الجزيرة:
2025-06-16@13:29:48 GMT

غزة.. عندما تتساقط الطفولة بين أزقة النزوح

تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT

غزة.. عندما تتساقط الطفولة بين أزقة النزوح

غزة- أزهقت إسرائيل أرواح أكثر من 30 طفلا فلسطينيا من شمال قطاع غزة إلى جنوبه في يوم الطفل العالمي الذي أرّخته الأمم المتحدة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام تأكيدا على ضرورة احترام العالم لحقوق الأطفال.

في ملعب اليرموك -الذي يتكدس فيه النازحون الذين هجّرهم الاحتلال قسرا من شمال قطاع غزة- تتساقط الطفولة بين أزقة الخيام، أطفال كبرت أكتافهم وعقولهم قبل أعمارهم وأجسادهم، تحمل وجوههم أسى لطختهم به عيشة التشرد ومأساة التجويع، وحمّلتهم الحرب عبئا أثقل منهم فصنعت من إناثهم أمهات ومن ذكورهم رجالا.

على باب الخيمة ينكفئ الطفل إسلام على حذاء مهترئ، يُصلح نعلا تحتضنه كفاه، يدس الإبرة ويسحبها بجهد يوازي ضَعف يديه، اقتربت منه الجزيرة نت وسألته عن دافعه للعمل الذي يقوم به فأجاب "أعمل من كسب يدي، ولا أريد أن أمدها لأحد"، في إجابة تفوق سن طفل لم يتجاوز الـ11 من العمر، صيّرته الحرب أبا ومعيلا لوالدته وإخوته الخمسة بعدما قتل الاحتلال والده في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.

ومن طفل كان أكبر همه الفوز في مباراة كرة القدم مع أقرانه إلى رجل بجسد طفل يتسمر على كرسي يتوافد عليه النازحون لإصلاح الأحذية.

يطمح إسلام إلى أن يتخصص في مجال كهرباء السيارات كما كان والده، ويقول "حين تنتهي الحرب سأعود للمدرسة وأتعلم وأمارس المهنة التي كان أبي يعمل بها".

كما تجاوزت أبوته الإنفاق ليحمل همّ إخوته ويرعاهم، ويؤكد "نزحنا من جباليا إلى غزة ومن حولنا دبابات الاحتلال، كنت خائفا من أن يصاب إخوتي بسوء، ولم أهدأ إلا حين وصلنا بسلام".

الطفل إسلام يعمل بإصلاح الأحذية في مخيم اليرموك لإعالة إخوته ووالدته بعد استشهاد والده (الجزيرة) رفاهية "حق الحياة"

وخلال تجول الجزيرة نت في المخيم التقت بخالد (10 أعوام) الذي يجر على الأرض الوعرة عربة أثقل منه فيها أخشاب جمعها من البيوت المدمرة حول المخيم، جلبها إلى أمه لتذكي بها الموقد وتعد لهم الطعام، ويقول خالد "لم نعد أطفالا، الفرق بيننا وبين العجائز شيب الشعر فقط".

في المقابل، يجلس أنس (7 أعوام) تعلق الدموع على طرف عينيه وحيدا على مدرج الملعب بعدما عجز عن أن يجلب لأمه وأخوته ما يشبعهم، وحين سألته الجزيرة نت عن والده أجاب "أبي محاصر في جباليا".

أما لبنى (13 عاما) فتسأل عن الحقوق النظرية التي تعلمتها في المناهج الدراسية، وتقول للجزيرة نت "تعلمنا أن من حق الأطفال اللعب والأمان، هل النوم على رمل الخيمة وافتقارنا إلى ما نأكله أو نرتديه في هذا البرد القارس من احترام حقوقنا؟!".

تحمل لبنى غالون الماء وتكمل السير وهي تتمتم "حرام اللي بيصير فينا والله، تعذبنا كتير".

في مخيم اليرموك بغزة تحولت حقائب المدرسة إلى حقائب نزوح، وطوابير المدرسة في الصباح إلى طوابير التكية والحصول على الماء، أما المدارس والملاعب فصارت مراكز إيواء ومساحات لنصب الخيام.

ويرى أطفال المخيم أخشاب الأشجار والأوراق ثروة لإشعال النيران والطهو، في حين يرون الماء المتدفق في الصنابير، والاستحمام في الحوض المخصص للاستحمام، والنوم على وسادة وسرير، واللعب والتنزه وأكل اللحوم والخضار وشرب الحليب كلها رفاهيات لا ينال منها الطفل الغزي اليوم شيئا.

الأطفال "غير المصحوبين"

اختطفت قوات الاحتلال عشرات القاصرين من قطاع غزة، إما خلال مرورهم عبر حاجز نتساريم الفاصل بين شمال وادي غزة وجنوبه أو خلال عملياتها البرية التي تعتقل فيها آلاف الفلسطينيين.

وتقول هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية إن إدارة السجون الإسرائيلية تتعامل مع أطفال غزة تعاملا أقسى من غيرهم، وفي هذا السياق كتب المحامي خالد محاجنة عبر صفحته الشخصية على منصات التواصل بعد زيارته سجن مجدو يقول "وجدت قاصرا يبلغ من العمر 15 عاما اعتقل من حاجز نتساريم فيما كان برفقة والدته محتجزا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بحجة أنه مقاتل غير نظامي دون تهم ودون تحقيق".

أما الأطفال "غير المصحوبين" كما يُعرّفون -الذين يخلي الاحتلال سبيلهم بعد اختطافهم لساعات- فيدفعهم إلى جنوب القطاع، وهو بذلك يفرقهم بعيدا عن أهاليهم في الشمال دون السماح لهم بالعودة.

كان الشاب عبد الله أبو عاصي وشقيقه الطفل عمر (12 عاما) ينتظران معا شاحنات المساعدات الإنسانية في منطقة دوار الكويت جنوب غرب مدينة غزة حين باغتهم الاحتلال واعتقل عددا كبيرا من الأشخاص هناك، كان منهم عبد الله الذي أفرج عنه الاحتلال بعد اعتقال دام 12 يوما وأبعده إلى رفح، في حين احتجز عمر لساعات ثم أفرج عنه جنوبا.

ويقول عبد الله للجزيرة نت إنه بعد مرور 10 أيام لم يتوقف فيها عن اقتفاء أثر أخيه سمع باسمه يُنادى عليه في المساجد، ليجتمع به بعدما يئس من محاولات البحث عنه.

يعيش عمر مع أخيه في خيمة دون والديه معتمدا على طعام التكية بلا مأوى أو حضن أمه وبلا أي مقومات للعيش، وبينما يلح عمر في العودة إلى بيته ووالديه في حي التفاح بمدينة غزة يفقد القدرة على التعبير عن مشاهد دهس الشهداء والأشلاء المتناثرة في الطرقات والتي رآها خلال احتجازه، والتي لم تكن الشهور العشرة التي مرت بعدها كافية له ليتعافى.

طفل مصاب بغارة إسرائيلية استهدفته وآخرين وهم نيام في حي الشجاعية بغزة (الجزيرة) الناجي الوحيد

مشردون في المآوي أو قابعون في السجون أو مصابو حرب هذا حال أطفال قطاع غزة، ففي المستشفى الأهلي العربي المعمداني أطفال على أسرّة العلاج يعانون عاهات مستديمة وحروقا وتشوهات وإصابات أدت إلى الشلل أو العجز الحركي، وأخرى دماغية تؤثر على الإدراك والسلوك، كما فقد المئات من الأطفال بصرهم أو تأذت رؤيتهم، وأدت الحرب إلى بتر أطراف 4 آلاف طفل، بحسب وزاة الصحة.

في قسم الاستقبال المكتظ بحكايات الألم لمئات المصابين من الأطفال تبدو الحكاية الأقسى لمسعفين يحملون بين أيديهم أطفالا بوزن لا يتعدى الكيلوغرامات، أما على شفاههم فيحملون أثقل ما يمكن لبشر النطق به "طفل ناجٍ ووحيد".

لميس -التي لا يتجاوز عمرها 7 أشهر- بقيت وحيدة بعدما مُسح أفراد عائلتها من السجل المدني في استهداف منزلهم بحي الصبرة جنوب المدينة، يغيّر الممرض على جرحها دون أن تحتضنها أم أو يقف بجوارها أب، لتكون واحدة من 17 ألف يتيم حرمتهم حرب الإبادة من آبائهم وأمهاتهم.

خارج الاستقبال وفي ساحة المستشفى المعمداني تجلس آرام النازحة في المستشفى يوميا بجوار قبر شقيقتها، تغرس وردا على تراب قبرها، وتحدثها عن تفاصيل يومها وتخبرها بشوقها وبالوضع الصحي لوالدهما المصاب.

تقول آرام "أفتقد شقيقتي كل يوم، وأسأل: لماذا حرموني منها وهي لم تؤذهم بشيء؟!".

طفلان في مركز إيواء بقطاع غزة (الجزيرة) أشقاء مكفنون

بعينين منتفختين ورأس يتأرجح مترنحا بين حقيقة ما ترى وبين ما ترفض تصديقه تجلس أريج أمام جثامين حمزة وعبد العزيز وليلى صغارها الثلاثة المكفنين الذين أودى بهم صاروخ واحد سقط على خيام نزوحهم في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، فتفتتت على إثره أجسادهم وقلب أريج.

تتحسس وجوههم بيدها المرتجفة، وتسألهم "من سيناديني ماما بعد اليوم؟ لماذا رحلتم جميعا؟"، تقول أريج "كان حمزة يحلم ويدعو دوما أن يركب صاروخا ليصعد إلى القمر ويكتشفه، تحققت أمنيته وحمله الصاروخ إلى ربه".

تضع يدها على قلبها تضرب عليه وتقول "اثبت أُحُد، اثبت أحد، يا مثبت العقل والدين، ثبتني يا رب"، تسأل من حولها "أطفال نائمون يا عالم، أكبر همهم اللعب استيقظوا غارقين بدمائهم، بماذا آذوهم ليُقتلوا؟".

وقتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 17 ألفا و400 طفل حتى اليوم، وتقول اليونيسيف إنه "حرم 60 ألف طفل من التعليم جراء الحرب، وجعل أكثر من 500 ألف طفل في القطاع بحاجة للدعم النفسي والعقلي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تسليم الدورة الثالثة لجائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية

شهدت مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي فعالية المجلس العربى للطفولة والتنمية لتسليم الدورة الثالثة لجائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية والتي خصصت لموضوع "التعليم في عالم ما بعد كورونا"  ونظمت تحت رعاية وحضور الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند”، وذلك بحضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور حسن البيلاوى الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية وعدد واسع من ممثلى الوزارات والهيئات المهتمة.

وأعربت المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي عن سعادتها بالمشاركة  في هذه الفعالية المهمة، وهى الاحتفال بتوزيع جوائز الدورة الثالثة لجائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية  والتى اختارت موضوعا مهما وحيويا وهو "التعليم في عالم ما بعد كورونا "، وذلك فى إطار جهود المجلس العربي للطفولة والتنمية، فى الاهتمام  بقضايا الطفولة والتنشئة والمواطنة، وبما يتيح مساحة للحوار وتبادل الرؤى حول القضايا الجوهرية التى تمس الحاضر والمستقبل، وفى مقدمتها  التعليم، والتحول الرقمي، والحماية الاجتماعية.

وأشارت صاروفيم إلى أن فعالية اليوم تعد منصة لطرح جهود علمية لتعزيز التكامل بين التعليم والحماية الاجتماعية، لاسيما في الفترات التي تلي الأزمات الكبرى مثل جائحة كورونا والتى شكلت لحظة تحول فارقة، دفعتنا جميعًا إلى إعادة التفكير وتقييم الأدوات وأساليب العمل، حيث فرضت جائحة كورونا على المجتمعات واقعًا جديدًا، وكانت بمثابة جرس إنذار عالمي كشف بوضوح عن الحاجة العاجلة لإعادة النظر في كثير من السياسات والهياكل، ولم تعد الحلول التقليدية مجدية، وباتت المرونة والابتكار والتكنولوجيا من شروط البقاء والتقدم فقد تغيرت طريقة تفكير المجتمعات، وتبدّلت الأولويات، وأصبح التطوير الفوري والتحديث الشامل في القطاعات الحيوية كالتعليم والحماية الاجتماعية ضرورة لا تحتمل التأجيل.
 
وأكدت نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي أن  وزارة التضامن الاجتماعي أدركت أهمية البناء التكنولوجي كأداة استراتيجية لضمان العدالة الاجتماعية والاستدامة وتبنت نهجًا يقوم على الأخذ بمفردات العصر الرقمي، من تطوير قواعد بيانات دقيقة، وإطلاق منصات إلكترونية لخدمة المواطنين، إلى إدماج التكنولوجيا في برامج الدعم، والحماية والرعاية المجتمعية وأصبح التحول الرقمي ليس فقط وسيلة لتحسين الأداء، بل اداة  لتحقيق الشمول والاستهداف العادل للفئات الأولى بالرعاية، وبخاصة في المناطق التي عانت من التهميش أو ضعف البنية التحتية، فمن خلال برنامج الدعم النقدى المشروط تكافل وكرامة عملت الوزارة على تطوير قواعد بيانات قومية مميكنة، حيث يستفيد من البرنامج 4.7مليون اسرة تضم 20 مليون مواطن تقريبا فى كل محافظات مصر.

وتشترك وزارة التضامن الاجتماعي مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى تنفيذ  أعمال مبادر ة "قدوة- تك" لتمكين المرأة المصرية بهدف إعداد كوادر مؤهلة من السيدات والفتيات يقمن بدعم وتدريب أقرانهن فى مجتمعهن المحلي باستخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعداد لتنفيذ عدد من أنشطة رفع الوعى رقميا والتدريب ودعم القدرات الرقمية على العديد من المسارات منها مسار التسويق الرقمي.

فى ضوء تنفيذ الوزارة مبادرة لا أمية مع تكافل وما تقوم به المبادرة من تطوير أداء فرق العمل  قامت المبادرة بتنفيذ تدريبات لتطوير الكفاءات الرقمية لمعلمي محو الأمية من خلال برنامج كيفية الاستخدام الرقمي للمحتوي التعليمي لمعلم تعليم الكبار وكيفية الاستفادة من المنصات التعليمية وإنشاء محتوي تعليمي متفاعل للكبار، وتم تنفيذ عدد 22 ورشة عمل خلال العام لعدد 500 معلم موزعين على محافظات الجمهورية علي نفس الموضوعات وكيفية استخدامها داخل الفصول التعليمية الخاصة بالمبادرة .
 
وأشارت صاروفيم إلى أن التجربة المصرية فى التمكين الاقتصادى تمثل نموذجا متكاملا لتوحيد الجهود الوطنية من أجل تعزيز الشمول المالي وتسعى المنظومة إلى توفير بيئة مالية داعمة من خلال منصات رقمية متطورة وبرامج تمويل متنوعة وشبكة واسعة من القنوات المكانية والرقمية فاستخدمت العديد من الأدوات الرقمية من منصة تمكين للتكامل منع منظومات الإدخار والإقراض وتقديم قروض مالية وعينية وتطبيق تحويشة وبنية تحتية رقمية مؤمنة ومعتمدة مع استخدام اليات الذكاء الاصطناعى لإدارة البيانات والتقارير وتحليل البيانات.

كما أوضحت صاروفيم جهود وزارة التضامن الاجتماعي من خلال برنامج تنمية الطفولة المبكرة والتوسع في منظومة الحضانات وتكليفات السيد رئيس الجمهورية بشأن التوسع في منظومة الحضانات والطفولة المبكرة، مؤضحة ان برنامج الطفولة المبكرة للفئة العمرية من يوم إلى ٤ سنوات كإحدي أولويات العمل للوزارة انطلاقا من رؤية للاستثمار فى البشر وبما يعمل على تعزيز القدرات البشرية والمهنية للقائمين على هذا القطاع، فضلا عن أن الاهتمام بالتوسع فى الحضانات يدفع ببرامج التمكين الاقتصادي ويدعم  المرأة فى تحقيق النجاح و يتيح لها  الفرصة للخروج لسوق العمل. الطفولة المبكرة  وان الوزارة بصدد إجراء مسح شامل للحضانات على مستوى الجمهورية.

وفى ختام كلمتها أكدت نائبة وزيرة التضامن الاجتماعى أن تلك  الجهود العديدة تعكس التزام الوزارة بتحقيق رؤية الدولة نحو عدالة اجتماعية رقمية، تكون فيها التكنولوجيا وسيلة للدمج الاجتماعي والاقتصادي، حيث الإيمان بأن التكنولوجيا هى إحدى الأدوات الأساسية فى تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة و بناء أنظمة حماية اجتماعية ذكية ومترابطة، تخدم الفئات الأولى بالرعاية بكفاءة وعدالة.

ومن جانبه أعرب الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” عن سعادته باليوم حيث إن  أهمية هذا الموضوع تنبع من حجم التحديات التي فرضتها الجائحة، حيث شهد العالم تداعيات اقتصادية وصحية وتربوية عميقة، ألقت بظلالها على كل الفئات، وفي مقدمتها الأطفال.

فقد توقّف أكثر من 1.5 مليار طالب في 165 دولة عن الذهاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، وهو ما يمثل قرابة 90% من طلاب العالم، ما يستدعي وقفة علمية وتأملية جادة.

وأشار إلى أنه منذ اللحظات الأولى للأزمة، بادر المجلس العربي للطفولة والتنمية ومؤسساته إلى دراسة تأثيرات الجائحة وتحويلها إلى فرصة للتغيير، انطلاقاً من الإيمان بأن التحديات الكبرى قد تكون مدخلاً للتحول الإيجابي، إذا ما تمت مواجهتها بالإبداع والابتكار، وتسخير أدوات التكنولوجيا والرقمنة لبناء مستقبل تعليمي أكثر عدالة وشمولاً واستدامة، مشيرا الى التحولات السياسية والاجتماعية العالمية، وبأزمات اقتصادية ومناخية متلاحقة، ستؤثر على الأجيال القادمة ما لم نُسرع في العمل والتكيف ووضع حلول استباقية.

وأشار الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” إلى أن  هذه الدورة من الجائزة جاءت لتؤكد على أهمية هذا المسار، حيث بلغ عدد الأبحاث المقدمة 57 بحثًا من 12 دولة عربية، فاز منها 4 أبحاث قدمها 8 باحثين، عكست جميعها وعياً علميًا عاليًا وطرحًا موضوعيًا بنّاءً.

وتجلت من خلالها ضرورة تمكين الأطفال بمهارات القرن الحادي والعشرين، لا سيما المعرفية والرقمية منها، لضمان تهيئتهم لمستقبل سريع التحول.

كما أن التعليم في عالم ما بعد كورونا يستوجب العمل على تطوير منظومة التعليم برؤية شاملة، تشمل التوسع في التعلم الرقمي، وتحسين البنية التحتية، وتحديث المناهج، وتطوير مهارات المعلمين، وتعزيز دور الأسرة والمجتمع في دعم العملية التعليمية، مؤكدا على اهمية مواصلة دراسة أثر الرقمنة والذكاء الاصطناعي على الأطفال، وتوجيه هذه الأدوات لما يخدم تنمية مهاراتهم، دون أن نغفل الآثار النفسية والاجتماعية المحتملة، وضرورة وضع قواعد استخدام مسؤولة وآمنة تحمي الطفل وتثري تجربته التعليمية.

ووجه الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” تحية  خاصة إلى الباحثين الشباب، الذين يُمثّلون الأمل المتجدد للمجتمعات، فاستمرارهم في البحث العلمي، رغم التحديات، هو بحد ذاته إنجاز. وحثهم على مواصلة هذا الطريق بإصرار، لأن الفكر الحرّ والبحث الرصين هما أدوات بناء الحاضر وصناعة المستقبل مثمنا الدور الجوهري الذي يضطلع به المعلمون وأولياء الأمور في دعم العملية التعليمية، خاصة خلال فترات الأزمات، فأنتم الحاضنة الأولى لبناء الطفل، وركن أساسي في تطوير منظومة التعليم، ونثق أن شراكتكم الفاعلة ستظل حاسمة في تحقيق أهدافنا التنموية.

طباعة شارك نائبة وزيرة التضامن وزارة التضامن أهمية البناء التكنولوجي

مقالات مشابهة

  • تسليم الدورة الثالثة لجائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية
  • خطة وزاريّة لملف النزوح امام مجلس الوزراء قريباً
  • الخارجية الإيرانية: الاحتلال يستهدف الأطفال والمستشفيات خلال عدوانه العسكري
  • نساء غزة.. فقد وألم وحياة مأساوية لا تنتهي
  • 5 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين في خان يونس
  • شهداء من ضحايا المساعدات في غزة وسوء التغذية يفتك بالأطفال
  • كريم محمود عبد العزيز يحتفل بعيد ميلاده.. مشوار فني من الطفولة إلى النجومية وحياة أسرية هادئة
  • تحذير : سحب 3 منتجات أطفال غير آمنة من الأسواق التركية بسبب مخاطر صحية كبيرة
  • شهداء وجرحى في قصف الاحتلال مناطق متفرقة من قطاع غزة
  • إسرائيل تتجاهل اعتراض صاروخ يمني سقط بالضفة