسر الكل وما أدراك ما سر الكل ! والشكري …
قبل أيام كنت أبحث في إرشيف فيسبوك لمعرفة مواقع قرى شرق النيل العزلاء التي إجتاحتها الميليشيات المدججة بالسلاح فشردت أهلها ونهبتهم واستباحتهم.
ولفت نظري قرية غريب إسمها وهي قرية سر الكل وحين وجدت منشورات عنها وجدت قرية تستحق أن نطلق عليها المدينة الفاضلة.
سر الكل إحدى قرى السدارنة وتقع شمال شرق تمبول ، وهذه القرية فيها خدمات بالعون الذاتي في مجالات عديدة ، خدمات صحية ، فحوصات ، تطعيم ، طاقة شمسية ، تعليم.
بنوا مدرسة ثانوية وجهزوها وصارت ملاذا لطلاب عدة قرى مجاورة.
المذهل أن سكان القرية قرروا أن إفطار طلاب المدرسة عليهم ، تخيل ، وقت الفطور كان طلاب المدرسة بالعشرات يتم توزيعهم على البيوت المجاورة للمدرسة لتناول طعام الإفطار الذي يتم تجهيزه من أصحاب الدار واستمر هذا الكرم لسنوات وتوقف ، لماذا ؟ سنأتي للسبب.
كتب أحد أولئك الطلاب في منشور ينعى أحد كبار السن في القرية من جيران المدرسة وتذكر كيف كانوا يذهبون للفطور في بيته فكان الشيخ يحمل لهم الإفطار بنفسه ثم يجالسهم لتبادل الأنس معهم.
وفي خلال ذلك البحث ظهر لي فيديو للشكري سنة 2020م يشكر في قرية سر الكل الفريدة ويحكي ذكرياته حين كان طالبا في ثانويتها.
قرية سر الكل من القرى التي إجتاحتها الميليشيات في أكتوبر 2024م فشردت سكانها ونهبتها واستباحتها ومن المؤكد أن كل شيئ فيها قد تعطل.
مواطن قرية سر الكل نموذج للمواطن الذي إستغنى عن الحكومة وبادر بسد نواقصها وتفوق عليها وأظن لو أني كنت من مواطني سر الكل لما حملت هما لمن يحكم السودان ولا شغلت بالي بذلك.
شخصيا أعتبر منبر البطانة الحر أفضل حركة مطلبية في السودان فهم لم يرفعوا السلاح ولم ينتظروا الحكومة وبادروا بتقديم الخدمات.
ربما لهذه الأسباب والثقافة المتحضرة كان لزاما تحطيم سر الكل وتجربة سر الكل ورقي سر الكل ، ولكن الله غالب ولا حول ولا قوة إلا بالله.
#كمال_حامد ????
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
المنيا تستقبل وفد “Kids Camp” في جولة سياحية بالمناطق الأثرية لتعزيز الهوية الوطنية لدى النشء
استقبلت محافظة المنيا وفدًا من مديرية الشباب والرياضة ضمن فعاليات مخيم الأطفال “Kids Camp”، والذي استضافته المحافظة خلال الفترة من 30 إلى 31 مايو 2025، في إطار حرص الدولة على دعم السياحة الداخلية وتعزيز الوعي الأثري والثقافي والانتماء الوطني لدى الأطفال والنشء.
وأكد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بقطاع السياحة، وخاصة السياحة الداخلية، لما لها من دور محوري في غرس قيم الانتماء والهوية الوطنية وتعريف الأجيال الجديدة بعظمة الحضارة المصرية، مشيرًا إلى دعم المحافظة لكافة المبادرات التي تساهم في تنمية الوعي الثقافي لدى الأطفال.
وشهد البرنامج تنظيم جولة ميدانية للمشاركين في المخيم إلى عدد من المناطق الأثرية الهامة بالمحافظة، شملت منطقتي “تونا الجبل” و”بني حسن”، بالتنسيق بين الإدارة العامة للسياحة ومنطقة آثار المنيا، وعدد من الجهات المعنية، وذلك في أجواء تعليمية وترفيهية آمنة تهدف إلى إثراء معارف الأطفال بتاريخهم المجيد بأسلوب مبسط وجاذب.