سودانايل:
2025-10-26@02:05:37 GMT

دعوهم ينفصلوا

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

تأمُلات
كمال الهِدَي

. الملاحظ أنه كلما تعقدت مشكلة في منطقة ما من أقاليم السودان ردد بعضنا بجهالة وسطحية " خلوهم ينفصلوا كده أريح لنا ولهم".

. وقد حدث ذلك فعلياً بفقد جنوبنا العزيز دون أن ينصلح حالنا، بل زاد بؤساً ولم ينطلق إخوتنا الجنوبيون، كما يروج بعض السطحيين - الذين يرى الواحد منهم ملعب كرة قدم جميل نسبياً في جوبا فيردد " الجنوبيون عبرو" وهو لا يدري شيئاً عن حجم المشاكل التي يعانونها في شتى أوجه حياتهم.



. فما يجب أن ندركه قبل فوات الآون - الذي قارب كثيراً - هو أن الوحدة إن لم تفلح فيستحيل أن نجد السلوى في التشرذم.

. كما يجب أن نفهم شعب ينشغل أغلبه بالكرة والغناء وهوامش القضايا في مثل هذه الظروف لن ينجو ولو تقسم بلده لعشرين دويلة صغيرة.

. أهلنا في الشرق مثلاً لابد أن ينتبهوا إلى أن الإنفصال يعني أن يظلوا تحت رحمة جهلاء كالزعيم المفترض ترك - الذي يردد كلام السطحيين والمرتزقين ليل نهار دون أن يعي ما يقول- أو ضرار أو غيره من الزعامات التي تستثمر في خواء العقول والبساطة، مثلما سيذوق أهلنا في دارفور مرارة أن يقودهم مناوي وجبريل، والحال ينطبق علينا نحن عندما يقوي كيزان (السجم) شوكتهم وقبضتهم علينا في الشمال والوسط، وهو ما لن يختلف عن حال أهلنا في جبال النوبة والنيل الأزرق في وجود قيادات مثل عقار و أردول وشاكلتهما.

. ودونكم ما يجري لأهلنا الجنوبيين الذين حكمهم سلفاكير ولم تنفعهم مواردهم في شيء.

. فما الحل إذاً طالما أن كل القيادات والزعامات الحالية بشتى أنحاء السودان خالية عقول وعديمة وطنية؟!

. الحل في وحدتنا ورفضنا لكل هذا العبث، وصدقوني إن فشلنا كوحدة واحدة في إيقاف هذه الحرب اللعينة، فالشيء الأكيد أن دويلات السودان المتعددة - إن حدث التفكك الوشيك- سوف تتنافس في الفشل والعجز والتخلف.

. ودعكم من أحاديث مثبطي ثورات الشعوب ممن يقولون " هي مؤآمرة دولية"، فمنذ كنا صغاراً في المرحلة الإبتدائية علمنا أن العالم يتآمر على بلدنا بسبب موقعه وموارده فَهذا ليس إكتشافاً جديداً ليحدثنا عنه (رويبضات) هذا الزمن الأغبر، لكن المؤآمرات تُهزم بوحدة الشعوب وبجديتها وسعيها وبوقف الحروب لا بزيادة نيرانها، وليس هناك متآمراً على وطنه أسوأ ممن يحرض على الحرب فهي أكبر منفذ للمتآمرين الإقليميين والدوليين.
كمال الهِدَي

kamalalhidai@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مجلس السيادة السوداني يوضح حقيقة المفاوضات مع الدعم السريع في واشنطن

نفى مجلس السيادة الانتقالي في السودان مساء الخميس وجود أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع قوات الدعم السريع في واشنطن، كما تحدثت عن ذلك بعض وسائل الإعلام.

وقال بيان  للمجلس، "ننفي بشكل قاطع ما تم تداوله في بعض الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين القوات المسلحة السودانية والمتمردين (الدعم السريع) في واشنطن".

كما أكد أن ما يتم تداوله بشأن هذا الموضوع "عار تماما عن الصحة"، مضيفا أن موقف الدولة ثابت وواضح تجاه أي حوار أو تسوية، وهو الالتزام بالحل الوطني الذي يحفظ سيادة البلاد ووحدتها واستقرارها وحقوق الشعب السوداني.



والأسبوع الماضي عبر رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان عن استعداده للتفاوض بما يصلح السودان وينهي الحرب بصورة تعيد للبلاد وحدتها وكرامتها.

وأضاف أن "من يسعى للسلام ويضع مصلحة الشعب السوداني نصب عينيه، فإننا نرحب به، أما فرض السلام أو الحكومة على الشعب الذي يرفضها، فلن نقبله".

وشدد أنه لا تفاوض مع أي جهة كانت سواء رباعية أو غيرها، مؤكدا أنهم مستعدون للتفاوض بما يصلح السودان وينهي الحرب بصورة "تعيد للسودان كرامته ووحدته وتبعد احتمال حدوث أي تمرد".

وكانت وسائل إعلام نقلت في وقت سابق عن مصادر أن واشنطن شهدت الخميس مفاوضات غير مباشرة بين ممثلين من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ترعاها وزارة الخارجية الأمريكية.

وذكرت وسائل الإعلام أن "الخارجية الأمريكية ووسطاء إقليميين سيديرون عدة اجتماعات منفصلة مع طرفي النزاع في السودان، تمهيدا لاجتماع مرتقب للرباعية الدولية في واشنطن أواخر الشهر الحالي".

وتشكلت الرباعية الدولية بقيادة الولايات المتحدة، في أيلول/ سبتمبر الماضي، بهدف الوصول إلى تسوية سياسية في السودان، وتضم إلى جانبها السعودية والإمارات ومصر.

ويوم 12 سبتمبر/أيلول/ سبتمبر الماضي، دعت الرباعية الدولية إلى هدنة إنسانية أولية لـ3 أشهر في السودان، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى جميع المناطق، تمهيدا لوقف دائم لإطلاق النار.

يلي ذلك إطلاق عملية انتقالية شاملة وشفافة تُستكمل خلال 9 أشهر، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني نحو إقامة حكومة مدنية مستقلة، تحظى بقاعدة واسعة من الشرعية والمساءلة.

ومنذ 15 نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حربا لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها. وخلفت الحرب مقتل نحو 20 ألف شخص وتشريد أكثر من 15 مليونا بين نازح ولاجئ، وفق تقارير أممية ومحلية، في حين قدرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.

مقالات مشابهة

  • يديعوت أحرونوت: ذعر في واشنطن .. ما الذي يهدد خطة ترامب لوقف الحرب؟
  • «الأمة القومي»: انقلاب 25 أكتوبر قاد السودان إلى نفق الحرب والانقسام
  • قيادي في «صمود» ينتقد غموض الحكومة السودانية بشأن مفاوضات واشنطون
  • ستارمر: بوتين هو الشخص الوحيد الذي لا يريد وقف الحرب
  • واشنطن تُجرب وبورتسودان تُقرر: ما الذي يجري فعلاً خلف الأبواب المغلقة؟
  • مجلس السيادة السوداني يوضح حقيقة المفاوضات مع الدعم السريع في واشنطن
  • بدء محادثات غير مباشرة بين طرفي حرب السودان في واشنطن
  • مصانع الخرطوم المنهكة تحاول النهوض مع استمرار الحرب
  • السودان على أعتاب وقف إطلاق النار
  • نساء السودان... ضحايا وحشية الحرب