لجريدة عمان:
2025-06-26@06:43:45 GMT

الخاسر الذي ربح الملايين !

تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT

رغم مرور أيام على النزال الذي أقيم فـي تكساس بالولايات المتحدة بين الملاكم الشهير مايك تايسون ومنافسه الملاكم واليوتوبر، جيك بول، إلّا أنّ تداعياته ما زالت تشغل وسائل الإعلام، وقد تعرّض تايسون لانتقادات كونه دخل نزالًا خاسرًا سلفًا، فقد بلغ من الكبر عتيّا، بينما منافسه يصغره بأكثر من «31» عامًا، وجيك بول صانع محتوى وممثل، والأمر بالنسبة له زيادة أعداد متابعين، وشهرة وثراء، وخوض هذا اليوتوبر النزال يعني أنّ صنّاع المحتوى قادرون على دخول مختلف المجالات، لِمَ لا؟ وسلطة الإعلام الجديد بأيديهم! النزال، وها هو يوتوبر يعيد بطلًا من أبطال العالم للملاكمة لحلبة النزال بعد انقطاع بلغ «19» سنة!

والواضح أن تايسون دخل ليس بنيّة الفوز، بل لكسب المال، بعد أن مرّ بأزمات عديدة، وتراكمت عليه الديون، خصوصا أن هذه النزالات تدرّ على المتبارين مبالغ طائلة، يجنونها من أرباحها، ويكفـي أنّ سعر تذكرة كبار الزوار بلغت مليوني دولار، ولنا أن نتخيّل الأموال التي كسبها القائمون على هذا النزال الذي أعاد إلينا أمجاد الملاكم محمد علي كلاي وهناك عدّة نقاط تشابه، بين كلاي وتايسون، فكلاهما من ذوي البشرة السمراء ونشآ فـي ظروف صعبة بمجتمع عنصري، وكلاهما أعلن إسلامه وانتماءه لقضايا كبرى، فكلاي رفض انضمامه للجيش الأمريكي أيام حرب فـيتنام عام 1967م ودفع ثمن موقفه غاليا، فقد أُنتزع منه لقب بطل العالم للوزن الثقيل، وكان نجمه قد لمع بدءًا من عام 1960 عندما حصل على ذهبية الوزن الثقيل فـي دورة روما الأولمبية 1960، فـيما لف تايسون جسمه بعلم فلسطين، وكلاهما عاد ليجرب حظّه بعد توقف، مع اختلاف النتيجة، فكلاي عاد للملاكمة فـي 30 أكتوبر 1974، فـي زائير (جمهورية الكونغو) بعد انقطاع عن خوض النزالات والتدريب استمرّ سنوات، ليخوض نزالًا أمام جورج فورمان الذي يصغره بسبع سنوات (فورمان ولد عام 1949م فـيما ولد كلاي عام 1942م)، وصار النزال حديث الناس، فأسمته وسائل الإعلام «قتال فـي الغابة»، وُعدّ أعظم حدث رياضي فـي القرن العشرين، شاهده حوالي مليار مشاهد، فـي وقت لم تكن به فضائيات ولا وسائل تواصل اجتماعي، وحقّق إيرادات بلغت 100 مليون دولار فـي ذلك الوقت، لكن نهاية النزالين كانت مختلفة، فقد انتهت مباراة مايك تايسون (58 عامًا) مع جيك بول الملاكم واليوتوبر (27 عامًا)، بهزيمة تايسون بالنقاط، فـي الجولة الثامنة، فـيما تمكّن محمد علي كلاي من إلحاق الهزيمة بفورمان بالضربة القاضية فـي الجولة الثامنة، فـي مباراة أبهرت العالم، يقول فورمان: إنه كاد أن يحقّق الفوز لولا أن كلاي همس بأذنه «أهذا كل ما لديك؟» فأثار فـي نفسه الرعب، وتغيّرت موازين المعادلة، فقد هزمه نفسيا قبل أن يهزمه على حلبة النزال، فكسب القتال، واستعاد اللقب وصار حديث الناس ومنهم الشعراء، ومن بينهم الشاعر محمد مهدي الجواهري الذي كتب فـي عام 1976 م قصيدة عنوانها «رسالة إلى محمد علي كلاي»:

شِسْع لنعلِك كلُّ موهبةٍ

وفداء زندك كلُّ موهوبِ

كم عبقرياتٍ مشت ضرمًا

فـي جُنح داجي الجنْحِ غِربيب!

يا سالبًا بجماع راحتيه

أغنى الغنى، وأعزَّ مسلوبِ

شِسْعٌ لنعلِكَ كلُّ قافـيةٍ

دوّت بتشريق وتغريبِ

وشدا بها السُّمار ماثلةً

ما يُفرغُ النَّدمان مِن كوبِ

وفـيها سخرية من العالم الذي يمجّد القوّة، ولا يرعى الموهوبين، فالجواهري، كما يقول الباحث رواء الجصاني: كان يحسب ألف حساب فـي كيفـية تسديد إيجار شقة صغيرة فـي أثينا، وكان لا يملك الكثير لتسديد الإيجار وفجأة يقرأ أن كلاي ربح الملايين من الدولارات لأنه أدمى خصمه»!

أمّا تايسون، فقد عاش سنوات المجد، فـي شبابه، وحمل لقب «الرجل الأكثر شراسة فـي التاريخ، الذي لا يهزم «كما وصفه زملاؤه الملاكمون، وحين عاد، عاد كهلا حتى أن منافسه أشفق عليه وصرّح أنه كان يستطيع أن يوجّه إليه لكمات موجعة لكنه خشي أن يوجّه إليه مثلها ويحتدم الصراع! وهذا يعني وجود اتفاق ضمني بأن يستمر النزال ثماني جولات وتحسم نقاط الفوز.

وإذا كان العالم قد تذكّر كلاي بعد أن اعتزل الملاكمة، وأصيب بمرض باركنسون (الشلل الرعاش)، فأسند إليه إيقاد الشعلة الأولمبية فـي دورة أتلانتا 1996 وعاد ثانية ليحمل العلم الأولمبي فـي دورة لندن 2012م، فقد كاد أن ينسى تايسون، فعاد لحلبة النزال ليذكّر العالم بنفسه، ولو بهزيمة وخسارة ثقيلة فـي نزال استمرّ لدقائق ربح خلالها (20) مليون دولار، وبذلك بطل العجب.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

قصة الممثل المصري المسيحي الذي ألقى خطبة الجمعة على زملائه

حلّت يوم 24 يونيو ، ذكرى وفاة الفنان الكوميدي يوسف داود الذى قدم العديد من الأعمال الفنية التي ستظل علامة في تاريخ السينما المصرية، ولقبه البعض بـ “مهندس الكوميديا” كونه خريج الهندسة.

ونرصد فى السطور التالية أبرز المحطات فى حياة يوسف داود.
بداية يوسف داود الفنية

هو يوسف جرجس صليب الشهير بـ يوسف داود، ولد في 10 مارس 1938 بمحافظة الإسكندرية.

تخرج يوسف داود في كلية الهندسة، قسم الكهرباء، عام 1960.

عمل يوسف داود مهندسا في البداية حتى عام 1985.

بدأ يوسف داود مسيرته الفنية بمشاركته في مسرحية “زقاق المدق”.
أبرز أعماله الفنية

احترف يوسف داود التمثيل وهو في سن 47 عاما.

وشارك داود في أعمال سينمائية عدة، منها أفلام “سيداتي آنساتي”، و”حنفى الأبهة”، و”بخيت وعديلة”، و”حلق حوش”، و”عسل أسود”، و”عمارة يعقوبيان”.

وشارك داود في مسلسلات “رأفت الهجان”، و”السيرة الهلالية”، و”فارس بلا جواد”، و”العمدة هانم”.

منذ دخوله الوسط الفني في عام 1985، وهو ينتمي لعالم الكوميديا، فصنف كممثل مصري كوميدي، مثلّ في حوالي 40 فيلما وعدد من مسلسلات التليفزيون، كما أنه لم يترك المسرح وحيدًا بل اتجه للتمثيل على خشبة المسرح وكانت أغلب أعماله مع الزعيم عادل إمام.
قصة يوسف داود مع خطبة الجمعة

ظل يوسف داود يؤدي خدمته العسكرية بالجيش لمدة ٧ سنوات بسبب الحرب ، ورغم كونه مسيحيا الا ان هناك قصة شهيرة مرتبطة باسم النجم الراحل يوسف داود حين قام بإلقاء خطبة الجمعة بشكل مميز ، و روت ابنته الوحيدة هذه القصة في إحدى لقاءاتها التليفزيونية.

ذات يوم جمعة أثناء خدمة يوسف داود بالجيش، اجتمع زملائه بالمسجد لأداء صلاة الجمعة والاستماع للخطبة ، لكن الإمام قد غاب ولم يتمكن من الحضور، فطرأت في أذهان زملاء يوسف داود فكرة وطلبوا منه ان يقوم هو بإلقاء خطبة الجمعة بدلا من الامام .

يوسف داود كان معروفا بفصاحته باللغة العربية واتقانها جيدا ، كما انه كان يقرأ كثيرا في الدين الاسلامي ولديه معلومات دينية واسعة، فوافق على اقتراح زملائه و صعد على المنبر وبدأ في القاء خطبة الجمعة بدلا من الامام لكن هذا المشهد لم ينتهي نهاية سعيدة كما توقع يوسف داود، وشاهده قائد الكتيبة واخبر زملائه لانه مسيحيا عواقبه على هذا الامر.
وفاة يوسف داود

توفي “داود” في الـ 24 من شهر يونيو عام 2012، بعد صراعه مع المرض وكان عمره يناهز 74 عاما، وحالته كانت سيئة جدًا في الأسبوع الأخير من مرضه، ومن ثم انتقل إلى مستشفى في محافظة الإسكندرية، وتوفي فور نقله.

صدى البلد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قصة الممثل المصري المسيحي الذي ألقى خطبة الجمعة على زملائه
  • عبد المنعم سعيد يكشف عن الخاسر في حرب إسرائيل وإيران.. وماذا لو استمر الإخوان في الحكم؟
  • الرئيس السيسي يُنصف أصحاب المعاشات.. قرار جمهوري انتظره الملايين
  • بعد 12 يوما من الحرب.. من الخاسر الحقيقي في المواجهة بين إيران وإسرائيل؟|خبراء يجيبون
  • تركي آل الشيخ: نزال كانيلو ضد كروفورد الأكبر والأغلى في تاريخ الملاكمة
  • خبير استراتيجي: إيران الفائز الأكبر في الحرب.. وإسرائيل الخاسر الوحيد
  • العرباوي: نندد بالعدوان الوحشي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني
  • أستاذ علوم سياسية: أمريكا فقدت المصداقية تماما وهي الخاسر الأكبر
  • البيت الأبيض: استهدفنا المكان الذي كان يخزن فيه اليورانيوم الإيراني المخصب
  • اليونان تدين التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة في دمشق