الثورة نت/وكالات قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إن لندن ستتبع الإجراءات القانونية الواجبة إذا زار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المملكة المتحدة، بعدما صدر أمر اعتقال بحق الأخير من المحكمة الجنائية الدولية. وأكد لامي، تقيد بلاده الدائم بالالتزامات التي يوجبها القانون الدولي الإنساني، وذلك في معرض رده على سؤال فيما إذا كانت ستلتزم بمذكرتي الاعتقال الصادرتين من المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو ووزير الحرب المُقال يوآف غالانت، على خلفية الجرائم المرتكبة في غزة.

وأضاف لامي: “نحن طرف في نظام روما الأساسي وتقيدنا دائما بالتزاماتنا التي يوجبها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”. وتابع: “بالطبع، إذا حدثت مثل هذه الزيارة إلى المملكة المتحدة، فستكون هناك عملية قضائية، وسيتم اتباع الإجراءات القانونية الواجبة ذات الصلة بهذه القضايا”. وحسب نظام روما الأساسي، المعاهدة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية، تلتزم الدول الأعضاء بالتعاون الكامل معا، بما في ذلك تنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عنها، حيث يُعد هذا التعاون ضروريا لنجاح عملها ومكافحة الإفلات من العقاب. وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلَّفت نحو 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: غالانت نتنياهو

إقرأ أيضاً:

الزايدي بين الاعتقال والعبور.. رسالة حوثية مشفّرة للقبائل أم تهرّب من الحساب؟

في المشهد اليمني المتقلب، كثيرًا ما تتجاوز الوقائع ظاهرها البسيط، لتُصبح بوابة إلى صراعات تحت السطح، وتحركات مدروسة تنطوي على رسائل سياسية مشفّرة. وهذا تمامًا ما يظهر في قضية اعتقال الشيخ محمد الزايدي في محافظة المهرة، أثناء محاولته العبور إلى سلطنة عُمان بطريقة غير معتادة، وبشكل أثار سيلًا من التساؤلات والشكوك.

الواقعة التي تزامنت مع اعتقال هشام شرف، وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا، في عدن، بدت وكأنها اختبار مزدوج لمستويات الاهتمام والتحشيد، حيث مرّ اعتقال شرف بهدوء شبه تام، فيما تحوّلت قصة الزايدي إلى قضية رأي عام في إعلام الجماعة، ورافقتها حملة توجيه ممنهجة، تحمل في طياتها ما هو أبعد من مجرد “توقيف شيخ قبلي”.

من هو محمد الزايدي؟

الشيخ محمد الزايدي ليس اسمًا هامشيًا في المعادلة اليمنية. بل هو أحد كبار مشائخ خولان الطيال، وركيزة رئيسية في البنية القبلية لجماعة الحوثيين. يتمتع بنفوذ قبلي، وحضور في المساحات التي تحتاج فيها الجماعة إلى وساطات أو شرعية اجتماعية، خاصة في مناطق مأرب وصنعاء والبيضاء. لعب الزايدي أدوارًا غير معلنة في تقريب الجماعة من شيوخ كانت مواقفهم ضبابية، وساهم في هندسة الكثير من الاتفاقات القبلية التي حيّدت بعض المناطق من الصراع.

ما يلفت الانتباه هو أن الزايدي، وفق مصادر متقاطعة، سافر سابقًا إلى سلطنة عُمان أكثر من مرة، وفي كل مرة كان عبوره يتم إمّا عبر مطار صنعاء، أو بموافقة أمنية مسبقة، سواء من جماعته أو من جهات أخرى. فلماذا تم توقيفه الآن؟ ولماذا لم يستقل الرحلة الأممية الوحيدة التي تعمل من مطار صنعاء، خاصة بعد توقف جميع الرحلات التجارية إثر استهداف الطائرات اليمنية من قِبل إسرائيل؟

العبور مقصودًا

اختيار الزايدي الطريق البري عبر محافظة المهرة، رغم وجود بدائل أكثر أمانًا، لا يبدو سلوكًا عفويًا. بل تشير المعطيات إلى أن المرور عبر أراضي الشرعية كان مقصودًا بحد ذاته، كجزء من سيناريو أُعد بعناية من قِبل الجماعة. فالسماح للزايدي بالخروج بهذه الطريقة، دون تأمين خروجه الكامل، يعني أن الجماعة إما أرادت له أن يُعتقل، أو أرادت خلق ضجة سياسية من خلالها.

لم تمر ساعات على اعتقاله، حتى اشتغلت ماكينة إعلام الحوثيين تصوّر الحادثة كـ"إهانة لقبائل خولان"، و"انتهاك للسيادة اليمنية"، بل حتى ذهب البعض إلى اعتبار ما حدث "خيانة" من جهات محلية في المهرة تخدم أجندات أجنبية.

لكن خلف هذا الضجيج الإعلامي، تكمن محاولة واضحة لتوظيف الحدث في تحشيد قبلي جديد، وخصوصًا في المناطق التي بدأت مؤخرًا تُظهر تذمّرًا من سلوكيات الحوثيين، وعلى رأسها خولان ومأرب.

جرح يخنق الحوثيين

تأتي هذه الضجة حول الزايدي بعد أيام قليلة من مقتل الشيخ عبدالله حنتوس في محافظة ريمة، على يد مسلحين حوثيين اقتحموا منزله وقتلوه بدم بارد، فقط لأنه وجّه انتقادًا لهم، وطالب بتصحيح بعض الممارسات الأمنية في المنطقة. الجريمة كانت صادمة، ليس فقط لبشاعتها، بل لأنها كشفت حجم الاستهتار بالقيم القبلية لدى جماعة تدّعي تمثيلها للشرف والكرامة.

كان يمكن للجماعة أن تعالج الحادثة بطريقة تُخفف من وقعها، مثل فتح تحقيق شفاف، أو معاقبة الفاعلين، لكن بدلاً من ذلك، أغلقت الملف تمامًا، وبدأت بالبحث عن قصة جديدة لصرف الأنظار، فكانت قضية الزايدي هي الورقة المناسبة.

يرى مراقبون أن الجماعة، عبر افتعال "إهانة شيخ خولاني"، تحاول حرف البوصلة من قضية دم إلى قضية شرف، ومن مذبحة ارتكبوها إلى اعتقال يتهمون به "الشرعية" والتحالف.

موقف حساس

إحدى النقاط المهمة في القصة هي محاولة الزايدي الوصول إلى سلطنة عُمان، الدولة التي تحتفظ بعلاقات مفتوحة مع جماعة الحوثي، وتستضيف عددًا من قياداتها. في حال تم تهريبه بطريقة غير رسمية عبر الحدود، فإن ذلك يضع عُمان أمام تساؤلات صعبة حول موقفها الحقيقي من قضايا التهريب والعبور السياسي.

ولا يُستبعد أن يكون الهدف من إرسال الزايدي إلى عُمان هو إيصال رسائل معينة، أو حتى التمهيد لوجود دائم له هناك، خصوصًا مع الحديث المتزايد عن صراعات داخلية داخل الجماعة، ومحاولة بعض القيادات البحث عن ملاذات سياسية بديلة.

لعبة التوظيف السياسي

حين تم اعتقال هشام شرف في عدن، وهو وجه سياسي معروف داخل جماعة الحوثيين، لم يُسمع ضجيج إعلامي، ولم تُفتح حملات تضامن، رغم أهمية موقعه. لكن حين اعتُقل الزايدي، وهو شخصية قبلية، انفجرت كل منصات الجماعة بالصراخ والتحريض والاستنفار.

هذا التناقض يكشف الكثير: الجماعة لا ترى في زعمائها السياسيين قيمة حقيقية أمام الورقة القبلية، لأنهم يعرفون أن القبيلة ما تزال الورقة الأقوى في اليمن، سواء للتجنيد، أو للتحشيد، أو حتى لتثبيت النفوذ.

وبينما تموت ملفات حقوقية وإنسانية كبيرة في صمت، يجري اليوم تضخيم ملف الزايدي لخدمة أجندة حرب، في وقت لا تزال فيه دماء الشيخ حنتوس تُنادي من ريمة، بلا استجابة.

الحوثي تحت الضغط

الحوثيون اليوم في وضع داخلي صعب: نزيف ثقة من القبائل، تململ في الشارع، فضائح متراكمة، وانكشاف خارجي متزايد. لذلك ليس غريبًا أن يبحثوا عن "أزمة مصطنعة" يعيدون بها اصطفاف القبائل، ويغطّون بها جرائمهم المتتالية.

لكنّ وعي الناس تغيّر، ومثل هذه الحيل لم تعد تنطلي على قبائل دفعت ثمن الحرب كثيرًا، وتشهد كل يوم وجوهًا جديدة من القمع والازدراء، حتى من داخل من كان يُفترض أنهم حلفاؤهم.

قصة الزايدي قد تصنع ضجيجًا إعلاميًا، لكنها لن تمحو جريمة حنتوس، ولن تُعيد ما تبقى من هيبة جماعة باتت تتخبط بين فضائح الداخل وضغوط الخارج.

مقالات مشابهة

  • نقابة الصيادلة توقع اتفاقية تعاون مع شركة الحوسبة الصحية الدولية لربط الصيدليات بنظام الفوترة الوطني
  • الزايدي بين الاعتقال والعبور.. رسالة حوثية مشفّرة للقبائل أم تهرّب من الحساب؟
  • الشيخ عبدالله: نُطالب المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية
  • السودان يطالب المحكمة الجنائية الدولية بإضافة عناصر من دول خارجية إلى التحقيق لدورهم في التحريض على الحرب
  • المحكمة الجنائية الدولية: أدلة على استمرار ارتكاب جرائم حرب في دارفور
  • 20 مليون دولار تعويضاً لاعتقال قائد احتجاجات فلسطين في أمريكا
  • العفو الدولية: التكنولوجيا الرقمية تزيد الإقصاء للفئات المهمشة في بريطانيا
  • الجنائية الدولية: هناك أدلة على استمرار ارتكاب جرائم حرب في دارفور
  • غروندبرغ: الهجمات الحوثية الأخيرة في البحر الأحمر تهدد الملاحة الدولية وتنتهك القانون الدولي
  • ملف الأسرى الفلسطينيين يدخل الجنائية الدولية ومطالب بمذكرات اعتقال جديدة لإسرائيليين