تحولات جذرية في الحياة الجنسية للمجتمع الفرنسي: دراسة شاملة تكشف تغيرات العقد الأخير
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
في دراسة هي الأكثر شمولاً من نوعها منذ عام 2006، كشفت مؤسسات بحثية فرنسية بارزة عن تغيرات كبيرة وجوهرية في السلوكيات والممارسات الجنسية للفرنسيين.
تأتي هذه الدراسة، التي أجرتها فرق من المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحث الطبي (Inserm) والجمعية الوطنية لإعادة التأهيل الاجتماعي (ANRS) وهيئة الصحة العامة الفرنسية، كرابع دراسة رئيسية في هذا المجال منذ عام 1970.
استندت الدراسة إلى استبيان هاتفي شامل شارك فيه أكثر من 31 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و89 عاماً، تم اختيارهم عشوائياً من البر الرئيسي الفرنسي وأربع مناطق ما وراء البحار (مارتينيك، غوادلوب، غويانا الفرنسية، وجزيرة ريونيون).
وتكمن أهمية هذه الدراسة في كونها تقدم فهماً أعمق للقضايا الاجتماعية والثقافية المتعلقة بالحياة الجنسية في المجتمع الفرنسي.
سجلت الدراسة تحولاً لافتاً في متوسط العمر عند أول علاقة جنسية، حيث ارتفع إلى 18.2 عاماً للنساء و17.7 للرجال خلال الفترة 2019-2023، في انعكاس للاتجاه السائد منذ ستينيات القرن الماضي. وقد لوحظت هذه الظاهرة أيضاً في دول أوروبية أخرى مثل الدنمارك والنرويج والسويد.
وفي المقابل، استمر النشاط الجنسي حتى أعمار متقدمة، حيث ظل 56.6% من النساء و73.8% من الرجال نشطين جنسياً بين سن 50 و89 عاماً.
تزايد عدد الشركاء وتنوع الممارساتشهدت الدراسة ارتفاعاً ملحوظاً في متوسط عدد الشركاء الجنسيين. فقد ارتفع المتوسط لدى النساء من 3.4 شريك عام 1992 إلى 4.5 عام 2006، ثم إلى 7.9 عام 2023. أما بالنسبة للرجال، فقد ظل المتوسط مستقراً عند حوالي 11 شريكاً بين عامي 1992 و2006، قبل أن يرتفع بشكل كبير إلى 16.4 شريكاً في عام 2023.
سجلت الدراسة تنوعاً متزايداً في الممارسات الجنسية، مع ارتفاع ملحوظ في نسب ممارسة العادة السرية، خاصة بين النساء (72.9% عام 2023 مقارنة بـ 42.4% عام 1992). كما ارتفعت نسب ممارسة الجنس الفموي والشرجي بشكل ملحوظ خلال العقود الثلاثة الماضية.
رغم التنوع في الممارسات، أظهرت الدراسة تراجعاً في معدلات النشاط الجنسي. فقد انخفضت نسبة الأشخاص النشطين جنسياً مع شريك خلال الاثني عشر شهراً الماضية، كما تراجع متوسط عدد العلاقات الجنسية من 8.6 مرات شهرياً عام 2006 إلى 6.0 مرات عام 2023 للنساء، ومن 8.7 إلى 6.7 مرات للرجال.
كشفت الدراسة عن تأثير كبير للتكنولوجيا الرقمية على الحياة الجنسية، حيث مارس 33% من النساء و46.6% من الرجال تجارب جنسية عبر الإنترنت. وأصبح تبادل الصور الحميمة ظاهرة منتشرة بين الشباب، حيث قام 36.6% من النساء و39.6% من الرجال في الفئة العمرية 18-29 عاماً بإرسال صور حميمة.
تحول في المفاهيم الاجتماعيةسجلت الدراسة ارتفاعاً في مستوى القبول الاجتماعي للمثلية الجنسية، حيث يعتبرها 69.9% من النساء و56.2% من الرجال شكلاً طبيعياً من أشكال الجنسانية. كما لوحظ ارتفاع في نسب الأشخاص الذين يمارسون علاقات غير مقتصرة على الجنس المغاير.
كشفت الدراسة عن ارتفاع مقلق في معدلات العنف الجنسي، خاصة ضد النساء. فقد صرحت 29.8% من النساء في الفئة العمرية 18-69 عاماً بتعرضهن لممارسات جنسية قسرية أو محاولات قسرية، مقارنة بـ 15.9% عام 2006. وارتفعت النسبة لدى الرجال من 4.6% عام 2006 إلى 8.7% عام 2023.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية لأول مرة منذ 2022.. شولتس يتصل ببوتين ويطالبه بسحب قواته من أوكرانيا جون كراسينسكي الرجل الأكثر جاذبية لعام 2024 إينيغو إيريجون يواجه تهمًا بالاعتداء الجنسي في أعقاب استقالته من الحكومة الإسبانية حقوق مثيلي الجنسفرنسادراسةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوب 29 إسرائيل فرنسا دونالد ترامب ضحايا قصف كوب 29 إسرائيل فرنسا دونالد ترامب ضحايا قصف فرنسا دراسة كوب 29 إسرائيل فرنسا دونالد ترامب فيضانات سيول ضحايا قصف إسبانيا واشنطن أزمة المناخ إيلون ماسك لبنان یعرض الآن Next من الرجال من النساء عام 2006 عام 2023
إقرأ أيضاً:
دراسة: التمارين الرياضية قد تحدث نقلة نوعية في علاج سرطان القولون
الولايات المتحدة – كشفت دراسة دولية جديدة أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تقلل من خطر الوفاة والانتكاس لدى مرضى سرطان القولون، ما يفتح الباب أمام اعتماد الرياضة كجزء أساسي من العلاج.
وأعلن الباحثون نتائج الدراسة خلال مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO)، مشيرين إلى أن التمارين الرياضية المنظمة يمكن أن تقلل من خطر الوفاة لدى مرضى سرطان القولون بنسبة تصل إلى 37% خلال 8 سنوات من المتابعة.
وتابعت الدراسة 889 مريضا بسرطان القولون من 6 دول، بينها المملكة المتحدة. وقارنت بين مجموعتين: الأولى تلقت برنامج تمارين بدنية منتظما بإشراف مختصين، والثانية حصلت فقط على مواد تثقيفية عامة حول نمط الحياة الصحي.
وامتد برنامج التمارين لمدة 3 سنوات، وشمل جلسات أسبوعية خلال الأشهر الستة الأولى، ثم جلسات شهرية، إما حضوريا أو عبر الإنترنت. وراعى البرنامج احتياجات كل مريض، وتنوعت التمارين بين المشي السريع والتدريبات باستخدام الأوزان أو في صالات الألعاب الرياضية.
وأظهرت النتائج أن المرضى الذين مارسوا التمارين كانوا أقل عرضة لعودة المرض أو الوفاة، إذ بلغت نسبة الشفاء بعد 5 سنوات 80% في مجموعة التمارين، مقابل 74% في المجموعة الأخرى. كما سجلت المجموعة النشطة بدنيا معدل بقاء على قيد الحياة بنسبة 90% بعد 8 سنوات، مقارنة بـ83% لدى المجموعة الأخرى.
وقالت البروفيسورة فيكي كويل، الباحثة الرئيسية في المملكة المتحدة: “تشير هذه النتائج إلى أن التمارين الرياضية ليست مجرد وسيلة لتعزيز اللياقة، بل قد تكون عنصرا فعّالا في تحسين فرص النجاة من سرطان القولون”.
وأضافت أن هذه المعطيات يجب أن تدفع صنّاع السياسات إلى دمج برامج النشاط البدني ضمن الرعاية الروتينية لمرضى السرطان.
ومن بين المشاركين، روت مارغريت توبريدي (69 عاما) من شمال بلفاست تجربتها قائلة: “قبل تشخيصي، لم أكن أمارس الرياضة أبدا. اليوم، وبعد 5 سنوات، أرفع الأثقال وأمشي يوميا وأشارك في صفوف اللياقة مرتين أسبوعيا. التغيير مذهل من حيث القوة البدنية والنفسية”.
ورغم التفاؤل الكبير، شدد الباحثون على أن كل حالة مرضية فريدة من نوعها، ويجب استشارة الأطباء قبل البدء بأي نشاط بدني، لضمان ملاءمته للحالة الصحية للمريض.
نشرت الدراسة في مجلة “نيو إنغلاند” الطبية.
المصدر: إندبندنت