فقدان الوزن مفيد لعلاج تكيس المبايض
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
توصلت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة إلى أن التدخلات التي تهدف لتقليل الوزن مرتبطة بتحسن بعض أعراض متلازمة تكيس المبايض، بما في ذلك انتظام الدورة الشهرية، كما يمكن اعتبارها خيارا علاجيا روتينيا للمريضات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
تكيس المبايضتعرف "متلازمة تكيس المبايض" (Polycystic ovary syndrome) على أنها حالة هرمونية شائعة تصيب النساء في سن الإنجاب.
وتعتبر متلازمة تكيس المبايض حالة مزمنة ولا يمكن علاجها. ولكن يمكن تحسين بعض الأعراض من خلال تغيير نمط الحياة والأدوية وعلاجات الخصوبة. ولا يُعرف سبب متلازمة تكيس المبايض، لكن النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي أو مرض السكري من النوع الثاني معرضات لخطر أكبر بالإصابة بهذه المتلازمة.
تؤثر متلازمة تكيس المبايض على ما يقدر بنحو 8-13% من النساء في سن الإنجاب وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ولا يتم تشخيص ما يصل إلى 70% من النساء المصابات في جميع أنحاء العالم.
وتعتبر متلازمة تكيس المبايض السبب الأكثر شيوعا لانقطاع التبويض والسبب الرئيس للعقم. وترتبط متلازمة تكيس المبايض بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية طويلة الأمد التي تؤثر على الصحة البدنية والعاطفية.
ووفقا لخدمات الصحة الوطنية في المملكة المتحدة، هناك 3 أعراض رئيسة لمتلازمة تكيس المبايض، وهي:
عدم انتظام الدورة الشهرية. زيادة الهورمونات الذكرية (androgen)، مما قد يسبب أعراضا مثل زيادة نمو شعر الجسم أو شعر الوجه. تكيس المبايض، حيث يتضخم المبيضان وتظهر فيهما فجوات تمتلئ بسائل يطلق عليها جيوب أو تجاويف (follicles)، تحيط بالبويضات. ويصل حجم التجاويف إلى 8 ملليمترات. وغالبا لا تستطيع إفراز البويضة، وهذا يعني أنه لا تحدث الإباضة.من المرجح أن يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة تكيس المبايض من مشكلات صحية أخرى تشمل:
مرض السكري من النوع الثاني. ارتفاع ضغط الدم. ارتفاع نسبة الكوليسترول. أمراض القلب. سرطان بطانة الرحم (سرطان البطانة الداخلية للرحم). ويمكن أن تسبب متلازمة تكيس المبايض القلق والاكتئاب. تشخيص المتلازمةيتم تشخيص متلازمة تكيس المبايض من خلال وجود اثنين على الأقل من الأعراض التالية:
علامات أو أعراض ارتفاع الأندروجينات (شعر غير مرغوب فيه في الوجه أو الجسم، تساقط الشعر من الرأس، حب الشباب أو ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون في الدم) وذلك بعد استبعاد الأسباب الأخرى لذلك. عدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها وذلك بعد استبعاد الأسباب الأخرى لذلك. تكيس المبايض في فحص الموجات فوق الصوتية.يمكن استخدام اختبارات الدم لتحديد التغيرات المميزة في مستويات الهرمونات.
علاج متلازمة تكيس المبايضليس هناك علاج شاف لتكيس المبايض، ولكن يمكن علاج الأعراض. إذا كانت المرأة المصابة بمتلازمة تكيس المبايض تعاني من زيادة الوزن، فإن فقدان الوزن واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن قد يحسن بعض الأعراض.
هناك أدوية لعلاج أعراض مثل نمو الشعر المفرط، وعدم انتظام الدورة الشهرية ومشاكل الخصوبة.
أجرى الباحثون بحثا شاملا في العديد من قواعد بيانات البحث العلمي عن التجارب التي أجريت على البشر منذ تأسيس قاعدة البيانات حتى يونيو/حزيران الماضي لمقارنة أثر التدخلات التي تهدف إلى تقليل الوزن مقابل الرعاية المعتادة أو توجيه نصائح للمريضات حول فقدان الوزن. ونُشرت نتائجها في مجلة حوليات الطب الباطني في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
وتعرف الدراسة التي أجراها الباحثون باسم المراجعة المنهجية (Systematic Review) وهي وثيقة غالبا ما تكتبها لجنة تقدم مراجعة شاملة لجميع الدراسات ذات الصلة حول موضوع ما متعلق بالصحة. تتم المراجعة المنهجية بعد تدقيق وجمع المعلومات من كل من الدراسات المنشورة وغير المنشورة، مع التركيز على التجارب السريرية للعلاجات المماثلة ثم تلخيص النتائج.
هدفت الدراسة إلى سد الفجوة في الأدلة التي تبين تأثير التدخلات التي تهدف لفقدان الوزن على تنظيم أعراض متلازمة تكيس المبايض، وهذا يعين الأطباء على إعطاء المريضات النصيحة المناسبة والمستندة على الدليل العلمي.
راجع باحثون مستقلون الدراسات وحللوا تأثير التدخلات التي تهدف لتقليل الوزن مقارنة بالتأثير الذي حدث للمريضات اللواتي لم يتم تقديم أي رعاية إضافية لهن، والمريضات اللواتي تم تقديم الرعاية المعتادة لهن (الميتفورمين، حبوب منع الحمل، نصيحة)، والمريضات التي قدمت لهن نصيحة لفقدان الوزن من دون دعم. وحلل الباحثون التأثير الذي حدث على المؤشرات المرتبطة بالأيض، والعلامات الهرمونية، ونوعية الحياة.
وشملت التدخلات التي تهدف إلى تقليل الوزن على التدخلات السلوكية (اتباع نظام غذائي أو ممارسة نشاط بدني)، أو العلاج الدوائي لفقدان الوزن، أو جراحة علاج السمنة، أو مجموعات من هذه التدخلات.
ووجد الباحثون أن التدخلات التي هدفت لتقليل الوزن ارتبطت بالتحكم في انخفاض نسبة السكر في الدم بشكل كبير والعلامات الهرمونية بما في ذلك مؤشر الأندروجين الحر.
الأندروجيناتيُنتج كل من الرجال والنساء هرمونات ذكورية تسمى الأندروجينات، والتي تشمل هرمون التستوستيرون. وأثناء البلوغ، يساعد هرمون التستوستيرون الأطفال على النمو إلى مرحلة البلوغ. ومع التقدم في السن، قد تنخفض مستويات هذا الهرمون. ويسبب هذا مشاكل صحية لكل من الرجال والنساء.
وزيادة الأندروجين هي أكثر اضطرابات الغدد الصماء شيوعا لدى النساء في سن الإنجاب. ويتم إنتاج الأندروجينات بشكل أساسي بواسطة الغدد الكظرية والمبايض. وتلعب الأنسجة الطرفية مثل الدهون والجلد دورا في تحويل الأندروجينات الضعيفة إلى أندروجينات أكثر قوة.
ويمكن أن تؤثر زيادة الأندروجين على أنسجة وأعضاء مختلفة، وهذا يتسبب في ظهور سمات سريرية مختلفة مثل حب الشباب، وزيادة الشعر، والذكورة، ومشاكل الإنجاب.
ومؤشر الأندروجين الحر (Free Androgen Index) هو نسبة يتم تحديدها بعد إجراء فحص دم للتستوستيرون. ويتم استخدامه لمعرفة ما إذا كانت مستويات الأندروجين غير طبيعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات انتظام الدورة الشهریة متلازمة تکیس المبایض فقدان الوزن
إقرأ أيضاً:
استشاري الطوارئ في الإسكندرية تكشف سر انتشار نزلات البرد هذا الشتاء
لاحظ المواطنون ازديادًا ملحوظًا في حالات نزلات البرد والإنفلونزا داخل كل بيت تقريبًا.. هذا ما أكدته الدكتورة ميرفت السيد، مدير المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة واستشاري طب الطوارئ والإصابات وطب المناطق الحارة، التي أوضحت أن ما يشهده المجتمع هذا العام ليس نتيجة ضعف مناعة الأفراد كما يظن كثيرون، بل نتيجة عوامل بيئية ومناخية موسمية أدت لانتشار الفيروسات بصورة غير مسبوقة.
وقالت السيد إن إغلاق النوافذ والأماكن المغلقة بسبب برودة الطقس لعب دورًا أساسيًا في انتشار العدوى، حيث يمنح الفيروسات فرصة أكبر للبقاء في الهواء المحبوس داخل المنازل والمكاتب مشيرة إلى أنه مع ازدحام المدارس وأماكن العمل ووسائل النقل، ارتفعت فرص انتقال العدوى بين الأشخاص، خاصة مع التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة التي أضعفت الأغشية المخاطية في الأنف والحلق، مما جعل الجسم أكثر عرضة للإصابة.
وأوضحت السيد أن الفيروسات المنتشرة هذا الموسم ليست نوعًا واحدًا، بل مزيج من عدة فيروسات، أبرزها الإنفلونزا الموسمية بنوعيها A وB، وفيروسات البرد التقليدية، بالإضافة إلى فيروس RSV الذي يظهر بشكل أكبر لدى الأطفال. كما لا يزال فيروس كورونا موجودًا، وإن كانت الإصابات أقل حدة مقارنة بالمواسم السابقة وتظهر غالبًا في صورة أعراض خفيفة مؤكدة على أنه هذا التشابه الكبير بين الأعراض، سببا في عدم التفرقة بين البرد والإنفلونزا أو أي فيروس آخر دون استشارة طبية.
هذا وقد أضافت السيد بأن كثيرًا من المرضى يتساءلون عن اللحظة التي يجب فيها التوجه للطبيب فورًا وهنا توضح بأن الأعراض العادية مثل الرشح البسيط والسعال الخفيف والحرارة المنخفضة لا تستدعي القلق، إلا أن استمرار ارتفاع الحرارة، أو حدوث ضيق في التنفس، أو ألم شديد في الصدر، أو الدوخة والإغماء، كلها مؤشرات خطيرة تتطلب مراجعة الطبيب أو التوجه إلى قسم الطوارىء ومثله ينطبق على الأطفال الرضع الذين تظهر عليهم علامات الجفاف أو ارتفاع الحرارة، وكذلك كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة إذا ساءت حالتهم.
كما حذرت السيد من الأخطاء الشائعة التي تسهم في زيادة المضاعفات، وعلى رأسها استخدام المضادات الحيوية بلا داعٍ، وهي لا تؤثر على الفيروسات أصلًا، وكذلك الإفراط في تناول المسكنات أو استخدامها على معدة فارغة، بالإضافة إلى تناول الكورتيزون دون استشارة طبية، أو الاستخدام المفرط لبخاخات الأنف، أو خلط الأدوية بطريقة عشوائية، وهي ممارسات قد تؤدي إلى نتائج صحية خطيرة.
وفيما يتعلق بالوقاية، شددت على أهمية التهوية الجيدة في المنازل وأماكن العمل حتى في أيام البرد، إلى جانب شرب كميات كافية من السوائل وتناول المشروبات الدافئة والشوربات التي تساعد على تهدئة الأعراض وتقوية المناعة كما نصحت بالراحة عند بدء ظهور الأعراض، وأكدت على أهمية الحصول على لقاح الإنفلونزا خاصة لكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة.
واختتمت السيد حديثها برسالة واضحة: "الشتاء ليس موسم خوف، بل موسم وعي" مشيرة إلى أن تواجد الفيروسات المستمر، مضيفة معها إذا التزم الناس بالإرشادات الصحية، وحافظوا على التهوية، وأخذوا قسطًا كافيًا من الراحة، واعتمدوا على المعلومات الطبية السليمة بهذه الخطوات يمكن للمجتمع تجاوز موجة العدوى وتقليل انتشارها ومضاعفاتها.