قال شهود عيان في غزة إن الجيش الإسرائيلي استخدم طائرات مسيرة مثبت عليها سلاح لتنفيذ هجمات تستهدف المدنيين، وفقا لتقرير نشرته الإذاعة الوطنية العامة الأميركية "إن بي آر".

والأسبوع الماضي عاد الجراح البريطاني نظام محمود من عمله في مستشفى وسط قطاع غزة وأدلى بشهادته أمام لجنة في البرلمان البريطاني، وقد جاء فيها "أعتقد أن ما أزعجني بشكل خاص هو أن قنبلة تسقط على خيم مكتظة ثم تظهر طائرة مسيرة تحمل سلاحا وتبدأ بإطلاق النار على المدنيين والأطفال، والأمر المزعج أن هذا لا يحدث كل فترة بل كان يحدث كل يوم".

ومن جانبه قال الدكتور أحمد المغربي وهو جراح رئيسي في مجمع ناصر الطبي في وسط غزة إنه عالج العديد من المصابين الذين وقعوا ضحية الطائرات المسيرة القناصة.

وفي أوائل فبراير/شباط الماضي كان مجمع ناصر الطبي محط أنظار الجيش الإسرائيلي، لأنه ادعى بأن مقاتلي حماس كانوا يختبئون هناك.

وأفاد المغربي بأنه خرج في أحد الأيام مع زميلته الممرضة إلى إحدى الشرف بعد الانتهاء من عملية جراحية طويلة، ولكنهم تفاجؤوا بطائرة مسيرة تطلق النار عليهم، ولسوء الحظ أصابت إحدى الرصاصات الممرضة.

وأضاف "لقد سارعنا بنقل الممرضة إلى غرفة العمليات بينما كانت تنزف بشدة نتيجة جرح في صدرها، وبفضل الله والطاقم الطبي نجت الممرضة من الموت".

وبالمقابل قال الجيش الإسرائيلي لـ "إن بي آر" إنه لم يكن على علم بهذه الحادثة.

وقالت مراسلة الإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر" جوانا سامرز "إنه على مدى الأشهر السابقة، كانت الإذاعة تجمع روايات شهود عيان من غزة تدعم شهادة الدكتور نظام محمود، التي تقول إن الجيش الإسرائيلي يستخدم تكنولوجيا الطائرات المسيرة القناصة وإنهم يطلقون النار على المدنيين"، وفقا لتقرير كات لونسدورف من "إن بي آر".

وذكر تقرير كات لونسدورف أن فاطمة داما البالغة من العمر 37 عاما وهي صحفية مستقلة من جباليا في شمال غزة أرسلت رسائل صوتية إلى "إن بي آر" من منزلها في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتقول داما في إحدى رسائلها الصوتية "هذه الطائرات رباعية المراوح يسميها الكثيرون في غزة بالطائرات المسيرة الصغيرة التي تحمل سلاحا مثبتا تحتها" وتضيف "عندما أقترب من الباب للحصول على تغطية أفضل، تبدأ الطائرة المسيرة بإطلاق النار عليّ فاضطر للعودة للداخل، إنه أمر خطير للغاية".

وتذكر أيضا أن المدينة محاصرة بطائرات مسيرة رباعية المراوح ولا أحد يستطيع التحرك.

الطائرات القناصة "تكنولوجيا حرب تستهدف المدنيين"

وعلى مدى أشهر، جمعت "إن بي آر" روايات أكثر من 12 شخصا في غزة يقولون إنهم شاهدوا هذه الطائرات المسيرة القناصة تطلق النار على المدنيين وتقتلهم في بعض الأحيان.

وقالت لونسدورف "ما يزيد الأمر تعقيدا هو أن إسرائيل كانت حتى وقت قريب تعمل على تطبيق قانون يمنع وسائل الإعلام من الإبلاغ عن أي استخدام للطائرات المسيرة المسلحة، وهذا أمر لا يستطيع معظم الصحفيين أن يشهدوه بأعينهم".

وأضافت "إسرائيل منعت الصحفيين الخارجيين من الوصول المستقل إلى غزة منذ بدء الحرب، ورغم ذلك نحن نعلم أن تكنولوجيا الطائرات المسيرة القناصة موجودة وأن الجيش الإسرائيلي يمتلكها منذ عام 2018 من إنتاج شركة دوك روبوتيكس (Duke Robotics)".

ونشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية مقطع فيديو يُظهر تكنولوجيا جديدة، بما في ذلك جنود يتحكمون عن بُعد في إحدى الطائرات المسيرة القناصة التابعة لشركة "دوك روبوتيكس" ويطلقون النار على أهداف في ميدان رماية.

وفي عام 2021، انضمت شركة "دوك روبوتيكس" إلى الشركة الإسرائيلية "إيلبت سيستم" (Elbit Systems) خصيصا لتطوير طائرة مسيرة قناصة أصبحت تُعرف باسم "تيكاد" (TIKAD).

وفي عام 2022 أعلنت شركة "سمارت شوتر" (SMARTSHOOTER) التي يقع مقرها في شمال إسرائيل عن طائرة مسيرة قناصة تدعى "سماش دراغون" (SMASH Dragon)، وعرضت مقطع فيديو على يوتيوب يُظهر قدرات هذه الطائرة.

 

ولكن شركة "سمارت شوتر" نفت استخدام طائراتها من قبل الجيش الإسرائيلي، ولكن القوات الإسرائيلية أشادت باستخدام هذه التكنولوجيا في الماضي، كما أن منتجات أخرى من الشركة تُموّلها جزئيا وزارة الدفاع الإسرائيلية.

ورغم قلة التقارير التي تناولت هذه الطائرات المسيرة القناصة، فإن الناس في غزة يتحدثون عنها كثيرا، ومن الواضح أن هذه الطائرات أصبحت شائعة جدا في الحرب.

ويقول سيث جونز رئيس قسم الدفاع والأمن في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن "بمجرد وجود التكنولوجيا، فإنها نادرا ما تنطمس"، مشيرا إلى أن الطائرات المسيرة القناصة لن تختفي بل ستتطور.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی هذه الطائرات النار على فی غزة

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تُنفذ ضربات بطائرات مسيرة داخل روسيا في معركة وصفتها بـداوود وجالوت

وصفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، العملية العسكرية الأوكرانية المعقّدة الأخيرة داخل الأراضي الروسية، بكونها تُبشه: "قصة نبي الله داوود مع جالوت، في إشارة إلى استهداف أوكرانيا عبر طائرات بدون طيار قواعد جوية روسية مهمة".

وأوضحت الشبكة، أنْ أوكرانيا كانت قد شنّت هجوما جويا، من خلال طائرات بدون طيار قد استهدفت قواعد جوية روسية تقع على مسافات بعيدة خلف خطوط المواجهة.

وفي السياق نفسه، ذكر مصدر في جهاز الأمن الأوكراني، وفق "سي إن إن" أنّ: "العملية جرى الإعداد لها على مدار أكثر من 18 شهرا، حيث شملت تهريب طائرات مسيّرة إلى داخل روسيا، فيما تمّ إخفاؤها داخل صناديق خشبية متنقلة، وهي موضوعة فوق شاحنات".

وبحسب المصدر الذي كشفت عليه الشبكة الأمريكية، فإنّ الضربات الجوية تسبّبت في أضرار، قُدرت بما يُناهز 7 مليارات دولار، فيما ألحقت ضررا مباشرا بما نسبته 34 في المئة من حاملات صواريخ كروز الاستراتيجية الروسية، وذلك في قواعد جوية رئيسية.

إلى ذلك، أبرز عدد من التقارير الإعلامية، المُتفرّقة، أنّ: "قصة داوود وجالوت من أبرز القصص القرآنية، التي تجسّد معاني الإيمان والتوكل والانتصار على الطغيان، وتحكي عن شاب صغير من بني إسرائيل وهو نبي الله داوود الذي تصدّى بشجاعة للعملاق جالوت؛ أحد الأبطال القدماء المعروفين بقوتهم وبأسهم، خلال معركة فاصلة قادها الملك طالوت، بإيمان صادق وقوة يقين، قَتل داوود جالوت بحجر صغير، فحقق النصر لجيشه، ونال بعد ذلك الملك والحكمة.


إلى ذلك، على مدار الأشهر الماضية، قد شكَّلت سلسلة من الهجمات التي وصفت بـ"النوعية" منعطفات استراتيجية بارزة في الحرب الروسية- الأوكرانية، حيث استخدم فيها الطرفان ما يُعرف بكونه من "التكتيكات غير التقليدية، فضلا على أسلحة متطورة". 

ومن الهجمات البارزة، ما تمّ في 6 آب/ أغسطس 2024، حيث شن الجيش الأوكراني هجوماً مفاجئاً عبر الحدود الروسية في منطقة كورسك، مستخدماً أكثر من 20 دبابة ومدرعة. وحينها، سيطر المهاجمون على أكثر من 20 قرية، مما شكل أكبر توغل بري أوكراني في الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.

كذلك، في آب/ أغسطس 2024، قد استخدم الجيش الروسي خط أنابيب الغاز الممتد عبر منطقة كورسك كخط إمداد لشن هجوم مفاجئ على القوات الأوكرانية. هذا التكتيك غير التقليدي أتاح للجيش الروسي الوصول السريع إلى مواقع استراتيجية، ما شكَّل تحدياً كبيراً للقوات الأوكرانية في المنطقة.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، قد استهدفت أوكرانيا منشآت الطاقة الروسية باستخدام طائرات مسيّرة هجومية، مما أدى إلى تدمير معدات عسكرية روسية في مناطق مختلفة. وأظهر هذا الهجوم تكاملًا بين الطائرات المسيّرة والأسلحة الغربية، مثل صواريخ "هيمارس" الأميركية، في تنفيذ عمليات هجومية فعّالة ضد البنية التحتية العسكرية الروسية.


إلى ذلك، نفّذت أوكرانيا عملية "واسعة النطاق"، في الأحد الماضي، حيث استهدفت مطارات عسكرية في مختلف أنحاء روسيا، وشملت قاعدة في شرق سيبيريا على بُعد آلاف الكيلومترات من حدودها. ووصفت وزارة الدفاع الروسية الهجوم الأوكراني، في مناطق مورمانسك وإيركوتسك وإيفانوفو وريازان وأمور، بـ"الإرهابي"، وفقا لوكالة "إنترفاكس".

وفيما قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "أنظمة الدفاع الجوي اعترضت 162 مسيرة جوية أوكرانية ودمرتها" بين الساعة 17:10 و23:00 بتوقيت غرينتش، (الأحد). واستهدفت المسيّرات خصوصاً منطقتَي كورسك (57 مسيرة) وبيلغورود (31 مسيرة) على ما أوضح المصدر نفسه. أعلنت كييف صباح الاثنين، أنّ: "الجيش الروسي أطلق 80 مسيّرة وأربعة صواريخ على أراضيها خلال الليل، وأصاب 12 هدفا".

مقالات مشابهة

  • أسبار العُمانية تحلّق بالذكاء الاصطناعي فوق آبار النفط
  • كيف فشلت موسكو في صد هجوم الطائرات المسيرة الأوكرانية ؟
  • أوكرانيا تُنفذ ضربات بطائرات مسيرة داخل روسيا في معركة وصفتها بـداوود وجالوت
  • الجيش الإسرائيلي يطلق النار على فلسطينيين قرب مركز مساعدات في غزة
  • خبير إسرائيلي: لا يوجد نصر مطلق في غزة.. واستمرار القتال غير مفيد
  • أوكرانيا تعيد كتابة قواعد الحرب
  • روسيا تضرب مصانع إنتاج الطائرات المسيرة الأوكرانية
  • أوكرانيا تتحدث عن استهداف 34 بالمئة من طائرات روسيا الاستراتيجية
  • الحوثيون : سنسقط طائرات الاحتلال الإسرائيلي التي تقصف بلادنا 
  • ضربات أوكرانية بالطائرات المسيرة تشعل حرائق في قواعد جوية روسية .. فيديو