باكستان تلاحق مافيا فريدة شوهت سمعتها في السعودية
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
سرايا - فرضت السلطات في باكستان على طالبي تأشيرات العمرة التوقيع على تعهد خطي بعدم التسول خلال زيارتهم إلى السعودية.
وقالت تقارير صحفية باكستانية إن الحكومة بدأت تطبيق قواعد جديدة للحد من استغلال تأشيرات العمرة في التسول داخل المملكة العربية السعودية.
وتشمل هذه القواعد توقيع تعهد خطي من قبل المسافرين بعدم ممارسة التسول خلال زيارتهم، مع فرض إجراءات قانونية صارمة على المخالفين عند عودتهم إلى باكستان.
وفي إطار مكافحة هذه الظاهرة، بدأت السلطات الباكستانية في إنشاء قائمة سوداء تضم الأفراد المتورطين في استغلال تأشيرات العمرة لأغراض غير قانونية.
من جهتها، أعلنت وكالة التحقيقات الفيدرالية الباكستانية (FIA) عن القبض على أربعة وكلاء سفر في مدينة ملتان، كانوا يسهلون سفر الأشخاص إلى السعودية بغرض التسول مقابل عمولات مالية.
ونقل موقع "باكستان توداي" عن مصادر قولها إن الحكومة عازمة على معالجة هذه القضية، حيث أضرت مشكلة التسول بعلاقات باكستان مع المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى كبح جماح مافيا التسول التي شوهت صورة باكستان.
إقرأ أيضاً : “أوهن من بيت العنكبوت” .. هل دحضت مشاهد احتراق “تل أبيب” فكرة أن الحرب ضد "إسرائيل" مستحيلة؟إقرأ أيضاً : ترامب يعين هاورد لوتنيك وزيرًا للتجارةإقرأ أيضاً : “نرجسية” ترامب وهوسه بـ”الولاء الشخصي” يُطيحان باستقرار السياسة الخارجية .. فهل يستبدل “بن غفير الأمريكي”؟
| 1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 20-11-2024 11:01 AM سرايا |
| لا يوجد تعليقات |
| الاسم : * | |
| البريد الالكتروني : | |
| التعليق : * | |
| رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
| اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
د. منال إمام تكتب: الإنسان المصري.. حالة فريدة عبر الزمن
وأنا أراجع كتابي "الدبلوماسية المصرية عبر العصور" استعدادًا لإصدار الطبعة الثانية، استوقفني الإنسان المصري في مختلف العصور: قديمًا ووسيطًا (العصر الإسلامي) وحديثًا، بشخصيته المتفردة في رقيها وبساطتها وروحه المرحة في أصعب الظروف، والأهم حبه لوطنه الذي لا يدانيه أحد. يظلّ الإنسان المصري، منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا، لغزًا جميلًا يأسر القلوب قبل العقول، ويمضي عبر العصور بملامح ثابتة من الطيبة والصلابة والكرامة وحب الوطن. هو إنسان لم ينقطع عنه دفء الروح ولا نقاء القلب، مهما تبدّلت الظروف وتغيّرت الأزمنة وتباينت الحقب. وكأن نهر النيل، وهو يمنح الحياة لأرضه، منح أبناءه أيضًا سكينة خاصة، ورُقيًا أصيلًا، وإيمانًا عميقًا بالإنسانية.
لقد وقف المؤرخون مندهشين أمام هذا الإنسان منذ الدولة القديمة. كيف يمكن لشعبٍ أن يجمع بين القوة والرقة؟ بين الحكمة والعمل؟ بين حب الأرض والتفاني من أجلها؟ كتب عنه هيرودوت منذ آلاف السنين مشيدًا بصفاته، متسائلًا بإعجاب عن هذا الشعب الذي يتمسّك بالخير ويتقن بناء الحضارة كما لو كان ينسج من الحجارة قصائد خالدة.
وحين دخل المسلمون مصر، سُحر القادة العرب بأخلاق المصريين، ببساطتهم وكرمهم، وبقدرتهم العجيبة على احتواء الآخر. بلغت دهشتهم حدّ الإعجاب الذي سجله التاريخ، حتى إن الخليفة عمر بن الخطاب لم يتردد في طلب المساعدات لأهل الجزيرة وقت القحط، واثقًا أن المصريين لن يبخلوا بأخوّة ولا بعطاء، فهذه طبيعتهم التي لا يعرفون غيرها، وكان المصريون عند حسن ظنه فأرسلوا القوافل، أولها في جزيرة العرب وآخرها في مصر.
وجاءت الحملة الفرنسية، يحمل علماؤها أدواتهم وفضولهم، فكتبوا في "وصف مصر" الكثير عن الآثار، لكن الجزء الأجمل كان ذاك الذي تحدّثوا فيه عن الإنسان المصري ذاته: عن صبره، ونبله، وخفة ظله، وميله الفطري إلى الحكمة. لقد رأوه ليس مجرد فرد من شعب عريق، بل مرآة لروح حضارة كاملة.
حتى في زمن الاحتلال الإنجليزي، حين كتب اللورد كرومر وملنر وغيرهم مذكّراتهم، لم يستطيعوا تجاوز حقيقة هذا الإنسان، سواء كان بسيطًا يعمل في الحقل أو مثقفًا يدوّن أفكاره. وجدوا فيه شخصية تجمع بين الوقار والصبر، بين العناد النبيل والروح المتسامحة، بين الرغبة في الحرية والإصرار على الكرامة.
وفي العصر الحديث، حين بدأت مصر تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة قبيل حرب أكتوبر، كان الانطباع ذاته يتكرر. فالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لم يُخفِ انبهاره بشخصيات مصرية لامعة مثل حافظ إسماعيل أو إسماعيل فهمي، تلك الشخصيات التي حملت الوقار المصري الأصيل، وتحدثت بحكمة وهدوء وثقة، فأدهشت العالم كما أدهشت من قبلهم شعوبًا كثيرة.
نعم… الإنسان المصري، غنيًا كان أو فقيرًا، متعلمًا أو بسيطًا، يظل حالة فريدة في هذا العالم. حالة تستحق التأمل، وتستحق الحب، وتستحق التقدير. فهو يجمع في ملامحه تاريخًا طويلًا من النبل، وفي صوته صدى حضارة لا تنطفئ، وفي قلبه محبة تتسع للجميع.
هو المصري… ابن النيل، وابن الحضارة، وابن الإنسانية كلها.