يمانيون:
2025-05-17@17:18:10 GMT

الخلفية التاريخية ومتلازمةُ الولاء الخاطئ

تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT

الخلفية التاريخية ومتلازمةُ الولاء الخاطئ

د. شعفل علي عمير

تُعَدُّ الخلفيةُ التاريخيةُ من أهم العوامل الرئيسية في هذه المتلازمة؛ فالحقب الزمنية المتتالية -بما تحمله من أفكار ومعتقدات- ترسم في ذهنية الإنسان خطوط ومسارات حياته بكل ما تضمنته حياته من جوانب نفسية واقتصادية واجتماعية، كما تؤثر تلك الخلفية التاريخية على الجانب الروحي والفكري وبشكل عميق، وبهذا قد يكون من الصعوبة بمكان تغيير بعض القناعات لدى البعض على الأقل في المَدَيات القصيرة، والمتأمل لمُجريات الزمن وأحداثها يجد أن تأثير الماضي هو من يصنع أحداث الحاضر، من أبرزها جانب الولاء والعداء، إنها متلازمة العُقد والغباء بما أفرزته من ولاء وعِداء يتناقض مع الدين والمنطق وَأَيْـضًا مع المصلحة إذَا كان المبرّر للولاء هو لمصلحة الأُمَّــة.

ولكن هناك أحداث ومواقف كبيرة قد تعصف بهذه المتلازمة فتخرج الإنسان من دائرتها المغلقة، لا سيما إذَا ما كانت تلك الأحداث بالحجم والتأثير الذي يطغى على كُـلّ تلك القناعات التي رسَّختها الخلفية التاريخية وجعلت منها ثابتًا من الثواب التي يؤمن بها الإنسان.

هول وحجم الأحداث قد تختصر الزمن وتوفر كَثيرًا من الوقت والجُهد لإيجاد وعي مجتمعي، كما أنها تكسر الحواجز الفكرية والنفسية لبوابة هذه المتلازمة المعقدة، ولعل غزة كانت هي الشفرة التي اخترقت هذه المتلازمة؛ فكان لها الفضل بعد الله “سبحانه وتعالى” في إيجاد ثورة من الوعي الجمعي ونهضة فكرية ومراجعة للقناعات لدى السواد الأعظم من أمتنا الإسلامية.

إن مشاهدة ما يحدث من جرائم الإبادة بحق إخوة لنا في الدين والعروبة كانت إحدى الموجّهات الفكرية وأهمَّ سببٍ لتغيير القناعات ومراجعة للولاءات والرجوع للتوجيهات الإلهية في كتابه الكريم القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أولياء، بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ، وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، إِنَّ الله لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين}.

تلك الجرائم بحِدّتها وبشاعتها أصبحت المحك الذي يجب على الإنسان أن يقيِّمَ نفسَه من خِلالها ليعرفَ أيَّهما أولى وأكبر أهميّةً: انتماؤه للدين أم انتماؤه للحزب؛ ليعرف موقعَه من الحق من خلال موقفهِ من الباطل في زمن أصبح الحق والباطل كالنور والظلام، لم يعد هناك شك أَو لبس في معرفة أهل الحق من أهل الباطل، كما لم يعد هناك وقت للترف الفكري وفلسفة الواقع وهندسة المبرّرات، كُـلّ شيء أضحى جليًّا، أصبح الإنسان أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يكون مع الحق أَو يكون مع الباطل.

ليس هناك محايد بعد كُـلّ ما تجلى مِن الحقائق التي لا ينكرها أحد، حقائق أجمع عليها المؤمن والكافر، أجمع عليها القريب والبعيد، أجمعت عليها كُـلُّ الملل في هذه الأرض فاتقوا الله في أنفسكم؛ فمن لا زال يكابر ويضحّي بدينه مقابل انتمائه لحزبه، نقول له: تأمَّلْ قول الله “سُبحانَه وتعالى”: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ الله أخذتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَاد} “فلا تأخذكم العزة بالإثم فتخسروا عزتكم في الدنيا وآخرتكم يوم القيامة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هذه المتلازمة

إقرأ أيضاً:

تشكيل مودرن سبورت أمام الإسماعيلي بالدوري

أعلن الجزائري عبد الحق بن شيخة المدير الفني لفريق مودرن سبورت عن تشكيل الفريق لمواجهة فريق الإسماعيلي بمسابقة دوري نايل.

وجاء التشكيل على النحو التالي

حراسة المرمى: كريم عماد

خط الدفاع: محمد دسوقي، علي الفيل، محمود رزق، أحمد مصطفى

خط الوسط: أحمد يوسف، محمد هلال، محمد مسعد، عبد الرحمن شيكا

هجوم: حسام حسن، ارنولد إيبا

ويجلس على مقاعد البدلاء: محمد مجدي، أحمد أيمن، وليد فرج، معتز زدام، فيجيري، محمد اميسي، خالد رضا، محمد صبري، عبد الرحمن رشدان

ويحل بعد قليل وفي تمام الثامنة مساءً فريق مودرن سبورت ضيفًا على نظيره الإسماعيلي ضمن منافسات الجولة السابعة من المرحلة النهائية لمسابقة دوري نايل على ملعب ستاد الاسماعيلية.

طباعة شارك الجزائري عبد الحق بن شيخة عبد الحق بن شيخة مودرن سبورت الإسماعيلي

مقالات مشابهة

  • في اليوم العالمي.. وكيل الأوقاف: الطبيب البيطري حارس على بوابة صحة الإنسان
  • ادعوا الله فـي كـل وقـت وحـين.. فأبواب الخالـق لا تغلق
  • تشكيل مودرن سبورت أمام الإسماعيلي بالدوري
  • حول البلطجة التي تعرض لها ابراهيم نقد الله في القاهرة! 
  • خطيب الجامع الأزهر يكشف عن سلوك يرفع شأن الإنسان في الدنيا والآخرة
  • العلامة الخطيب :هناك علامات استفهام كثيرة حول أداء الحكومة
  • ما أبرز ما جاء في زيارة الرئيس الأميركي التاريخية لدولة قطر؟
  • أمين الفتوى: التدين الحقيقي ليس بمظاهر العبادات والطاعات فقط
  • «القلب المكسور» يقتل الرجال أكثر من النساء بمرتين.. دراسة صادمة تكشف الفجوة
  • تـضـــامن مــع ثـــورة النـــسـوان