صحيفة الاتحاد:
2025-12-13@09:26:17 GMT

بريطانيا.. دعوات لتوفير «مسارات لجوء آمنة»

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة تحذيرات من إساءة استخدام تقنيات «الذكاء الاصطناعي» وفاة 5 مهاجراً وفقدان 7 وإنقاذ 23 انقلب قاربهم قبالة سواحل تونس

في غمار جدل داخلي متصاعد بشأن السياسة التي تنتهجها حكومة رئيس الوزراء ريشي سوناك حيال ملف الهجرة، كثفت منظمات إغاثية وغير حكومية، مطالباتها للسلطات البريطانية، بتوفير خيارات «أكثر أمناً» لطالبي اللجوء إلى البلاد، لحماية أرواحهم.


وشددت هذه المنظمات، على أن مأساة غرق قارب للمهاجرين غير الشرعيين مطلع الأسبوع الجاري في بحر المانش أو القنال الإنجليزي، يبرز المخاطر التي يواجهها الراغبون في الحصول على حق اللجوء إلى المملكة المتحدة، وذلك في غياب أي مسارات قانونية آمنة، توفرها لهم الحكومة، بما يضمن نيلهم هذا الحق. 
وفي أعقاب الحادث الذي أودى بحياة ثمانية أشخاص على الأقل ما جعله الأسوأ من نوعه في القنال الإنجليزي منذ نحو عامين، أكدت منظمة «يوتوبيا 56» المعنية بتقديم الدعم للمهاجرين وطالبي اللجوء، أن الافتقار لـ«طرق عبور قانونية وآمنة»، يزيد من خطر تكرار مثل هذه الحوادث، لمن يستخدمون القوارب الصغيرة، لعبور «القنال»، قادمين من البر الرئيس لأوروبا.
وفي السياق ذاته، شدد مسؤولو منظمة «مجلس اللاجئين»، على أن «مخاطرة الناس بأرواحهم لعبور القنال (الإنجليزي)، تشكل نتيجة مباشرة لكون الطرق الآمنة المتوافرة لهم محدودة للغاية، وغير فعالة».
أما ستيف سميث، الرئيس التنفيذي لجمعية «كَير فور كاليه» المعنية بدورها بشؤون اللاجئين، فقد شدد كذلك، على أن «الخسائر الفادحة في الأرواح» جراء الحادث الأخير، تظهر من جديد، وجود حاجة لتوفير «ممر آمن»، لطالبي اللجوء إلى بريطانيا، يُغنيهم عن محاولة عبور «القنال»، الذي يُوصف بأنه من أكثر ممرات الشحن البحري ازدحاماً في العالم.
وتجاوباً مع هذه الدعوات، دعت وزيرة الداخلية في حكومة الظل التي تشكلها المعارضة العُمالية، إيفيت كوبر، حكومة سوناك، إلى العمل على التصدي لعصابات تهريب البشر، من خلال «معابر خطرة» تفضي إلى إزهاق الأرواح، كما يحدث لركاب قوارب الهجرة الصغيرة.
وشهدت السنوات القليلة الماضية، تزايداً في عدد الساعين للوصول إلى بريطانيا عبر القنال الإنجليزي، وذلك بعدما شددت السلطات، إجراءاتها الأمنية في نفق المانش، المار تحت «القنال»، وهو ما جعل الوصول إلى البلاد براً، أمراً بالغ الصعوبة. 
وقبيل غرق القارب الذي كان يقل على متنه أكثر من 60 شخصاً، كشفت وزارة الداخلية البريطانية عن أن عدد من وصلوا إلى البلاد، على متن قوارب صغيرة منذ بدء تسجيل أعداد هؤلاء عام 2018، فاق 100 ألف شخص.
وخلال الشهور التي انقضت من العام الحالي، شارف هذا العدد قرابة 15 ألفاً و800 شخص. وتعتبر السلطات البريطانية هذا العدد، مؤشرا على نجاح محاولاتها لتقليص عدد المهاجرين عبر «القنال»، باعتبار أنه يمثل تراجعاً بنسبة 15 في المئة، عن نظيره المُسجل، خلال الفترة ذاتها من عام 2022.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: ريشي سوناك بريطانيا الحكومة البريطانية الهجرة الهجرة غير الشرعية

إقرأ أيضاً:

كنوز الجبال.. فرصٌ مؤجَّلة تنتظر الإحياء

 

 

حمود بن سعيد البطاشي

في عُمق الجبال العُمانية؛ حيث تتشابك مسارات الريح مع ذاكرة المكان، تختبئ كنوز لا تقل قيمة عن أي مورد اقتصادي آخر، لكنها ما تزال تنتظر من يمدّ إليها يد الحياة. وبينما تتسارع خطوات سلطنة عُمان نحو تنويع مصادر الدخل والتركيز على السياحة كأفق استراتيجي واعد، تبدو بعض القرى وكأنها خارج خارطة الاهتمام، رغم أنها تحمل ما لا تحمله المدن من تنوّع جغرافي وثقافي وجمالي. هنا، يصبح السؤال مُلحًّا: لماذا تبقى هذه الكنوز نائمة إلى اليوم؟ ومن يوقظها قبل أن يفوت الأوان؟

السياحة الجبلية والبيئية ليست ترفًا؛ بل أحد أهم الموارد القادرة على خلق فرص اقتصادية مباشرة لأبناء القرى، وفتح مسارات جديدة للاستثمار، وتحريك عجلة التنمية في المناطق التي تعاني من محدودية الفرص. ولنا في سوط نموذج جليّ، فهي قرية تحمل في قلبها ما يكفي لإنتاج قصة نجاح وطنية لو وجد المشروع الذي يشعل شرارة البداية. من كهف أبي هبّان، أحد أكبر الكهوف في السلطنة وأكثرها تفرّدًا، إلى الحارة القديمة التي تحمل ملامح التاريخ الأول، مرورًا بالممشى الجبلي الذي يمتد بين الصخور والوديان، وصولًا إلى الوادي الذي يشكّل لوحة طبيعية جاهزة لا تحتاج سوى لمسات تنظيمية مدروسة.

الخلل لا يكمن في غياب المقومات؛ بل في غياب الاستثمار المنهجي، والتخطيط الطويل المدى، والرؤية التي تربط بين ما هو موجود وما يمكن أن يكون. قد نمتلك مواقع خلابة، ولكننا لا نمتلك منظومة متكاملة تجعل السائح يقصد المكان ويعود إليه. فالسياحة ليست فقط مكانًا جميلًا؛ إنها تجربة عاطفية، ومسار مدروس، وبيئة خدمية، وبنية تحتية تستقبل الزائر بثقة واحترام.

وما ينقص هذه المواقع ليس الكثير؛ بل حُسن الإدارة، وتفعيل الشراكة، وتحريك الاستثمار المحلي والخاص. فكهف أبو هبّان مثلًا ليس مجرد تجويف صخري؛ إنه مشروع اقتصادي ضخم جاهز للانطلاق. يمكن أن يتحول إلى مقصد سياحي عالمي عبر مسارات آمنة، وإضاءة مدروسة، ولوحات تعريفية، ومركز استقبال للزوار، ومرافق بسيطة تضمن الأمن والجاذبية. وما حوله من تضاريس يمنح فرصًا للمغامرات، ومسارات المشي، والفعاليات الجبلية التي يعشقها السياح من كل مكان. إنه كنز، والكنز إمّا أن يُستثمر، أو يُترك يضيع في صمت الزمن.

 

وفي الحارة القديمة، تتكرر القصة. إرث معماري لو كان في دولة أخرى لرأينا حوله مقاهي تراثية، وورشًا للحرف، وأماكن للتصوير، ومسارات ليلية مضاءة بعناية. بينما لا يحتاج اليوم سوى إلى دعم بسيط يفتح الباب أمام شباب القرية والأسر المنتجة ويمكّنهم من صناعة منتجات تراثية تمثّل روح المكان.

وما يحدث في سوط يحدث في عشرات القرى بالشرقية والباطنة والظاهرة والجبال الجنوبية. مواقع فريدة، ولكن بلا إدارة سياحية حقيقية. والنتيجة أن الفرص موجودة… لكنها مؤجّلة.

ولكسر هذا الجمود، لا بد من خطة وطنية واضحة للسياحة الجبلية والريفية تشمل:

تحديد المواقع ذات الأولوية وفق معايير الجذب وقابليتها للتطوير. إنشاء بنية أساسية: مسارات، مواقف، لوحات، نقاط خدمات. منح امتيازات وتسهيلات للمستثمرين المحليين. تمكين الشباب بمشاريع صغيرة: بيوت ضيافة، أدلاء سياحيون، مقاهٍ، ورش حرف، فعاليات موسمية. تفعيل دور البلديات والمحافظات في إزالة العوائق وتسريع الموافقات.

لا شك أن الاستثمار في القرى ليس ترفًا؛ بل ضرورة اقتصادية. وفي زمن تتجه فيه دول العالم للسياحة البيئية، تملك عُمان خامات طبيعية وثقافية لا تتكرر. وإن لم نتحرك اليوم، سنجد غدًا أن الفرص التي كانت في متناول اليد قد ذهبت لمن استثمر قبْلنا.

إننا لا نطالب بمشاريع بملايين الريالات؛ بل بمشاريع ذكية وصغيرة وقادرة على خلق أثر سريع. ممشى واحد قد يغيّر اقتصاد قرية. كهف واحد مُستثمَر جيدًا قد يصنع وجهة سياحية عالمية. حارة واحدة مُعاد إحياؤها قد تُعيد القرية إلى خريطة السياحة الداخلية.

إن كنوز الجبال فرصٌ مؤجلة تنتظر الإحياء. وما لم نوقظها اليوم، سيوقظها الزمن لصالح آخرين. فالجبال تنادي… والزمن لا ينتظر.

مقالات مشابهة

  • دعوات ألمانية للاحتلال بوقف بناء مستوطنات جديدة في الضفة
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • سرقة أكثر من 600 قطعة تعود لحقبة الإمبراطورية البريطانية من متحف الشرطة
  • قومي المرأة بالإسكندرية" يدق ناقوس الخطر: دعوات للتصدي لظاهرة التحرش
  • بريطانيا تعلن تغييرات جذرية في نظام اللجوء
  • أكثر من 14 مليار دولار تكلفة الاحتيال المتعلق بكوفيد-19 في بريطانيا
  • كنوز الجبال.. فرصٌ مؤجَّلة تنتظر الإحياء
  • أكثر عدوى وانتشارا.. بريطانيا تحذر من سلالة جديدة لـ «الأنفلونزا»
  • حسام حامد يكشف لجوء محمد سلام الى الشيوخ فى كارثة طبيعية.. خاص
  • تعليم جنوب سيناء: نسعى لتوفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة للطلاب