عودة ترامب تثير تساؤلات حول دور العراق في استراتيجيات واشنطن
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
17 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتزايد التساؤلات حول طبيعة السياسات التي ستتبعها إدارته الجديدة في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.
معهد بحوث السياسة الخارجية الأميركي أشار في تقرير حديث إلى أن القضية الرئيسية التي ستواجهها الإدارة المقبلة هي الوجود العسكري الأميركي في كل من العراق وسوريا، حيث تواجه هذه القوات تحديات مستمرة من قبل محور المقاومة، إضافة إلى تصاعد التساؤلات في واشنطن حول الجدوى الاستراتيجية لاستمرار هذا الوجود.
التقرير لفت إلى أن سياسات ترامب الجديدة قد تختلف عن فترة ولايته الأولى، خاصة في ظل تزايد التوترات الإقليمية بين محور المقاومة وإسرائيل، ما يضع واشنطن أمام خيار تعزيز التحالفات وإعادة ترتيب أولوياتها في المنطقة. وبينما يسود انقسام داخل الحزب الجمهوري بين تيار انعزالي يتماشى مع رؤية ترامب وتيار آخر يدعم تدخلات عسكرية محدودة، يظل السؤال مطروحاً حول أي رؤية ستتغلب في رسم ملامح السياسة الخارجية.
على صعيد آخر، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعودة ترامب، معتبراً ذلك فرصة لتعزيز التحالف الإسرائيلي-الأميركي. في المقابل، أبدت إيران توجساً من هذا التطور، حيث ستعتمد طبيعة العلاقات الأميركية-الإيرانية على موقف طهران من البرنامج النووي واستعدادها للتفاوض. وعلى الرغم من تصريحات ترامب السابقة التي تؤكد أنه لا يسعى إلى تغيير النظام الإيراني، فإن الوصول إلى اتفاق جديد بشأن الملف النووي قد يشكل تحدياً رئيسياً للإدارة المقبلة.
في هذا السياق، يمكن القول إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تحمل تداعيات واسعة على منطقة الشرق الأوسط، ليس فقط في إطار إعادة تموضع القوات الأميركية، بل أيضاً في إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية والدفع نحو سيناريوهات جديدة تعيد ترتيب موازين القوى.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الدينار الهادئ: قراءة في هبوط العملة المطبوعة في العراق
8 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: وسط انشغال الأسواق بأسعار الصرف والتضخم، برز رقم جديد من البنك المركزي العراقي لا يقل أهمية، بل يحمل في طياته إشارات دقيقة لمسار السياسة النقدية وحالة الاقتصاد: العملة المطبوعة في العراق سجلت أدنى مستوياتها منذ عام، حيث بلغت في نيسان 2025 نحو 98.4 تريليون دينار، بعدما كانت 99.8 تريليون دينار في آذار.
ويدل هذا التراجع على ميل متزايد من البنك المركزي لكبح السيولة النقدية في الأسواق، في محاولة منه لاحتواء التضخم أو سحب الكتلة النقدية الزائدة من التداول، والتي كانت قد تضخمت في فترات سابقة. ويعود الرقم الحالي تقريبًا إلى ما كان عليه في آذار 2024، عندما بلغت الأموال المصدرة 98.3 تريليون دينار.
وارتفعت قيمة الأموال المطبوعة بشكل ملحوظ ابتداءً من أيار 2024 متجاوزة 100 تريليون دينار، واستمرت بهذا الاتجاه حتى كانون الثاني 2025، ثم بدأت بالتراجع تدريجيًا. ويبدو أن هذا الانخفاض ليس عشوائيًا، بل نتيجة توجهات نقدية محسوبة.
وكتب الباحث الاقتصادي أحمد السامرائي على منصة X : “تخفيض كمية العملة المطبوعة لا يعني تقشفًا بقدر ما هو محاولة للسيطرة على الكتلة النقدية الهاربة من النظام المصرفي… هذه سياسة نقدية احترازية تستبق التضخم القادم”.
وغالبًا ما تُعتبر كمية العملة المطبوعة مؤشرًا على مستوى الطلب على النقود في الاقتصاد، لكنها أيضًا أداة للبنك المركزي للتحكم بالتضخم وسعر الصرف، خاصة في بلد مثل العراق يعتمد بدرجة كبيرة على الدولار في تداولاته اليومية، ويواجه تحديات في ضبط السوق النقدي.
ويرى مختصون أن التراجع قد يكون مرتبطًا كذلك بتشديدات جديدة على الحوالات النقدية والتحويلات الخارجية، التي أجبرت السوق على إعادة بعض السيولة إلى النظام الرسمي، في مقابل تراجع التداول النقدي المباشر.
ترى تحليلات ان لناس بدأت تعيد ثقتها بالمصارف بعد القيود الأخيرة على الدولار، وربما هذا أحد أسباب تقلص الحاجة للسيولة النقدية الضخمة في السوق”.
وتبقى هذه الأرقام صامتة لكنها كاشفة، تُظهر كيف يحاول البنك المركزي أن يوازن بين متطلبات السوق وضبط الإيقاع النقدي، في بلد لا يزال اقتصاده يتأرجح بين الريع والتقشف، وبين الاستقرار النقدي وتحديات سعر الصرف.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts