تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ضمن برنامج احتفالات وزارة الثقافة بعيد الطفولة، وبرعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، نظمت وزارة الثقافة، ممثلة في قطاعاتها المنتشرة بأرجاء الجمهورية، أكثر من 300 فعالية ثقافية وفنية متنوعة بالقاهرة وجميع المحافظات ضمن برامج التوعية التثقيفية واكتشاف ودعم الموهوبين، جاءت كالآتي
 
 
الهيئة العامة لقصور الثقافة
 
نطمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة أكثر من 200 فعالية ثقافية وفنية متنوعة بالقاهرة وجميع المحافظات ضمن برامج التوعية التثقيفية واكتشاف ودعم الموهوبين، والأنشطة المقدمة لطلبة المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وأنشطة القوافل والمشروع الثقافي للإسكان البديل وغيره من الفعاليات، كما تقيم الهيئة وحتى نهاية الشهر الجاري أكثر من 40 فعالية أخرى.


 
 
قدم قصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي، مع أطفال الخيالة مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية، شهدتها مدرسة تحيا مصر، أقيم لقاء بعنوان "كيفية الوقاية من أمراض الشتاء"، أعقب ذلك ورشة تصميم بطاقات مجسمة بعنوان "صحتك بالدنيا"، بجانب ورشة تصميم لوحات بعنوان "السعادة في عيون أطفالنا" باستخدام الكانسون والألوان الفلوماستر، وورشة عمل مجسمات لأشكال من الطبيعة.
 
واستقبلت مدارس "السيدة زينب الابتدائية، والدكتور طه حسين الابتدائية، والقصر العيني التجريبية" مجموعة من الورش الثقافية والفنية، منها ورشة توعوية تستهدف فكرة الطفولة الآمنة وحماية أطفالنا من التحرش، بجانب ورشة بعنوان "حرفة أجدادنا في ذاكرة الوطن"، من خلال جلسة حوارية عن التراث الثقافي المادي واللامادي وأهمية وطرق الحفاظ عليهما، وخاصة الحرف التقليدية القديمة التي تعتمد على أدوات بسيطة ومهارات الإنسان الفردية و اليدوية
 
فى الورش الفنية تم عمل بطاقات مجسمة مزينة بالرسومات باستخدام ألوان الباستيل والورق الملون بعنوان "أطفالنا مسؤوليتنا"، ورشة رسم حر، عمل كروت بأشكال مجسمة باستخدام الصلصال والفوم والكانسون وألوان الباستيل، ورش إبداع للفنون والحرف باستخدام الفوم الجليتر والكرتون لعمل فازة وتزيينها بالورد من الصلصال، ورشة رسم بعنوان "أحلامنا سهل تتحقق"، باستخدام الكانسون وألوان الباستيل والكولاجين مع تزيين رسوماتهم بالفوم الجليتر. 
 
وبمدرسة التربية الفكرية، تم تدريب الأطفال على الحركات الاستعراضية لعمل فقرة فنية، تلاها ورشة تصنيع مقالم من الفوم الجليتر الملون 
 
كما أقيمت العديد من الأنشطة الإبداعية المتنوعة بمحافظات الجمهورية، وجاءت كالآتي:-
 
محافظة الغربية
 
عقد قصر ثقافة المحلة محاضرة توعوية بعنوان "توفير الرعاية للطفل".
 
وشهد مسرح 23 يوليو بالمحلة، حفلا فنيا بحضور لفيف من أهالي الغربية، وقدمت فرقة أطفال "أوبرا عربي" بقيادة الفنانة رنا بركات، باقة متنوعة من الفقرات الاستعراضية المأخوذة من بعض الأغاني، والمسرحيات، والمسلسلات، والأفلام المصرية، بعد إعادة تجديدها على مستوى التوزيع والموسيقى والاستعراضات، وتقديمها في صورة مسرحية مبسطة، كمحاولة لاسترجاع الذكريات الفنية، وحفاظا على التراث الفني المصري من الاندثار، ومن بينها: توت توت، يتربى في عزو، يا طيور النورس، يا ورد على فل وياسمين، بكيزة وزغلول، في البحر سمكة، بولا بولا، كان في فراشة صغيرة، سينما الأطفال، معلش احنا بنتكلم، واسكتش محدش شايف، ذهب الليل وطلع الفجر.
 
كما شهد مسرح 23 يوليو بالمحلة الكبرى، حفلا فنيا، تضمن غرض فنى لفرقة مسرح 23 يوليو للرقص التعبيري، بقيادة الفنان خالد النموري، حيث قدم الأطفال العديد من الرقصات والاستعراضات المصاحبة للموسيقى، ومن بينها: بوابة الحلواني، 3 دقات، في الكتب قرينا، طير بينا يا قلبي، المحروسة، وجيل بيسلم جيل.
 
عقدت مكتبة ابيار الثقافية بالتعاون مع المعهد الأزهري للبنين محاضرة بعنوان "الطفل رجل المستقبل"، بجانب مواصلة مواقع الفرع الاحتفال بأعياد الطفولة من خلال عقد محاضرات توعوية وورش فنية بمكتبات: محلة أبو علي، والطفل والشباب بشرشابة، وكفر حجازي الثقافية، وقصر ثقافة غزل المحلة، ومكتبة محلة مرحوم 
 
محافظة بورسعيد 
 
شهد مسرح قصر ثقافة بورسعيد، الحفل الفني بعنوان "رسالة سلام"، تضمن عددًا من الفقرات الاستعراضية المبهرة، لفرقة أطفال بورسعيد للفنون الشعبية، بقيادة الكابتن محمد عشري، تضمنت استعراضات مستوحاة من التراث الشعبي البورسعيدي منها: شوفت القمر، جوابي، الألعاب الشعبية، النوبي، هو وهي، والنبي ياغزال، الصياد، الأندلسي، تلاها فاصل من أغاني الطرب المصري أداء الطفلة فيروز.
 
محافظة الإسماعيلية
 
شهد المعهد الدينى بالضبعية، ورشة فنية للأطفال، بعنوان "فرحة الأطفال" أقامها بيت ثقافة الضبعية، للاحتفال بأعياد الطفولة، من خلال تدريب الأطفال، لرسم لوحات فنية، معبرة عن فرحة العيد، تهدف لتنمية المواهب الفنية الصغيرة.
 
ونظمت مكتبة القصاصين الثقافية، بالتعاون مع مدرسة البطل على فهمى الابتدائية، ورشة ثقافية، لمناقشة كتاب في بيتنا طفل عنيد.
 
محافظة البحر الأحمر 
 
أقام قصر ثقافة الشلاتين احتفالية بحضانة أطفال المستقبل تضمنت تقديم سكتشات مسرحية للتعريف بحقوق الطفل، وفقرات استعراضية متنوعة، واختتمت بتكريم الأطفال المشاركين، بحضور عدد من القيادات الثقافية والتنفيذية بالمدينة.
 
محافظة الوادي الجديد 
 
شهدت مدرسة بلاط الابتدائية احتفالية بمناسبة عيد الطفولة، تضمنت لقاء توعويا بعنوان "التغذية السليمة وعلاقتها بالنمو الصحي"، مع ورشة لتعليم الرسم على الفخار، بجانب عرض فني لفريق كورال أطفال بيت ثقافة بلاط، تضمن باقة من الأغاني الوطنية منها "كل بلاد الدنيا جميلة"، "يا أغلى اسم في الوجود"، و"حلوة بلادي السمرا" بقيادة المايسترو خالد حماد.
 
محافظة الإسكندرية
 
شهدت مدينة بشاير الخير (٣-٥)، عددا من الفعاليات الفنية والثقافية، احتفالا بعيد الطفولة، وبمدرسة محمد محمود حربي الابتدائية أقيم لقاء بعنوان "نجوم مضيئة"، أعقبه ورشة حكي، بجانب ذلك قدمت ورشة تصميم لوحة بمناسبة عيد الطفولة باستخدام ورق الكوريشه السوليفان الملون والألوان الفلوماستر، واختتم اليوم بفقرة قراءة واطلاع بالمكتبة المتنقلة، وتوزيع هدايا عينية على الأطفال 
 
محافظة أسيوط 
 
شهد قصر ثقافة أسيوط، احتفالية أعياد الطفولة بحضور ومشاركة طلاب وطالبات المراحل التعليمية بعدد كبير من مدارس التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي والأزهري بأسيوط، تضمنت ورشة الرسم على الوجوه، وأخرى للرسم الحر وأشغال الفوم الملون، وورشة للخزف الصلصال والطين الاسواني، بجانب مجموعة من الورش المتخصصة منها ورشة أشغال الخشب، وأخرى للرسم بالنور والظل  وورشة مشروع صغير للفنون المكرمية وورش الموسيقى والعزف والغناء، إلى جانب ورشة تكنولوجيا المعلومات بعنوان "الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الإنسان" بمقر مركز تكنولوجيا المعلومات.
 
كما شهدت ساحة القصر عرضا مستوحى من مصر القديمة لأطفال مدرسة جمال عبد الناصر الابتدائية بعنوان "خدوا بالكوا دي مصر المنصورة"، ومجموعة من الأناشيد والابتهالات الدينية لطلاب للمعهد الأزهري للبنين بأسيوط ، وورشة رسم حر مباشر بالساحة، بجانب عرض فني لفريق مواهب كورال أطفال قصر ثقافة أسيوط بقيادة المايسترو محمد عبد الصبور، وعروض عرائس الماريونيت، واختتمت فعاليات الاحتفالية بعرض فني لفريق الأداء الحركي بانتوميم بعنوان "المولد" من إخراج الفنان محمد عبد المجيد ميسرة.
 
محافظة شمال سيناء 
 
نظم قصر ثقافة العريش، يوما ثقافيا ترفيهيا للأطفال تضمن ورشة فنية لتعليم أساسيات الرسم، تلاها عرض مسرح عرائس، بجانب فقرة اكتشاف مواهب تنفيذ الفنانة إيناس سمير مدير القصر.
 
وفي بيت ثقافة المساعيد أقيمت ورشة تصميم لوحات فنية بألوان زاهية، بجانب فقرة اكتشاف مواهب في مجال الإلقاء الشعري، تبارى خلالها الأطفال بمجموعة متنوعة من القصائد الوطنية.
 
المركز القومى لثقافة الطفل
 
ينظم المركز القومى لثقافة الطفل، التابع للمجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور أسامة طلعت، مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والورش الفنية طوال شهر نوڤمبر الجاري، بحديقة الفنون بمقر القومي لثقافة الطفل، منها: "عرض العرائس" و"الأراجوز" وعروض "نادي السينما" وندوات ثقافية عن "حقوق الطفل" وورش فنية متنوعة "إعادة تدوير" و "تشكيلات فنية" و"طباعة"، وكذلك بالحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب حيث تم تقديم عروض الأراجوز وفرقة بنات وبس الاستعراضية وعروض فرقة كروكي لعرائس الماريونت، وصالون في محبة الوطن بالتعاون مع وزارة الأوقاف، بالإضافة لمجموعة متنوعة من ورش الفنون التشكيلية.
 
كما تم الاحتفال بمتحف طه حسين بالتعاون مع قطاع الفنون التشكيلية، بعمل ندوة بعنوان "سر البطولة في حياة طه حسين" وورش "رسم وتلوين" و"تشكيل بالفوم" ومعرض "إصدارات المركز"، كما قامت قوافل "عيالنا" بالتوجه للمستشفيات بالتعاون مع وزارة الصحة، منها مستشفى أطفال بنها التخصصي، ومستشفى السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، ومستشفى الفيوم العام بمحافظة الفيوم، وقدمت مجموعة متنوعة من الأنشطة المتنوعة منها عروض فرقة كروكى لعرائس الماريونيت وفقرة المسابقات الثقافية واكتشاف المواهب، وتم توزيع نسخ مجانية كإهداء من أحدث إصدارات المركز القومي لثقافة الطفل للأطفال المشاركين، كما تم البدء في قوافل ثقافية للمدارس ضمن مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان، منها مدارس أحمد عرابي الثانوية بنات، ومدرسة الشهيد أحمد حمدي.
 
قطاع الفنون التشكيلية 
 
أقام قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش باليوم العالمي للطفل المعرض الفني "أبناءنا في متاحفنا" بمركز محمود مختار الثقافي، حيث ضم المعرض الذي تحتضنه قاعتي نهضة مصر وإيزيس حصاد الورش الفنية التي نظمتها الإدارة العامة للتنشيط الثقافي، كما تضمن المعرض مجموعة ورش تفاعلية وبرنامجًا تدريبيًا للمنشطين الثقافيين من مختلف المتاحف، وعرض فيديو لأنشطة المتاحف المختلفة بجميع المحافظات، مع إهداء بعض المستنسخات من أعمال المتاحف الفنية للمشاركين بالمعرض لإدخال البهجة على نفوس الأطفال وتشجيعهم على الاستمرار في محبة وممارسة الفن.

 
صندوق التنمية الثقافية

فيما يقيم صندوق التنمية الثقافية عددًا من الفعاليات للاحتفال بعيد الطفولة على مدار الشهر تنطلق في مختلف مراكز الإبداع الثقافي التابعة له خلال . تشمل الفعاليات أنشطة متعددة تستهدف الأطفال من جميع الفئات العمرية، وتتنوع بين العروض الفنية وورش العمل الإبداعية، بالإضافة إلى ندوات توعية وبرامج ترفيهية مخصصة.  

 

قصر الأمير طاز  

يستضيف القصر مجموعة من الفعاليات التي تدمج بين الفن والتعليم، حيث تقدم فرقة كورال"هنغني"  عرضًا فنيًا غنائية، إلى جانب ورش فنية وتوعوية لطلبة المدارس ضمن الاحتفالات الوطنية.  

مركز طلعت حرب الثقافي

يقدم المركز ورشًا فنية وتنموية تستهدف الأطفال وذوي الهمم، بالإضافة إلى برامج أسبوعية مثل ورش الحرف اليدوية والرسم واليوجا. ويشهد المركز احتفالية مميزة بعيد الطفولة تتضمن عروضًا فنية متنوعة.  

بيت العيني - مركز إبداع الطفل

 
يقدم المركز للأطفال ورشًا تعليمية مبتكرة تشمل إعادة التدوير، التمثيل المسرحي، فنون الاستعراض، والأورجامي، بالإضافة إلى عروض حكي وأنشطة فنية تساهم في تطوير مهاراتهم الإبداعية.  

مركز إبداع بيت السحيمي

يحتفي المركز بعيد الطفولة بعروض مسرحية "يومي" وهو عرض  مبتكر للأطفال، تشمل دراما غنائية وعروض الأراجوز وخيال الظل، إلى جانب ورش فنية لتعليم فنون العرائس وخيال الظل.  

بيت المعمار المصري


يستضيف البيت احتفالية مميزة بعنوان "دمج الأطفال في البيئة المشيدة"، تتيح للأطفال المشاركة في تصميمات إبداعية تهدف إلى تحقيق الاندماج المجتمعي وتعزيز الوعي البيئي.  

مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية
 
يشهد المركز باقة متنوعة من الفعاليات الاسوعية  تشمل حفل فني لفرقة"غنيلي" وفريق خيال الظل والاراجوز فنية، وورش تعليمية في الرسم، الباليه، الموسيقى، والغناء، بالإضافة إلى برامج تنمية المهارات للأطفال.  

مركز جمال عبد الناصر بالإسكندرية

يقيم المركز أنشطة تعليمية وترفيهية للأطفال تتنوع بين جلسات تحسين مهارات التواصل، وورش الرسم والخط العربي، وبرامج تعزيز القراءة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: احتفالات وزارة الثقافة اختتم أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الهيئة العامة لقصور الثقافة الدكتور طه حسين جاردن سيتي دعم الموهوبين طلعت حرب لثقافة الطفل الفنون التشکیلیة مجموعة متنوعة من بالإضافة إلى من الفعالیات بعید الطفولة لثقافة الطفل بالتعاون مع ثقافة الطفل فنیة متنوعة ورشة تصمیم مجموعة من قصر ثقافة ورش فنیة أکثر من عروض ا

إقرأ أيضاً:

بين قتل الطفولة في غزة… وتفكيك مخيمات الضفة

منذ اللحظة الأولى لحرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بدا واضحًا أن الهدف يتجاوز “الردع العسكري” أو “تصفية المقاومة” كما يحاول الترويج له. فالعدوان، بكل ما فيه من عنف مفرط وقصف عشوائي ومجازر جماعية، سرعان ما كشف عن نوايا أبعد من ذلك: إنهاء القضية الفلسطينية من جذورها، عبر تدمير مرتكزاتها الإنسانية والديمغرافية والاجتماعية.

الطفولة هدف مباشر في استراتيجية الإبادة
من المثير للذهول – لا للدهشة – أن الأطفال الفلسطينيين باتوا الهدف الأبرز في حرب الاحتلال على غزة. لم يعد الأمر “أضرارًا جانبية” كما تدّعي الرواية الإسرائيلية، بل سياسة ممنهجة لإبادة جيل كامل.

فبحسب منظمات حقوقية، قُتل آلاف الأطفال منذ بداية الحرب، ودُمّرت مئات المدارس ورياض الأطفال والمرافق الصحية المخصصة للصغار. وأمام هذا الواقع، يصبح من المشروع التساؤل: ما الذي يدفع قوة نووية إلى استهداف مَن لم يتجاوزوا العاشرة من أعمارهم؟

الإجابة تُشير إلى بُعد استراتيجي خطير: الاحتلال يسعى إلى تدمير الوعي الفلسطيني منذ الطفولة، وإبادة أي فرصة لولادة جيل جديد قادر على حمل الراية والمطالبة بالحق.

الضفة الغربية: تهجير قسري بصمت دولي
بينما تتجه أنظار العالم إلى الدمار الهائل في غزة، تعمل إسرائيل في الضفة الغربية بخطة صامتة لكن شديدة الخطورة. هناك، لا يُستخدم القصف الجوي، بل أدوات أكثر هدوء لكنها لا تقل دموية: التهجير القسري، تفكيك المخيمات، مصادرة الأراضي، خلع الأشجار، وبناء الطرق الالتفافية التي تُقسّم الضفة وتحوّلها إلى كانتونات متناثرة.

في الأسابيع الماضية فقط، تم تهجير مئات العائلات الفلسطينية من تجمّعاتها البدوية والزراعية، خاصة في مناطق الأغوار وجنوب الخليل، بذريعة التدريبات العسكرية أو البناء دون ترخيص. وفي الوقت ذاته، تواصل السلطات الإسرائيلية سياسة تفكيك مخيمات اللاجئين – كرمز تاريخي للنكبة – لتحويلها إلى أحياء بلا ذاكرة وطنية، في محاولة لمسح رمزية اللجوء والتهجير.

غزة تحترق والضفة تنزف… ماذا بعد؟
الجريمة الكبرى التي ترتكب اليوم في فلسطين ليست فقط في عدد الضحايا، بل في سعي الاحتلال إلى تغيير الواقع الجغرافي والسكاني بشكل نهائي. إسرائيل لا تكتفي بقتل البشر، بل تسعى لمحو معالم الوجود الفلسطيني: من شطب المخيمات في الضفة، إلى تدمير العائلات في غزة، مرورًا بسياسات التجويع والحصار والإرهاب النفسي والجسدي.

ما يجري ليس صراعًا عسكريًا، بل محاولة هندسة ديمغرافية شاملة تهدف إلى تفريغ فلسطين من أهلها، أو – على الأقل – من قدرة أهلها على الحياة والاستمرار.

سياسة واحدة بوجهين… الرصاصة والجرافة
يظن الاحتلال أن بإمكانه ترويض الفلسطيني عبر نوعين من العنف: في غزة، الرصاصة والقصف والموت الجماعي؛ وفي الضفة، الجرافة التي تهدم المنازل، وتحفر الطرق الالتفافية، وتقتلع الأشجار من جذورها. لكنه يتجاهل أن الفلسطيني قد تربى على التمسك بالأرض أكثر مما تربى على أي شيء آخر.
يبقى صوت الشعب الفلسطيني هو الأعلى. من بين الركام يخرج الأطفال في غزة
ارتدادات محتومة على الكيان الإسرائيلي
ليست المقاومة وحدها ما يهدد الكيان، بل ارتداد أفعاله عليه. إذ تشير تقارير أمنية إسرائيلية إلى أن الوضع في الضفة الغربية وصل إلى درجة “الغليان غير القابل للاحتواء”، وأن هناك “فتيلًا مشتعلاً تحت الرماد”، قد ينفجر في أي لحظة بانتفاضة واسعة أو انهيار أمني شامل. فمحاولة إخضاع الضفة وتجويع غزة لم تعد مجدية، بل تؤسس لحالة عنف مضاد قد لا تكون المقاومة قادرة على ضبطها أو السيطرة عليها.

فلسطين باقية مهما حاولوا
في خضم كل هذا الدمار، يبقى صوت الشعب الفلسطيني هو الأعلى. من بين الركام يخرج الأطفال في غزة يحملون كتبهم المحترقة، ومن بين بيوت الطين المهدمة في الأغوار يرفع الأطفال علم فلسطين. لا تكسرهم المجازر، ولا تقتلهم السياسات. لأن فلسطين، ببساطة، ليست جغرافيا فقط، بل روح ضاربة في جذور التاريخ.

المجتمع الدولي… صمتٌ مخجل وتواطؤ مقنّع
أمام كل هذا، يكتفي المجتمع الدولي بإصدار بيانات “القلق العميق” و”الدعوة لضبط النفس”، متغاضيًا عن جرائم حرب ترتكب بشكل يومي. بل إن بعض الدول الغربية لا تزال تمد الاحتلال بالسلاح والدعم السياسي، في مشهد يُظهر نفاقًا غير مسبوق في العلاقات الدولية.

فهل يحتاج العالم إلى مجزرة جديدة تُبث على الهواء مباشرة ليُدرك أن ما يجري هو تطهير عرقي؟ وهل يمكن لمجلس الأمن أن يتحرك قبل أن يُمحى جيل كامل من الوجود؟ الأسئلة كثيرة، لكن الإجابات تتأخر كما أرواح الضحايا.

خلاصة
إن الاحتلال الإسرائيلي، في حربه المتزامنة على غزة والضفة، لا يواجه “تهديدًا أمنيًا” كما يدعي، بل يواجه الحقيقة الأبديّة: أن الشعب الفلسطيني لا يُهزم، وأن محاولات الإبادة والتهجير والمحو لن تُجدي. قد تُقتل الطفولة اليوم، وقد تُهدم البيوت وتُحرَق المدارس، لكن جذوة الحياة في فلسطين لا تنطفئ.

وسيأتي يوم، يكون فيه الأطفال الذين استهدفتهم الطائرات هم من يكتبون تاريخًا جديدًا، بلا احتلال، ولا قصف، ولا نكبات.

الشروق الجزائرية

مقالات مشابهة

  • "اليونيسف" تؤكد أهمية الدور العماني في دعم البرامج التنموية والإنسانية
  • اليونيسف تؤكد أهمية الدور العماني في دعم البرامج التنموية والإنسانية
  • «مصر تتحدث عن نفسها» تتصدر فعاليات وأنشطة قصور الثقافة بالغربية
  • فعاليات فنية وثقافية وتعليمية ضمن برنامج التدريب الصيفي بالمتحف القومي للحضارة المصرية
  • ورشة إدارة حالة الطفل: ضرورة وضع نظام إدارة حالة يضمن حصول الطفل على أفضل استجابة
  • ثقافة الأقصر يناقش العدالة الاجتماعية
  • صدور العدد الجديد من مجلة نزوى بملفات متنوعة وقضايا راهنة
  • انطلاق مهرجان ليالينا في العلمين بأنشطة فنية وثقافية متنوعة.. تفاصيل
  • المجلس الأعلى للثقافة يعلن عن الدورة الثانية لبرنامج التدريب الصيفي للشباب
  • بين قتل الطفولة في غزة… وتفكيك مخيمات الضفة