تقرير: الصين تتسلح لحرب تجارية مع ترامب
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
تجهز الصين احتياطاتها، في حال أعاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إشعال الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين بالعالم، حيث أعدت إجراءات مضادة قوية للانتقام من الشركات الأمريكية، وفقاً لمستشارين ومحللين دوليين للمخاطر في بكين.
وفوجئت حكومة الرئيس الصيني شي جين بينغ، بفوز ترامب في انتخابات عام 2016، وما تلاه من فرض رسوم جمركية أعلى وتشديد الرقابة على الاستثمارات، والعقوبات على الشركات الصينية، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز".
ولكن في حين أن التوقعات الاقتصادية الهشة للصين جعلتها أكثر عرضة للضغوط الأمريكية منذ ذلك الحين، فقد أدخلت بكين قوانين جديدة شاملة على مدى السنوات الـ 8 الماضية، تسمح لها بإدراج الشركات الأجنبية في القائمة السوداء، وفرض عقوباتها الخاصة، وقطع وصول الولايات المتحدة إلى سلاسل التوريد الحيوية.
Spot on: ‘you think you’ve priced-in geopolitical risk and US-China trade warfare, but you haven’t, because China hasn’t seriously retaliated yet’
China arms itself for potential trade war with Donald Trump via @FT
https://t.co/rz7J09jaAm
"هذه عملية ذات اتجاهين"، يقول وانغ دونغ، المدير التنفيذي لمعهد التعاون والتفاهم العالمي بجامعة بكين، مضيفاً "ستحاول الصين بالطبع التعامل مع الرئيس ترامب بأي طريقة والتفاوض معه. لكن، كما حدث في 2018، إذا لم يتحقق شيء من خلال المحادثات وكان علينا القتال، فسندافع بحزم عن حقوق الصين ومصالحها".
وحافظ الرئيس جو بايدن، على معظم إجراءات سلفه ضد الصين، لكن ترامب أشار بالفعل إلى موقف أكثر صرامة من خلال تعيين صقور الصين في أدوار مهمة. ولدى الصين الآن "قانون عقوبات ضد الأجانب"، يسمح لها بمواجهة الإجراءات التي تتخذها دول أخرى و"قائمة كيانات غير موثوقة" للشركات الأجنبية، التي ترى أنها قوضت مصالحها الوطنية.
ويعني قانون موسع للرقابة على الصادرات، أن بكين يمكنها أيضاً تسليح هيمنتها العالمية بتوريد عشرات الموارد مثل الأتربة النادرة والليثيوم، التي تعتبر حاسمة للتكنولوجيات الحديثة. وقال أندرو جيلهولم، رئيس قسم التحليل الصيني في شركة استشارات مراقبة المخاطر، إن "الكثيرين قللوا من الضرر الذي يمكن أن تلحقه بكين بالمصالح الأمريكية".
Why China is betting on local governments to spur the economy https://t.co/Fs1MZ6wEgz
— Financial Times (@FT) November 11, 2024 "طلقات تحذيرية"وأشار جيلهولم إلى "طلقات تحذيرية" أطلقت في الأشهر الأخيرة. وشملت هذه العقوبات المفروضة على "سكايديو"، أكبر شركة أمريكية لتصنيع الطائرات بدون طيار ومورد للجيش الأوكراني، والتي تمنع الجماعات الصينية من تزويد الشركة بمكونات مهمة.
كما هددت بكين بإدراج "بي في إتش"، التي تشمل علاماتها التجارية "كالفن كلاين" و"تومي هيلفيغر"، في "قائمتها غير الموثوقة"، وهي خطوة يمكن أن تقلل من وصول شركة الملابس إلى السوق الصينية الضخمة.
وقال جيلهولم: "هذا هو غيض من فيض"، مضيفاً "ما زلت أخبر عملائنا: أنت تعتقد أنك قمت بتسعير المخاطر الجيوسياسية، والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لكنك لم تفعل ذلك، لأن الصين لم ترد بجدية بعد".
وتتسابق الصين أيضاً لجعل سلاسل توريد التكنولوجيا والموارد، لديها أكثر مقاومة للاضطرابات الناجمة عن العقوبات الأمريكية، مع توسيع التجارة مع الدول الأقل انحيازاً لواشنطن.
ومن وجهة نظر بكين، في حين كانت العلاقات مع الولايات المتحدة أكثر استقراراً قرب نهاية رئاسة بايدن، استمرت سياسات الإدارة المنتهية ولايتها إلى حد كبير على نفس المنوال كما في ولاية ترامب الأولى. وقال وانغ تشونغ خبير السياسة الخارجية: "كان الجميع يتوقعون الأسوأ بالفعل، لذلك لن تكون هناك أي مفاجآت. الجميع مستعد".
“This is important, because it shows Beijing that they no longer own the American political system.”@GordonGChang assesses how President-elect Trump’s picks will move the U.S. in a much more aggressive posture toward China. pic.twitter.com/I9fSmmVKLG
— Tony Perkins (@tperkins) November 13, 2024 انفتاح صينيومع ذلك، لا يمكن للصين ألا تأخذ تهديد ترامب في حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية شاملة، تزيد عن 60% على جميع الواردات الصينية بجدية، نظراً لتباطؤ النمو الاقتصادي وضعف الثقة بين المستهلكين والشركات وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب تاريخياً.
وقال غونغ جيونغ، الأستاذ في جامعة بكين للأعمال والاقتصاد الدولي، إنه في حالة المفاوضات، يتوقع أن تكون الصين منفتحة على المزيد من الاستثمار المباشر في التصنيع الأمريكي، أو نقل المزيد من التصنيع إلى الدول التي وجدتها واشنطن مقبولة.
وتكافح الصين لتعزيز الاقتصاد، وسط شكوك حول قدرتها على تحقيق هدف النمو الرسمي هذا العام البالغ نحو 5%، وهو أحد أدنى أهدافها منذ عقود.
وقال مسؤول تجاري أمريكي سابق طلب عدم الكشف عن اسمه، بسبب تورطه في نزاعات نشطة بين الولايات المتحدة والصين: "التوتر الداخلي في الصين لا يزال قائماً، ولكن إذا كانت هناك رسوم جمركية بنسبة 60% أو نية متشددة حقيقية من قبل إدارة ترامب، فقد يتغير ذلك".
وقال جو مازور، المحلل التجاري بين الولايات المتحدة والصين لدى شركة تريفيوم، وهي شركة استشارية في بكين، إن "خط الحماية" الأوسع لترامب قد يعمل لصالح الصين، حيث تعهد الرئيس المنتخب بفرض رسوم جمركية لا تقل عن 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة.
وأضاف: "إذا بدأت الاقتصادات الكبرى الأخرى في النظر إلى الولايات المتحدة كشريك تجاري غير موثوق به، فيمكنها السعي إلى تنمية علاقات تجارية أعمق مع الصين بحثاً عن أسواق تصدير أكثر ملاءمة"، ومع ذلك، يعتقد آخرون أن الإجراءات المضادة التي تخطط لها بكين، لن تضر إلا بالشركات الصينية واقتصادها على المدى الطويل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب الشركات الصينية عودة ترامب الصين الولایات المتحدة رسوم جمرکیة
إقرأ أيضاً:
ترامب: سأسمح للاجئين الأوكرانيين بالبقاء في الولايات المتحدة حتى انتهاء الحرب
أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه سيسمح للاجئين الأوكرانيين بالبقاء في الولايات المتحدة لحين انتهاء الحرب مع روسيا.
وأضاف ترامب، في تصريحات لشبكة «دويتشه فيله» الألمانية، عندما سئل عما إذا كان سيسمح للأوكرانيين الذين فروا من الحرب بالبقاء في الولايات المتحدة: «أعتقد أننا سنفعل ذلك، نعم سأفعل.. لدينا الكثير من الأشخاص الذين جاءوا من أوكرانيا، ونحن نعمل معهم».
وأشارت الشبكة الألمانية، إلى أن نحو 240 ألف مواطن أوكراني فروا إلى الولايات المتحدة منذ بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير عام 2022، إلا أن وضع إقامتهم أصبح موضع شك في ظل اتخاذ إدارة ترامب إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية وطالبي اللجوء.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في مايو الماضي، أن إدارة ترامب تدرس استخدام 250 مليون دولار «ما يعادل 217 مليون يورو» من أموال المساعدات الأجنبية لإعادة الأشخاص الفارين من مناطق الصراع النشطة، بما في ذلك حوالي 200 ألف أوكراني.
وبعد تصريحات ترامب الأخيرة يبدو من المرجح أنه سيُسمح للاجئين الأوكرانيين بالبقاء في الولايات المتحدة، على الأقل في الوقت الحالي.
اقرأ أيضاًروسيا تسلم أوكرانيا 1000 جثة من جنود القوات الأوكرانية
أكسيوس: ترامب بصدد إعلان خطة جديدة لتسليح أوكرانيا
«الكرملين»: بوتين أخبر ترامب بتوقعات روسيا بشأن المفاوضات مع أوكرانيا