شغل تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، عددًا من المناصب المهمة خلال مسيرته في خدمة المملكة العربية السعودية، فهو بالإضافة لرئاسة هيئة الترفيه، يعمل مستشارًا في الديوان الملكي الذي يمثل رتبة وزير، وخلال رئاسته للهيئة عمل على توفير كل ما يلزم لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة السلة في المملكة، وأظهر اهتمامًا كبيرًا بالجانبين الرياضي والفني، وارتبط اسمه بنهضة القوى الناعمة التي تعيشها المملكة، لكن، كيف بدأت القصة؟

تركي آل الشيخ راعي نهضة القوى الناعمة في المملكة

في لقاء مع «بودكاست» يقدمه الإعلامي «عمار تقي» فتح تركي آل الشيخ قلبه وتحدث بعفوية عن حياته، ودوره في نهضة القوى الناعمة في المملكة، مشيرًا إلى أن هذه المسيرة جعلته يعيش فترات من الضغط، حيث لم يتمكن من الاستمتاع بلقاء مع أسرته وأبنائه كما كان يتمنى.

تركي آل الشيخ، الشهير بـ«أبو ناصر»، وُلِد في اليوم الرابع من شهر أغسطس سنة 1981، وتخرج من جامعة الملك فهد الأمنية عام 2000م، حيث حصل على بكالوريوس في العلوم الأمنية.

بداية حبه للفن والرياضة

في طفولته، بدأ حبه للفن والرياضة، وهو ما شجعه فيما بعد على المساهمة في نهضة القوى الناعمة في المملكة، ويحكي أنه كان يحب التاريخ والرياضيات وسباق السيارات، مضيفًا: «كان طموحي في الدراسة أن أدرس في الخارج، بس قرر أبوي أني أدخل العسكرية».

وأضاف: «جدي كان حريصًا على أن أشتغل في الرياض بعد التخرج، وكان وقتها الأمر صعبًا إلا لأعداد معينة، والله وفقني واشتغلت في وزارة الداخلية في التموين أو اللوجستيك، وهذا أفادني في الرياضة والترفيه فيما بعد».

فيما بعد، تدرج تركي آل الشيخ في المناصب حتى وصل إلى رئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، بعد الإعلان عن إقالة رئيسها السابق أحمد بن عقيل الخطيب، ثم تولى منصب رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم، وكان أيضًا رئيسًا للاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي، بالإضافة إلى العديد من المناصب الرياضية الأخرى، الأمر الذي أضاف إلى خبراته الكثير.

وفقًا لموقع هيئة الترفيه، حقق المركز الأول في قائمة أكثر 50 شخصية مؤثرة في عالم الملاكمة وفنون القتال المختلطة (MMA)، ضمن تصنيف صحيفة "إندبندنت" البريطانية. جاء هذا التصنيف إثر استضافة المملكة ممثلة بـ«موسم الرياض» للعديد من البطولات العالمية في مجال الملاكمة وفنون القتال المختلطة، حيث كان له دور أساسي في العمل على تلك الاستقطابات من خلال عقد العديد من الشراكات والاتفاقيات التي بموجبها شارك فيها العديد من نجوم هذا المجال.

تركي الشيخ وموسم الرياض

بدأت مشاريع تركي آل الشيخ في تطوير الفن في السعودية في 2019، عند إطلاق النسخة الأولى من موسم الرياض، كجزء من استراتيجية المملكة لتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية، وفي هذا العام، قدم الموسم أكثر من 100 فعالية يومية في 12 منطقة ترفيهية، ما جذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم لمشاهدة الحدث الفريد من نوعه، خاصة أن الفعاليات شملت عروضًا فنية وثقافية، كما شارك في نسخة العام الحالي نجوم عالميين ومن بينهم بوستا رايمز، كيارا، وميسي إيليوت.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تركي الشيخ موسم الرياض هيئة الترفيه الرياضة ترکی آل الشیخ فی المملکة

إقرأ أيضاً:

«البرازيل ليست حديقة خلفية».. بين تحدي الهيمنة وصعود القوة الناعمة في الجنوب العالمي

منذ عودته إلى سدة الحكم، رفع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا شعار «البرازيل أولًا»، ليس كنسخة مقلّدة من شعارات قومية أخرى، بل كتعبير صادق عن رغبة وطنية لكسر حلقة التبعية والهيمنة، وإعادة تعريف موقع البرازيل على الخريطة العالمية.

في زمن تتسارع فيه التحولات الجيوسياسية، وتتفكك فيه مراكز القوة التقليدية، قررت برازيليا أن تكون أكثر من مجرد قوة إقليمية: أن تصبح لاعبًا عالميًا له موقف مستقل، ورؤية مختلفة للعالم، بعيدًا عن الوصاية الغربية.

تسعى البرازيل اليوم لتكون رافعة جديدة للاقتصاد العالمي من خلال دورها المحوري في مجموعة «بريكس»، وتوسيع نفوذها في ملفات التنمية، والطاقة النظيفة، والمناخ، والغذاء، وأيضًا عبر سياسة خارجية متوازنة تراعي العدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

في هذا السياق، برز موقفها المتقدم من قضايا الشرق الأوسط، وخصوصًا في دعمها لحل الدولتين في فلسطين، ورفضها القاطع لأي تدخل عسكري أجنبي في سوريا، وإدانتها للحصار على غزة، ما جعل منها صوتًا جنوبيًا حرًا يعيد التوازن في خطاب العلاقات الدولية.

ولا يمكن تجاهل الدور المتنامي للجاليات العربية في الداخل البرازيلي، لا سيّما من أصل لبناني وسوري وفلسطيني، التي تجاوزت عدة ملايين من السكان، وساهمت في تشكيل المزاج العام والسياسات، سواء في البرلمان أو الإعلام أو التجارة.

لقد أصبحت هذه الجاليات جسرًا ثقافيًا واقتصاديًا وإنسانيًا، يعزّز من روابط البرازيل بالمنطقة العربية، ويجعلها في قلب الحسابات الجديدة لما بعد عصر الهيمنة.

ترامب ونظرة التسلط المستمرة

في هذا الإطار، يبرز موقف الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، الذي لا يزال يتعامل مع أمريكا اللاتينية بعقلية الحرب الباردة. يعتقد ترامب أن البرازيل مجرد "حديقة خلفية"، وأن بإمكانه توجيه قراراتها، أو على الأقل ليّ ذراعها اقتصاديًا من خلال فرض ضرائب وعقوبات غير معلنة على صادراتها تحت ذرائع بيئية أو سياسية أو تجارية.

لكن هذه النظرة الفوقية تصطدم بواقع مختلف: البرازيل لم تعد تلك الدولة التي تُدار من واشنطن، بل باتت أكثر جرأة في رفض الإملاءات، وأكثر وعيًا بمصالحها القومية، كما ظهر في ملفات كبرى تتعلق بعلاقاتها مع الصين وروسيا، ورفضها التدخل في نزاعات لا تعنيها إلا من منظور العدالة الدولية، وليس الاصطفاف السياسي.

صراع الضرائب.. أم صراع السيادة؟

في الأشهر الأخيرة، تصاعد التوتر التجاري بين البرازيل وبعض القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في شكل ضغوط مالية وضرائبية تمس قطاعات استراتيجية في الاقتصاد البرازيلي، مثل الزراعة والتعدين والطاقة.

هذه "الإتاوات الجديدة" ليست مجرد أدوات ضغط تجارية، بل هي شكل من أشكال تقييد القرار السيادي، وإجبار البرازيل على إعادة تموضعها الجيوسياسي.

البرازيل من جانبها لم تقف مكتوفة الأيدي، بل بدأت في تعزيز شراكاتها مع دول الجنوب العالمي، والانخراط بعمق أكبر في مبادرات بديلة للنظام المالي الغربي، سواء عبر بنك التنمية التابع للبريكس، أو في تعزيز التجارة بالعملات المحلية بعيدًا عن الدولار.

هل تستطيع البرازيل المواجهة؟

الجواب نعم، ولكن بشروط، فالبرازيل تملك مقومات القوة: اقتصاد كبير ومتنوع يُعد من أكبر 10 اقتصادات في العالم، وموارد طبيعية هائلة تؤهلها لتكون قوة غذائية وطاقوية عظمى، وتحالفات استراتيجية مثل «بريكس+»، تمنحها بدائل للنظام الغربي، فضلًا عن رأي عام محلي بات أكثر وعيًا ورفضًا للهيمنة الأجنبية.

وفي المقابل، تحتاج إلى تحصين مؤسساتها السياسية ضد محاولات زعزعة الاستقرار، وإصلاح داخلي جاد يعالج التفاوت الاجتماعي ويعزز الثقة، وإعلام مستقل يستطيع أن يعبّر عن الرؤية الوطنية دون الوقوع في فخ الدعاية.

البرازيل والتاريخ المعاد كتابته

تخوض البرازيل اليوم معركة رمزية كبرى، ليست فقط على مستوى التجارة أو المناخ أو السياسة، بل على مستوى سردية «من يملك الحق في القرار».

لم تعد مستعدة لأن تكون تابعًا، بل شريكًا متكافئًا في كتابة فصول النظام العالمي الجديد.وكما قال أحد المحللين البرازيليين: «الاستقلال لا يُستعاد فقط من الاستعمار، بل من كل وصاية جديدة تتخفى خلف خطاب ديمقراطي أو بيئي أو أمني».

البرازيل إذن، ليست حديقة خلفية لأحد، بل غابة سيادية كثيفة، فيها ما يكفي من الجذور والأغصان لتقاوم الرياح القادمة من الشمال.

كاتب وباحث في الشؤون الجيوسياسية والصراعات الدولية. [email protected]

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يلتقي نظيره البرازيلي في نيويورك لبحث جهود وقف إطلاق النار بغزة

رئيس البرازيل يرفض تهديدات ترامب: لن نخضع للضغوط

مقالات مشابهة

  • استجابة لما نشرته «الأسبوع».. رفع تراكمات القمامة بشوارع سيدي بشر بالإسكندرية
  • السعودية تغلق مكاتب لحكومة عدن في الرياض وتمنح الموظفين مهلة للمغادرة
  • السوداني يفتتح مشروع تقوية المياه في مناطق تكريت
  • الغيرة الناعمة: لماذا تتنافس النساء مع بعضهن بشراسة تفوق الرجال؟
  • جامعة عين شمس راعي رسمي للمعرض الدولي للتعليم العالي والتدريب
  • ريكسوس أبحر جدة يولي شركة "بريزن" مسؤولية العلاقات العامة استعدادًا لإطلاقه في المملكة العربية السعودية
  • سفير فلسطين لدى المملكة: الاتفاقيات الموقعة بين السعودية وبلادنا رسالة واضحة للعالم
  • وزيرة الشؤون الخارجية في جامايكا تشيد بمبادرة المملكة لنقل التوأم الجامايكي الملتصق “أزاريا وأزورا” إلى الرياض لدراسة حالتهما الطبية
  • وزيرة جامايكية تشيد بمبادرة المملكة لنقل التوأم الملتصق «أزاريا وأزورا» إلى الرياض
  • «البرازيل ليست حديقة خلفية».. بين تحدي الهيمنة وصعود القوة الناعمة في الجنوب العالمي