انهيار الغطرسة الصهيونية بين أزقة طهران
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
خالد بن أحمد الأغبري
الشعوب الإسلامية التي تعيش تحت وطأة الظلم والجحود والقهر بوجود البعض من جبابرة العصر وغطرستهم (كالصهاينة ومن شايعهم والمنافقين ومن ساندهم)، أصبحت تصارع الحياة بين ذلك الضمير الحي الذي تحركه المشاعر الإنسانية والقيم الأخلاقية ذات البعد الديني والإنساني، وبين القيود التي تفرضها بعض الأنظمة المتغطرسة التي تحكمها بطريقة دكتاتوريّة تنشط وتتفاعل معطياتها خارج المحاور والقواعد الشرعية والمبادئ الإنسانية.
وهي من الجانب الإيماني ومسارات العقيدة والإحساس بالمسؤولية تجاه البشرية، ترى بأنَّ فرض هذه القيود والخضوع لها يجعلها تصطدم مع حقوقها المشروعة وتسيئ إلى خالقها وتعبث بالمصالح العامة بطرق مختلفة ومتنوعة. وفي نهاية المطاف سوف تؤدي بها الحياة الفانية إلى الحياة الأبدية والوقوف أمام العدالة الإلهية التي سوف يحاسب من خلالها ذلك الإنسان حسابًا عسيرًا وشديدًا بحيث يتم استجوابه عمّا قدمه من خير أو ما أكتسبه من شر في (يوم لا ينفع مال ولا بنون)، وعندما يَمثُل هذا الإنسان بين يدي خالقه جلّت قدرته، فيَصدر الحكم الإلهي ضده علانية وبصورة فردية (كل نفس بما كسبت رهينة) … (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)، وذلك وفق دستور رباني عادل وواضح وشامل ومُتكامل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. مبني على قواعد إلهية ثابتة وعلمية ومعرفية ونهج راسخ ونظام محكم غير قابل للمساومة أو التغيير أو النقض أو الطعن بقدر ما هو كتاب مفتوح لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فيعطى هذا الإنسان كتابه ويقال له (كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)؛ فعليك أن تتصفحّ كتابك هذا بعناية، وتُمعن النظر فيه، لتجد من بين أسطره ومن ضمن مخرجاته تلك الصفحات السوداء والعلامات الغامقة التي تظهر مفردات تلك الخطوط العريضة والمؤشرات المميزة والتي تُبين بصورة واضحة وجلية ودقيقة تلك الوقائع والأحداث التي تم ضبطها وتسجيلها على خلفية أعمال هذا الإنسان وتداعياته بدقة متناهية وبشهادة معتمدة لا إفراط فيها ولا تفريط، وكأنه يقوم مُجبرًا لا مخيرًا بمراجعة أعماله دقيقها وجليلها وصغيرها وكبيرها؛ وهو يُطالع سيرته الذاتية الشاملة بكل تفاصيلها، بما فيها من إخفاقات سلبية، وأفعال حميدة وأعمال صالحة، وبسبب تهور الإنسان ذاته وإخفاقاته قد تذهب حسناته سدًا وتتقاسمها تلكم السيئات والموبقات والعثرات والهفوات، ويبقى هو حائرًا ومتحسرًا ونادمًا فيما ارتكبه من ذنوب ومعاصٍ وسيئات أعاذنا الله منها ومن تبعاتها؛ حيث يسأل المرء عن شبابه فيما أبلاه وعن عمره فيما أفناه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل به؟
وعلى الجانب الآخر، فإنه من يُمعن النظر في مستويات البشر يراهم متفاوتين في نهجهم ونظرتهم وتصرفاتهم فيما يرتكبونه من حماقة وإجرام وأعمال مُشينة ووحشية لا تليق بالإنسان العاقل من حيث المسؤولية الدينية والشرعية والأخلاقية والقانونية؛ بل تجدهم يقومون بأفعال مزرية ومحرمة يغلب عليها طابع الإجرام وعدم ضبط النفس وذلك وفق منهجهم السيئ والعربدة التي يمارسونها من خلال غطرستهم وتكبرهم وجبروتهم، متخذين من مواقع المسؤولية التي يمارسونها مسرحًا للجريمة ومظلة للفساد وقتل الأطفال والنساء وكبار السن حتى أولئك الأطفال الذين يسعون لأخذ رغيف خبز لإنقاذ حياتهم من الجوع لم يسلموا من القتل المتعمد وانتهاك حقوقهم دون ورع ولا خوف ولا رادع، بينما هناك وللأسف أشخاص يدافعون عن هؤلاء القتلة ويحرضونهم على المزيد من الممارسات البشعة وهم يدعون تطبيق العدالة والديمقراطية كذبًا وزورًا، في الوقت الذي يدعمون فيه هذا الكيان الصهيوني لقتل الأبرياء وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة وإشاعة الفوضى والعنجهية أمام أعين الجميع في خطوة تعكس ازدواجية المعايير وتغيير الواقع وقلب الحقائق لأجل تحقيق مصالح هذا الكيان المتكبر وتشجيعه على ممارسة تلك الجرائم والانتهاكات الوحشيّة بصورها وابعادها وواقعها المؤلم.
بينما الأمة الإسلامية تتألم وتعيش تلك المأساة العميقة التي ظلت تعاني منها عقود من الزمن ثم تطورت أحداثها فيما يشاهده العالم من انتهاكات وقتل ودمار في غزة وفي الكثير من أراضي الدول الإسلامية، حينها جاء الصهاينة على أثر تلك الخلفية العنصرية دون سابق إنذار ليقتحموا الحدود الدولية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في انتهاك صارخ للقانون الدولي بدافع العربدة التي تفتقر حيثياتها إلى العقلية والاتزان، والبعد الأخلاقي والسياسي والإنساني.
وفي مغامرة خارجة عن مسارات القانون والعرف الدولي بما تشكله من نزعة شيطانية متهورة تعتمد على أذرعها الظالمة، وتُزاحم أهل الحق في حقوقهم وأهل الديار في ديارهم وممتلكاتهم لتظهر الغلبة عليهم وتتقاسم معهم أرزاقهم ومعيشتهم وممتلكاتهم وتدمر حياتهم بالأسلحة الثقيلة والفتاكة وتغتال من يدافعون عن وأوطانهم وشرفهم وعرضهم وتنتهك بذلك حقوقهم وتقتل الآمنين منهم ومن بينهم الأطفال والنساء وكبار السن بطرق وحشية وبأسلحة محرمة لكي تبث لهم مدى قدرتها على بث الرعب والخوف والقلق ولتظهر مدى عمق الإجرام والغطرسة والتحكم في مصالح الناس.
وبعد ما فوجئت القيادة الإيرانية باغتيال الكثير من القيادات الحكومية المؤثرة في صفوف القادة العسكريين والسياسيين والأمنيين مع ضرب المنشآت الحيوية والعسكرية والأمنية والمفاعلات النووية لزعزعة أمن واستقرار الدولة واختراق أجهزتها الأمنية والدفاعية وذلك من أجل بسط نفوذ الدولة الصهيونية على المنطقة.. تحركت الحكومة الإيرانية للدفاع عن نفسها وعن دولتها ومصالحها، فكان الرد الإيراني على تلك البلطجية رد موجع ومؤثر ومؤلم ومبارك من قبل الشعب الإيراني وأصدقائه والداعمين له، وفي ضوء ذلك التحرك الدبلوماسي لحكومة إيران أعلنت شقيقتها الحكومة الباكستانية الموقف الرسمي للحكومة لمؤازرة ومساندة الحكومة الإيرانية للتصدي لهذا العدوان الغاشم لضمان حقوق إيران وسلامة أراضيها، وهو موقف مشرف يشكرون عليه.
ومن هذا المنطلق يتطلع أبناء الأمة الإسلامية لأن تضطلع هذه الأمة بدورها الريادي في خطوة مباركة ومدعومة من قبل أبنائها لتستلم زمام المبادرة وتحافظ على حقوقها ومكتسباتها وتدعو إلى وحدة شاملة ومتكاملة الأبعاد تتمثل في شراكة استراتيجية تتحد من خلالها الدول الإسلامية وتتوحد في قيام اتحاد منظم وفاعل مبني على أرضية ثابتة وقواعد متينة وأنظمة وقوانين هادفة وراسخة، وذلك على غرار أنظمة وقوانين الاتحاد الأوروبي، وذلك من أجل صد التمدد الصهيوني ومواجهة تلك التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وممارسة مسؤولياتها وواجباتها والدفاع عن نفسها وعن أراضيها وضمان حقوقها والمحافظة على مكتسباتها وتفعيل دورها الوطني فيما يتعلق بمصالحها وأمنها واستقرارها واستقلالها مع خلق بيئة جاذبة للاستثمار فيما بينها.
إن الأهداف المرجوة من هذا الاتحاد في حالة التوافق عليه.. تقوم على أساس تحقيق تعاون استراتيجي يشمل كافة المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، كما أنه يشمل كافة القطاعات والمجالات الخدمية بما في ذلك القطاع الصحي والتعليم والدراسات العليا والقطاع الصناعي، إضافة إلى مختلف مجالات التنمية المستدامة والبنى التحتية.
وعلى جانب من الأهمية وما يثير الامتعاض والأسى، ذلك التحيز والمواقف المتباينة في مسألة تبني مشاريع المفاعلات النووية؛ وذلك عندما يسمح للبعض بإقامتها فيما حُظرت عن البعض الآخر بسبب أيدولوجيتهم العرقية أو الدينية، في إشارة واضحة إلى عمق هذا التحيز والاستبداد وبما ما يدعو إلى إثارة الخلافات والنزاعات الإقليمية والدولية بصورة مباشرة وغير مباشرة.
نعلم أن الصراع الذي نشأ على خلفية الأحداث الراهنة وما سبقها من تجاوزات وانتهاكات وما يعيشه العالم من خلال هذه الأوضاع القائمة على الغطرسة وانعدام الحوار الإيجابي والذي نتج عنه تلاشي كل المعايير والقيم الانسانية والسياسية والقانونية وبقيت أبوابه مفتوحة بتجاه الفوضى والعنجهية والهمجية كما بقيت معطيات الحياة متردية وهي بين مد وجزر في الوقت الذي بقيت فيه المعاناة شديدة وذات تفاعل سلبي عميق ومؤثر على المستويين المادي والمعنوي.
نسأل الله أن يجبر بخواطر المظلومين ويمنحهم الصبر والقوة والعدالة لتحطيم قوى البغي والفساد إنه ولي كريم.. كما نسأله تعالى أن يحفظ عُمان سلطانا وحكومة وشعبًا وأن يُحقق تطلعات أبناء هذا الوطن لبناء مستقبلهم وازدهاره والنهوض بمسؤولياته تحفه عناية الله تعالى ورعايته، إن الله على كل شيء قدير.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الدفاع الجوي الإيراني يسقط عدداً من الطائرات الصهيونية
الثورة نت/..
تمكنت وحدات الدفاع الجوي الإيرانية اليوم السبت من تعقب وإسقاط عدد من الطائرات المعادية التابعة للكيان الصهيوني في بندر لنكه وبندر عباس جنوب البلاد.
وطبقا لوكالة “تسنيم” الإيرانية؛ أعلنت العلاقات العامة لفيلق “عاشورا” في محافظة أذربيجان الشرقية، إسقاط سادس طائرة مسيّرة تابعة للكيان الصهيوني، في وقت أذان المغرب بواسطة الدفاع الجوي في المحافظة.
كما تمكن الدفاع الجوي الإيراني حتى الآن من إسقاط طائرة حربية من طراز F-35 و6 طائرات مسيّرة تابعة للعدو الصهيوني، وفقا للمصدر عينه.
وأعلن مقر الدفاع الجوي في غرب إيران عن إسقاط 12 طائرة مسيّرة هجومية واستطلاعية تابعة للكيان الصهيوني في محافظة همدان.
ووفقًا للعلاقات العامة للدفاع الجوي في المنطقة الغربية، فقد تم التعرف على هذه الطائرات من قِبل كوادر الدفاع الجوي وإسقاطها، وقد عُثر على حطام 8 طائرات منها، وتم تسليمها إلى قيادة الدفاع المركزية.
وأشار البيان إلى أنه رغم تضرر بعض الأنظمة الدفاعية منذ بدء العدوان، إلا أنه تم إصلاحها أو استبدالها سريعًا.
كما أعلن المتحدث باسم لجنة إدارة الأزمات في محافظة قم، إصابة إحدى القواعد العسكرية القديمة والمُخلاة بصاروخ أُطلق من الكيان الصهيوني.
وذكر أن الحادث أسفر عن إصابة شخص واحد، وأن القاعدة كانت مهجورة وتقع على طريق قم – أراك، كما أكد عدم تأثر حركة المرور في هذا الطريق بالحادث.