بغداد اليوم- ديالى

منذ أسابيع، تستقطب ضفاف بحيرة حمرين، أقصى شمال شرق ديالى ضيوفًا من قرابة عشر محافظات عراقية، جذبهم سحرها وولعهم بصيد الأسماك الذي بدأ يجذب الكثيرين، خاصة وأن هذه البحيرة شهدت قفزة كبيرة في كميات وأنواع الأسماك الموجودة، بفضل جهود وزارة الزراعة في إطلاق كميات كبيرة من الإصبعيات في الأشهر الماضية.

حتى أن البحيرة الآن ممتلئة بنسبة تصل إلى 60% من قدرتها الخزنية، والتي تصل في الحدود القصوى إلى أكثر من مليارين و400 مليون متر مكعب.

طريق بحيرة حمرين أصبح مزدحمًا منذ ساعات الصباح الأولى وحتى المساء بالعشرات وربما المئات من المسافرين الذين يتوقفون لقضاء أوقات ممتعة مع أجواء ساحرة، وسط رغبة البعض منهم في اصطياد الأسماك الحية. 

محمد إبراهيم، وهو موظف حكومي قادم من العاصمة بغداد باتجاه السليمانية، استوقف هو وعائلته على ضفاف بحيرة حمرين، ويقول لـ  "بغداد اليوم"، إنه "دفعته للوقوف لأكثر من ساعتين في محاولة لاستنشاق هواء نقي والتمتع بهذه الأجواء التي ربما حُرمنا منها لأكثر من 20 عامًا بسبب الاضطرابات الأمنية، لافتًا إلى أنه من المؤسف أن تكون لدينا هذه الأيقونة الجمالية دون خدمات أو استثمار حقيقي".

أما جاسم البصراوي، وهو قادم من الزبير أقصى جنوب العراق، أشار إلى أنه توقف مع رفيقه لأكثر من أربع ساعات واصطادا عددًا من الأسماك في فسحة للتنفيس عن ضغوط الحياة وقضاء بعض الوقت، لافتًا إلى أن هذه اللحظات لا يمكن أن تذهب عن مخيلته، خاصة وأنه مر أخيرًا من بحيرة حمرين التي فقد بسببها سبعة من أقاربه في أوقات متباعدة بعد 2003 بسبب الاضطرابات بينهم عناصر أمنية"

زهرة عبد حسين، وهي موظفة حكومية متقاعدة جاءت مع أحفادها من الديوانية في طريقها إلى السليمانية، أشارت إلى أنها تفاجأت برؤية هذا الجمال على أرض ديالى، لافتة إلى أنها سمعت الكثير عن بحيرة حمرين وجمالها، لكن لحظة أن وطأت قدمها هذه المناظر الخلابة كانت أجواء ممتعة بالفعل. هذه المناظر تستحق الاستثمار من قبل الجهات المختصة".

وبينت بانها كانت تسمع عن بحيرة الموت في اشارة الى بحيرة حمرين لكنها تفاجئت من ان كل مايقال غير صحيح وان الاوضاع امنة ومستقرة والاجواء اكثر من رائعة وجمال هذه البحيرة يضاهي ما شاهدته في دول مجاورة مع الاشارة الى انعدام الخدمات للاسف في هذه المنطقة الجميلة".

أما مدير ناحية السعدية، أحمد الزركوشي، والتي تقع بحيرة حمرين ضمن الخارطة الإدارية، أشار إلى أن الأجواء الآمنة والخزين المائي كلها أسباب دفعت إلى جذب ضيوف ربما من عشر محافظات عراقية وهم في طريقهم إلى السليمانية أو لزيارة بعض الأقارب، لافتًا إلى أن العشرات وربما المئات تجدهم على ضفاف البحيرة يصطادون الأسماك الحية مع الأجواء المناسبة التي زادت من جذب الضيوف".

وأضاف "نسعى منذ سنوات إلى طرح فكرة استثمار بحيرة حمرين كمدينة سياحية على ضفافها، لكن الموضوع متعلق بالجهات المختصة باعتبار أن الاستثمار يحتاج إلى موافقات عدة. لكن يبقى أملنا أن تتحول بحيرة حمرين إلى أيقونة سياحية على مستوى العراق، خاصة وأنها تمتد لعشرات الكيلومترات وتحيط بها مناطق جميلة كثيرة"، لافتًا إلى أن الأجواء الأمنية مستقرة ولم تسجل أي خروقات منذ أشهر طويلة".

يذكر ان بحيرة حمرين التي أنشئت منذ أكثر من أربعة عقود تبلغ قدرتها التخزينية للمياه أكثر من مليارين و400 مليون متر مكعب، وتقع على نهر العظام، أحد أهم روافد نهر دجلة، وهي منخفض يمتد الجزء الأكبر منه داخل حدود ديالى مع أجزاء أخرى تصل إلى طوز خورماتو وأمرلي والمناطق القريبة منها.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: بحیرة حمرین

إقرأ أيضاً:

المبعوث باراك يحذر من فيدرالية عراقية تؤدي الى انفصال كردستان على غرار تجربة يوغسلافيا

6 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: انتقد المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك، بشدة حصيلة التدخل الأميركي في العراق والمنطقة، معتبراً أن بلاده أنفقت نحو ثلاثة تريليونات دولار وخاضت عشرين عاماً من “التاريخ الكارثي”، قبل أن تنسحب من العراق “من دون مكاسب حقيقية”، على حد تعبيره.

وقال باراك الذي زار العراق مؤخراً، في مقابلة مع شبكة “The National” تابعته المسلة، إن التجربة العراقية تمثل نموذجاً لما وصفه بأنه “سياسات لا يجب أن تتكرر”، مشيراً إلى أن التدخل انتهى “بفقدان مئات آلاف الأرواح وترك البلاد في حالة فوضى”، مع فراغ ملأته إيران عبر جماعات مسلحة تدين لها بالولاء.

وأوضح أن الولايات المتحدة دفعت باتجاه صيغة فيدرالية في العراق، تقوم على حكومة اتحادية في بغداد مع كيان كوردي يتمتع بقدر واسع من الحكم الذاتي في الإقليم الغني بالنفط، محذراً من أن هذه المقاربة أدت فعلياً إلى “تجزئة” شبيهة بما جرى في يوغسلافيا السابقة.

وأضاف أن نموذج “الفدرلة الممزقة” لم ينجح، وأن العجز عن التوافق على صيغة واحدة للحكم فتح الباب أمام تقسيمات أوسع وصدامات بين المكونات، قبل أن تستغل طهران الفراغ السياسي والأمني لتعزيز نفوذها داخل مؤسسات الدولة.

وأشار إلى أن الجماعات المسلحة باتت تمتلك نفوذاً واسعاً داخل البرلمان العراقي، معتبراً أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني “شخص جيد” على حد وصفه، لكنه يفتقر إلى القوة السياسية الكافية بسبب تركيبة مجلس النواب وتحكم أطراف مرتبطة بالحشد الشعبي بمسارات تشكيل الائتلافات.

انسحاب عسكري وتركيز على مكافحة الإرهاب

وأكد باراك أن القيادة الأميركية الحالية حسمت موقفها بعدم إرسال قوات برية جديدة إلى المنطقة وعدم الدخول في التزامات مالية بعشرات المليارات، والاكتفاء بوجود دبلوماسي وأمني مركز في سفارة “ضخمة” في بغداد وقنصلية كبيرة في أربيل.

وقال إن واشنطن باتت تعلن أن وجودها في المنطقة يتركز على مهمة واحدة هي “مكافحة الإرهاب”، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي تعهد بعدم المخاطرة بحياة الجنود الأميركيين في “معادلة لم تثبت نجاعتها خلال مئة عام”.

وفي تقييمه للوضع الراهن، وصف باراك، العراق بأنه في حالة فوضى، مشيراً إلى أن القتال الإيراني على العراق شديد، وأن طهران تنظر إلى بغداد بوصفها آخر مساحة نفوذ رئيسية بعد الضغوط التي تواجهها في ملفات حزب الله وحماس والحوثيين.

كما تطرق إلى ملف إيران، مؤكداً أن الإدارة الأميركية منفتحة على حوار جدي مع طهران بشأن برنامجها النووي ووقف تمويل الجماعات المسلحة الحليفة لها، إلا أنه شدد على أن واشنطن لا تقبل “حواراً شكلياً يطيل أمد الحروب بالوكالة”.

وأوضح أن الرئيس الأميركي يدرك أن إيران تخطط وفق أفق زمني يمتد لعقود، في حين أن ولاية أي رئيس أميركي محدودة، محذراً من محاولات “استدراج واشنطن إلى مفاوضات لا تنهي دوامة العنف، بل تمنح الوقت لمزيد من التصعيد عبر الوكلاء”.

وفي الشأن اللبناني، وصف المبعوث الأميركي، لبنان بأنه “دولة فاشلة” مالياً واقتصادياً، مع دين عام ضخم ونظام مصرفي شبه معطل يعتمد على الحوالات وشركات التحويل، في ظل بيئة يقول إنها اضطرت إلى الفساد “كي تستمر”.

مع ذلك، رأى أن هناك فرصة لتجنب حرب أهلية جديدة، مشيراً إلى وجود قيادة سياسية تقول إنها لا تريد تكرار تجربة الثمانينيات.

واعتبر أن معضلة حزب الله معقدة، إذ تصنفه الولايات المتحدة “منظمة إرهابية أجنبية”، بينما يشكل في الداخل جزءاً من البنية السياسية وتمثيلاً أساسياً للطائفة الشيعية في البرلمان.

وأكد أن أي حل واقعي لا يمكن أن يقوم على “نزع سلاح الحزب بالقوة”، بل على صيغة تضمن “عدم استخدام هذا السلاح” ضمن اتفاق أوسع يراعي هواجس الطائفة الشيعية ويضع مسافة بين الحزب وطهران، مع الإشارة إلى أن دولاً خليجية أنفقت مليارات الدولارات في محاولات سابقة لمعالجة هذا الملف.

كما كشف المبعوث باراك عن جهود أميركية لدفع لبنان نحو حوار مباشر مع إسرائيل، بدلاً من الاكتفاء بآليات غير مباشرة ترعاها أطراف ثالثة، معتبراً أن أي تسوية مستدامة تتطلب اتفاقاً واضحاً حول وضع حزب الله والحدود وترتيبات الأمن في الجنوب.

وبشأن سوريا، تحدث بإيجابية عن السلطة الجديدة هناك، قائلاً إنها أنهت “خمسين عاماً من الفظائع” وتحاول السير في “مسار مختلف”، بعد انضمامها للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش واعتمادها مقاربة أكثر تعاونية مع واشنطن.

وأكد أن جزءاً من الحل، في نظره، يكمن في اتفاق أمني وحدودي مع إسرائيل يمهّد لاحقاً لتطبيع العلاقات.

في ختام حديثه، انتقد باراك سجل محاولات تغيير الأنظمة في العالم منذ منتصف القرن الماضي، معتبراً أن عشرات الانقلابات والتغييرات التي شاركت فيها الولايات المتحدة “فشلت جميعاً تقريباً”.

وأشار إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترمب، لا تؤمن بسياسة “تغيير الأنظمة”، بل تدفع نحو حلول إقليمية تصوغها دول المنطقة نفسها، موضحاً أن ما جرى في المواجهات الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله ليس نهاية القصة، بل “فصلاً من فصول متعددة لم تكتب نهايتها بعد”، على حد قوله.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • المنتجات الجزائرية تجذب الزوار بمعرض الصناعة التقليدية بميلانو
  • الأرصاد اليمني يتوقع أجواء شديدة البرودة بعدة محافظات
  • المبعوث باراك يحذر من فيدرالية عراقية تؤدي الى انفصال كردستان على غرار تجربة يوغسلافيا
  • بمشاركة 150 طفلاً..السليمانية تحتضن أول بطولة عراقية لـالروبكس كيوب (صور)
  • عزوف الشباب والفتيات عن الزواج| ضيوف "خط أحمر"
  • ركيزة حضارية.. "السديس" يُثمّن دور المتطوعين في خدمة ضيوف الرحمن
  • فرح تحول لمأتم: غرق شاب في "بحيرة البهنسا" بالمنيا قبل ساعات من خطوبته
  • غرق شاب في بحيرة البهنسا ببني مزار شمال المنيا
  • الأرصاد يتوقع أجواء شديدة البرودة في عدة محافظات
  • انتخاب الشرافي رئيساً للجنة الوطنية لخدمة ضيوف الرحمن باتحاد الغرف