زنقة 20. الدارالبيضاء

رغم تعيينه والياً على جهة الدارالبيضاء سطات، قبل أقل من عامين، أعطى الوالي محمد مهيدية نفساً جديداً لمشاريع البنية التحتية للعاصمة الإقتصادية للمملكة.

و أضحى جلياً للساكنة والزوار، التغيير الإيجابي الذي تشهده مختلف مقاطعات الدارالبيضاء من خلال تطوير البنيات التحتية المتعلقة بالنقل والتنقل فضلاً عن عدة مشاريع بنيوية من قبيل إنهاء فوضى الباعة المتجولين بعدد من النقاط الرئيسية، وبرمجة مشاريع ضخمة من قبيل تحويل أكبر حي صفيحي “كاريان سنطرال” لأكبر منتزه في المملكة، و تطوير “سوق درب غلف” العشوائي، وكذا تنقيل شاحنات “سوق درب عمر” الذي كان يثير إشمئزاز وفوضى عارمة وسط المدينة.

الى ذلك، إنطلقت أشغال هدم الأحياء العشوائية التي تم بناؤها بشكل غير قانوني إنطلاقاً من المدينة القديمة لغاية مسجد الحسن الثاني، والذي سيتحول إلى “المحج الملكي” الذي أطلق خلال عهد الحسن الثاني لكن لم يرى ليومنا هذا.

ويسارع الوالي مهيدية الزمن لتنزيل مشروع “المحج الملكي” بعدما عجز كافة الولاة الذين تعاقبوا على أكبر جهة بالمملكة من حيث الساكنة، لتصبح الدارالبيضاء مدينة عالمية، قبيل الحدث العالمي “مونديال 2030″.

وتم الشروع فعلياً في تنزيل هذا المشروع الضخم والذي سيحل زوار و ساكنة الدارالبيضاء تتجول مشياً من شارع الجيش الملكي” عبر “المحج الملكي” لغاية مسجد الحسن الثاني، بعدما سيتم مواصلة هدم كافة المنازل المجاورة لمقبرة اليهود و المدينة القديمة، وتهيئة المحج برونق جميل، لغاية معرض الكتاب.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

العلم يصنع السيادة: ثورة بيضاء في منظومة البحث العلمي في الأردن

#سواليف

#العلم يصنع #السيادة: #ثورة بيضاء في #منظومة_البحث_العلمي في #الأردن
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

في لحظة تاريخية تعكس وعي الدولة الأردنية بأهمية العلم في صناعة المستقبل، نظم المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا فعالية نوعية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، وحضور سمو الأميرة سمية بنت الحسن، حفظهما الله، بمشاركة نُخبة من الأكاديميين، والباحثين، وصنّاع القرار. لم تكن فعالية تقليدية تُضاف إلى سجل الأحداث، بل لحظة إعلان رسمي عن ولادة مرحلة جديدة تنبثق من إيمان راسخ بأن العلم ليس ترفاً، بل أساس للسيادة الوطنية.

في كلمته المؤثرة، أطلق سمو الأمير الحسن رسالة وطنية مدوية: “الدول التي تستثمر في البحث العلمي لا تكتفي باللحاق بالركب بل تقوده”، داعياً إلى إصدار قانون يدعم البحث العلمي ويصونه من التهميش، بوصفه الركيزة الأهم للأمن القومي والتنمية المستدامة. فالمعرفة، كما وصفها سموه جزء اساسي من الامن الوطني . وهي حتما ليست امتيازاً نخبوياً، بل حق لكل مواطن، ووسيلة لتمكين الإنسان وصناعة وطن مزدهر.

مقالات ذات صلة التربية تفتح باب التقديم للعمل على حساب التعليم الإضافي اعتبارا من الغد / رابط 2025/07/02

من بين أبرز ثمار هذه الفعالية الإعلان عن دمج صندوق دعم البحث العلمي والابتكار بالمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، في خطوة استراتيجية جريئة تمثل تحولاً نوعياً في إدارة وتمويل البحث العلمي. هذه الخطوة ليست تغييراً شكلياً، بل تمهيد لانطلاقة ثورة بيضاء يقودها المجلس الأعلى بإشراف أمينه العام ، الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي، أحد رموز التعليم العالي في الأردن، وصاحب سجل ناصع في العمل الأكاديمي والإداري، والرجل الذي نذر نفسه للعلم والمعرفة ،واثبت في كل موقع شغله ان الادارة الرشيدة والقيادة المؤسسية قادرة على تحويل الرؤى الى منجزات .

الدكتور الرفاعي، منذ بداياته الأكاديمية كرئيس لقسم الرياضيات، مروراً بتجربته في عمادات ونيابة رئاسة جامعات مرموقة، وصولاً إلى رئاسته الناجحة لجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا لدورتين، أثبت أنه قائد مؤسسي من طراز رفيع، يجمع بين الرؤية الثاقبة والتنفيذ الحصيف. واليوم، وهو يقود المجلس الأعلى، يرسم ملامح مرحلة جديدة يكون فيها البحث العلمي محركاً رئيساً لاقتصاد المعرفة، وجسراً لربط الجامعات بقطاعات الإنتاج والصناعة، والزراعة، والطاقة، والمياه، وغيرها من الأولويات الوطنية.

وقد جاءت كلمته في الفعالية لتؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة حقيقية في توجيه الموارد البحثية وتكامل الجهود المؤسسية، بما يضمن تحفيز البيئة الجامعية على الابتكار، ورفع مستوى الإنتاج العلمي الأردني.

ولا يخفى أن البحث العلمي في العالم العربي يعاني من اختلالات عميقة. فوفق تقارير دولية، لا تتجاوز نسبة الإنتاج البحثي العربي 1.1% من إجمالي الناتج العلمي العالمي، بينما لا يخصص للبحث العلمي سوى ما بين 0.2% إلى 0.8% من الناتج القومي، مقارنة بـ4–6% في الدول المتقدمة. وتُعد هذه الأرقام مؤشراً خطيراً على اتساع الفجوة بين العالم العربي والعالم الصناعي، في وقت بات فيه البحث العلمي أداة لحل الأزمات، وضمان الاستقلال الاقتصادي والسياسي.

ومن هذا المنطلق، فإن فعالية المجلس لم تكن احتفالاً بروتوكولياً، بل إعلان نية لتغيير جذري. لقد قرر الأردن أن يستثمر في الإنسان الباحث، ويضع العقل في قلب مشروعه الوطني، ويدعو شركاء التنمية – من جامعات، وقطاع خاص، ومؤسسات تمويل – إلى الاصطفاف خلف رؤية واضحة تصنع مستقبلاً يقوده العلم لا الصدفة.

أما المشروع الوطني الكبير الذي ينفذه المجلس حالياً، والمتعلق بـ”أولويات البحث العلمي للعقد القادم”، فهو عنوان لمرحلة تخطيط علمي منهجي تُبنى فيه السياسة البحثية على قراءة دقيقة لاحتياجات المجتمع، ويُعاد فيها توجيه التمويل نحو القطاعات ذات الأولوية، بما يضمن استدامة المعرفة وتحويلها إلى منجزات ملموسة.

إن هذه التحولات، بقيادة سمو الأمير الحسن، وبتنفيذ دؤوب من الدكتور مشهور الرفاعي وفريقه ، تعيد تشكيل المشهد العلمي في الاردن ، وتعيد الاعتبار للعقل الأردني ، وتُجسد إيماناً بأن المعرفة هي طريق السيادة، والعلم هو استثمار الأمة في ذاتها.

وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نقول: ما شهدناه في هذه الفعالية لم يكن مجرد إطلاق لمشروع، بل انطلاقة حقيقية لنهضة علمية أردنية تسعى إلى تمكين الإنسان الأردني، وتحويل التحديات إلى فرص، والعلم إلى طاقة ناهضة تدفع الأردن إلى موقعه الذي يستحقه بين الأمم.

للبحث العلمي أن ينتصر، وللأردن أن يعلو بعقول أبنائه.

مقالات مشابهة

  • د. أحمد المطارنة يكتب بحق العيسوي
  • المنطقة الوسطى تحتفي بأبطال تحدي القراءة العربي.. إشراقة فكر وتكريم تميز
  • انخفاض أسعار النفط قبيل اجتماع أوبك+
  • عن مزارع شبعا وسلاح حزب الله... هذا ما كشفه أبو الحسن
  • ضبط مركبة وسائق مطلوبين أمنياً عند المدخل الشرقي لمدينة صبراتة
  • في ظهور نادر.. الأميرة لالة سكينة تستحضر روح جدها الحسن الثاني وتشيد بالثورة التنموية في عهد الملك محمد السادس
  • خيول الإمارات الناشئة تخوض «تحدي لا تست»
  • ليبيا تختتم المرحلة الثالثة من «تحدي القراءة العربي».. والنتائج تُعلَن 17 يوليو
  • استعرض التعاون البرلماني مع كمبوديا.. رئيس الشورى: توجيهات القيادة أسهمت في إنجاز مستهدفات رؤية 2030
  • العلم يصنع السيادة: ثورة بيضاء في منظومة البحث العلمي في الأردن