اليوم 24:
2025-10-14@11:33:53 GMT

الاستثمار العمومي.. بين الأرقام والواقع

تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT

وفقًا للنظرية الكينزية، على المدى القصير، تساهم النفقات العامة من جميع الأنواع (الرواتب، الاستهلاكات الوسيطة، الاستثمارات، التأمين ضد البطالة، إلخ) بالفعل في تحديد مستوى الطلب الكلي، الذي يتوجه إلى الشركات ومن خلاله يتم اتخاذ القرارات المتعلقة بالإنتاج والتشغيل.
على المدى الطويل، تؤثر النفقات العامة أيضًا على العرض: وهكذا تزيد نفقات التعليم والصحة من إنتاجية اليد العاملة، وتساهم نفقات البحث في اكتشاف عمليات جديدة ومنتجات جديدة قد تحسن الرفاهية، وتسمح نفقات الاستثمار بتطوير البنية التحتية المفيدة للنشاط في جميع القطاعات، إلخ.


تلعب النفقات العامة دورًا في كل من الطلب والعرض، أي على مستوى النشاط الاقتصادي، الذي بدوره يحدد الإيرادات التي يمكن للدولة الاعتماد عليها. عندما تتحسن النشاطات وتتمكن الدولة من مكافحة التهرب الضريبي، تزداد الإيرادات مع الدخل الوطني، مما يقلل من الاعتماد على الاقتراض: تزداد الديون العامة ببطء أكبر من الناتج المحلي الإجمالي، وتنخفض ​​نسبة الدين (الدين/الناتج المحلي الإجمالي). عندما تنخفض النشاطات، يتقلص الناتج المحلي الإجمالي أسرع من الدين، ويزداد معدل الدين. هذا النموذج النظري بعيد عن التحقق في حالة المغرب بالاعتماد علىً الاستثمار العمومي كأساس للتحليل..
تُقدّر الاستثمارات العمومية في مشروع قانون المالية لعام 2025 بمبلغ 340 مليار درهم، وتتكون كما يلي: 40% من هذه الحصة تعود إلى المؤسسات والمقاولات العمومية، أي 138 مليار درهم؛ اماً الميزانية العامة ومرافق الدولةً المسيرة بصفة مستقلة والحسابات الخصوصية للخرينةً فتمثل في المجموع 120,5مليار درهمً بعد تحييد تحويلات الخزينة إلى هذه الصناديق أ ؛ وصندوق محمد السادس للاستثمار خصص له مبلغ 45 مليار درهم، أي 13,2%؛ وتساهم الجماعات الترابية بنسبة 6,3%، أي 21,5 مليار درهم؛وأخيرا يستفيد الصندوق الخاص لإدارة آثار الزلزال بمبلغ 15 مليار درهم، أي 4,4%
. يمثل الاستثمار العمومي كما هو معروض على الورق 20.6% من الناتج المحلي الإجمالي. إنها نسبة ضخمة مقارنة بالدول ذات التوجه الليبرالي. في البلدان الأوروبية، لا يمثل الاستثمار العمومي سوى 3 إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي!
ومع ذلك، فإن هذه البيانات تستدعي الملاحظات التالية: أولاً، يتميز الاستثمار العمومي الذي يمثل ثلثي الاستثمار الإجمالي بكفاءة محدودة بسبب سوء الحكامةً وطبيعة تأثير المضاعف المنخفض والذي يلعب دورًا أساسيًا في البلدان الشريكة للمغرب. وهكذا، في كل مرة يقوم فيها بلدنا بإنجاز مشروع يهم البنية التحتية، يتطلب ذلك استيرادات من الخارج على شكل معدات وتكنولوجيا.و هذا الطرح ينطبق كذلك علىً مخططات الانتعاش التي كان لها تأثير ضئيل على كل من النمو والتشغيل .
ثانيًا، يلاحظ ان مبلغ 45 مليار درهم المخصص لصندوق محمد السادس، الذي يندرج في إطار مخطط الانتعاش ما بعد كوفيد، يعود إلى عام 2021 وتم ترحيله من ميزانية إلى أخرى لدرجة أننا لا زلنا نتحدث عن تفعيل هذا الصندوق
ثالثًا، يتم تنفيذ هذا الاستثمار فقط بنسبة تقارب 70%، مما يعني أن الاستثمار الفعلي لن يتجاوز 238 مليار درهم، أو حتى أقل بكثير إذا أخذنا في الاعتبار جميع الملاحظات المذكورة سابقًا.
رابعًا وأخيرًا، فإن الاستثمار العمومي موزع بشكل سيء من الناحية المجاليةً ولا يستفيد منه جميع السكان بنفس المستوىً وبالتالي فإنه يؤدي إلى تفاقم الفوارق المجاليةً كما يتضح ذلكً من خلال المذكرة المتعلقة ًبالتوزيع الجهوي للاستثمارالمرافقة لمشروع قانون المالية. وهكذا، وفقًا لحساباتنا التي أجريت على أساس الأرقام المتاحة، تتفاوت مبالغ الاستثمار العمومي لكل فرد، حسب الجهاتً المختلفة، بين 14400 درهم (العيون الساقية الحمراء) و1693 درهم (فاس-مكناس). بالمقارنة مع المعدل الوطني البالغ 3738 درهمًا لكل فرد، تقع 5 جهات فوق هذا المعدل و7 جهاتً أخرى تحته. ينبغي الإشارة إلى أن هذه البيانات لا تحمل سوى قيمة نسبية حيث أن 137,7 مليار درهم فقط هي المعنية، أي ما يعادل بالكاد 40% من المبلغ الإجمالي المتوقع في مشروع قانون المالية 2025.
بالطبع، يجب إجراء المقارنة على المدى الطويل لفهم الديناميات الجهويةً .وعلى هذا المستوى، يلاحظ بالفعل ان هناك دينامية جهويةً للمناطق ذات المساهمة المنخفضة في الناتج المحلي الإجمالي حيث تشهد معدلات نمو أكبر من غيرها. تتعلق هذه الدينامية بشكل أساسي بأقاليمنا الصحراوية التي استفادت من استثمارات كبيرة وبرنامج تنموي بقيمة تقارب 80 مليارً درهم. لكن في الوقت الحالي، لا تزال الثروة مركزة في ثلاث جهات : الدار البيضاء-سطات، الرباط-سلا-القنيطرة، وطنجة-تطوان-الحسيمة التي تتركز فيها حوالي 60% (58,6%) من الكعكة الوطنية.
لايزال إذن تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية أمنية بعيدة المنال. فحتى الجماعات الترابية التي ينبغي أن تساهم في ذلك من خلال تخصيص التحويلات العمومية التي تستفيد منها للاستثمار (51 مليار درهم كحصة الضريبة على القيمة المضافة المحولة إلى الجماعات المحلية و9 مليار درهم الموضوعة تحت تصرف الجهات ) تعبأ فقط 21,5 مليار درهم للاستثمار. والباقي أي 38,5 مليار درهم مخصص لنفقات التسيير ! إنها وضعية غير عادية وغير متوافقة مع العصر، وبالتالي يجب تصحيحها في أقرب وقت ممكن. لقد حان الوقت لتوضيح العلاقات بين الدولة المركزية و »الدولة الترابية » من خلال تنفيذ سياسة جريئة لللامركزية واللاتمركز، سياسة تتماشى مع الهدف الاستراتيجي للجهوية المتقدمة. وهذا البعد نجده مغيبا في الدولة الاجتماعية كما اعتمدته الحكومة .
المغرب مدعو لضمان ثلاثة توازنات أساسية: التوازنات الاقتصادية الكلية، التوازنات الاجتماعية الكلية، والتوازنات البيئية. في الوقت الحالي، وعلى عكس تصريحات السلطات العمومية، نلاحظ أن أيًا من هذه التوازنات الثلاثة لم يتحقق بالكامل. حتى التوازنات المكرواقتصادية تظل هشة وتثير القلق: عجز الميزانية يقارب 5%؛ عجز مزمن في الميزان التجاري؛ عجز في ميزان الأداءات ؛ ديون الخزينة بنسبة 70% والديون العامة بنسبة 84%.
فقط تغيير في المسار سيكون قادرًا على تصحيح توازناتنا الماكرواقتصادية وضمان تحسين مستوى معيشة السكان مع الحفاظ على مواردنا الطبيعية. هذه الأهداف ليست متناقضة. على العكس، هي جزء من نفس الدينامية. شريطةً تغيير البراديكمً والتخلي عن عدد من الوصفات النيوليبرالية التي أبانت عن محدوديتها .

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الناتج المحلی الإجمالی الاستثمار العمومی ملیار درهم

إقرأ أيضاً:

الأرقام تؤكد تفوق السعودية على العراق في تصفيات كأس العالم

يحمل السجل التاريخي للمواجهات بين المنتخبين السعودي والعراقي طابعاً تنافسياً مثيراً يمتد لعقود طويلة، غير أن كفة الأخضر ترجّح بوضوح عندما يتعلق الأمر بتصفيات كأس العالم، حيث لم يعرف طعم الخسارة أمام نظيره العراقي في أي من لقاءاتهما الست السابقة.

التقى المنتخبان في تصفيات المونديال 6 مرات، نجح خلالها الأخضر في تحقيق 5 انتصارات، مقابل تعادل وحيد، مسجلاً 8 أهداف واستقبلت شباكه 3 فقط، في تفوق واضح يعكس قدرة المنتخب السعودي على الحسم في المواعيد الكبرى حين يكون التأهل إلى كأس العالم هو الهدف.

وعلى صعيد جميع البطولات والمباريات الودية الدولية، فقد تقابل المنتخبان 37 مرة، فاز الأخضر في 11 منها، بينما حسم العراق 17 مواجهة لصالحه، وانتهت 9 مباريات بالتعادل، وسجل هجوم الأخضر 34 هدفاً مقابل 56 هدفاً في مرماه، ما يعكس تفوقاً تاريخياً بسيطاً لأسود الرافدين في مجمل المواجهات، لكن مع ثبات سعودي لافت في المنافسات الرسمية الكبرى.

وتعود أول مواجهة بين المنتخبين إلى 25 نوفمبر 1975، في تصفيات كأس آسيا 1976، على ملعب الشعب في بغداد، وانتهت بالتعادل 1-1، حيث سجل محمد المغنم “الصاروخ” هدف السعودية، فيما أحرز هادي أحمد هدف العراق.

وكانت آخر مواجهة في 28 ديسمبر 2024 في «خليجي 25» على ملعب جابر الدولي بالكويت، وانتهت بفوز سعودي بثلاثة أهداف مقابل هدف، سجل للأخضر سالم الدوسري وعبد الله الحمدان «هدفين»، فيما أحرز مهند علي هدف العراق الوحيد.

وعند العودة لتاريخ مواجهاتهما في تصفيات كأس العالم، تبرز ست محطات شكلت جزءاً من الذاكرة الكروية بين المنتخبين:

المواجهة الأولى جرت في 21 مارس 1981 بالرياض، وفاز الأخضر بهدف أمين دابو.

الثانية في 24 أكتوبر 1993 بالدوحة، وانتهت بالتعادل 1-1، سجله سعيد العويران.

الثالثة في 31 أغسطس 2001 بالمنامة، وانتهت بفوز سعودي بهدف عبيد الدوسري.

الرابعة في 5 أكتوبر 2001 بعمّان، فاز فيها الأخضر 2-1، وسجل الهدفين عبد الله الشيحان.

الخامسة في 6 سبتمبر 2016 بشاه علم الماليزية، انتهت بانتصار سعودي 2-1 بهدفي نواف العابد.

والسادسة في 28 مارس 2017 بجدة، حسمها الأخضر بهدف يحيى الشهري.

أما على مستوى البطولات، فتوزعت اللقاءات الـ37 بين 10 مباريات في كأس الخليج، و6 في تصفيات كأس العالم، و5 ودية، و4 في تصفيات كأس آسيا، و3 في كأس آسيا، و3 في دورة الألعاب الآسيوية، ومباراتين في كأس العرب، ومباراتين في اتحاد ألعاب غرب آسيا، ومباراة في دورة الألعاب العربية، وأخرى في بطولة سوبر كلاسيكو.

ومع اقتراب المواجهة الجديدة بين المنتخبين ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى مونديال 2026، يتطلع الأخضر إلى مواصلة تفوقه في التصفيات المونديالية، بينما يسعى المنتخب العراقي لكسر العقدة وتحقيق انتصاره الأول على السعودية في هذا الإطار.

مقالات مشابهة

  • استقطاب مشاريع استثمارية بقيمة أكثر من ١٢.٣٤٣ مليار دولار خلال العشر السنوات القادمة
  • 7.34 مليار درهم زيادة في رصيد المركزي من الذهب خلال 20 شهراً
  • الأرقام تؤكد تفوق السعودية على العراق في تصفيات كأس العالم
  • لغة الأرقام.. ضغط «الأبيض» يتحدى استحواذ «العنابي»
  • هواوي: الذكاء الاصطناعي سيرفع الناتج المحلي ومصر تتحرك في 6 محاور لبناء المستقبل
  • منظمة التجارة العالمية: 341 مليار درهم تجارة الإمارات من الخدمات الرقمية
  • سلطة مدينة دبي الطبية تعلن خطة تطويرية بـ1.3 مليار درهم في مدينة دبي الطبية
  • نصر الصمود.. لا نصر الأرقام
  • خبير يتوقع استمرار نمو الناتج المحلي الإجمالي 4.5 %
  • مدبولي: الدولة لا تدخر جهداً في تقديم مُختلف أوجه الدعم للمشروعات الصناعية الجادة.. نواب: خطوة هامة لتعزيز الانتاج وتشجيع الاستثمار المحلي