مقترح الهدنة الجديد في لبنان.. مخاوف بشأن النقطة الشائكة
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
يواصل لبنان دراسة مسودة مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وسط مخاوف بشأن احتمال وجود بنود قد لا تقبل بها بيروت، أبرزها إمكانية منح الجيش الإسرائيلي "حرية الحركة" في الأراضي اللبنانية تحت ظروف معينة.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصدرين سياسيين لبنانيين كبيرين، القول إن السفيرة الأميركية في لبنان، ليزا جونسون، قدمت، الخميس، مسودة اقتراح هدنة لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، دون الخوض في تفاصيل.
ومن النقاط الشائكة الرئيسية في محادثات وقف إطلاق النار، مطلب إسرائيل بالاحتفاظ بحرية التصرف إذا خرقت جماعة حزب الله أي اتفاق، وهو المطلب الذي يرفضه لبنان.
ونفى بري في تصريحات صحفية، الجمعة، أن تتضمن المسودة "أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان"، مشيرا إلى أن جميع الأطراف تدرك أنه "أمر غير مقبول ولا يمكن حتى النقاش فيه بالمبدأ، وأنه لا يمكن أن نقبل بأي مس بسيادتنا".
ونفى بري أيضا أن يكون ضمن بنود المسودة، فكرة نشر قوات من حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو غيرها في لبنان.
والتقت السفيرة الأميركية في لبنان، الخميس، برئيس مجلس النواب اللبناني، الحليف السياسي لحزب الله والذي أيده الحزب للتفاوض، لتقديم أول مقترح مكتوب من واشنطن.
وكانت مصادر قد كشفت لـ"الحرة" في وقت سابق، أن المباحثات حاليا تدور حول "الضمانات" لتطبيق القرار الدولي رقم 1701، وأي جهة ستضمن تطبيق القرار من كلا الطرفين، سواء لبنان أو إسرائيل.
المصدر السياسي الذي تحدث للحرة، أشار إلى أن النقاش يدور حول الآليات التي ستستخدم لتنفيذ القرار الدولي رقم 1701 من دون إصدار قرار دولي جديد، أو إدخال تعديلات على القرار الدولي الذي أنهى حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
وأكد أن بإمكان الحكومة اللبنانية طلب مساعدات تقنية من دول أجنبية، مثل تركيب أبراج ومعدات مراقبة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ودعم تدريبي ولوجستي أيضا لتعزيز عمليات ضبط الأمن على الحدود.
ويرى النائب السابق في البرلمان اللبناني فارس سعيد، في حديثه لقناة "الحرة"، أن المقترح الجديد سبقه لقاء في البيت الأبيض بين الرئيس جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب، مضيفا: "بالتالي أتوقع أن هذه الورقة حصلت على توافق أميركي-أميركي".
وأشار إلى أن هذا المقترح "حصل أيضا على توافق أميركي-إسرائيلي".
وشنت إسرائيل هجومها البري والجوي على حزب الله في نهاية سبتمبر، بعد نحو عام تبادلا فيه الأعمال القتالية عبر الحدود عقب اندلاع حرب غزة. وتقول إنها تريد ضمان عودة عشرات الآلاف الذين أجبروا على ترك منازلهم في شمال إسرائيل.
كما أجبرت حملة إسرائيل العسكرية أكثر من مليون على الفرار من منازلهم في لبنان، مما تسبب في أزمة إنسانية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إطلاق النار فی لبنان
إقرأ أيضاً:
بين الهدنة والانقلاب.. خطة عربية من 22 دولة تربك حماس وتفاجئ إسرائيل
الوثيقة الصادرة عن المؤتمر دعت إلى إعادة السلطة الفلسطينية للسيطرة الكاملة على كافة الأراضي، مع دعم دولي لتأمين الحوكمة والأمن، مشددة على ضرورة إنهاء الحرب في غزة عبر “تفكيك منظومة حماس” وتسليمها للسلاح، في مشهد بدا أقرب إلى صفقة سياسية معقدة الأبعاد.
المثير أن الإعلان اقترح نشر بعثة استقرار دولية مؤقتة في غزة، بإشراف الأمم المتحدة وبدعوة من السلطة الفلسطينية، وهي خطوة قد تعيد تشكيل الواقع الأمني والسياسي للقطاع بشكل كامل، وربما تمهد لمرحلة انتقالية غير معلنة.
ولأول مرة، تتحدث جهات عربية عن "إدانة مباشرة" لهجوم السابع من أكتوبر، وتعبّر عن استعدادها للمساهمة بقوات على الأرض، ما فسّره مراقبون بأنه بداية تحوّل جذري في التعاطي العربي مع الحركة الفلسطينية المسلحة.
فرنسا وصفت الإعلان بأنه "خطوة تاريخية"، فيما أكد وزير خارجيتها أمام الجمعية العامة أن بعض الدول العربية مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل "عند توفر الظروف المناسبة"، أي بعد نزع سلاح حماس.
التطور اللافت تزامن مع ضغوط أوروبية متزايدة، حيث أعلنت باريس ولندن استعدادهما للاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر القادم، ما لم توافق إسرائيل على وقف الحرب، وسط رفض إسرائيلي وأمريكي شديد.
ورغم كل هذه التحركات، لا تزال مواقف حماس متضاربة، ولم تصدر عنها حتى الآن أي إشارات رسمية لقبول المبادرة، بينما تصر إسرائيل على رفض حل الدولتين جملة وتفصيلاً.
فهل نحن أمام تسوية دولية شاملة تُطبخ على نار هادئة؟ أم أن العاصفة لم تبدأ بعد؟