الوجهات القصيرة وتصميم الوجهات السياحية
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
تحتمل عملية تكوين الجذب السياحي تداخل العديد من العوامل المؤثرة فـيها، بعضها يتعلق بطبيعة السائح وبعضها يتعلق بطبيعة الموسم، وبعضها يتعلق بطبيعة المعروض السياحي، وبعضها يرتبط بطريقة تصميم الوجهة السياحية؛ والطريقة التي تصمم بها الوجهة السياحية تعد من العوامل الأكثر حسمًا حينما يتأتى الحديث عن مجتمعاتنا الخليجية والعربية عمومًا؛ ونقصد بها مجموعة من الأسئلة التي تحدد طبيعة هذه الوجهة: من تناسب؟ كيف يتم تحديد مستوى ما يمكن أن يصرفه/ يستهلكه السائح فـيها؟ ما القيم التي تؤسس عليها؟ ما طبيعة الوصول إليها؟ وهل تراعي طبيعة المحاذير/ التوقعات التي تتوقعها الفئة المستهدفة بهذه الوجهة؟ هذه أسئلة أولية فـي تصميم مقاصد الوجهات السياحية، ومن خلالها يمكن أن تتطور أسئلة أخرى أكثر تفصيلًا لتحقيق جدوى الجذب السياحي الحقيقي.
تتيح مواسم الإجازات القصيرة (الأعياد والمناسبات الوطنية..) فرصة مناسبة لفهم التغيرات التي تطرأ على مشهد السياحة المحلية، وخلال إجازة العيد الوطني المنقضية شهدنا توزعًا واضحًا لمناطق الجذب السياحي على وجهات بعينها، استطاعت بطريقة أو بأخرى إجادة تصميم وجهة الجذب بما يتناسب مع تغيرات السياحة المحلية، قد تكون الوجهات فـي محافظة الداخلية دلالة واضحة على ذلك حيث حظيت -حسبما شهدنا- بتوافد واسع من السياح المحليين على الوجهات السياحية المطورة فـيها، فـي الوقت الذي بدأت فـيه بعض المحافظات وتزامنًا مع العيد الوطني من ناحية، واعتدال الأجواء من ناحية أخرى فـي تنشيط بعض الفعاليات المرتبطة بالمهرجانات الترفـيهية سواء القصيرة منها أو الممتدة كموسم، مما يوفر خيارات جيدة للأفراد والأسر لاستغلال مثل هذه الإجازات وتنشيط السياحة الداخلية. تبقى هناك بعض التحديات أو العتبات التي يتوجب الانتباه إليها مثل استكمال سلسلة القيمة بالنسبة للوجهة السياحية، مثل ضرورة توافر خيارات متنوعة للسكنى والإقامة تتناسب مع مستويات الدخول المختلفة والاتجاهات المتنوعة للسياح، كذلك تنشيط حركة متكاملة حول مناطق الجذب السياحي من خيارات الطعام، عوضًا عن التنبه لاستكمال خدمات البنى السياحية الأساسية، إضافة إلى ضرورة ربط الوجهات السياحية داخل الحيز الجغرافـي المتقارب ببعضها بعضًا لصنع ما يُعرف بالتجمعات السياحية المتكاملة.
إن أمام المحافظات اليوم فرصة مواتية لخلق التجمعات السياحية المتكاملة وفقًا لما تتميز به كل محافظة من عناصر جذب، ومقومات إما طبيعية أو بنائية، أو ثقافـية، ويبقى العمل على الآلية التي يمكن من خلالها توليف كل هذه المقومات لخلق تجربة السائح ضمن إطار سياحي متكامل، فـيتاح أمام من يزور محافظة شمال الباطنة على سبيل المثال تجربة عيش الحياة البحرية والأنشطة المتصلة بها فـي إحدى ولايتها بالإضافة للاستمتاع بالفنون الشعبية والأنشطة التراثية فـي ولاية أخرى، والاستمتاع بتجربة إقامة وطعام ملائمة فـي ولاية أخرى بإطلالات مميزة ومناسبة، أو عيش تجربة الشواء فـي نطاق ولاية أخرى. بحيث تعزز المدة التي يمكن أن يقضيها السائح فـي إطار جغرافـي قريب، وبكلفة معقولة، وخيارات متعددة، وبتجربة كافة أشكال الجذب المتاحة. وبهذه الطريقة يخلق إنفاق محلي مستدام ومضاف يغذي القطاع السياحي من ناحية، ويساهم فـي تقويم تجربة التنمية السياحية فـي المحافظات من ناحية أخرى. وفـي تقديرنا يجب أن تركز فـي هذه المرحلة الاستراتيجيات الوطنية (المركزية) على تعزيز مثل هذه المفاهيم وتنميتها ثم تمكين المحافظات من إسقاطها فـي برامجها وخططها اللامركزية على حد سواء.
يبقى السؤال: ما الذي يجذب السائح العُماني إلى وجهة سياحية معينة؟ تتيح دراساتنا المسبقة فـي حقل الاجتماع حول هذه المسألة عدد من النتائج المهمة، والتي يمكن أن تساعد فـي تصميم الوجهات السياحية المستهدفة للجذب المحلي، يمكن الحديث عن 5 عناصر أساسية تحدد هوية الجذب المحلي للسياح؛ أولها وجهة سياحية ملائمة للعائلة من ناحية (الثقافة/ المرافق/ الخصوصية/ التكلفة)، ثانيها: وجود أنشطة ترفـيهية تتسم بالسلامة والأمان خاصة لفئة الأطفال، ثالثها: وجود خدمات تكميلية قريبة مكانيًّا وذات جودة، رابعها: سهولة الوصول للوجهة من قبل كافة مكونات العائلة، خامسها: اتساع الوجهة وتفضيل إمكانية كونها وجهة طبيعية. هذه عناصر أساسية استخلصناها من دراساتنا المسبقة حول الموضوع، وبالتأكيد فإن هناك تفضيلات وعناصر فرعية تختلف باختلاف العوامل والمحددات الاجتماعية للأفراد والأسر، سواء من ناحية الدخل، أو تركيب الأسرة وعدد أفرادها وطبيعتها، وكذلك التجارب المعاشة السابقة للأفراد والأسر. وفـي كل الأحوال فإننا ندعو إلى تشخيص مستمر للواقع المتغير للتفضيلات السياحية، فإذا كان المشهد فـي المحافظات اليوم يحمل العديد من الفعاليات والمهرجانات والمواسم المستمرة فإنها فـي الوقت نفسه تشكل إطارًا خصبًا للتقييم ولفهم المجتمع والحالة السياحية العامة، فلا يكتفى فقط بمؤشرات أعداد الزوار وأوقات الزيارة، وإنما ينبغي فهم الأبعاد والمحكات الأخرى التي تساعد فـي تطوير مثل هذه التجارب، وفـي الوقت نفسه تصميم وجهات أكثر مناسبة لاتجاهات السياحة المحلية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الوجهات السیاحیة السیاحة المحلیة الجذب السیاحی من ناحیة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الغرف السياحية: 78 ألف حاج مصري في موسم الحج.. وبطاقة نسك إلزامية لمنع التجاوزات
كتبت - داليا الظنيني:
أكد إيهاب عبدالعال، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، في تصريحات لبرنامج "حديث القاهرة"، أن العدد الإجمالي للحجاج المصريين المعتمد رسميًا لموسم الحج الحالي يبلغ 78 ألف حاج. وشدد على عدم وجود أي تنازل عن تأشيرات الحج هذا العام، حيث حصل قطاع الحج السياحي على أكثر من 40 ألف تأشيرة.
وأوضح عبدالعال أن الإجراءات الصارمة التي تم اتخاذها بالتنسيق بين مصر والمملكة العربية السعودية تهدف إلى منع تكرار أزمة الموسم الماضي المتعلقة بدخول أعداد كبيرة من الحجاج خارج الأطر الرسمية. وكشف عن إلغاء تراخيص بعض شركات السياحة المتورطة في تجاوزات سابقة، بينما تم تبرئة شركات أخرى خلال التحقيقات.
وأكد عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية أنه لن يكون هناك أي تسرب للمواطنين هذا العام ممن لا يحملون تأشيرات رسمية، مشيرًا إلى وجود اتفاق واضح بين البلدين لتنظيم إجراءات الحج.
وأضاف أن السلطات السعودية تفرض حاليًا عدم وجود أي شخص في مكة المكرمة لا يحمل بطاقة "نسك"، وهي البطاقة الرسمية المعتمدة لأداء المناسك.
ولفت عبدالعال إلى أنه تم إيقاف رحلات العمرة خلال شهر شوال كإجراء احترازي لمنع أي محاولات للبقاء في مكة بغرض الحج دون تصريح. وأشار إلى قرار اللجنة العليا للحج بتخصيص 80% من تأشيرات الحج لمحدودي الدخل، حيث تبدأ أسعار الحج البري من 225 ألف جنيه، بينما يبلغ سعر الحج بالطيران 245 ألف جنيه.
واختتم بالتأكيد على أن بطاقة "نسك" تُعد شرطًا أساسيًا لأداء مناسك الحج هذا العام.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
بطاقة نسك موسم الحج 2025 بطاقة نسك إلزامية لمنع التجاوزات برنامج حديث القاهرة 78 ألف حاج مصريتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
الغرف السياحية: 78 ألف حاج مصري في موسم الحج.. وبطاقة "نسك" إلزامية لمنع التجاوزات
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك