سودانايل:
2025-12-14@16:18:35 GMT

دعوهم ينفصلوا

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

تأمُلات
كمال الهِدَي

. الملاحظ أنه كلما تعقدت مشكلة في منطقة ما من أقاليم السودان ردد بعضنا بجهالة وسطحية " خلوهم ينفصلوا كده أريح لنا ولهم".

. وقد حدث ذلك فعلياً بفقد جنوبنا العزيز دون أن ينصلح حالنا، بل زاد بؤساً ولم ينطلق إخوتنا الجنوبيون، كما يروج بعض السطحيين - الذين يرى الواحد منهم ملعب كرة قدم جميل نسبياً في جوبا فيردد " الجنوبيون عبرو" وهو لا يدري شيئاً عن حجم المشاكل التي يعانونها في شتى أوجه حياتهم.



. فما يجب أن ندركه قبل فوات الآون - الذي قارب كثيراً - هو أن الوحدة إن لم تفلح فيستحيل أن نجد السلوى في التشرذم.

. كما يجب أن نفهم شعب ينشغل أغلبه بالكرة والغناء وهوامش القضايا في مثل هذه الظروف لن ينجو ولو تقسم بلده لعشرين دويلة صغيرة.

. أهلنا في الشرق مثلاً لابد أن ينتبهوا إلى أن الإنفصال يعني أن يظلوا تحت رحمة جهلاء كالزعيم المفترض ترك - الذي يردد كلام السطحيين والمرتزقين ليل نهار دون أن يعي ما يقول- أو ضرار أو غيره من الزعامات التي تستثمر في خواء العقول والبساطة، مثلما سيذوق أهلنا في دارفور مرارة أن يقودهم مناوي وجبريل، والحال ينطبق علينا نحن عندما يقوي كيزان (السجم) شوكتهم وقبضتهم علينا في الشمال والوسط، وهو ما لن يختلف عن حال أهلنا في جبال النوبة والنيل الأزرق في وجود قيادات مثل عقار و أردول وشاكلتهما.

. ودونكم ما يجري لأهلنا الجنوبيين الذين حكمهم سلفاكير ولم تنفعهم مواردهم في شيء.

. فما الحل إذاً طالما أن كل القيادات والزعامات الحالية بشتى أنحاء السودان خالية عقول وعديمة وطنية؟!

. الحل في وحدتنا ورفضنا لكل هذا العبث، وصدقوني إن فشلنا كوحدة واحدة في إيقاف هذه الحرب اللعينة، فالشيء الأكيد أن دويلات السودان المتعددة - إن حدث التفكك الوشيك- سوف تتنافس في الفشل والعجز والتخلف.

. ودعكم من أحاديث مثبطي ثورات الشعوب ممن يقولون " هي مؤآمرة دولية"، فمنذ كنا صغاراً في المرحلة الإبتدائية علمنا أن العالم يتآمر على بلدنا بسبب موقعه وموارده فَهذا ليس إكتشافاً جديداً ليحدثنا عنه (رويبضات) هذا الزمن الأغبر، لكن المؤآمرات تُهزم بوحدة الشعوب وبجديتها وسعيها وبوقف الحروب لا بزيادة نيرانها، وليس هناك متآمراً على وطنه أسوأ ممن يحرض على الحرب فهي أكبر منفذ للمتآمرين الإقليميين والدوليين.
كمال الهِدَي

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

انقضاء عام 2025 والحرب تقتل حاضر ومستقبل السودانيين

التغيير: فيديو

بانتهاء عام 2025، تقترب الحرب في السودان من إكمال عامها الثالث، وقد خلّفت دماراً واسعاً طال حاضر السودانيين ومستقبلهم. فبحسب تقديرات، ارتفعت نسبة الفقر من نحو 21 في المئة إلى أكثر من 70 في المئة، في انعكاس مباشر لانهيار الاقتصاد وتعطل سبل العيش واتساع دائرة النزوح.

وفي وقت يتفق فيه المجتمع الدولي على أن إنهاء الحرب لا يمكن أن يتم إلا عبر التفاوض، يدخل السودانيون عاماً جديداً مثقلاً بالخسائر، وهم يعلّقون آمالهم على أن يكون عام سلام، يعيدهم إلى ديارهم ويضع حداً لحالة الانفلات وانعدام الأمن. غير أن السؤال الذي يظل معلقاً هو: من يصغي فعلاً إلى أوجاع السودانيين، ومن يتحمّل مسؤولية تحويل أحلامهم بالسلام والاستقرار إلى واقع؟

الوسومإنهاء الحرب في السودان الفقر في السودان حرب الجيش والدعم السريع

مقالات مشابهة

  • المملكة تدين الهجوم الذي تعرض له مقر للأمم المتحدة في مدينة كادوقلي بالسودان
  •  الخارجية: المملكة تدين الهجوم الذي تعرض له مقر للأمم المتحدة في مدينة كادوقلي بالسودان
  • انقضاء عام 2025 والحرب تقتل حاضر ومستقبل السودانيين
  • العقوبات المتراكمة ليست كافية لوقف الحرب في السودان
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • بيتكوفيتش: “نحن المرشحون ولكن علينا أن نُظهر ذلك”
  • النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
  • محنة التعريفات الجزئية الملتبسة..
  • ضرورة الحل الشامل للأزمة في السودان
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان