مواسم المطر وتجليات الوطن في بيت الشعر بالشارقة
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
في إطار فعاليات منتدى الثلاثاء، أقام بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية مفعمة بالإبداع والبلاغة، حلقت فيها الكلمات عاليا نحو سماوات الجمال، وذلك مساء يوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024، وشارك فيها كل من الشاعر السوري توفيق أحمد، والشاعرة اليمنية الدكتورة نجود القاضي، والشاعر المصري طارق الجنايني، وقدمها الإعلامي اللبناني وسام شيا، وحضرها الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، إضافة إلى جمع كبير من الجمهور المتنوع بين شعراء ونقاد ومحبين، والذين كانوا في الموعد مع القصيدة على مسرح بيت الشعر، وتفاعلوا مع الشعراء الذين اعتلوا منصته، وصدحوا بأجمل نصوصهم.
وبدأت الأمسية بمقدمة الإعلامي وسام شيا، قدم فيها الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقال فيها: ” شكراً لمن شرَّعَ النوافذ والأبواب على مصراعيها وبنى الصروحَ والمنابرَ لتشرقَ شمسُ الثقافة والشعر والابداع على الدوام من الشارقة، بفضلِ رعايته ودعمه المتواصل وعطائه اللامحدود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والشكر موصول لدائرة الثقافة التي واكبت النهضة الثقافية الفريدة وشكلت العمود الفقري لها لتصبح الشارقة قبِلةً للعالم أجمع، ولبيت الشعر الذي أضحى منارةً تجذب فراشات الابداع من كل حدبٍ وصوب لتتوهج في هذي الفضاءات بجهدٍ متواصل وعطاءٍ لا ينضب من مدير بيت الشعر الأستاذ محمد البريكي، وشكراً لكل من ساهم في إحياءِ أجمل ما حبا الله سبحانه خلقه وهي الكلمة”.
ثم بدأت القراءات مع الشاعر توفيق أحمدالذي غزل في نسيج نصه عواطف الفقد والحنين إلى الماضي، وذلك في قصيدته “كيف كنا” التي تستدعي الذكريات، والتي يقول مطلعها فيها:
إبكِ ياليلُ مثلَ قلبي المعنّى
صار طقساً بكاؤنا… صار فنّا
أيها الوجدُ كيف تغتال حُلمي
وعلى ساعديكَ قلبي تثنّى
يا سقى اللهُ كيف كنا رفاقاً
ذاكرٌ أَنتَ يا ترى كيف كنَّا !!
أنت تشدو بأجمل الشعر عنِّي
وأنا في يديكَ أهتزُّ غصنا
ثم قرأ قصيدة أخرى، بعنوان “لعينيك”، عبرت عن مشاعر الحب وما يلاقيه الأحبة من لوعة وعتاب وما يتطلعون إليه من أحلام السعادة في خضم أحزانهم، وقد قال فيها:
لعينيكِ هذا الحبُّ أعرفُ أننّي
إذا لم أقلْ شيئاً أكونُ أقولُ
أنا سَفَرٌ تلغي المسافاتُ نفسَها
وقولٌ له مثلُ الزمان فصولُ
فهلْ شجرُ الخابور يعرفُ أنني
لكلِّ قلوبِ العاشقينَ دليلُ
حزينٌ ويمشي الغيمُ فوق أصابعي
فهل بعد هذا الانتظار هطولُ
وبعد ذلك قرأت الشاعرة د. نجود القاضي، نصا بعنوان “غد خارج النص” ، كان بمثابة أمنيات من الكلمات التي تبحث عن السلام والمحبة للإنسانية ، فقالت:
غدًا يرسمُ الأطفالُ بالحُبِّ غيمةً
لها ظامئو الأوطانِ شوقًا تسابقوا
وحيثُ عيونُ الجُندِ يومًا تساقطَتْ
مجامرَ للذكرى استفاقتْ شقائقُ
على معطفِ الحربِ الثقوبُ انتفاضةٌ
تُسرِّبُ منها الذكرياتِ الدقائقُ
طبولُ نشيدِ الموتِ قد جفَّ صوتُها
وليس سوى شَدْوِ العصافيرِ ناطقُ
ثم قرأت قصيدة بعنوان “المواسم”، استدعت فيها مواجع الاغتراب ورؤى الوطن المكلوم الذي يحمله الشاعر معه في حله وترحاله، فقالت:
مطرٌ يدقُّ وأمنياتٌ تَفْتَحُ
ونوافذُ الوجع ِالقديمِ تُلوِّحُ
خلفَ الستائرِ كان وجهٌ غائمٌ
يرنو وأبوابُ المدينة ِ مسرحُ
والريحُ في صمتِ الهديلِ بكاؤها
خيلٌ بغاباتِ الكلامِ ستجمحُ
مذ قال لي قمرٌ بأنَّ مدينتي
ابتعدت وأنيَ للظلامِ سأَجْنَحُ
واختتم القراءات الشاعر طارق الجنايني، الذي قرأ نصا مشتعلا بالاسئلة والبحث عن مكامن الروح الشاعرة، التي تتوقد في إبداعها لتضيء، ، ومما قاله فيها:
إني أراكَ على مسافةِ ومضةٍ
منِّي وأبعدَ من شرودِ الأنجمِ..
ماذا معي؟ لا شيء غيرُ قصيدةٍ
سوداءَ غادرتِ المجازَ إلى دمي..
ورؤىً تُهشمُ بالدقائقِ أعظمي
ويدٍ تلوِّحُ للبعيدِ المغرمِ..
ذكرى على حدقِ السؤالِ ولوعةٍ
رفَّت على حطبِ الحنينِِ المُضرمِ
ثم قرأ نصا تغنى فيه بمكارم الرسول صلى الله عليه وسلم، ورسم في طياته نهرا من الكلمات الصادقة التي حاول من خلالها شرح عاطفته القوية واحتمائه بهدي النبي، ومما جاء فيها:
وكان ظني جهولًا بينما يدهُ
حمامةٌ بُعِثت من محكمِ الغسقِ.
حطت على جدولٍ مني ولست أعي
حطت على القلب أم حطت على الحدق
“أقبل” فكنتُ من الأمر الجميل صدىً
و”اقرأ” قرأتُ له من سورةِ العلقِ..
أليس هذا دمي؟! لكن نزفتُ شذى
سعيًا إلى الماء لا سكبًا على الطرقِ
وفي ختام الأمسية، كرّم الشاعر محمد البريكي، الشعراء ومقدم الأمسية.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مهرجان “مواسم موسكو” يفتح أبوابه في دولة عربية لأول مرة
تستضيف الكويت خلال الفترة من 25 إلى 27 سبتمبر/أيلول المقبل فعاليات مهرجان “مواسم موسكو”، أحد أبرز المهرجانات الثقافية في العاصمة الروسية، والذي يهدف إلى منح الجمهور الكويتي فرصة للتعرف على سحر وتنوع موسكو من خلال برنامج غني بالأنشطة والعروض الفنية والموسيقية.
وأفاد موقع مدينة موسكو الإلكتروني، أن فعاليات المهرجان ستقام في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ومجمع الأفنيوز، حيث سيعيش الزوار أجواء موسكو بكل تفاصيلها، من تراثها العريق إلى معالمها الحديثة وأنشطتها الثقافية المتنوعة.
كما سيتخلل المهرجان، حفلا موسيقيا كبيرا تقدمه أوركسترا موسكو السيمفونية الحكومية، بقيادة المايسترو العالمي إيفان رودين على مسرح مركز الشيخ جابر الثقافي في 27 سبتمبر، حيث ستؤدي الأوركسترا تحفتين من روائع الموسيقى الكلاسيكية الروسية “شهرزاد”، لـ”ريمسكي كورساكوف”، وهو عمل ساحر يمزج الألحان الآسرة للكمان مع التوزيع الأوركسترالي الغني، مستلهما أجواء “ألف ليلة وليلة”، و”طائر النار” لـ”سترافينسكي” وهو باليه أسطوري جمع بين الفلكلور الروسي والابتكار الموسيقي.
وأشار موقع مدينة موسكو، بأنه سيسبق الحفل طقس “شاي موسكو” التقليدي، حيث سيقدم للضيوف شاي روسي فاخر مع حلويات روسية، إلى جانب تخصيص ركن للتصوير، يضمّ ممثلين من مهرجان “موسكو إستيتس” بأزياء تاريخية، ومركز موسكو للمعلومات السياحية.
بينما سيشاهد ضيوف المهرجان في مجمع أفينيوز، أحد أكبر مراكز التسوق في الشرق الأوسط، عروضًا لفرق إبداعية، بالاضافة لزيارة معرض الصور للتعرف على معالم العاصمة الروسية، وطرقها المميزة، وأماكن الاسترخاء، والمعارض، وفعالياتها المتنوعة.
وفي الإطار ذاته، قال رئيس لجنة السياحة في مدينة موسكو، يفغيني كوزلوف: “أصبح الكويتيون يكتشفون موسكو كوجهة سياحية مميزة بشكل متزايد ففي عام 2024، استقبلت موسكو نحو 16.500 زائر من الكويت، بزيادة عشرة أضعاف مقارنة بعام 2019، وهذا الإقبال يعكس قدرة موسكو على المزج بين التراث الغني والرفاهية العصرية والمهرجان، مما يمثل جسرا ثقافيا حقيقيا ودعوة لاكتشاف العاصمة الروسية عن قرب”.
وتُعزز العاصمة الروسية تعاونها مع الدول الصديقة في مجال السياحة بنشاط. وقد نشأت فكرة إقامة المهرجان خلال جلسة عمل لشركة “موستوريزم” في الكويت، حيث نوقشت سبل تعزيز اهتمام الجمهور المحلي بموسكو.
وسيزيد المهرجان في الترويج للعاصمة موسكو في هذه المنطقة في حجم التدفق السياحي، ففي عام 2024 ارتفع عدد الرحلات القادمة من الكويت بمقدار 2.9 مقارنةً بعام 2023، وتُعدّ 97% من الرحلات لأغراض سياحية.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتساب